دعوة أُم! أنتِ أيضاً صحابيَّة! تؤنسكِ أحاديث الأولين... 💬 أقوال أدهم شرقاوي 📖 كتاب أنتِ أيضا صحابية
- 📖 من ❞ كتاب أنتِ أيضا صحابية ❝ أدهم شرقاوي 📖
█ دعوة أُم! أنتِ أيضاً صحابيَّة! تؤنسكِ أحاديث الأولين وأخبار الأمم الغابرة فكيف إذا كانت أحاديثهم وأخبارهم بصوتِ نبيكِ وحبيبك ﷺ وأنتِ الآن موعد مع هذا الجمال والجلال يقولُ لكِ النبيُّ ﷺ: كان جُريجُ رجلاً عابداً فاتخذ صومعةً فكان فيها فأتته أمه وهو يصلي فقالتْ: يا جُريج! فقال: رب أمي وصلاتي! فأقبلَ صلاته فانصرفتْ فلما كان الغد أتته أي اللهمَّ لا تُمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات! فتذاكر بنو إسرائيل جُريجاً وعبادته وكانتْ امرأةٌ بغيُّ يُتمثَّلُ بحسنها إن شئتم لأفتننه! فتعرَّضتْ له فلم يلتفتْ إليها فأتتْ راعياً يأوي صومعته فأمكنته من نفسها فوقعَ عليها فحملتْ! فلما ولدتْ قالتْ: جُريج! فأتوه فاستنزلوه وهدموا وجعلوا يضربونه فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيتَ بهذه البغيِّ فولدتْ منكَ قال: أين الصَّبيُّ؟ فجاؤوا به دعوني أُصلي! فصلَّى انصرفَ أتى الصَّبيَّ فطعنَ بطنه وقال: غلام أبوك؟ قال: فلانٌ الرَّاعي! فأقبلوا جُريج يُقبلونه ويتمسَّحون به! وقالوا: نبني لكَ صومعتكَ ذهبٍ! قال: أعيدوها طينٍ كما كانتْ ففعلوا! يا كتاب أنتِ أيضا صحابية مجاناً PDF اونلاين 2025 أنت الحضن الحنون الذي نأوي إليه هاربين مشقة الحياة الكتف نستغني عن الإتكاء عليه رغم رقته! العكاز الإستناد نعومته! مصنع الرجال مهد الأبطال! لست ضلعا قاصراً أبداً مخلوقاً ضعيفاً يستحق الشفقة أنت نصف المجتمع التي تلدين تربين النصف الآخر كل رجل جاء الدنيا يوماً جنيناً بطنك يأكل صحتك عافيتك ملك أو زعيم مفكر ثري ناجح قطعة لحم صغيرة بين يديك نبي ربيتيه صنعتيه عظيم فارفعي رأسك عالياً!
❞ دعوة أُم! أنتِ أيضاً صحابيَّة! تؤنسكِ أحاديث الأولين وأخبار الأمم الغابرة، فكيف إذا كانت أحاديثهم وأخبارهم بصوتِ نبيكِ وحبيبك ﷺ وأنتِ الآن على موعد مع هذا الجمال والجلال، يقولُ لكِ النبيُّ ﷺ: كان جُريجُ رجلاً عابداً، فاتخذ صومعةً، فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي.. فقالتْ: يا جُريج! فقال: يا رب، أمي وصلاتي! فأقبلَ على صلاته، فانصرفتْ أمه، فلما كان الغد أتته وهو يصلي، فقالتْ: يا جُريج! فقال: أي رب، أمي وصلاتي! فأقبلَ على صلاته، فقالتْ: اللهمَّ لا تُمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات! فتذاكر بنو إسرائيل جُريجاً وعبادته، وكانتْ امرأةٌ بغيُّ يُتمثَّلُ بحسنها، فقالتْ: إن شئتم لأفتننه! فتعرَّضتْ له، فلم يلتفتْ إليها، فأتتْ راعياً كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها، فوقعَ عليها، فحملتْ! فلما ولدتْ، قالتْ: هذا من جُريج! فأتوه فاستنزلوه، وهدموا صومعته، وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيتَ بهذه البغيِّ، فولدتْ منكَ، قال: أين الصَّبيُّ؟ فجاؤوا به.. فقال: دعوني حتى أُصلي! فصلَّى..، فلما انصرفَ أتى الصَّبيَّ، فطعنَ بطنه، وقال: يا غلام، من أبوك؟ قال: فلانٌ الرَّاعي! فأقبلوا على جُريج يُقبلونه، ويتمسَّحون به! وقالوا: نبني لكَ صومعتكَ من ذهبٍ! قال: لا، أعيدوها من طينٍ كما كانتْ. ففعلوا! يا صحابيَّة، الجمالُ نعمة تُصان، فلا تستخدمي جمالكِ وأنوثتكِ سلاح غواية! فهذا فعل الغانيات لا فعل العفيفات، الأنوثة والغنج يأخذان بقلوب الرجال، فحافظي على نفسكِ أولاً، وعلى الناس ثانياً! وقد قال الله لمن هُنَّ أطهر منكِ، زوجات النبيِّ ﷺ: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾ عندما تُظهرين أنوثتكِ في غير موضعها، وتكشفين دلالكِ أمام من ليس له، فستكونين محطَّ طمع، ويُظنُّ بكِ أنكِ سهلة المنال! اثبتي أمام البائع في السوق، عرضكِ أغلى من دراهم يحسمها لكِ! حافظي على رباطة جأشكِ أمام زملاء العمل، سمعتُكِ لا تُقدَّر بثمن! لا تفتحي الباب، أو شق منه، ثم تشتكين إذا ما تسلل منه أحد! معالجة الأسباب أهون عليكِ من معالجة النتائج! لتذهب الوظائف إلى الجحيم، إذا كان ثمنها شيءٌ يمسُّ شرفكِ! ما كان لكِ من رزقٍ سيأتيكِ رغماً عن الدنيا كلها، والرزق عند الله لا عند الناس، وما كان عند اللهِ لا يُؤخذُ بمعصيته! يا صحابيَّة، إياكِ والدعاءُ على أولادكِ، فربما صادفتْ دعوتكِ ساعة استجابة فتهلكينهم، دعاء الوالدين فتَّاك! كل ما أصاب جُريج الراهب كان بدعوة أمه، دعتْ عليه أن ينظر في وجوه المومسات، فوافقتْ دعوتها ساعة استجابة فأصابه ما قد علمتِ! رأى عمر بن الخطاب شيخاً كبيراً في السن يده مشلولة، فسأله: ما الذي أصابك؟ فقال: دعا عليَّ أبي في الجاهلية أن تُشَلَّ، فَشُلَّتْ! فقال عمر: هذا دعاء الآباء في الجاهلية، فكيف في الإسلام؟! وفي كتاب أزهار الرياض من أخبار القاضي عياض، أن الزمخشري كان مقطوع الرِّجل، فسُئلَ عن ذلك، فقال: هذا بدعاء أُمي! ذلكَ أني كنتُ في صباي أمسكتُ عصفوراً، وربطه بخيطٍ في رجله، فجذبته، فانقطعتْ رجله! فتألمتْ أمي لذلك وقالتْ: قطعَ اللهُ رجلكَ كما قطعتَ رجله! فلما كبرتُ وكنتُ في سفرٍ إلى بخارى لطلب العلم، سقطتُ عن الدابة، فانكسرتْ رجلي، ووجبَ قطعها! أمسكي عليكِ لسانكِ يرحمكِ الله، الأولاد مُتعبون هذه حقيقة، ولكن لكِ من كل هذا التعب أجر التربية! والأولاد يأتون بتصرفاتٍ مستفزة هذا واقع، ولكن الصبر باب من أبواب الجنة! ثم إن الدعوة السيئة على الأولاد لو اُستجيبت، فأنتِ أول من سيكتوي بنارها! لو دعوتِ على ولدٍ أو بنتٍ بعدم التوفيق، فسيأتي هذا الولد وهذه البنت عاقين، ستحرمين نفسكِ من برِّهم في لحظة غضب، عدم التوفيق شقاء! وأي راحةٍ لكِ إذا شقيَ أولادكِ، عودي نفسكِ الدعاء لهم لا عليهم، استبدلي تلك الدعوات الساحقة الماحقة بأُخرى حلوة جميلة! قولي للولد: هداكَ الله! وقولي للبنت: أصلحكِ الله! وأنتِ أول