█ كتاب احببت فلسطينيا مجاناً PDF اونلاين 2024 وصف الرواية : هي رواية تتمحور حول قصة عاطفية تدور احداثها رحاب إحدى كليات الحقوق بتونس العاصمة بين فلسطيني وفتاة تونسية من أم سورية يلتقيان صدفة ليقع كل منهما حب الآخر صداقة تجمع العاطفة والمغامرة ولكن القدر يحول دون أن تتواصل هذه العلاقة بسبب مرض الفتاة بداء عضال
❞ ذهب وتركها لوحدها تنظر اليه مستغربة....صامتة...بقيت مذهولة من تغيره المفاجئ...من تصرفاته... من كلماته...ظلت تنظر اليه عن بعد...تتأمل خطواته وهو يبتعد عنها شيئا فشيئا...شيء ما جعلها تصمت وهي تنظر اليه...شيء ما جعل لسانها يثقل عن مناداته....شيء ما دفعها الى الثبوت في مكانها دون حركة...فضلت ألا تذهب اليه...ألا ترجوه...ألا تتوسله...ألا تحادثه...ولا تلاحقه...
وماذا يفيد العتاب حين تبرد القلوب؟
˝شعرت ببرود شديد في قلبي نحوك...
قتلت اللهفة بداخلي...
شيء ما في تغير نحوك...
شيء ما انطفأ بيننا...
هل هكذا يموت الحب؟
هل ينتهي الحب بانتهاء اللهفة والحماس تجاه الطرف الاخر؟
لم تعد الاسئلة تجدي نفعا...ولم يعد للوم معنى..كنت اتساءل لم تغيرت هكذا فجأة دون ان أسألك؟
وما الفائدة؟ ما دمت مقتنعا بكل ما تقوم به؟ . ❝
❞ اخاف الصيف...لا اقصد مجيء الصيف في حد ذاته انما اخاف نفسي وما تصبح عليه حين قدوم هذا الفصل الجامح الذي يأخذ بطريقه كل شيء جميل بداخلي ... ثمة دراسة تقول أن مزاجنا في الصيف يصبح حادا اكثر وثابتا أقل... بحيث يصعب علينا ان نسيطر عليه فلا نقدر على التحكم به ولا ندرس ردود افعالنا قبل ان نقوم بها... ربما بذلك يمكننا ان نفسر اعصابنا المتعبة وعقولنا المرهقة من شدة التفكير الذي ينتابنا في هذا الفصل من السنة..
ويمكننا ان نبرر إنفلات الامور من قبضتنا وعدم قدرتنا على احكام السيطرة على ما يحدث حولنا ...ويمكننا ان نفهم مزاجنا المتقلب الذي يتغير كل لحظة واخرى...
هو فصل مزاجي بإمتياز يجعلنا أشبه به على عكس كل الفصول الاخرى يلبسنا ثوب جنونه...ينقل لنا عدوى حرارته ...فنهرب من أجسادنا الحارة مثله كل يوم الى شيء ما ينسينا حره وصعوبة التأقلم معه....
يمكنني ان اعترف صراحة أنني أكره الصيف...اكره بهجة لياليه المزيفة التي لا تشبه اعماقنا...فنحاول التشبه بها ونتصنع السعادة والانطلاق...
وكسل صباحاته وقيلولته المضجرة التي لا يراودني فيها النوم كما الجميع...و ضجر مساءاته الكئيبة وغروبه الطويل المحزن ...
يمكنني ان اعترف حقا أنني لا أحبذ حركة الاجرام ودوران الكواكب في هذا الفصل فلا اتوافق مع ابراجه ولا استحسن بطئ حركة الشمس فيه و طول غروبها ووحشية اشعتها التي تشعرني بأنني احترق ببطئ او اتعرض للشواء
...
يمكنني ان اعترف حقا انه فصل لا يشبهني بشيء ولا اشبهه في شيء...اقضيه هاربة من جسدي...من ذاكرتي...من افكاري التي تحاصرني ومن ذهني الذي سيقضي علي كل لحظة بصور لا أرغب في رؤيتها وذكريات لا أحبذ استرجاعها..
اقضيه وحيدة وسط الملايين..أبحث عن شيء ما يملأ فراغي كي اعتزل تفكيري المجهد وانسى أو اتناسى وحدتي وسهري وسهادي بلا انيس ولا مؤنس..أظن أنني أشبه الجميع في ذلك نوعا ما والا فلم أرى كل هؤلاء من حولي يهربون من بيوتهم وعقولهم واجسادهم الى الشوارع والنزل والملاهي والشطآن لولا انهم يحاولون تناسي ملله والتأقلم مع طول أيامه والانسجام مع اوقاته التي تتخلها رتابة رهيبة؟ فالاغنياء يهربون من كل هذا الى جميع وسائل الترفيه متناسين اموالهم الطائلة التي تذهب فداء تحسين مزاجهم دون اهتمام منهم..والاخرون يحاولون البحث عن عمل كمورد للمال الذي يحتاجونه أو البحث عن وسائل ترفيه تتناسب مع دخلهم وتتلائم مع فقرهم وحاجتهم..في الصيف تظهر جلية الفوارق الاجتماعية بين الناس... فيتذكر البعض خصاصتهم واحتياجهم الذي يمنعهم من العيش كما يرغبون بينما لا يمتلك البعض الآخر الوقت لكي يتذكروا ثرائهم الفاحش الذي انعم به الله عليهم دون تقديرهم قيمته فيواصلون متعتهم وفجورهم بلا مبالاة...
ووسط كل هذا نظل نبحث عن شيء يصنع معنى للوقت الذي يمر من حياتنا دون عودة فهل لنا قضاء هذا الفصل لولا انتظارنا الدائم لقدوم الفرج بمجيء الخريف؟ . ❝
❞ مر الشتاء واتى شهر نيسان...
عدنا من عطلة شهر اذار المطولة...كانت جحيما بالنسبة لي...لم أراك طوال تلك العطلة...ولم أغادر الحمامات مطلقا....
كان كل شيء رتيبا مملا في غيابك...كل شيء من حولي يتوق الى حضورك..كم تصنع بهجتي... كم تصبح الدنيا اجمل حين ارى كل ما حولي من خلالك..وكم يرق قلبي حين يسقط نظري على عينيك...
لكن لم اكن اقدر على ان اخبرك بذلك...ليس بي جرأة تمكنني من ذلك...
كان اليوم الاخير قبل فترة المراجعة...غادرنا الكلية سويا واخذنا طريق محطة المترو سيرا على الاقدام . ❝