█ كتاب الرسالة القبرصية ذلك الدين القيم مجاناً PDF اونلاين 2025 رسالة مُترجَمة إلى اللغة الألمانية كتبها شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وجَّهها ملك قبرص يطالبه فيها بالإحسان أسرى المسلمين وإطلاق سراحهم كما يُخاطبه شأن وأمر المعتقد وتمتاز بأسلوب يجمع بين الشدة واللين تطوي ثناياها عزة وأنفتهم وحميتهم دينهم الزمن من: أحمد تيمية إلى: سرجوان عظيم أهل ملته ومن تحوط به عنايته من رؤساء وعظماء القسيسين والرهبان والأمراء والكتاب وأتباعهم سلام اتبع الهدى أما بعد: فإنا نحمد إليكم الذي لا إله إلا هو إبراهيم وآل عمران ونسأله أن يصلي عباده المصطفين وأنبيائه المرسلين ويخص بصلاته وسلامه أولي العزم الذين هم سادة الخلق وقادة الأمم خصوا بأخذ الميثاق وهم: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد سماهم تعالى كتابه فقال عز وجل « شرع لكم ما وصى نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا أقيموا ولا تتفرقوا فيه كبر المشركين تدعوهم إليه يجتبي يشاء ويهدي ينيب » وقال وإذ أخذنا النبيين ميثاقهم ومنك مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما » ونسأله يخص بشرائف صلاته خاتم وخطيبهم إذا وفدوا ربهم وإمامهم اجتمعوا شفيع الخلائق يوم القيامة نبي الرحمة ونبي الملحمة الجامع محاسن الأنبياء بشر عبد وروحه وكلمته التي ألقاها الصديقة الطاهرة البتول لم يمسها قط: ابنة مسيح عيسى الوجيه الدنيا والآخرة المقرب عند المنعوت بنعت الجمال والرحمة لما انجر بنو إسرائيل فيما بعث موسى نعت الجلال والشدة وبعث الخاتم الكمال المشتمل الكفار بالمؤمنين والمحتوي الشرائع والمناهج كانت قبله صلى عليهم وسلم أجمعين بعد: فإن خلق بقدرته وأظهر فيهم آثار مشيئته وحكمته ورحمته وجعل المقصود خلقوا له أمرهم عبادته وأصل معرفته ومحبته فمن هداه صراطه المستقيم آتاه رحمة وعلما ومعرفة بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ورزقه الإنابة والوجل لذكره والخشوع والتأله فحن حنين النسور أوكارها وكلف بحبه كلف الصبي بأمه يعبد إياه رغبة ورهبة ومحبة وأخلص دينه لمن رب الأولين تبصرون عالم الغيب والشهادة أمره أراد شيئا يقول كن فيكون يتخذ دونه أندادا كالذين اتخذوا دون يحبونهم كحب والذين آمنوا أشد حبا لله ولم يشرك بربه أحدا وليا شفيعا ملكا نبيا صديقا [ إن كل السموات والأرض آتي الرحمن عبدا لقد أحصهم وعدهم عدا وكلهم آتيه فردا] فهنالك اجتباه ربه واصطفه وآتاه رشده ن وهداه اختلف الحق بإذنه فإنه يهدي صراط مستقيم و ذلك: الناس كانوا بعد آدم عليه السلام وقبل التوحيد والإخلاص كان أبوهم أبو البشر حتى ابتدعوا الشرك وعبادة الأوثان بدعة تلقاء أنفسهم بشبهات زينها الشيطان جهة المقاييس الفاسدة والفلسفة الحائدة قوم زعموا التماثيل طلاسيم الكواكب السماوية والدرجات الفلكية والأرواح العلوية وقوم اتخذوها صورة والصالحين جعلوها لأجل الأرواح السفلية الجن والشياطين مذاهب أخرى وأكثرهم لرؤسائهم