█ "*كنت أعود إلى زنزانتي بعد ساعات التحقيق المركبة يقودني جلاد فظ يطاردني بالسياط والسباب وفي الزنزانة التي تشبه القبر اتكىء بظهري جدارها الحجري واهن الجسد معذب الرّوح منهك الحواس من شدة الضرب والتعذيب أضع رأسي بين ركبتي أختبئ نفسي ومن العيون ترقبني أتمنى ألا يرى ضعفي أحد رفقاء المحنة لكنّ عجزي مفضوح رغم العتمة الخور يتسلل حتى يسيطر ذاتي المحطمة كتاب أرني أنظر إليك مجاناً PDF اونلاين 2025 تضطرب أنفاسك وتيمِّم بصرك شطر الجبال الشَّامخة قبالتك يجفُّ لعابك وينعقد لسانك كم مضى عليك دهور مذ خاطبته آخر مرَّة؟ لقد ظلَّ قرارك الأخير بعبادة خالقك طريقتك معلَّقا مرَّت بك ليالٍ عجافٍ لم تفلح فيها مناجاته محاولاتك؟ نسيت كيف تكون خلوة العبد بربِّه؟ أم أنَّك لا تعرف سبيلا غير الطُّرق القديمة نفرتها؟ كنت يوما حيَّ بن يقظان جزيرة مهجورة فهل يسعك هذه اللَّيلة أن موسى؟ تهمس بصوت خافت يسمعه غيرك السُّكون المخيِّم حولك لكنَّك تدرك يقينا أنَّه يحصي حركاتك وسكناتك ولا يفوته شيء خلجاتك تخرج حروفك مرتبكة باهتة مثل زفرة طويلة متعبة: يا ربُّ إلهي خالقي أيًّا كان اسمك إليك!