أعمالٌ منزليّة! أنتِ أيضاً صحابيّة! تريدين أن تدخلي... 💬 أقوال أدهم شرقاوي 📖 كتاب أنتِ أيضا صحابية
- 📖 من ❞ كتاب أنتِ أيضا صحابية ❝ أدهم شرقاوي 📖
█ أعمالٌ منزليّة! أنتِ أيضاً صحابيّة! تريدين أن تدخلي بيوت أخواتكِ الصحابيات كي تشاهدي حياتهنَّ عن قُربٍ! فلطالما سألتِ نفسكِ: كيف هي أيامهُنَّ؟ أتراهُنَّ يُشبهننا أيعملن ويطبخنَ ويكنسنَ؟ أكانت تدور بينهن وبين أزواجهنَّ تلك الأحاديث التي تدور بيوتنا اليوم؟ وها أنتِ موعد لدخول منزلٍ كان النبيُّ ﷺ يُحبُّه وكان كثيراً ما يأتيه زائراً ومتفقداً ومتحبباً أنتِ الآن بيت فاطمة الزهراء سيدة أهل الجنَّة فاطمة تشكو إلى زوجها علي بن أبي طالب شدة تعبها وكثرة إرهاقها من عملها البيت هي تخبره جرَّتْ بالرَّحى حتى أثَّرتْ يدها وكيف استقتْ بالقِربة عُنقها كنستْ اغبرَّتْ ثيابها! فقال لها: لقد جيء لأبيكِ بسبي فلو ذهبتِ إليه وسألتهِ خادماً! فذهبتْ النبيِّ فوجدتْ عنده أُناساً فلم تُحدثه بحاجتها أمامهم ولكنها أخبرتْ عائشة بسبب مجيئها وعادت بيتها فلما انتهى مما فيه أخبرته بتعب عمل وطلبها خادماً فذهبَ وكانتْ وزوجها قد أخذا مضجعهما للنوم فاستأذن ثم دخل عليهما وقال ﷺ: ألا أدلكما هو خير لكما خادم؟ إذا أتيتما مضجعكما فكبِّرا ثلاثاً وثلاثين وسبِّحا كتاب أيضا صحابية مجاناً PDF اونلاين 2025 أنت الحضن الحنون الذي نأوي هاربين مشقة الحياة الكتف لا نستغني الإتكاء عليه رغم رقته! العكاز الإستناد نعومته! مصنع الرجال مهد الأبطال! لست ضلعا قاصراً أبداً مخلوقاً ضعيفاً يستحق الشفقة أنت نصف المجتمع التي تلدين تربين النصف الآخر كل رجل جاء الدنيا يوماً جنيناً بطنك يأكل صحتك عافيتك ملك أو زعيم مفكر ثري ناجح قطعة لحم صغيرة بين يديك نبي ربيتيه صنعتيه عظيم فارفعي رأسك عالياً!
❞ أعمالٌ منزليّة! أنتِ أيضاً صحابيّة! تريدين أن تدخلي بيوت أخواتكِ الصحابيات، كي تشاهدي حياتهنَّ عن قُربٍ! فلطالما سألتِ نفسكِ: كيف هي أيامهُنَّ؟ أتراهُنَّ يُشبهننا، أيعملن، ويطبخنَ، ويكنسنَ؟ أكانت تدور بينهن وبين أزواجهنَّ تلك الأحاديث التي تدور في بيوتنا اليوم؟ وها أنتِ على موعد لدخول منزلٍ كان النبيُّ ﷺ يُحبُّه وكان كثيراً ما يأتيه زائراً، ومتفقداً، ومتحبباً أنتِ الآن في بيت فاطمة الزهراء سيدة أهل الجنَّة، فاطمة تشكو إلى زوجها علي بن أبي طالب، شدة تعبها، وكثرة إرهاقها من عملها في البيت، هي الآن تخبره كيف جرَّتْ بالرَّحى حتى أثَّرتْ في يدها، وكيف استقتْ بالقِربة حتى أثَّرتْ في عُنقها، وكيف كنستْ البيت حتى اغبرَّتْ ثيابها! فقال لها: لقد جيء لأبيكِ بسبي فلو ذهبتِ إليه وسألتهِ خادماً! فذهبتْ فاطمة إلى النبيِّ ﷺ فوجدتْ عنده أُناساً، فلم تُحدثه بحاجتها أمامهم، ولكنها أخبرتْ عائشة بسبب مجيئها، وعادت إلى بيتها، فلما انتهى النبيُّ ﷺ مما كان فيه، أخبرته عائشة بتعب فاطمة من عمل البيت، وطلبها خادماً، فذهبَ إلى بيتها ﷺ، وكانتْ وزوجها