█ كتاب غرامة تأخير مجاناً PDF اونلاين 2024 اغتنم حياتك النفيسة واحتفظ بأوقاتك العزيزة وأعلم أن مدة محدودة وأنفاسك معدودة فكل نفس ينقص به جزء منك والعمر كله قصير والباقي من يسير وكل منه جوهرة نفيسة لا عدل لها ولا خلف منها فإن بهذه الحياة اليسيرة خلود الأبد النعيم أو العذاب الأليم وإذا قست هذه الزائلة بخلود علمت كل يعدل أكثر ألف عام نعيم قدر له وما كان هكذا فلا قيمة تضيع جواهر عمرك بغير عمل تذهبها عوض واجتهد يخلو أنفاسك إلا طاعة قربة فإنك لو معك الدنيا لساءك ضياعها فكيف تضيّع ساعاتك وأوقاتك ؟ وكيف تحزن الضائع
❞ و تأمل قول الله المُعْجٍز يصف صاحب القلب القاسي: ( و أحاطت به خطيئته) أي استولت عليه، و شملت جميع أحواله حتى صار محاطاً بها لا ينفذ إليه من حوله شيء، و ذلك أن من أذنب ذنباً و لم يُقلع عنه جرَّه ذلك إلى العودة لمثله، و الانهماك فيه، و ارتكاب ما هو أكبر منه؛ حتى تستولي عليه الذنوب، و تأخذ بمجامع قلبه، فيتحول طبعه مائلاً إلى المعاصي، مستحسناً إياها، معتقداً أن لا لذة سواها، مُبغٍضاً لمن يحول بينه و بينها، مُكذّباً لمن ينصحه بالبعد عنها.
[....]
فتصبح ذنوبه كالخيمة تحجب عنه كل شيء: نظر الله إليه، و نعيم الجنة المنتظر، و عذاب النار المترقٍّب، و كيد إبليس المتحفٍّز، و حسرة الملائكة المشفقة, كل ذلك يغيب عنه عند وقوعه في الذنب ولا يراه . ❝