في قصر فرعون! أنتِ أيضاً صحابيَّة! عندكِ شغف رهيب... 💬 أقوال أدهم شرقاوي 📖 كتاب أنتِ أيضا صحابية
- 📖 من ❞ كتاب أنتِ أيضا صحابية ❝ أدهم شرقاوي 📖
█ قصر فرعون! أنتِ أيضاً صحابيَّة! عندكِ شغف رهيب لمعرفة أخبار الأمم السَّابقة تجدين هذا تثبيتاً لقلبكِ وتعزيةً لروحكِ وتزدادين يقيناً أنَّ الدِّين واحد عند الله بدأ بآدم عليه السَّلام وخُتم بمحمدٍ ﷺ! تختلفُ الشَّرائع وتتفاوتُ العبادات أما فواحد لا يتغيَّر عنوانه قول ربِّكِ: "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ " وها هو نبيُّكِ وحبيبُكِ ﷺ يَسرجُ لكِ صهوة صوته العذب وها أنتِ تمتطين ظهر الكلام وتعودين أدراجكِ إلى ماضٍ سحيق لم تعيشيه وتطَّلعين غيبٍ تشهديه! يقولُ حبيبكِ ومصطفاكِ وقُرَّة عينيكِ: لم يكذبْ إبراهيم إلا ثلاث كذباتٍ ثنتين ذات الله! قوله: ﴿إِنِّي سَقِيمٌ "﴾ وقوله: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ﴾ وبينما يومٍ وسارة إذ أتى جبَّارٍ من الجبابرة فقيل له: إنَّ ها هُنا رجلاً مع امرأةٍ أحسن الناس فأرسلَ إليه فسأله عنها فقال: هذه؟ قال: أختي! فأتى سارة يا ليس وجه الأرض مؤمن غيري وغيركِ وإنَّ سألني فأخبرته عنكِ أنكِ أختي فلا تُكذبيني! فأرسلَ إليهما فلما دخلتْ ذهبَ يتناولها بيده فأُخِذ! فقال لها: ادعي أن يُطلقَ يدي ولا أضُرّكِ فدعتْ فأُطلِقَ! ثم جاءَ كتاب أيضا صحابية مجاناً PDF اونلاين 2025 أنت الحضن الحنون الذي نأوي هاربين مشقة الحياة الكتف نستغني عن الإتكاء رغم رقته! العكاز الإستناد نعومته! مصنع الرجال مهد الأبطال! لست ضلعا قاصراً أبداً مخلوقاً ضعيفاً يستحق الشفقة أنت نصف المجتمع التي تلدين تربين النصف الآخر كل رجل جاء الدنيا كان يوماً جنيناً بطنك يأكل صحتك عافيتك ملك أو زعيم مفكر ثري ناجح قطعة لحم صغيرة بين يديك نبي ربيتيه صنعتيه عظيم فارفعي رأسك عالياً!
❞ في قصر فرعون! أنتِ أيضاً صحابيَّة! عندكِ شغف رهيب لمعرفة أخبار الأمم السَّابقة، تجدين في هذا تثبيتاً لقلبكِ، وتعزيةً لروحكِ، وتزدادين يقيناً أنَّ هذا الدِّين واحد عند الله، بدأ بآدم عليه السَّلام وخُتم بمحمدٍ ﷺ! تختلفُ الشَّرائع، وتتفاوتُ العبادات، أما الدِّين فواحد لا يتغيَّر عنوانه قول ربِّكِ: ˝إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ˝ وها هو نبيُّكِ وحبيبُكِ ﷺ يَسرجُ لكِ صهوة صوته العذب، وها أنتِ تمتطين ظهر الكلام، وتعودين أدراجكِ إلى ماضٍ سحيق لم تعيشيه، وتطَّلعين على غيبٍ لم تشهديه! يقولُ لكِ حبيبكِ ومصطفاكِ وقُرَّة عينيكِ: لم يكذبْ إبراهيم عليه السَّلام إلا ثلاث كذباتٍ ثنتين في ذات الله! قوله: ﴿إِنِّي سَقِيمٌ˝﴾ وقوله: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ﴾ وبينما هو ذات يومٍ وسارة إذ أتى على جبَّارٍ من الجبابرة فقيل له: إنَّ ها هُنا رجلاً مع امرأةٍ من أحسن الناس، فأرسلَ إليه فسأله عنها، فقال: من هذه؟ قال: أختي! فأتى سارة فقال: يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيركِ، وإنَّ هذا سألني فأخبرته عنكِ أنكِ أختي، فلا تُكذبيني! فأرسلَ إليهما، فلما دخلتْ عليه ذهبَ يتناولها بيده، فأُخِذ! فقال لها: ادعي الله أن يُطلقَ يدي، ولا أضُرّكِ فدعتْ، فأُطلِقَ! ثم جاءَ يتناولها الثانية، فأُخِذَ مثلها أو أشدَّ، فدعا بعض صحبته، فقال: إنكم لم تأتوني بإنسانٍ، إنما أتيتموني بشيطان! فأتتْ إبراهيم وهو يُصلي، وقالتْ: كفَّ الله يدَ الفاجر، وأخدمني هاجر! والقصّة أيتها الصحابيّة باختصار: أنَّ إبراهيم عليه السّلام عندما أخرجه قومه من العراق، توجه بزوجته سارة إلى مصر، وكانتْ سارة أجمل امرأة في تاريخ البشرية، حتى ليُقال أن جمال يوسف عليه السلام بعِرْقٍ منها فهي جدَّتُه! وكان فرعون في ذلك الوقت زير نساء، لا يرى امرأة جميلة إلا أرادها لنفسه، وكان قد أمر جنوده إذا رأوا امرأةً جميلة أن يخبروه بها، فأخبره جنوده بجمال سارة، فأرسل فرعون إلى إبراهيم عليه السلام يطلبه، فلما حضر عنده سأله عنها، فقال له إبراهيم عليه السَّلام: هي أختي! لأنه يعلمُ أنه لو قال إنها زوجته، فسيقتله، ويأخذها منه! ولما حضر إبراهيم وسارة إلى قصر فرعون، أمر فرعون أن تُحملَ إليه