قد أخذا مضجعهما للنوم، فاستأذن، ثم دخل عليهما وقال ﷺ: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أتيتما مضجعكما فكبِّرا ثلاثاً وثلاثين، وسبِّحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين فهو خير لكما من خادم! يا صحابيَّة، هذه سيدة نساء أهل الجنة، تطحنُ الحبوب بالرحى حتى يُؤثر ذلك في يدها، وتستقي الماء وتحمله في القِربة حتى تجد أثرها في رقبتها، وتكنسُ بيتها حتى تتسخ ثيابها من هذا، فهل انتقص بهذا قدرها عند زوجها، أو أبيها، أو ربها فلا تستمعي لهذه الأصوات الناعقة التي تريد هدم البيوت، والتي تُصور عمل المرأة في بيتها كأنه نوع من الرق، هؤلاء يحاولون باسم الحرية أن يمزقوا الأسرة! ويحاولون باسم المساواة أن يرموا الأولاد في الشارع! أين العبودية في أن تعمل المرأة في بيتها؟! وأين الرق في أن تطبخ لأولادها وزوجها؟! وأين الامتهان في أن ترعى مصالح أسرتها؟! لم تكن فاطمة ممتهنة وهي تطحن الحب لتطبخه، ولم تكن مهانة وهي تحضر الماء لبيتها، ولم تكن ناقصة في إنسانيتها وهي تكنس وتُنظف، زوجها كان فقيراً لا يستطيع أن يحضر لها خادماً، فماذا تفعل؟ أتلقي أولادها في الشارع وترجع إلى بيت أبيها؟ أهذا هو التحرر والشجاعة والمساواة؟ أم هو التخلي، وعدم تحمل المسؤولية، وعدم فهم الحياة؟ وأبوها لم يعطِها خادماً لأنه لو فعل، فعليه أن يُعطي كل بنات المسلمين مثلها وهو لا يستطيع! فماذا تفعل؟ تعقُّ أباها وتتهمه بمعاونة زوجها عليها، أهذه هي الحرية، والتنوير، والأفكار المتقدمة؟ أم هو العقوق، والقسوة، والأنانية! فلا تجعلي أذنيك مكب نفايات لأفكارهم القذرة! لقد نظروا في هذه الأمّة فغاظهم كيف أن بيوت المسلمين للآن قائمة ولم تُهدم، غاظهم مشهد زوجة صبورة رغم كل شيء، وغاظهم مشهد أب يكد ويكدح ليواري كرامة أسرته، غاظتهم بيوت تُقام فيها الصلوات وتجتمع على مائدة الإفطار، غاظهم الحجاب وعفته، ولن يهدموا كل هذا إلا حين يُخرجوا المرأة من بيتها، لأنها عماد الأسرة، ومصدر استقرارها! يا صحابيّة، إن قلتِ إن عمل البيت شاق، فهذا القول نبصمُ لكِ عليه بالأصابع العشرة! وإن قلتِ إنه مُنهك، فهذا القول نردده معكِ ولا نشك فيه! ولكن أليست هذه هي الحياة، ولكل إنسان دوره فيها؟ أليس لكل عملٍ مشقته؟ بربكِ، انظري حولكِ واخبريني أيوجد عمل بلا مشقة؟! هؤلاء يحفرون في صخر الحياة بحثاً عن رغيف، حتى تلك الوظائف التي تبدو لكِ سهلة، فإن فيها مشقة وإن غابتْ عنكِ، حرس الرئاسة يقفون الساعات الطِوال، والموظفون في البنوك، والدوائر، والأعمال المكتبية، أغلبهم يعاني من ˝الديسك˝، وأوجاع العظام والمفاصل أعملُ الجندي سهل؟ أم عمل الطبيب الذي يستدعونه من عز نومه لحالة طارئة؟ حتى الساسة يقضمُ القلق أطرافهم! لا راحة في هذا الكوكب يا صحابيّة! كل إنجاز لا بد معه من تعب، وكل عملٍ عظيم لا بد أن يصحبه إرهاق! دعكِ من الناس الآن وانظري في الكون حولكِ، ألا يبني العصفور عشه قشةً قشةً؟ ألا يسافر النحل المسافات بحثاً عن رحيق؟ ألا يعمل النمل ليل نهار؟ كل مافي الكون يعمل، ويبذلُ جهداً، ويشعرُ بالتعب، وأنتِ ابنة هذا الكون وهذا الكوكب فاعملي كتب الله أجركِ! يا صحابيَّة، لا شيء في أن تحصل المرأة على خادمة، ونبيل هو الزوج الذي يستطيع إحضار من يساعد زوجته ويفعل، وليست نهاية الدنيا إن لم تحصل المرأة على خادمة! ولا نهاية الزواج إن عملت المرأة في بيتها، هذا واجبها الذي إن قامت به نالتْ الأجر، تماماً كما هو واجب الزوج العمل خارج البيت، وتأمين المال، وهو مأجور إن قام بهذا، فاحتسبي الأجر في كل ما تقومين به، وغيري نظرتك لنفسكِ! أنتِ لستِ خادمة حين تقومين برعاية أسرتكِ، أنتِ سيدة البيت، وصمام أمانه! أنتِ حافظته من بعد الله، وبدونك يضيع وينحلّ لا تنظري إلى الجهد المبذول فقط! ولكن انظري إلى الأثر يهُن عليكِ المسير، سلال الغسيل الممتلئة تعني ملابس نظيفة لأولادك، والمجلى الممتلئ بالأواني يعني طعاماً شهياً لأسرتكِ، الكركبة في البيت تعني أنه مكان آمن للأولاد، إنهم يشعرون بالحب، ولا يخافون العقوبة، وهم أهم من الأثاث! إذا أردتِ أن تعرفي عظمة ما تفعلينه، تخيلي حال البيت لو توقفتِ يوماً عن فعله! واحتسبي الأجر كما قلتُ لكِ سابقاً تحسسي الملائكة تكتبُ في صحيفتك كل عمل تقومين به، تحسسي أجر في كل كبد رطبة صدقة! كل لقمة يأكلها أولادكِ وزوجكِ لكِ فيها أجر! كل إفطار في رمضان لكِ أجر الصائمين كلهم! ألستِ من قام بإطعامهم فلكِ كأجور الجميع؟! تحسسي في كل ثوب نظيف يرتديه أولادك وزوجك صدقة! وفي كل حرفٍ تعلمينه لولد أجر! وفي كل إحسانٍ تعطينه لزوجٍ أجر! نحن في عبادة دوماً إذا أصلحنا نوايانا، ورضينا بما قسمه الله تعالى لنا، مواقف الحياة العادية تصبحُ عبادة إذا خلصت النوايا، تخيلي الحجاب مثلاً، إذا ذهبتْ العائلة في نُزهة وكنتِ معهم، هم في المُباح وأنتِ في العبادة! وعليه قيسي كل شؤون الحياة!. ❝
❞ أعمالٌ منزليّة! أنتِ أيضاً صحابيّة! تريدين أن تدخلي بيوت أخواتكِ الصحابيات، كي تشاهدي حياتهنَّ عن قُربٍ! فلطالما سألتِ نفسكِ: كيف هي أيامهُنَّ؟ أتراهُنَّ يُشبهننا، أيعملن، ويطبخنَ، ويكنسنَ؟ أكانت تدور بينهن وبين أزواجهنَّ تلك الأحاديث التي تدور في بيوتنا اليوم؟ وها أنتِ على موعد لدخول منزلٍ كان النبيُّ ﷺ يُحبُّه وكان كثيراً ما يأتيه زائراً، ومتفقداً، ومتحبباً أنتِ الآن في بيت فاطمة الزهراء سيدة أهل الجنَّة، فاطمة تشكو إلى زوجها علي بن أبي طالب، شدة تعبها، وكثرة إرهاقها من عملها في البيت، هي الآن تخبره كيف جرَّتْ بالرَّحى حتى أثَّرتْ في يدها، وكيف استقتْ بالقِربة حتى أثَّرتْ في عُنقها، وكيف كنستْ البيت حتى اغبرَّتْ ثيابها! فقال لها: لقد جيء لأبيكِ بسبي فلو ذهبتِ إليه وسألتهِ خادماً! فذهبتْ فاطمة إلى النبيِّ ﷺ فوجدتْ عنده أُناساً، فلم تُحدثه بحاجتها أمامهم، ولكنها أخبرتْ عائشة بسبب مجيئها، وعادت إلى بيتها، فلما انتهى النبيُّ ﷺ مما كان فيه، أخبرته عائشة بتعب فاطمة من عمل البيت، وطلبها خادماً، فذهبَ إلى بيتها ﷺ، وكانتْ وزوجها قد أخذا مضجعهما للنوم، فاستأذن، ثم دخل عليهما وقال ﷺ: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أتيتما مضجعكما فكبِّرا ثلاثاً وثلاثين، وسبِّحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين فهو خير لكما من خادم! يا صحابيَّة، هذه سيدة نساء أهل الجنة، تطحنُ الحبوب بالرحى حتى يُؤثر ذلك في يدها، وتستقي الماء وتحمله في القِربة حتى تجد أثرها في رقبتها، وتكنسُ بيتها حتى تتسخ ثيابها من هذا، فهل انتقص بهذا قدرها عند زوجها، أو أبيها، أو ربها فلا تستمعي لهذه الأصوات الناعقة التي تريد هدم البيوت، والتي تُصور عمل المرأة في بيتها كأنه نوع من الرق، هؤلاء يحاولون باسم الحرية أن يمزقوا الأسرة! ويحاولون باسم المساواة أن يرموا الأولاد في الشارع! أين العبودية في أن تعمل المرأة في بيتها؟! وأين الرق في أن تطبخ لأولادها وزوجها؟! وأين الامتهان في أن ترعى مصالح أسرتها؟! لم تكن فاطمة ممتهنة وهي تطحن الحب لتطبخه، ولم تكن مهانة وهي تحضر الماء لبيتها، ولم تكن ناقصة في إنسانيتها وهي تكنس وتُنظف، زوجها كان فقيراً لا يستطيع أن يحضر لها خادماً، فماذا تفعل؟ أتلقي أولادها في الشارع وترجع إلى بيت أبيها؟ أهذا هو التحرر والشجاعة والمساواة؟ أم هو التخلي، وعدم تحمل المسؤولية، وعدم فهم الحياة؟ وأبوها لم يعطِها خادماً لأنه لو فعل، فعليه أن يُعطي كل بنات المسلمين مثلها وهو لا يستطيع! فماذا تفعل؟ تعقُّ أباها وتتهمه بمعاونة زوجها عليها، أهذه هي الحرية، والتنوير، والأفكار المتقدمة؟ أم هو العقوق، والقسوة، والأنانية! فلا تجعلي أذنيك مكب نفايات لأفكارهم القذرة! لقد نظروا في هذه الأمّة فغاظهم كيف أن بيوت المسلمين للآن قائمة ولم تُهدم، غاظهم مشهد زوجة صبورة رغم كل شيء، وغاظهم مشهد أب يكد ويكدح ليواري كرامة أسرته، غاظتهم بيوت تُقام فيها الصلوات وتجتمع على مائدة الإفطار، غاظهم الحجاب وعفته، ولن يهدموا كل هذا إلا حين يُخرجوا المرأة من بيتها، لأنها عماد الأسرة، ومصدر استقرارها! يا صحابيّة، إن قلتِ إن عمل البيت شاق، فهذا القول نبصمُ لكِ عليه بالأصابع العشرة! وإن قلتِ إنه مُنهك، فهذا القول نردده معكِ ولا نشك فيه! ولكن أليست هذه هي الحياة، ولكل إنسان دوره فيها؟ أليس لكل عملٍ مشقته؟ بربكِ، انظري حولكِ واخبريني أيوجد عمل بلا مشقة؟! هؤلاء يحفرون في صخر الحياة بحثاً عن رغيف، حتى تلك الوظائف التي تبدو لكِ سهلة، فإن فيها مشقة وإن غابتْ عنكِ، حرس الرئاسة يقفون الساعات الطِوال، والموظفون في البنوك، والدوائر، والأعمال المكتبية، أغلبهم يعاني من \"الديسك\"، وأوجاع العظام والمفاصل أعملُ الجندي سهل؟ أم عمل الطبيب الذي يستدعونه من عز نومه لحالة طارئة؟ حتى الساسة يقضمُ القلق أطرافهم! لا راحة في هذا الكوكب يا صحابيّة! كل إنجاز لا بد معه من تعب، وكل عملٍ عظيم لا بد أن يصحبه إرهاق! دعكِ من الناس الآن وانظري في الكون حولكِ، ألا يبني العصفور عشه قشةً قشةً؟ ألا يسافر النحل المسافات بحثاً عن رحيق؟ ألا يعمل النمل ليل نهار؟ كل مافي الكون يعمل، ويبذلُ جهداً، ويشعرُ بالتعب، وأنتِ ابنة هذا الكون وهذا الكوكب فاعملي كتب الله أجركِ! يا صحابيَّة، لا شيء في أن تحصل المرأة على خادمة، ونبيل هو الزوج الذي يستطيع إحضار من يساعد زوجته ويفعل، وليست نهاية الدنيا إن لم تحصل المرأة على خادمة! ولا نهاية الزواج إن عملت المرأة في بيتها، هذا واجبها الذي إن قامت به نالتْ الأجر، تماماً كما هو واجب الزوج العمل خارج البيت، وتأمين المال، وهو مأجور إن قام بهذا، فاحتسبي الأجر في كل ما تقومين به، وغيري نظرتك لنفسكِ! أنتِ لستِ خادمة حين تقومين برعاية أسرتكِ، أنتِ سيدة البيت، وصمام أمانه! أنتِ حافظته من بعد الله، وبدونك يضيع وينحلّ لا تنظري إلى الجهد المبذول فقط! ولكن انظري إلى الأثر يهُن عليكِ المسير، سلال الغسيل الممتلئة تعني ملابس نظيفة لأولادك، والمجلى الممتلئ بالأواني يعني طعاماً شهياً لأسرتكِ، الكركبة في البيت تعني أنه مكان آمن للأولاد، إنهم يشعرون بالحب، ولا يخافون العقوبة، وهم أهم من الأثاث! إذا أردتِ أن تعرفي عظمة ما تفعلينه، تخيلي حال البيت لو توقفتِ يوماً عن فعله! واحتسبي الأجر كما قلتُ لكِ سابقاً تحسسي الملائكة تكتبُ في صحيفتك كل عمل تقومين به، تحسسي أجر في كل كبد رطبة صدقة! كل لقمة يأكلها أولادكِ وزوجكِ لكِ فيها أجر! كل إفطار في رمضان لكِ أجر الصائمين كلهم! ألستِ من قام بإطعامهم فلكِ كأجور الجميع؟! تحسسي في كل ثوب نظيف يرتديه أولادك وزوجك صدقة! وفي كل حرفٍ تعلمينه لولد أجر! وفي كل إحسانٍ تعطينه لزوجٍ أجر! نحن في عبادة دوماً إذا أصلحنا نوايانا، ورضينا بما قسمه الله تعالى لنا، مواقف الحياة العادية تصبحُ عبادة إذا خلصت النوايا، تخيلي الحجاب مثلاً، إذا ذهبتْ العائلة في نُزهة وكنتِ معهم، هم في المُباح وأنتِ في العبادة! وعليه قيسي كل شؤون الحياة!. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ أعمالٌ منزليّة! أنتِ أيضاً صحابيّة! تريدين أن تدخلي بيوت أخواتكِ الصحابيات، كي تشاهدي حياتهنَّ عن قُربٍ! فلطالما سألتِ نفسكِ: كيف هي أيامهُنَّ؟ أتراهُنَّ يُشبهننا، أيعملن، ويطبخنَ، ويكنسنَ؟ أكانت تدور بينهن وبين أزواجهنَّ تلك الأحاديث التي تدور في بيوتنا اليوم؟ وها أنتِ على موعد لدخول منزلٍ كان النبيُّ ﷺ يُحبُّه وكان كثيراً ما يأتيه زائراً، ومتفقداً، ومتحبباً أنتِ الآن في بيت فاطمة الزهراء سيدة أهل الجنَّة، فاطمة تشكو إلى زوجها علي بن أبي طالب، شدة تعبها، وكثرة إرهاقها من عملها في البيت، هي الآن تخبره كيف جرَّتْ بالرَّحى حتى أثَّرتْ في يدها، وكيف استقتْ بالقِربة حتى أثَّرتْ في عُنقها، وكيف كنستْ البيت حتى اغبرَّتْ ثيابها! فقال لها: لقد جيء لأبيكِ بسبي فلو