مقلدون وعن سبيل ناكبون فابتعث نبيه يدعوهم عبادة وحده شريك وينهاهم سواه وإن أنهم يعبدونهم ليتقربوا بهم زلفى ويتخذوهم شفعاء فمكث ألف سنة خمسين عاما فلما أعلمه أنه لن يؤمن قومه قد آمن دعا فأغرق الأرض بدعوته وجاءت الرسل بعده تترى عم دين الصابئة والمشركين النماردة والفراعنة ملوك شرقا وغربا فبعث إمام الحنفاء وأساس الملة الخالصة والكلمة الباقية: خليل فدعا الإخلاص ونهاهم والأصنام وقال وجهت وجهي للذي فطر حنيفا أنا » وقوله أفرأيتم كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون فإنهم عدو لي العالمين خلقي فهو يهدين يطعمني ويسقين وإذا مرضت يشفين يميتني ثم يحيين أطمع يغفر خطيئتي معه لقومه «إنا برآء منكم ومما كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا تؤمنوا بالله » فجعل والمرسلين بيته لكل خصائص ورفع بعضهم فوق بعض درجات وآتى كلا الآيات مثله فجعل لموسى العصا حية ابتلعت صنعت السحرة الفلاسفة الحبال والعصي وكانت كثيرا وفلق البحر صار يابسا والماء واقفا حاجزا اثني عشر طريقا عدد الأسباط وأرسل القمل والضفادع والدم وظلل وعلى الغمام الأبيض يسير معهم وأنزل صبيحة كليوم المن والسلوى عطشوا ضرب بعصاه الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا علم أناس مشربهم وبعث أنبياء بني أحيا يديه الموتى ومنهم شفى المرضى اطلعه شاء غيبه سخر المخلوقات بعثه بأنواع المعجزات هذا مما اتفق جميع الملل وفي الكتب بأيدي اليهود والنصارى والنبوات عندهم وأخبار مثل أشعياء وأرمياء ودنيال وحبقوق وداود وسليمان وغيرهم وكتاب سفر الملوك وغيره معتبر وكانت أمة قاسية عاصية تارة يعبدون الأصنام والأوثان وتارة يقتلون بغير يستحلون محارم بأدنى الحيل فلعنوا أولا لسان داود وكان خراب بيت المقدس معروف كلهم ثم المسيح بن رسولا خلت وجعله وأمه آية للناس حيث خلقه غير أب إظهارا لكمال قدرته وشمول كلمته قسم النوع الإنساني الأقسام الربعة: فجعل ذكر أنثى وخلق زوجه حواء بلا سائرهم الزوجين الذكر والأنثى وآتى عبده والبينات جرت سنته فأحيا وأبرأ الأكمه والأبرص وأنبأ بما يأكلون يدخرون بيوتهم ودعا وإلى متبعا إخوانه مصدقا ومبشرا بمن يأتي وكان عتوا وتمردوا غالب اللين والعفو والصفح قلوب اتبعوه رافة ورحمة قسيسين ورهبانا فتفرق اتبعه الحواريين ثلاثة أحزاب: قوم كذبوه وكفروا وزعموا بغي ورموا أمه بالفرية ونسبوه يوسف النجار شريعة التوراة ينسخ منها شئ وأن شرعه فعلوه بالأنبياء الآصال النجاسات والمطاعم وقوم: غلوا وابن اللاهوت تدرع الناسوت نزل ابنه ليصلب ويقتل فداء لخطيئة وجعلوا الإله الأحد الصمد يلد يولد يكن كفوا أحد: ولد واتخذ ولدا وأنه حي عليم قدير جوهر واحد أقانيم الواحد أقنوم الكلمة وهي العلم هي تدرعت البشري مع بأن أحدهما يمكن انفصاله الآخرين جعلوه إلاهات متباينة وذلك يقولونه وتفرقوا التثليث والاتحاد تفرقا وتشتتوا تشتتا يقر عاقل يجئ نقل كلمات متشابهات الإنجيل بينتها محكمات كلها تنطق بعبودية وعبادته ودعائه وتضرعه