فلما أراد أن يمدَّ يده عليها تخشَّبتْ يده! فطلبَ منها أن تدعو الله له أن يفكه ولن يقربها، لأنه علم أنها وإبراهيم عليه السلام موحدين يعبدون الله، فدعتْ له، فشُفيَ، ولكنه حنثَ بوعده، وقام يحاولُ أن يمدَّ يده عليها، فأصابه أشد مما أصابه في المرّة الأولى، فنادى على خدمه وأخبرهم أنَّ هذه شيطانة لا إنسانة! وأمرَ أن يطلقوها ويعطوها هاجر هديةً لها، فعادتْ إلى إبراهيم عليه السلام وهو يصلي، وأخبرته بالأمر، وقيل إنَّ الله سبحانه قد كشفَ الحجاب لإبراهيم عليه السلام، فكان يرى ما يحدث بين فرعون وسارة تعزيةً لخليله إبراهيم، وطمأنة لقلبه أن عِرضه مُصان! يا صحابية، إنَّ الكذبَ الوارد في القصة ليس هو الكذب الذي تعرفينه، ذاك الكذب الذي يقلب الحقَّ باطلاً، وإنما هو إخبار بغير الحقيقة للضرورة، والإسلام العظيم دين الواقعية والحياة بامتياز، لذلك أباح الكذب في ثلاثة مواضع! كذب المسلمُ على أعدائه، فليس من المنطق أن يأخذ الكفار أسيراً مسلماً، ويسألوه عن أسرار المسلمين فيخبرهم! وكذب المسلم لإصلاح ذات البين فعندما تقعُ الخلافات بين الناس يجب حلَّها، فإذا وقع بين صديقتيكِ خلاف، جئتِ إلى صديقة منهما وقلتِ لها: فلانة تُحبكِ، ونادمة على ما كان منها، وقد قالتْ عنكِ كلاماً جميلاً، دعينا لا نتحدث عما حدث، ونصلح الذي كان، وتقولين للأخرى مثل ذلك وبهذا ينتهي الخلاف، ولكِ أجر الصلح وليس عليكِ إثم الكذب! وأباح الإسلام العظيم كذب الرجل على امرأته، وكذب المرأة على زوجها، إذا ما تعلَّقَ الأمر بجبر الخواطر، ومراعاة المشاعر، يقولُ الرجل لزوجته: أنتِ أجمل امرأة في الدنيا، وهو يعرفُ أنَّ هناك من هي أجمل منها، وهي تعرفُ كذلك، ولكن هذا ليس مضمار الحقيقة، لأن الحقيقة هنا تكسر القلب! وقد يمدح ثوباً لبسته وهو لا يُعجبه وتسريحة شعرٍ وهي لا تروق له، وطبخة جديدة وهو لم يستطِبْها، وكل هذا داخل في باب جبر الخواطر، وجبر الخواطر عبادة! وما يُقال في حق الزوج، يُقال في حق الزوجة أيضاً! سألَ رجلٌ زوجته إن كانتْ تُحبُّه، وناشدها الله أن تصدقه، فقالتْ: أما إنكَ ناشدتني الله، فلا أُحبُكَ! فشكاها إلى عمر بن الخطاب، فأرسل عُمر في طلبها، وأنَّبها على ما كان منها فقالتْ له: يا أمير المؤمنين، أتريدني أن أكذب عليه؟! فقال لها: نعم اكذبي عليه، أَكُلُّ البيوت بُنيت على الحُب، ألا إنَّ الناس يتعاملون بالمروءة والذمة! يا صحابية، صرتِ تعرفين الآن أن ما كان عليه إبراهيم عليه السّلام، إنما كان من باب حُسن التدبير والحيلة، وكذلك قوله ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾ كان كي لا يخرج معهم إلى عبادة غير الله، وقوله ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ﴾ كان من باب إقامة الحُجة عليهم، وكي يريهم أن هذه الأصنام التي يعبدونها من دون الله إنما هي عاجزة لا تضر ولا تنفع! فلا تكوني فظّة بدعوى أنكِ تقولين الحقيقة! عند جبر الخواطر ˝الدبلوماسية˝ هي المطلوبة، وعندما تقع الخلافات كوني رسول خير، ولا تمشي بالنميمة بين المتخاصمين، فتصبين الزيت على النار وتذكري: لا يدخل الجنة نمَّام! يا صحابية، من أرادتْ العِفَّة عفَّها الله، إنَّ الله أعدل من يراك تطلبين الستر فيفضحك، وأجلَّ من أن تطلبي الخير فيوقعكِ في الشَّر، أصلحي قلبكِ ونيّتكِ ثم اتركيها على الله، كل الأسباب بيده سبحانه، شُلَّتْ يد فرعون لأنها امتدتْ إلى امرأة عفيفة، فكوني مع الله يكُنْ معكِ! يا صحابية، الجمال، المال، والمنصب نِعَم يجب أن تُصان، الجمال يُصان بستره وعدم كشفه إلا لصاحبه، والمال يُصان بالحمد ومساعدة الفقراء، والمنصب يُصان بخدمة الناس، كوني جميلة، واهتمي بأنوثتكِ، ضعي مساحيق التجميل، والبسي أجمل الثياب، واستخدمي أجمل العطور، ولكن في موضعها، موضعها فقط! تعلمي، واحصلي على الشهادات، وتاجري إن شئتِ، كوني ثرية ولكن دون كبر وكفران النعمة! وانجحي في وظيفتكِ، واسعي لمنصب أعلى، ولكن لا تنسي أبداً أنَّ الذي رفعكِ، قادرٌ على أن يُنزلكِ بدعوة مظلوم! يا صحابية، مهما كنتِ جميلة وثرية وناجحة، كوني دوماً في كنف زوجكِ، ولا تتكبري عليه، أو تنتقصي من رجولته! ما هذا دأبُ الصالحات، ولا أخلاقهُنَّ، مهما بلغتِ من الجمال فلن تصلي إلى جمال سارة، وقد كانت في كنف إبراهيم عليه السلام، زوجة مُحبَّة، ورفيقة درب! ومهما بلغتِ من الثراء فلن تصلي إلى ثراء خديجة رضي الله عنها وقد جعلتْ كل مالها في يد زوجها، وأعطته حين حرمه الناس، وصدقته حين كذَّبه الناس، وآمنتْ به حين كفرَ به الناس! مالكِ لكِ لا شكَّ، وهذا حقكِ الذي لا يجادلك فيه أحد، ولكن البيوت التي يكون فيها جيبان، وهذا لكَ وهذا لي، العيشُ فيها لا يُطاق!. ❝
