█ لما سُجن إبن تيمية سجن القلعة القاهرة وجد المساجين مشتغلين بأنواع من اللعب يلتهون بها عما هم فيه كالشطرنج والنرد ونحو ذلك تضييع الصلوات أنكر الشيخ عليهم أشد الإنكار وأمرهم بملازمة الصلاة والتوجه إلى الله بالأعمال الصالحة والتسبيح والاستغفار والدعاء وعلمهم السُنة ما يحتاجون إليه ورغبهم أعمال الخير حتى صار السجن بما الإشتغال بالعلم والدين خيرا الزوايا والخوانق والمدارس وصار خلق إذا إطلقوا يختارون الإقامة عنده وكثر المترددون كاد يمتلئ منهم كتاب رسائل مجاناً PDF اونلاين 2024 عرف الناس ابن الجرأة الكبيرة والعقل الواعي والحجة البيِّنة فقد ألان له العلوم كما لداود الحديد ولكن ثمة إشارات لطيفة لابن تعكس صورة أخرى فهو أيضا المتلطف بالنصيحة صاحب الكلمة الرقيقة والنفس الشفافة والقلب الكبير المتسامح مع الذين كادوا
❞ بعث إبن تيمية رسالة إلى امه إبتدأها بقوله : إلى الوالدة السعيدة أقرَّ الله عينها بنعمه وأسبغ عليها جزيل كرمه ، وجعلها من خيار إمائه وخدمه .
وجاء فيها : ولسنا والله مختارين للبُعد عنكم ولو حملتنا الطيور لسِرنا إليكم .
فلا يظن الظان أننا نؤثر على قربكم شيئا من أمور الدنيا قط ، بل ولا نؤثر من أمور الدين ما يكون قربكم أرجح منه .
وختمها بقوله : والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كثيرا كثيرا ، وعلى سائر من في البيت من الكبار والصغار ، وسائر الجيران والأهل والأصحاب واحدا واحدا . ❝
❞ كل من وافق الرسول ﷺ في أمره فله نصيب من قول الله تعالى 《 لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا 》فإن المعية الإلهية المتضمنة للنصر هي لما جاء به إلى يوم القيامة ، وهذا قد دَلَّ عليه القرآن ، وقد رأينا من ذلك وجربنا ما يطول وصفه . ❝
❞ إن العمران أساسه العدل ، وعاقبة الظلم وخيمة ، ولهذا يروى : إن الله ينصر الدولة العادلة وإن كانت كافرة ، ولا ينصر الدولة الظالمة وإن كانت مؤمنة . ❝