█ كتاب المسلمون تجاه الحضارة الغربية مجاناً PDF اونلاين 2024 من الدعوة والدفاع عن الإسلام عنوان الكتاب: الغربية المؤلف: أبو الحسن علي الحسني الندوي الناشر: دار المجتمع للنشر والتوزيع جدة استخدم الغرب لتسخير العالم الإسلامي وإبقاء سيطرته عليه وسائل لا يعرف لها مثيل تاريخ استيلاء أمة فقد اشتركت هذا الغزو عناصر عديدة العاطفة والقوة والعلم وتفكير علماء ومفكريه ومخططيه والدهاء والمكر أو ما نسميه بالتدجيل فاقترن العسكري بالغزو الفكري والسياسي وساعد تحقيق هذه الغاية تدهور البلاد الإسلامية عصر الانحطاط وعدم استقامتها الاحتفاظ بروح والجهاد التي كانت تدفعه والجمود والتحجر العلم والفكر والاجتماع والوهن نظام الدفاع فسرت فيها نفسية الانهزامية ومركب النقص والتردد فلم يتمكن العقل السليم الوقوف أمام الأوروبي العلمي والعسكري موقف صرامة وتحيل بحرية القبول والرفض وصلاحية التميز كما وقف الحضارات الغازية عهده الزاهر خلال احتكاكه بالحضارات الرومية والفارسية والهندية إن الاقتباس العلوم والانتفاع الوسائل والاستفادة المصنوعات ليست بعملية غريبة الأمم ولا تحرمها شريعة ولايشكل ذلك مشكلة خطراً وإنما تعيش بالتبادل والتزامل وروح الأخذ والعطاء ولكن الخضوع لفكر ولثقافة وعقيدة والانسلاخ الخصائص الاجتماعي والذاتية يؤدي إلى ذوبان الشخصية وانهيار الكيان ويبعد التفكير استعادة مجدها وذاتيتها لقد حسبت القيادة الفكرية للعالم العصور المتأخرة نتيجة لدعاية بأن المسألة هي مسألة واتخاذ التقدم وأنماط فدعت تقليد وكان هو الذي تبنى الفكرة بدهاء ومكر وأعد الذهن وأقنع العقول الجديدة إنما الحضاري والعلمي التجربة مع الاستعمار الغربي والتجربة وفلسفاتهم وسلوكهم العمل والتاريخ وتحيزهم بل عصبيتهم الصليبية وسلوكها ودراسة الحركات والأفكار غزت أوروبا الشرق بها تشير بجلاء أنها تتكون العناصر التالية العنصر الأول: الوعي والشعور بخطر وتهديده وعزمه سيره لصيانة غزو الثاني: والصناعي لأوروبا والتقدم للعلم والصناعة يقوم أساس الانتفاع المادي الثالث: مطامع بتفوق الجنس الأبيض وهي العقلية ورثتها المعاصرة التاريخ اليوناني ولم تتغير بتغير الظروف الرابع: استغلال للأغراض السياسية وساهم الاستشراق فيه كوكالة للكنيسة والاستعمار وقام بنشر فلسفة تفوق وبث التابعة للغرب وقلب موازين البحث والتحقيق
❞ و لكن محمدا, صلى الله عليه و سلم, لم يبعث لينسخ باطلا بباطل, و يبدل عدوانا بعدوان, و يحرم شيئا في مكان و يحله في مكان آخر, ويبدل أثرة أمة بأثرة أمة أخرى, لم يبعث زعيما وطنيا أو قائدا سياسيا, يجر النار إلى قرصه و يصغي الإناء إلى شقه, و يخرج الناس من حكم الفرس و الرومان إلى حكم عدنان و قحطان . ❝
❞ فصل الدين عن السياسة
وقع فصل بين الدين والسياسة عمليا. فإن هؤلاء (الملوك المسلمين الغير أكفاء من بعد الخلافة الراشدة) لم يكونوا من العلم والدين بمكان يستغنون به عن غيرهم من العلماء وأهل الدين. فاستبدوا بالحكم والسياسة، واستعانوا-إذا أرادوا واقتضت المصالح- بالفقهاء ورجال الدين كمشيرين متخصصين. واستخدموهم في مصالحهم، واستغنوا عنهم إذا شاءوا، وعَصَروهم متى شاءوا. فتحررت السياسة من رقابة الدين. وأصبحت قيصريةً أو كسرويةً مستبدة، وملكا عضوضا. وأصبحت السياسة كجمل هائج حَبْلُه على غارِبِهِ. وأصبح رجال الدين والعلم بين مُعَارِضٍ للخلافة، وخارجٍ عليها، وحائِدٍ مُنعزل اشتغل بخاصَّة نفسه، وأغمض العين عما يقع ويجري حوله، يائسا من الإصلاح، ومنـتقدٍ متلهِّفٍ، يتـنفس الصعداء مما يرى ويسمع، ولا يملك من الأمر شيئا، ومتعاوِنٍ مع الحكومة لمصلحة دينية أو شخصية. ولكلٍّ ما نوى. وحينـئذ انفصل الدين والسياسة، وعادا كما كانا قبل عهد الخلافة الراشدة. أصبح الدين مقصوص الجناح مكتوف الأيدي. وأصبحت السياسة مطلقة اليد، حرة التصرف، نافذة الكلمة، صاحبة الأمر والنهي. ومن ثَم أصبح رجال العلم والدين طبقةً متميزةً، ورجالُ الدنيا طبقةً متميزةً. والشُّقَّة بـينهما شاسعة. وفي بعض الأحيان بـينهما عِداء وتـنافس . ❝