❞ في قصر فرعون! أنتِ أيضاً صحابيَّة! عندكِ شغف رهيب لمعرفة أخبار الأمم السَّابقة، تجدين في هذا تثبيتاً لقلبكِ، وتعزيةً لروحكِ، وتزدادين يقيناً أنَّ هذا الدِّين واحد عند الله، بدأ بآدم عليه السَّلام وخُتم بمحمدٍ ﷺ! تختلفُ الشَّرائع، وتتفاوتُ العبادات، أما الدِّين فواحد لا يتغيَّر عنوانه قول ربِّكِ: \"إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ\" وها هو نبيُّكِ وحبيبُكِ ﷺ يَسرجُ لكِ صهوة صوته العذب، وها أنتِ تمتطين ظهر الكلام، وتعودين أدراجكِ إلى ماضٍ سحيق لم تعيشيه، وتطَّلعين على غيبٍ لم تشهديه! يقولُ لكِ حبيبكِ ومصطفاكِ وقُرَّة عينيكِ: لم يكذبْ إبراهيم عليه السَّلام إلا ثلاث كذباتٍ ثنتين في ذات الله! قوله: ﴿إِنِّي سَقِيمٌ\"﴾ وقوله: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ﴾ وبينما هو ذات يومٍ وسارة إذ أتى على جبَّارٍ من الجبابرة فقيل له: إنَّ ها هُنا رجلاً مع امرأةٍ من أحسن الناس، فأرسلَ إليه فسأله عنها، فقال: من هذه؟ قال: أختي! فأتى سارة فقال: يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيركِ، وإنَّ هذا سألني فأخبرته عنكِ أنكِ أختي، فلا تُكذبيني! فأرسلَ إليهما، فلما دخلتْ عليه ذهبَ يتناولها بيده، فأُخِذ! فقال لها: ادعي الله أن يُطلقَ يدي، ولا أضُرّكِ فدعتْ، فأُطلِقَ! ثم جاءَ يتناولها الثانية، فأُخِذَ مثلها أو أشدَّ، فدعا بعض صحبته، فقال: إنكم لم تأتوني بإنسانٍ، إنما أتيتموني بشيطان! فأتتْ إبراهيم وهو يُصلي، وقالتْ: كفَّ الله يدَ الفاجر، وأخدمني هاجر! والقصّة أيتها الصحابيّة باختصار: أنَّ إبراهيم عليه السّلام عندما أخرجه قومه من العراق، توجه بزوجته سارة إلى مصر، وكانتْ سارة أجمل امرأة في تاريخ البشرية، حتى ليُقال أن جمال يوسف عليه السلام بعِرْقٍ منها فهي جدَّتُه! وكان فرعون في ذلك الوقت زير نساء، لا يرى امرأة جميلة إلا أرادها لنفسه، وكان قد أمر جنوده إذا رأوا امرأةً جميلة أن يخبروه بها، فأخبره جنوده بجمال سارة، فأرسل فرعون إلى إبراهيم عليه السلام يطلبه، فلما حضر عنده سأله عنها، فقال له إبراهيم عليه السَّلام: هي أختي! لأنه يعلمُ أنه لو قال إنها زوجته، فسيقتله، ويأخذها منه! ولما حضر إبراهيم وسارة إلى قصر فرعون، أمر فرعون أن تُحملَ إليه فلما أراد أن يمدَّ يده عليها تخشَّبتْ يده! فطلبَ منها أن تدعو الله له أن يفكه ولن يقربها، لأنه علم أنها وإبراهيم عليه السلام موحدين يعبدون الله، فدعتْ له، فشُفيَ، ولكنه حنثَ بوعده، وقام يحاولُ أن يمدَّ يده عليها، فأصابه أشد مما أصابه في المرّة الأولى، فنادى على خدمه وأخبرهم أنَّ هذه شيطانة لا إنسانة! وأمرَ أن يطلقوها ويعطوها هاجر هديةً لها، فعادتْ إلى إبراهيم عليه السلام وهو يصلي، وأخبرته بالأمر، وقيل إنَّ الله سبحانه قد كشفَ الحجاب لإبراهيم عليه السلام، فكان يرى ما يحدث بين فرعون وسارة تعزيةً لخليله إبراهيم، وطمأنة لقلبه أن عِرضه مُصان! يا صحابية، إنَّ الكذبَ الوارد في القصة ليس هو الكذب الذي تعرفينه، ذاك الكذب الذي يقلب الحقَّ باطلاً، وإنما هو إخبار بغير الحقيقة للضرورة، والإسلام العظيم دين الواقعية والحياة بامتياز، لذلك أباح الكذب في ثلاثة مواضع! كذب المسلمُ على أعدائه، فليس من المنطق أن يأخذ الكفار أسيراً مسلماً، ويسألوه عن أسرار المسلمين فيخبرهم! وكذب المسلم لإصلاح ذات البين فعندما تقعُ الخلافات بين الناس يجب حلَّها، فإذا وقع بين صديقتيكِ خلاف، جئتِ إلى صديقة منهما وقلتِ لها: فلانة تُحبكِ، ونادمة على ما كان منها، وقد قالتْ عنكِ كلاماً جميلاً، دعينا لا نتحدث عما حدث، ونصلح الذي كان، وتقولين للأخرى مثل ذلك وبهذا ينتهي الخلاف، ولكِ أجر الصلح وليس عليكِ إثم الكذب! وأباح الإسلام العظيم كذب الرجل على امرأته، وكذب المرأة على زوجها، إذا ما تعلَّقَ الأمر بجبر الخواطر، ومراعاة المشاعر، يقولُ الرجل لزوجته: أنتِ أجمل امرأة في الدنيا، وهو يعرفُ أنَّ هناك من هي أجمل منها، وهي تعرفُ كذلك، ولكن هذا ليس مضمار الحقيقة، لأن الحقيقة هنا تكسر القلب! وقد يمدح ثوباً لبسته وهو لا يُعجبه وتسريحة شعرٍ وهي لا تروق له، وطبخة جديدة وهو لم يستطِبْها، وكل هذا داخل في باب جبر الخواطر، وجبر الخواطر عبادة! وما يُقال في حق الزوج، يُقال في حق الزوجة أيضاً! سألَ رجلٌ زوجته إن كانتْ تُحبُّه، وناشدها الله أن تصدقه، فقالتْ: أما إنكَ ناشدتني الله، فلا أُحبُكَ! فشكاها إلى عمر بن الخطاب، فأرسل عُمر في طلبها، وأنَّبها على ما كان منها فقالتْ له: يا أمير المؤمنين، أتريدني أن أكذب عليه؟! فقال لها: نعم اكذبي عليه، أَكُلُّ البيوت بُنيت على الحُب، ألا إنَّ الناس يتعاملون بالمروءة والذمة! يا صحابية، صرتِ تعرفين الآن أن ما كان عليه إبراهيم عليه السّلام، إنما كان من باب حُسن التدبير والحيلة، وكذلك قوله ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾ كان كي لا يخرج معهم إلى عبادة غير الله، وقوله ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ﴾ كان من باب إقامة الحُجة عليهم، وكي يريهم أن هذه الأصنام التي يعبدونها من دون الله إنما هي عاجزة لا تضر ولا تنفع! فلا تكوني فظّة بدعوى أنكِ تقولين الحقيقة! عند جبر الخواطر \"الدبلوماسية\" هي المطلوبة، وعندما تقع الخلافات كوني رسول خير، ولا تمشي بالنميمة بين المتخاصمين، فتصبين الزيت على النار وتذكري: لا يدخل الجنة نمَّام! يا صحابية، من أرادتْ العِفَّة عفَّها الله، إنَّ الله أعدل من يراك تطلبين الستر فيفضحك، وأجلَّ من أن تطلبي الخير فيوقعكِ في الشَّر، أصلحي قلبكِ ونيّتكِ ثم اتركيها على الله، كل الأسباب بيده سبحانه، شُلَّتْ يد فرعون لأنها امتدتْ إلى امرأة عفيفة، فكوني مع الله يكُنْ معكِ! يا صحابية، الجمال، المال، والمنصب نِعَم يجب أن تُصان، الجمال يُصان بستره وعدم كشفه إلا لصاحبه، والمال يُصان بالحمد ومساعدة الفقراء، والمنصب يُصان بخدمة الناس، كوني جميلة، واهتمي بأنوثتكِ، ضعي مساحيق التجميل، والبسي أجمل الثياب، واستخدمي أجمل العطور، ولكن في موضعها، موضعها فقط! تعلمي، واحصلي على الشهادات، وتاجري إن شئتِ، كوني ثرية ولكن دون كبر وكفران النعمة! وانجحي في وظيفتكِ، واسعي لمنصب أعلى، ولكن لا تنسي أبداً أنَّ الذي رفعكِ، قادرٌ على أن يُنزلكِ بدعوة مظلوم! يا صحابية، مهما كنتِ جميلة وثرية وناجحة، كوني دوماً في كنف زوجكِ، ولا تتكبري عليه، أو تنتقصي من رجولته! ما هذا دأبُ الصالحات، ولا أخلاقهُنَّ، مهما بلغتِ من الجمال فلن تصلي إلى جمال سارة، وقد كانت في كنف إبراهيم عليه السلام، زوجة مُحبَّة، ورفيقة درب! ومهما بلغتِ من الثراء فلن تصلي إلى ثراء خديجة رضي الله عنها وقد جعلتْ كل مالها في يد زوجها، وأعطته حين حرمه الناس، وصدقته حين كذَّبه الناس، وآمنتْ به حين كفرَ به الناس! مالكِ لكِ لا شكَّ، وهذا حقكِ الذي لا يجادلك فيه أحد، ولكن البيوت التي يكون فيها جيبان، وهذا لكَ وهذا لي، العيشُ فيها لا يُطاق!. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ في قصر فرعون! أنتِ أيضاً صحابيَّة! عندكِ شغف رهيب لمعرفة أخبار الأمم السَّابقة، تجدين في هذا تثبيتاً لقلبكِ، وتعزيةً لروحكِ، وتزدادين يقيناً أنَّ هذا الدِّين واحد عند الله، بدأ بآدم عليه السَّلام وخُتم بمحمدٍ ﷺ! تختلفُ الشَّرائع، وتتفاوتُ العبادات، أما الدِّين فواحد لا يتغيَّر عنوانه قول ربِّكِ: ˝إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ˝ وها هو نبيُّكِ وحبيبُكِ ﷺ يَسرجُ لكِ صهوة صوته العذب، وها أنتِ تمتطين ظهر الكلام، وتعودين أدراجكِ إلى ماضٍ سحيق لم تعيشيه، وتطَّلعين على غيبٍ لم تشهديه! يقولُ لكِ حبيبكِ ومصطفاكِ وقُرَّة عينيكِ: لم يكذبْ إبراهيم عليه السَّلام إلا ثلاث كذباتٍ ثنتين في ذات الله! قوله: ﴿إِنِّي سَقِيمٌ˝﴾ وقوله: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ﴾ وبينما هو ذات يومٍ وسارة إذ أتى على جبَّارٍ من الجبابرة فقيل له: إنَّ ها هُنا رجلاً مع امرأةٍ من أحسن الناس، فأرسلَ إليه فسأله عنها، فقال: من هذه؟ قال: أختي! فأتى سارة فقال: يا سارة ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيركِ، وإنَّ هذا سألني فأخبرته عنكِ أنكِ أختي، فلا تُكذبيني! فأرسلَ إليهما، فلما دخلتْ عليه ذهبَ يتناولها بيده، فأُخِذ! فقال لها: ادعي الله أن يُطلقَ يدي، ولا أضُرّكِ فدعتْ، فأُطلِقَ! ثم جاءَ يتناولها الثانية، فأُخِذَ مثلها أو أشدَّ، فدعا بعض صحبته، فقال: إنكم لم تأتوني بإنسانٍ، إنما أتيتموني بشيطان! فأتتْ إبراهيم وهو يُصلي، وقالتْ: كفَّ الله يدَ الفاجر، وأخدمني هاجر! والقصّة أيتها الصحابيّة باختصار: أنَّ إبراهيم عليه السّلام عندما أخرجه قومه من العراق، توجه بزوجته سارة إلى مصر، وكانتْ سارة أجمل امرأة في تاريخ البشرية، حتى ليُقال أن جمال يوسف عليه السلام بعِرْقٍ منها فهي جدَّتُه! وكان فرعون في ذلك الوقت زير نساء، لا يرى امرأة جميلة إلا أرادها لنفسه، وكان قد أمر جنوده إذا رأوا امرأةً جميلة أن يخبروه بها، فأخبره جنوده بجمال سارة، فأرسل فرعون إلى إبراهيم عليه السلام يطلبه، فلما حضر عنده سأله عنها، فقال له إبراهيم عليه السَّلام: هي أختي! لأنه يعلمُ أنه لو قال إنها زوجته، فسيقتله، ويأخذها منه! ولما حضر إبراهيم وسارة إلى قصر فرعون، أمر فرعون أن تُحملَ إليه فلما أراد أن يمدَّ يده عليها تخشَّبتْ يده! فطلبَ منها أن تدعو الله له أن يفكه ولن يقربها، لأنه علم أنها وإبراهيم عليه السلام موحدين يعبدون الله، فدعتْ له، فشُفيَ، ولكنه حنثَ بوعده، وقام يحاولُ أن يمدَّ يده عليها، فأصابه أشد مما أصابه في المرّة الأولى، فنادى على خدمه وأخبرهم أنَّ هذه شيطانة لا إنسانة! وأمرَ أن يطلقوها ويعطوها هاجر هديةً لها، فعادتْ إلى إبراهيم عليه السلام وهو يصلي، وأخبرته بالأمر، وقيل إنَّ الله سبحانه قد كشفَ الحجاب لإبراهيم عليه السلام، فكان يرى ما يحدث بين فرعون وسارة تعزيةً لخليله إبراهيم، وطمأنة لقلبه أن عِرضه مُصان! يا صحابية، إنَّ الكذبَ الوارد في القصة ليس هو الكذب الذي تعرفينه، ذاك الكذب الذي يقلب الحقَّ باطلاً، وإنما هو إخبار بغير الحقيقة للضرورة، والإسلام العظيم دين الواقعية والحياة بامتياز، لذلك أباح الكذب في ثلاثة مواضع! كذب المسلمُ على أعدائه، فليس من المنطق أن يأخذ الكفار أسيراً مسلماً، ويسألوه عن أسرار المسلمين فيخبرهم! وكذب المسلم لإصلاح ذات البين فعندما تقعُ الخلافات بين الناس يجب حلَّها، فإذا وقع بين صديقتيكِ خلاف، جئتِ إلى صديقة منهما وقلتِ لها: فلانة تُحبكِ، ونادمة على ما كان منها، وقد قالتْ عنكِ كلاماً جميلاً، دعينا لا نتحدث عما حدث، ونصلح الذي كان، وتقولين للأخرى مثل ذلك وبهذا ينتهي الخلاف، ولكِ أجر الصلح وليس عليكِ إثم الكذب! وأباح الإسلام العظيم كذب الرجل على امرأته، وكذب المرأة على زوجها، إذا ما تعلَّقَ الأمر بجبر الخواطر، ومراعاة المشاعر، يقولُ الرجل لزوجته: أنتِ أجمل امرأة في الدنيا، وهو يعرفُ أنَّ هناك من هي أجمل منها، وهي تعرفُ كذلك، ولكن هذا ليس مضمار الحقيقة، لأن الحقيقة هنا تكسر القلب! وقد يمدح ثوباً لبسته وهو لا يُعجبه وتسريحة شعرٍ وهي لا تروق له، وطبخة جديدة وهو لم يستطِبْها، وكل هذا داخل في باب جبر الخواطر، وجبر الخواطر عبادة! وما يُقال في حق الزوج، يُقال في حق الزوجة أيضاً! سألَ رجلٌ زوجته إن كانتْ تُحبُّه، وناشدها الله أن تصدقه، فقالتْ: أما إنكَ ناشدتني الله، فلا أُحبُكَ! فشكاها إلى عمر بن الخطاب، فأرسل عُمر في طلبها، وأنَّبها على ما كان منها فقالتْ له: يا أمير المؤمنين، أتريدني أن أكذب عليه؟! فقال لها: نعم اكذبي عليه، أَكُلُّ البيوت بُنيت على الحُب، ألا إنَّ الناس يتعاملون بالمروءة والذمة! يا صحابية، صرتِ تعرفين الآن أن ما كان عليه إبراهيم عليه السّلام، إنما كان من باب حُسن التدبير والحيلة، وكذلك قوله ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾ كان كي لا يخرج معهم إلى عبادة غير الله، وقوله ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ﴾ كان من باب إقامة الحُجة عليهم، وكي يريهم أن هذه الأصنام التي يعبدونها من دون الله إنما هي عاجزة لا تضر ولا تنفع! فلا تكوني فظّة بدعوى أنكِ تقولين الحقيقة! عند جبر الخواطر ˝الدبلوماسية˝ هي المطلوبة، وعندما تقع الخلافات كوني رسول خير، ولا تمشي بالنميمة بين المتخاصمين، فتصبين الزيت على النار وتذكري: لا يدخل الجنة نمَّام! يا صحابية، من أرادتْ العِفَّة عفَّها الله، إنَّ الله أعدل من يراك تطلبين الستر فيفضحك، وأجلَّ من أن تطلبي الخير فيوقعكِ في الشَّر، أصلحي قلبكِ ونيّتكِ ثم اتركيها على الله، كل الأسباب بيده سبحانه، شُلَّتْ يد فرعون لأنها امتدتْ إلى امرأة عفيفة، فكوني مع الله يكُنْ معكِ! يا صحابية، الجمال، المال، والمنصب نِعَم يجب أن تُصان، الجمال يُصان بستره وعدم كشفه إلا لصاحبه، والمال يُصان بالحمد ومساعدة الفقراء، والمنصب يُصان بخدمة الناس، كوني جميلة، واهتمي بأنوثتكِ، ضعي مساحيق التجميل، والبسي أجمل الثياب، واستخدمي أجمل العطور، ولكن في موضعها، موضعها فقط! تعلمي، واحصلي على الشهادات، وتاجري إن شئتِ، كوني ثرية ولكن دون كبر وكفران النعمة! وانجحي في وظيفتكِ، واسعي لمنصب أعلى، ولكن لا تنسي أبداً أنَّ الذي رفعكِ، قادرٌ على أن يُنزلكِ بدعوة مظلوم! يا صحابية، مهما كنتِ جميلة وثرية وناجحة، كوني دوماً في كنف زوجكِ، ولا تتكبري عليه، أو تنتقصي من رجولته! ما هذا دأبُ الصالحات، ولا أخلاقهُنَّ، مهما بلغتِ من الجمال فلن تصلي إلى جمال سارة، وقد كانت في كنف إبراهيم عليه السلام، زوجة مُحبَّة، ورفيقة درب! ومهما بلغتِ من الثراء فلن تصلي إلى ثراء خديجة رضي الله عنها وقد جعلتْ كل مالها في يد زوجها، وأعطته حين حرمه الناس، وصدقته حين كذَّبه الناس، وآمنتْ به حين كفرَ به الناس! مالكِ لكِ لا شكَّ، وهذا حقكِ الذي لا يجادلك فيه أحد، ولكن البيوت التي يكون فيها جيبان، وهذا لكَ وهذا لي، العيشُ فيها لا يُطاق!. ❝
❞ امرأةٌ من نوعٍ آخر! أنتِ أيضاً صحابيَّة، تُحبين أن تُرافقي نبيَّكِ وحبيبكِ ﷺ في أسفاره، تعرفين أن السَّفر معه مُتعة، رؤية وجهه تُنسيكِ عناء الطريق، وحُلو حديثه يُبدّد مشقّة الدَّرب! وها أنتِ الآن معه في سفرٍ، وقد نزلَ ﷺ في ضيافة أعرابيٍّ فأكرمه وأحسن ضيافته، ولأنَّ نبيُّكِ وحبيبُكِ ﷺ لا ينس معروفاً أُسديَ إليه، قال ﷺ للأعرابي: يا أعرابيُّ ائتنا! بأبي هو وأمي يريدُ أن يردَّ معروف الأعرابي، وبالفعل لم تطلْ المُدّة بالأعرابي حتى جاء، فقال له النبيُّ ﷺ: يا أعرابي سلني حاجتكَ! فقال: ناقة نركبها، وأعنزٌ يحلبها أهلي! ولأنه نبيُّ ﷺ يُحِبُّ معالي الأمور قال للأعرابي كالمُعاتب: أعجزتَ أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل؟! لا شكَّ أن الفضول يتملككِ الآن! وتريدين أن تعرفي ما شأن عجوز بني إسرائيل؟ وهذا هو حال الصحابة أيضاً! إنهم يسارعون بالسؤال: وما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله؟ فأخبرهم أن يوسف عليه السلام كان قد أوصى قومه، إذا خرجوا من مصر أن يحملوه معهم ليُدفن في فلسطين، ومضت الأعوام، سنة وراء سنة، وقرن وراء قرن! وأعلمَ موسى عليه السَّلام بني إسرائيل، أنَّ وقت الخروج من مصر قد حان! فأخبروه بوصية أخيه يوسف التي توارثوها جيلاً بعد جيل، فسألهم عن قبر يوسف ليأخذ جثمانه وينفذ وصيته، ولكن المفاجأة كانت أنه لا أحد يعرف مكان القبر! إلا عجوزاً من بني إسرائيل عرفت هذا من أجدادها، فطلب منها موسى عليه السلام أن تدله على مكان القبر، فرفضتْ أن تخبره حتى يعطيها وعداً، أن تكون رفيقته في الجنة! فرفضَ موسى عليه السَّلام هذا الشرط، لأنه لا يملك أن يُدخل الناس الجنة! فأوحى الله تعالى إليه أن أعطِها ما طلبتْ! فدلتهم على مستنقعٍ، وقالت: جففوا الماء هذا، فإنَّ تحته قبر يوسف عليه السلام، وهكذا كان! يا صحابيّة، إذا أسدى إليكِ أحدٌ معروفاً فلا تنسيه، وابقي متحينة الفرصة لترديه، هكذا كان دأبُ نبيُّكِ وحبيبُكِ ﷺ دوماً! ضيافة عابرة من أعرابي لم يتركها واحدة عليه، طلب من الأعرابي أن يأتيه ليكرمه، احفظي للناس معروفهم وانتظري دورة الأيام، فإذا حان دوركِ فكوني على الموعد! وحتى إذا لم تُسعفكِ اللحظة أن