من سيقطف ثمار هدايتهم وصلاحهم! يا صحابيَّة، الصلاة مفزَعُ الصالحين منذ فجر التاريخ، وعندما نزلتْ بجريج هذه التهمة، قال: دعوني حتى أُصلي! فأنجاه الله سبحانه، وبرَّأه من تُهمةٍ نُسبتْ إليه، ليكن اللهُ ملاذكِ الآمن، وحصنكِ المنيع، إذا ضاقتْ بكِ الحيلة تصدَّقي، وإذا سُدَّتْ بوجهكِ الأبواب سارعي في الدعاء، وإذا تعسَّرتْ الأمور فادخلي كهف الصلاة، ما أنجى يونس عليه السلام من بطن الحوت إلا تسبيحه واستغفاره، وما نجا إبراهيم عليه السلام من فرعون وجيشه، إلا بحسن ظنه بالله! وما نجا نوحٌ عليه السّلام بالسفينة المصنوعة من الخشب، إلا لأنه قد ركبَ من قبل سفينة التوحيد! وما نجا النبيُّ ﷺ وصاحبه يوم الهجرة، إلا بالتوكل على الله واليقين بالله! يا أبا بكر: ما ظنك باثنين الله ثالثهما! يا صحابيَّة، أهل المعاصي مرضى قلوب، فاحذريهم! وإنهم يريدون لو كان الناس جميعاً مثلهم، تلك الزانية أزعجها عفاف جُريج، فأرادت أن يكون مثلها! أنتِ بصلاحكِ وعفافكِ تذكرين الناقصين بنقصهم، المرتشي يؤلمه الأمين لأنه بأمانته يخبره كم هو وضيع! والزانية تؤلمها العفيفة لأنها بعفتها تخبرها كم هي رخيصة! ومن قبل قال قوم لوطٍ: ﴿أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ إن النجس والملوث يختنق بطهارة غيره! يا صحابيَّة، لا تُعيري سمعكِ للذين يقعون في أعراض الناس، اُتهم جريج بالزنا وهو عفيف طاهر، وصدَّقَ قومه التهمة رغم أنها جاءتْ من زانية استأجروها! كم عفيفةٍ ظُلمت، وكم أمينٍ اُتهم بالخيانة، وكم مُتهم هو من تهمته بريء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، فإذا حُملتْ إلى مسامعكِ تُهمة، فاجعليها تقفُ عندكِ ولا تنشريها! فإن كانتْ التهمة حقاً فقد كنتِ رسول إبليس في نشر الفاحشة، وإن كانتْ كاذبة فقد وقعتِ في أعراض الناس، من سترَ سُتِر، والمرءُ لا يأخذُ إلا ما كان يُعطيه! ومن تتبعَ عورات الناس، تتبعَ الله عورته! اُتهمت الصِّديقة مريم بالزنا، واُتهم الكليم موسى عليه السلام بأنه يريد أن يُظهر في الأرض الفساد! واُتهم النبيُّ ﷺ بالكذب والسحر والجنون، فإذا كان هؤلاء لم ينجوا من الناس، فكيف يسلمُ الذين هم من دونهم وكلنا دونهم!. ❝
❞ دعوة أُم! أنتِ أيضاً صحابيَّة! تؤنسكِ أحاديث الأولين وأخبار الأمم الغابرة، فكيف إذا كانت أحاديثهم وأخبارهم بصوتِ نبيكِ وحبيبك ﷺ وأنتِ الآن على موعد مع هذا الجمال والجلال، يقولُ لكِ النبيُّ ﷺ: كان جُريجُ رجلاً عابداً، فاتخذ صومعةً، فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي... فقالتْ: يا جُريج! فقال: يا رب، أمي وصلاتي! فأقبلَ على صلاته، فانصرفتْ أمه، فلما كان الغد أتته وهو يصلي، فقالتْ: يا جُريج! فقال: أي رب، أمي وصلاتي! فأقبلَ على صلاته، فقالتْ: اللهمَّ لا تُمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات! فتذاكر بنو إسرائيل جُريجاً وعبادته، وكانتْ امرأةٌ بغيُّ يُتمثَّلُ بحسنها، فقالتْ: إن شئتم لأفتننه! فتعرَّضتْ له، فلم يلتفتْ إليها، فأتتْ راعياً كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها، فوقعَ عليها، فحملتْ! فلما ولدتْ، قالتْ: هذا من جُريج! فأتوه فاستنزلوه، وهدموا صومعته، وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيتَ بهذه البغيِّ، فولدتْ منكَ، قال: أين الصَّبيُّ؟ فجاؤوا به... فقال: دعوني حتى أُصلي! فصلَّى...، فلما انصرفَ أتى الصَّبيَّ، فطعنَ بطنه، وقال: يا غلام، من أبوك؟ قال: فلانٌ الرَّاعي! فأقبلوا على جُريج يُقبلونه، ويتمسَّحون به! وقالوا: نبني لكَ صومعتكَ من ذهبٍ! قال: لا، أعيدوها من طينٍ كما كانتْ. ففعلوا! يا صحابيَّة، الجمالُ نعمة تُصان، فلا تستخدمي جمالكِ وأنوثتكِ سلاح غواية! فهذا فعل الغانيات لا فعل العفيفات، الأنوثة والغنج يأخذان بقلوب الرجال، فحافظي على نفسكِ أولاً، وعلى الناس ثانياً! وقد قال الله لمن هُنَّ أطهر منكِ، زوجات النبيِّ ﷺ: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾ عندما تُظهرين أنوثتكِ في غير موضعها، وتكشفين دلالكِ أمام من ليس له، فستكونين محطَّ طمع، ويُظنُّ بكِ أنكِ سهلة المنال! اثبتي أمام البائع في السوق، عرضكِ أغلى من دراهم يحسمها لكِ! حافظي على رباطة جأشكِ أمام زملاء العمل، سمعتُكِ لا تُقدَّر بثمن! لا تفتحي الباب، أو شق منه، ثم تشتكين إذا ما تسلل منه أحد! معالجة الأسباب أهون عليكِ من معالجة النتائج! لتذهب الوظائف إلى الجحيم، إذا كان ثمنها شيءٌ يمسُّ شرفكِ! ما كان لكِ من رزقٍ سيأتيكِ رغماً عن الدنيا كلها، والرزق عند الله لا عند الناس، وما كان عند اللهِ لا يُؤخذُ بمعصيته! يا صحابيَّة، إياكِ والدعاءُ على أولادكِ، فربما صادفتْ دعوتكِ ساعة استجابة فتهلكينهم، دعاء الوالدين فتَّاك! كل ما أصاب جُريج الراهب كان بدعوة أمه، دعتْ عليه أن ينظر في وجوه المومسات، فوافقتْ دعوتها ساعة استجابة فأصابه ما قد علمتِ! رأى عمر بن الخطاب شيخاً كبيراً في السن يده مشلولة، فسأله: ما الذي أصابك؟ فقال: دعا عليَّ أبي في الجاهلية أن تُشَلَّ، فَشُلَّتْ! فقال عمر: هذا دعاء الآباء في الجاهلية، فكيف في الإسلام؟! وفي كتاب أزهار الرياض من أخبار القاضي عياض، أن الزمخشري كان مقطوع الرِّجل، فسُئلَ عن ذلك، فقال: هذا بدعاء أُمي! ذلكَ أني كنتُ في صباي أمسكتُ عصفوراً، وربطه بخيطٍ في رجله، فجذبته، فانقطعتْ رجله! فتألمتْ أمي لذلك وقالتْ: قطعَ اللهُ رجلكَ كما قطعتَ رجله! فلما كبرتُ وكنتُ في سفرٍ إلى بخارى لطلب العلم، سقطتُ عن الدابة، فانكسرتْ رجلي، ووجبَ قطعها! أمسكي عليكِ لسانكِ يرحمكِ الله، الأولاد مُتعبون هذه حقيقة، ولكن لكِ من كل هذا التعب أجر التربية! والأولاد يأتون بتصرفاتٍ مستفزة هذا واقع، ولكن الصبر باب من أبواب الجنة! ثم إن الدعوة السيئة على الأولاد لو اُستجيبت، فأنتِ أول من سيكتوي بنارها! لو دعوتِ على ولدٍ أو