يقول يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: كنت مرةً في... 💬 أقوال علي الطنطاوي 📖 كتاب نور وهداية
- 📖 من ❞ كتاب نور وهداية ❝ علي الطنطاوي 📖
█ يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: كنت مرةً زيارة صديق لي وكان مريضاً مرضاً عارِضًا فهو قاعد فراشه عنده ولده وهو يسأله شيئاً من المال فلا يعطيه _مع أن الأموال ما لا تأكله النيران_ وتطاول الولد عليه يردّه ويأبى القليل يتكلم فشَرِقَ بريقه فوقف وسط الجملة وانتظرنا يُكملها فما أكملها وطالت السكتة فمسَسْناه فإذا هو قد مات! كان له يمنعه فغَدَا نصف ثانية الزمان غريبًا عنه يملك منه شيئًا وصار كله للولد ما أخذ ولا حمل معه قليلًا كثيرًا فلماذا كان يحرص ويبخل به؟! إنه إلا عمله فلماذا نتمسك بما ينفع ونترك النافع؟! إذا كنتَ سفر بالطيارة وكنت تستطيع تحمل معك حقيبة واحدة عندك جواهر غالية أو أموال وعندك قناطير مقنطرة الحطب وكنت تدري متى تُدعى للسفر فهل تلبس وتُعِدّ حقيبتك وتلمؤها بالمال والجواهر؟ أم أنك تقعد غير استعداد ثيابك تعد وإنما تحرس حتى تذهب حطبة؟ إن كل الدنيا متاع ولذة ومال كَوْمة حطب تقدر وعملك الصالح الجواهر التي تحملها تنتفع سفرك إلى الآخرة بها كتاب نور وهداية مجاناً PDF اونلاين 2024 الثقافة الإسلامية العامة عنوان الكتاب: وهداية المؤلف: الطنطاوي المحقق: مأمون مجاهد ديرانية الناشر: دار المنارة جدة المحتويات : مقدمة موسم العبادة هذا الدليل الاستعداد ليوم المعاد بين يدي الله حي الصلاة من روض النبوة التجارة الرابحة ما قدروا حق قدره! طريق الهدى الإيمان يصنع النصر الله أكبر الباب الذي يغلق وجه سائل يا الله! فطرة الإيمان عبرة السيرة والآخرة النفس الأمارة بالسوء والنفس اللوامة الرزق مقسوم ولكن العمل واجب رحلة الحج أعرابي بلودان روح أين التائبون؟ الإسلام جواب سؤال الطريق هل تهدي الفطرة الدين؟ سيدي يا رسول النية الصالحة أصل خير نحن مؤمنون؟ أيها المذنبون التوبة وطريق شباب في ذكرى المولد أياصوفيا الحرب والإيمان المحتويات
- ❞ يقول يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله: كنت مرةً في زيارة صديق لي.. وكان مريضاً مرضاً عارِضًا، فهو قاعد في فراشه.. وكان عنده ولده وهو يسأله شيئاً من المال، فلا يعطيه _مع أن عنده من الأموال ما لا تأكله النيران_ وتطاول الولد عليه، وهو يردّه ويأبى عليه القليل.. وكان يتكلم.. فشَرِقَ بريقه فوقف في وسط الجملة.. وانتظرنا أن يُكملها فما أكملها، وطالت السكتة.. فمسَسْناه فإذا هو قد مات! ... كان المال له يمنعه الولد.. فغَدَا في نصف ثانية من الزمان غريبًا عنه لا يملك منه شيئًا، وصار المال كله للولد.. ما أخذ منه شيئًا ولا حمل معه منه قليلًا ولا كثيرًا.. فلماذا كان يحرص عليه ويبخل به؟! إنه ما أخذ معه إلا عمله.. فلماذا نتمسك بما لا ينفع ونترك النافع؟! إذا كنتَ على سفر بالطيارة، وكنت لا تستطيع أن تحمل معك إلا حقيبة واحدة.. وكان عندك جواهر غالية أو أموال.. وعندك قناطير مقنطرة من الحطب.. وكنت لا تدري متى تُدعى للسفر.. فهل تلبس وتُعِدّ حقيبتك وتلمؤها بالمال والجواهر؟ أم أنك تقعد من غير استعداد، لا تلبس ثيابك ولا تعد حقيبتك، وإنما تحرس الحطب حتى لا تذهب منه حطبة؟ إن كل ما في الدنيا من متاع ولذة ومال كَوْمة حطب، لا تقدر أن تحمل معك منه شيئاً، وعملك الصالح هو الجواهر التي تحملها أو تنتفع في سفرك إلى الآخرة بها.. ❝ ⏤علي الطنطاوي❞ يقول يقول الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله:
كنت مرةً في زيارة صديق لي.
وكان مريضاً مرضاً عارِضًا، فهو قاعد في فراشه.
وكان عنده ولده وهو يسأله شيئاً من المال، فلا يعطيه
_مع أن عنده من الأموال ما لا تأكله النيران_
وتطاول الولد عليه، وهو يردّه ويأبى عليه القليل.
وكان يتكلم. فشَرِقَ بريقه فوقف في وسط الجملة.
وانتظرنا أن يُكملها فما أكملها، وطالت السكتة.
فمسَسْناه فإذا هو قد مات! ..
كان المال له يمنعه الولد.
فغَدَا في نصف ثانية من الزمان غريبًا عنه لا يملك منه شيئًا، وصار المال كله للولد.
ما أخذ منه شيئًا ولا حمل معه منه قليلًا ولا كثيرًا.
فلماذا كان يحرص عليه ويبخل به؟!
إنه ما أخذ معه إلا عمله.
فلماذا نتمسك بما لا ينفع ونترك النافع؟!
إذا كنتَ على سفر بالطيارة، وكنت لا تستطيع أن تحمل معك إلا حقيبة واحدة.
وكان عندك جواهر غالية أو أموال.
وعندك قناطير مقنطرة من الحطب.
وكنت لا تدري متى تُدعى للسفر.
فهل تلبس وتُعِدّ حقيبتك وتلمؤها بالمال والجواهر؟
أم أنك تقعد من غير استعداد، لا تلبس ثيابك ولا تعد حقيبتك، وإنما تحرس الحطب حتى لا تذهب منه حطبة؟
إن كل ما في الدنيا من متاع ولذة ومال كَوْمة حطب، لا تقدر أن تحمل معك منه شيئاً، وعملك الصالح هو الجواهر التي تحملها أو تنتفع في سفرك إلى الآخرة بها. ❝
⏤ علي الطنطاوي