تردي المعروف، فكوني أرقى من أن تنكريه! ناكر المعروف لا يحترمه أحد! عندما رُجم النبيُّ ﷺ في الطائف، وأراد العودة إلى مكة، وجد أن زعماءها قرروا أن يمنعوه من دخولها، فطلبَ من المطعم بن عديٍّ أن يجيره، وكان المطعم بن عدي رجلاً شهماً رغم شركه وكفره، فأجار النبيَّ ﷺ، وأدخله إلى مكة تحت حمايته ورعايته، وماتَ المطعم بن عديٍّ قبل أن يردَّ له النبيُّ ﷺ معروفه! ولكنه بعد معركة بدر نظر في أسرى قريش، وقال: لو أن المطعم بن عديٍّ كلمني في هؤلاء النتنى، لأطلقتهم له! انظري للوفاء يا صحابيَّة، قوم جاؤوا لقتاله ولو اُتيحت لهم الفرصة لقتله لفعلوا، ولكنه على استعداد أن يُطلق سراحهم! لو طلب منه ذلك الرجل الذي أسدى إليه معروفاً! يا صحابيّة، الرَّبُ الذي كان يوحي إلى موسى عليه السَّلام، كان قادراً أن يدله على مكان قبر يوسف عليه السَّلام، ويوفر عليه عناء المفاوضات مع امرأة عجوز، ولكن الرَّبَّ الرَّحيم الذي يُجازي على النوايا الحسنة، علِمَ تعلّقَ هذه المرأة به وشوقها إلى الجنّة، فلم يكشف لرسوله ما تعرفه هذه المرأة، وإنما تركَ علمها مخفياً عن رسوله ليعطيها الجنّة! ضعي الله في نيَّتكِ وقصدكِ، اصدقي في طلب رضوانه وجنته، وسيعطيكِ هذا على أيسر الطرق وأهون الأسباب! الصدق مع الله فقط هو السر، ولا أحد أكرم من الله يا صحابيَّة! جاء أعرابيُّ لا يعرفه من الصحابة أحد، فبايع النبيَّ ﷺ على الجهاد والهجرة، وخرجَ معه في قتالٍ منَّ الله تعالى فيه بالنصر على المسلمين، وقسم النبيُّ ﷺ الغنائم بين أصحابه، وكان الأعرابي غائباً فتركَ له النبيُّ ﷺ نصيبه، فلما جاء قيل له: ترك لكَ النبيُّ ﷺ هذا! فأخذ الغنائم وذهبَ إلى النبي ﷺ وقال له: ما هذا يا رسول الله؟ فقال له: قسمته لكَ! فقال: يا رسول الله، ما على هذا بايعتُكَ! ولكني بايعتُكَ على أن أُرمي بسهمٍ ها هنا يخرج من ها هنا فأدخل الجنة وأشار إلى رقبته! فقال له النبيُّ ﷺ: إن تصدق الله يصدقك! ثم كانتْ غزوة أخرى خرج هذا الأعرابي فيها ، فجيء به شهيداً والسَّهم مغروز في رقبته حيث أشار، فقال النبيُّ ﷺ: أهو هو؟ فقالوا: نعم يا رسول الله! فقال: صدقَ اللهَ، فصدقه اللهُ! يا صحابيّة، كوني طموحة واغتنمي الفُرص! ولا تكوني كالأعرابي الذي سنحتْ له فرصة ذهبيّة، بإمكانه أن يستغلها أحسن استغلال، فطلبَ شيئاً زائلاً من دنيا زائلة! صحيح أن اللهَ يُحِبُّ أن يُسأل، وقد أوحى إلى موسى عليه السلام فقال: يا موسى سلني علفَ دابتكَ، وملح عجينتك، وشِراك نعلك ولكن الفكرة أن تُعلقي قلبكِ بالجنَّة! كل ما حال بينكِ وبينها فاتركيه! وكل ما أبعدكِ عنها فدعيه غير مأسوفٍ عليه! ومن الله العوض! يا صحابيّة، اسألي عما لا تعرفينه، لا عيب في هذا أبداً ! العيب أن يعتبر الإنسان نفسه علاَّمة زمانه، فهذا موسى عليه السلام كليم الله، يسأل عن مكان قبر يوسف عليه السلام لأنه لا يعرف مكانه، لم يولد أحدٌ متعلماً! ولكنا نجهل أشياء كثيرة، فاعبدي الله على بينة، اسألي عن أمور دينك لتعبدي الله عن علم! اقرئي، وتثقفي، وازدادي علماً ومعرفة، المعرفة قوة!. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ امرأةٌ من نوعٍ آخر! أنتِ أيضاً صحابيَّة، تُحبين أن تُرافقي نبيَّكِ وحبيبكِ ﷺ في أسفاره، تعرفين أن السَّفر معه مُتعة، رؤية وجهه تُنسيكِ عناء الطريق، وحُلو حديثه يُبدّد مشقّة الدَّرب! وها أنتِ الآن معه في سفرٍ، وقد نزلَ ﷺ في ضيافة أعرابيٍّ فأكرمه وأحسن ضيافته، ولأنَّ نبيُّكِ وحبيبُكِ ﷺ لا ينس معروفاً أُسديَ إليه، قال ﷺ للأعرابي: يا أعرابيُّ ائتنا! بأبي هو وأمي يريدُ أن يردَّ معروف الأعرابي، وبالفعل لم تطلْ المُدّة بالأعرابي حتى جاء، فقال له النبيُّ ﷺ: يا أعرابي سلني حاجتكَ! فقال: ناقة نركبها، وأعنزٌ يحلبها أهلي! ولأنه نبيُّ ﷺ يُحِبُّ معالي الأمور قال للأعرابي كالمُعاتب: أعجزتَ أن تكون مثل عجوز بني إسرائيل؟! لا شكَّ أن الفضول يتملككِ الآن! وتريدين أن تعرفي ما شأن عجوز بني إسرائيل؟ وهذا هو حال الصحابة أيضاً! إنهم يسارعون بالسؤال: وما عجوز بني إسرائيل يا رسول الله؟ فأخبرهم أن يوسف عليه السلام كان قد أوصى قومه، إذا خرجوا من مصر أن يحملوه معهم ليُدفن في فلسطين، ومضت الأعوام، سنة وراء سنة، وقرن وراء قرن! وأعلمَ موسى عليه السَّلام بني إسرائيل، أنَّ وقت الخروج من مصر قد حان! فأخبروه بوصية أخيه يوسف التي توارثوها جيلاً بعد جيل، فسألهم عن قبر يوسف ليأخذ جثمانه وينفذ وصيته، ولكن المفاجأة كانت أنه لا أحد يعرف مكان القبر! إلا عجوزاً من بني إسرائيل عرفت هذا من أجدادها، فطلب منها موسى عليه السلام أن تدله على مكان القبر، فرفضتْ أن تخبره حتى يعطيها وعداً، أن تكون رفيقته في الجنة! فرفضَ موسى عليه السَّلام هذا الشرط، لأنه لا يملك أن يُدخل الناس الجنة! فأوحى الله تعالى إليه أن أعطِها ما طلبتْ! فدلتهم على مستنقعٍ، وقالت: جففوا الماء هذا، فإنَّ تحته قبر يوسف عليه السلام، وهكذا كان! يا صحابيّة، إذا أسدى إليكِ أحدٌ معروفاً فلا تنسيه، وابقي متحينة الفرصة لترديه، هكذا كان دأبُ نبيُّكِ وحبيبُكِ ﷺ دوماً! ضيافة عابرة من أعرابي لم يتركها واحدة عليه، طلب من الأعرابي أن يأتيه ليكرمه، احفظي للناس معروفهم وانتظري دورة الأيام، فإذا حان دوركِ فكوني على الموعد! وحتى إذا لم تُسعفكِ اللحظة أن تردي المعروف، فكوني أرقى من أن تنكريه! ناكر المعروف لا يحترمه أحد! عندما رُجم النبيُّ ﷺ في الطائف، وأراد العودة إلى مكة، وجد أن زعماءها قرروا أن يمنعوه من دخولها، فطلبَ من المطعم بن عديٍّ أن يجيره، وكان المطعم بن عدي رجلاً شهماً رغم شركه وكفره، فأجار النبيَّ ﷺ، وأدخله إلى مكة تحت حمايته ورعايته، وماتَ المطعم بن عديٍّ قبل أن يردَّ له النبيُّ ﷺ معروفه! ولكنه بعد معركة بدر نظر في أسرى قريش، وقال: لو أن المطعم بن عديٍّ كلمني في هؤلاء النتنى، لأطلقتهم له! انظري للوفاء يا صحابيَّة، قوم جاؤوا لقتاله ولو اُتيحت لهم الفرصة لقتله لفعلوا، ولكنه على استعداد أن يُطلق سراحهم! لو طلب منه ذلك الرجل الذي أسدى إليه معروفاً! يا صحابيّة، الرَّبُ الذي كان يوحي إلى موسى عليه السَّلام، كان قادراً أن يدله على مكان قبر يوسف عليه السَّلام، ويوفر عليه عناء المفاوضات مع امرأة عجوز، ولكن الرَّبَّ الرَّحيم الذي يُجازي على النوايا الحسنة، علِمَ تعلّقَ هذه المرأة به وشوقها إلى الجنّة، فلم يكشف لرسوله ما تعرفه هذه المرأة، وإنما تركَ علمها مخفياً عن رسوله ليعطيها الجنّة! ضعي الله في نيَّتكِ وقصدكِ، اصدقي في طلب رضوانه وجنته، وسيعطيكِ هذا على أيسر الطرق وأهون الأسباب! الصدق مع الله فقط هو السر، ولا أحد أكرم من الله يا صحابيَّة! جاء أعرابيُّ لا يعرفه من الصحابة أحد، فبايع النبيَّ ﷺ على الجهاد والهجرة، وخرجَ معه في قتالٍ منَّ الله تعالى فيه بالنصر على المسلمين، وقسم النبيُّ ﷺ الغنائم بين أصحابه، وكان الأعرابي غائباً فتركَ له النبيُّ ﷺ نصيبه، فلما جاء قيل له: ترك لكَ النبيُّ ﷺ هذا! فأخذ الغنائم وذهبَ إلى النبي ﷺ وقال له: ما هذا يا رسول الله؟ فقال له: قسمته لكَ! فقال: يا رسول الله، ما على هذا بايعتُكَ! ولكني بايعتُكَ على أن أُرمي بسهمٍ ها هنا يخرج من ها هنا فأدخل الجنة وأشار إلى رقبته! فقال له النبيُّ ﷺ: إن تصدق الله يصدقك! ثم كانتْ غزوة أخرى خرج هذا الأعرابي فيها ، فجيء به شهيداً والسَّهم مغروز في رقبته حيث أشار، فقال النبيُّ ﷺ: أهو هو؟ فقالوا: نعم يا رسول الله! فقال: صدقَ اللهَ، فصدقه اللهُ! يا صحابيّة، كوني طموحة واغتنمي الفُرص! ولا تكوني كالأعرابي الذي سنحتْ له فرصة ذهبيّة، بإمكانه أن يستغلها أحسن استغلال، فطلبَ شيئاً زائلاً من دنيا زائلة! صحيح أن اللهَ يُحِبُّ أن يُسأل، وقد أوحى إلى موسى عليه السلام فقال: يا موسى سلني علفَ دابتكَ، وملح عجينتك، وشِراك نعلك ولكن الفكرة أن تُعلقي قلبكِ بالجنَّة! كل ما حال بينكِ وبينها فاتركيه! وكل ما أبعدكِ عنها فدعيه غير مأسوفٍ عليه! ومن الله العوض! يا صحابيّة، اسألي عما لا تعرفينه، لا عيب في هذا أبداً ! العيب أن يعتبر الإنسان نفسه علاَّمة زمانه، فهذا موسى عليه السلام كليم الله، يسأل عن مكان قبر يوسف عليه السلام لأنه لا يعرف مكانه، لم يولد أحدٌ متعلماً! ولكنا نجهل أشياء كثيرة، فاعبدي الله على بينة، اسألي عن أمور دينك لتعبدي الله عن علم! اقرئي، وتثقفي، وازدادي علماً ومعرفة، المعرفة قوة!. ❝