بنتٍ بعدم التوفيق، فسيأتي هذا الولد وهذه البنت عاقين، ستحرمين نفسكِ من برِّهم في لحظة غضب، عدم التوفيق شقاء! وأي راحةٍ لكِ إذا شقيَ أولادكِ، عودي نفسكِ الدعاء لهم لا عليهم، استبدلي تلك الدعوات الساحقة الماحقة بأُخرى حلوة جميلة! قولي للولد: هداكَ الله! وقولي للبنت: أصلحكِ الله! وأنتِ أول من سيقطف ثمار هدايتهم وصلاحهم! يا صحابيَّة، الصلاة مفزَعُ الصالحين منذ فجر التاريخ، وعندما نزلتْ بجريج هذه التهمة، قال: دعوني حتى أُصلي! فأنجاه الله سبحانه، وبرَّأه من تُهمةٍ نُسبتْ إليه، ليكن اللهُ ملاذكِ الآمن، وحصنكِ المنيع، إذا ضاقتْ بكِ الحيلة تصدَّقي، وإذا سُدَّتْ بوجهكِ الأبواب سارعي في الدعاء، وإذا تعسَّرتْ الأمور فادخلي كهف الصلاة، ما أنجى يونس عليه السلام من بطن الحوت إلا تسبيحه واستغفاره، وما نجا إبراهيم عليه السلام من فرعون وجيشه، إلا بحسن ظنه بالله! وما نجا نوحٌ عليه السّلام بالسفينة المصنوعة من الخشب، إلا لأنه قد ركبَ من قبل سفينة التوحيد! وما نجا النبيُّ ﷺ وصاحبه يوم الهجرة، إلا بالتوكل على الله واليقين بالله! يا أبا بكر: ما ظنك باثنين الله ثالثهما! يا صحابيَّة، أهل المعاصي مرضى قلوب، فاحذريهم! وإنهم يريدون لو كان الناس جميعاً مثلهم، تلك الزانية أزعجها عفاف جُريج، فأرادت أن يكون مثلها! أنتِ بصلاحكِ وعفافكِ تذكرين الناقصين بنقصهم، المرتشي يؤلمه الأمين لأنه بأمانته يخبره كم هو وضيع! والزانية تؤلمها العفيفة لأنها بعفتها تخبرها كم هي رخيصة! ومن قبل قال قوم لوطٍ: ﴿أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ إن النجس والملوث يختنق بطهارة غيره! يا صحابيَّة، لا تُعيري سمعكِ للذين يقعون في أعراض الناس، اُتهم جريج بالزنا وهو عفيف طاهر، وصدَّقَ قومه التهمة رغم أنها جاءتْ من زانية استأجروها! كم عفيفةٍ ظُلمت، وكم أمينٍ اُتهم بالخيانة، وكم مُتهم هو من تهمته بريء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، فإذا حُملتْ إلى مسامعكِ تُهمة، فاجعليها تقفُ عندكِ ولا تنشريها! فإن كانتْ التهمة حقاً فقد كنتِ رسول إبليس في نشر الفاحشة، وإن كانتْ كاذبة فقد وقعتِ في أعراض الناس، من سترَ سُتِر، والمرءُ لا يأخذُ إلا ما كان يُعطيه! ومن تتبعَ عورات الناس، تتبعَ الله عورته! اُتهمت الصِّديقة مريم بالزنا، واُتهم الكليم موسى عليه السلام بأنه يريد أن يُظهر في الأرض الفساد! واُتهم النبيُّ ﷺ بالكذب والسحر والجنون، فإذا كان هؤلاء لم ينجوا من الناس، فكيف يسلمُ الذين هم من دونهم وكلنا دونهم!. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ دعوة أُم! أنتِ أيضاً صحابيَّة! تؤنسكِ أحاديث الأولين وأخبار الأمم الغابرة، فكيف إذا كانت أحاديثهم وأخبارهم بصوتِ نبيكِ وحبيبك ﷺ وأنتِ الآن على موعد مع هذا الجمال والجلال، يقولُ لكِ النبيُّ ﷺ: كان جُريجُ رجلاً عابداً، فاتخذ صومعةً، فكان فيها، فأتته أمه وهو يصلي.. فقالتْ: يا جُريج! فقال: يا رب، أمي وصلاتي! فأقبلَ على صلاته، فانصرفتْ أمه، فلما كان الغد أتته وهو يصلي، فقالتْ: يا جُريج! فقال: أي رب، أمي وصلاتي! فأقبلَ على صلاته، فقالتْ: اللهمَّ لا تُمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات! فتذاكر بنو إسرائيل جُريجاً وعبادته، وكانتْ امرأةٌ بغيُّ يُتمثَّلُ بحسنها، فقالتْ: إن شئتم لأفتننه! فتعرَّضتْ له، فلم يلتفتْ إليها، فأتتْ راعياً كان يأوي إلى صومعته فأمكنته من نفسها، فوقعَ عليها، فحملتْ! فلما ولدتْ، قالتْ: هذا من جُريج! فأتوه فاستنزلوه، وهدموا صومعته، وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم؟ قالوا: زنيتَ بهذه البغيِّ، فولدتْ منكَ، قال: أين الصَّبيُّ؟ فجاؤوا به.. فقال: دعوني حتى أُصلي! فصلَّى..، فلما انصرفَ أتى الصَّبيَّ، فطعنَ بطنه، وقال: يا غلام، من أبوك؟ قال: فلانٌ الرَّاعي! فأقبلوا على جُريج يُقبلونه، ويتمسَّحون به! وقالوا: نبني لكَ صومعتكَ من ذهبٍ! قال: لا، أعيدوها من طينٍ كما كانتْ. ففعلوا! يا صحابيَّة، الجمالُ نعمة تُصان، فلا تستخدمي جمالكِ وأنوثتكِ سلاح غواية! فهذا فعل الغانيات لا فعل العفيفات، الأنوثة والغنج يأخذان بقلوب الرجال، فحافظي على نفسكِ أولاً، وعلى الناس ثانياً! وقد قال الله لمن هُنَّ أطهر منكِ، زوجات النبيِّ ﷺ: ﴿ يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا﴾ عندما تُظهرين أنوثتكِ في غير موضعها، وتكشفين دلالكِ أمام من ليس له، فستكونين محطَّ طمع، ويُظنُّ بكِ أنكِ سهلة المنال! اثبتي أمام البائع في السوق، عرضكِ أغلى من دراهم يحسمها لكِ! حافظي على رباطة جأشكِ أمام زملاء العمل، سمعتُكِ لا تُقدَّر بثمن! لا تفتحي الباب، أو شق منه، ثم تشتكين إذا ما تسلل منه أحد! معالجة الأسباب أهون عليكِ من معالجة النتائج! لتذهب الوظائف إلى الجحيم، إذا كان ثمنها شيءٌ يمسُّ شرفكِ! ما كان لكِ من رزقٍ سيأتيكِ رغماً عن الدنيا كلها، والرزق عند الله لا عند الناس، وما كان عند اللهِ لا يُؤخذُ بمعصيته! يا صحابيَّة، إياكِ والدعاءُ على أولادكِ، فربما صادفتْ دعوتكِ ساعة استجابة فتهلكينهم، دعاء الوالدين فتَّاك! كل ما أصاب جُريج الراهب كان بدعوة أمه، دعتْ عليه أن ينظر في وجوه المومسات، فوافقتْ دعوتها ساعة استجابة فأصابه ما قد علمتِ! رأى عمر بن الخطاب شيخاً كبيراً في السن يده مشلولة، فسأله: ما الذي أصابك؟ فقال: دعا عليَّ أبي في الجاهلية أن تُشَلَّ، فَشُلَّتْ! فقال عمر: هذا دعاء الآباء في الجاهلية، فكيف في الإسلام؟! وفي كتاب أزهار الرياض من أخبار القاضي عياض، أن الزمخشري كان مقطوع الرِّجل، فسُئلَ عن ذلك، فقال: هذا بدعاء أُمي! ذلكَ أني كنتُ في صباي أمسكتُ عصفوراً، وربطه بخيطٍ في رجله، فجذبته، فانقطعتْ رجله! فتألمتْ أمي لذلك وقالتْ: قطعَ اللهُ رجلكَ كما قطعتَ رجله! فلما كبرتُ وكنتُ في سفرٍ إلى بخارى لطلب العلم، سقطتُ عن الدابة، فانكسرتْ رجلي، ووجبَ قطعها! أمسكي عليكِ لسانكِ يرحمكِ الله، الأولاد مُتعبون هذه حقيقة، ولكن لكِ من كل هذا التعب أجر التربية! والأولاد يأتون بتصرفاتٍ مستفزة هذا واقع، ولكن الصبر باب من أبواب الجنة! ثم إن الدعوة السيئة على الأولاد لو اُستجيبت، فأنتِ أول من سيكتوي بنارها! لو دعوتِ على ولدٍ أو بنتٍ بعدم التوفيق، فسيأتي هذا الولد وهذه البنت عاقين، ستحرمين نفسكِ من برِّهم في لحظة غضب، عدم التوفيق شقاء! وأي راحةٍ لكِ إذا شقيَ أولادكِ، عودي نفسكِ الدعاء لهم لا عليهم، استبدلي تلك الدعوات الساحقة الماحقة بأُخرى حلوة جميلة! قولي للولد: هداكَ الله! وقولي للبنت: أصلحكِ الله! وأنتِ أول من سيقطف ثمار هدايتهم وصلاحهم! يا صحابيَّة، الصلاة مفزَعُ الصالحين منذ فجر التاريخ، وعندما نزلتْ بجريج هذه التهمة، قال: دعوني حتى أُصلي! فأنجاه الله سبحانه، وبرَّأه من تُهمةٍ نُسبتْ إليه، ليكن اللهُ ملاذكِ الآمن، وحصنكِ المنيع، إذا ضاقتْ بكِ الحيلة تصدَّقي، وإذا سُدَّتْ بوجهكِ الأبواب سارعي في الدعاء، وإذا تعسَّرتْ الأمور فادخلي كهف الصلاة، ما أنجى يونس عليه السلام من بطن الحوت إلا تسبيحه واستغفاره، وما نجا إبراهيم عليه السلام من فرعون وجيشه، إلا بحسن ظنه بالله! وما نجا نوحٌ عليه السّلام بالسفينة المصنوعة من الخشب، إلا لأنه قد ركبَ من قبل سفينة التوحيد! وما نجا النبيُّ ﷺ وصاحبه يوم الهجرة، إلا بالتوكل على الله واليقين بالله! يا أبا بكر: ما ظنك باثنين الله ثالثهما! يا صحابيَّة، أهل المعاصي مرضى قلوب، فاحذريهم! وإنهم يريدون لو كان الناس جميعاً مثلهم، تلك الزانية أزعجها عفاف جُريج، فأرادت أن يكون مثلها! أنتِ بصلاحكِ وعفافكِ تذكرين الناقصين بنقصهم، المرتشي يؤلمه الأمين لأنه بأمانته يخبره كم هو وضيع! والزانية تؤلمها العفيفة لأنها بعفتها تخبرها كم هي رخيصة! ومن قبل قال قوم لوطٍ: ﴿أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ﴾ إن النجس والملوث يختنق بطهارة غيره! يا صحابيَّة، لا تُعيري سمعكِ للذين يقعون في أعراض الناس، اُتهم جريج بالزنا وهو عفيف طاهر، وصدَّقَ قومه التهمة رغم أنها جاءتْ من زانية استأجروها! كم عفيفةٍ ظُلمت، وكم أمينٍ اُتهم بالخيانة، وكم مُتهم هو من تهمته بريء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام، فإذا حُملتْ إلى مسامعكِ تُهمة، فاجعليها تقفُ عندكِ ولا تنشريها! فإن كانتْ التهمة حقاً فقد كنتِ رسول إبليس في نشر الفاحشة، وإن كانتْ كاذبة فقد وقعتِ في أعراض الناس، من سترَ سُتِر، والمرءُ لا يأخذُ إلا ما كان يُعطيه! ومن تتبعَ عورات الناس، تتبعَ الله عورته! اُتهمت الصِّديقة مريم بالزنا، واُتهم الكليم موسى عليه السلام بأنه يريد أن يُظهر في الأرض الفساد! واُتهم النبيُّ ﷺ بالكذب والسحر والجنون، فإذا كان هؤلاء لم ينجوا من الناس، فكيف يسلمُ الذين هم من دونهم وكلنا دونهم!. ❝