ذهبتِ إليه وسألتهِ خادماً! فذهبتْ فاطمة إلى النبيِّ ﷺ فوجدتْ عنده أُناساً، فلم تُحدثه بحاجتها أمامهم، ولكنها أخبرتْ عائشة بسبب مجيئها، وعادت إلى بيتها، فلما انتهى النبيُّ ﷺ مما كان فيه، أخبرته عائشة بتعب فاطمة من عمل البيت، وطلبها خادماً، فذهبَ إلى بيتها ﷺ، وكانتْ وزوجها قد أخذا مضجعهما للنوم، فاستأذن، ثم دخل عليهما وقال ﷺ: ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أتيتما مضجعكما فكبِّرا ثلاثاً وثلاثين، وسبِّحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين فهو خير لكما من خادم! يا صحابيَّة، هذه سيدة نساء أهل الجنة، تطحنُ الحبوب بالرحى حتى يُؤثر ذلك في يدها، وتستقي الماء وتحمله في القِربة حتى تجد أثرها في رقبتها، وتكنسُ بيتها حتى تتسخ ثيابها من هذا، فهل انتقص بهذا قدرها عند زوجها، أو أبيها، أو ربها فلا تستمعي لهذه الأصوات الناعقة التي تريد هدم البيوت، والتي تُصور عمل المرأة في بيتها كأنه نوع من الرق، هؤلاء يحاولون باسم الحرية أن يمزقوا الأسرة! ويحاولون باسم المساواة أن يرموا الأولاد في الشارع! أين العبودية في أن تعمل المرأة في بيتها؟! وأين الرق في أن تطبخ لأولادها وزوجها؟! وأين الامتهان في أن ترعى مصالح أسرتها؟! لم تكن فاطمة ممتهنة وهي تطحن الحب لتطبخه، ولم تكن مهانة وهي تحضر الماء لبيتها، ولم تكن ناقصة في إنسانيتها وهي تكنس وتُنظف، زوجها كان فقيراً لا يستطيع أن يحضر لها خادماً، فماذا تفعل؟ أتلقي أولادها في الشارع وترجع إلى بيت أبيها؟ أهذا هو التحرر والشجاعة والمساواة؟ أم هو التخلي، وعدم تحمل المسؤولية، وعدم فهم الحياة؟ وأبوها لم يعطِها خادماً لأنه لو فعل، فعليه أن يُعطي كل بنات المسلمين مثلها وهو لا يستطيع! فماذا تفعل؟ تعقُّ أباها وتتهمه بمعاونة زوجها عليها، أهذه هي الحرية، والتنوير، والأفكار المتقدمة؟ أم هو العقوق، والقسوة، والأنانية! فلا تجعلي أذنيك مكب نفايات لأفكارهم القذرة! لقد نظروا في هذه الأمّة فغاظهم كيف أن بيوت المسلمين للآن قائمة ولم تُهدم، غاظهم مشهد زوجة صبورة رغم كل شيء، وغاظهم مشهد أب يكد ويكدح ليواري كرامة أسرته، غاظتهم بيوت تُقام فيها الصلوات وتجتمع على مائدة الإفطار، غاظهم الحجاب وعفته، ولن يهدموا كل هذا إلا حين يُخرجوا المرأة من بيتها، لأنها عماد الأسرة، ومصدر استقرارها! يا صحابيّة، إن قلتِ إن عمل البيت شاق، فهذا القول نبصمُ لكِ عليه بالأصابع العشرة! وإن قلتِ إنه مُنهك، فهذا القول نردده معكِ ولا نشك فيه! ولكن أليست هذه هي الحياة، ولكل إنسان دوره فيها؟ أليس لكل عملٍ مشقته؟ بربكِ، انظري حولكِ واخبريني أيوجد عمل بلا مشقة؟! هؤلاء يحفرون في صخر الحياة بحثاً عن رغيف، حتى تلك الوظائف التي تبدو لكِ سهلة، فإن فيها مشقة وإن غابتْ عنكِ، حرس الرئاسة يقفون الساعات الطِوال، والموظفون في البنوك، والدوائر، والأعمال المكتبية، أغلبهم يعاني من ˝الديسك˝، وأوجاع العظام والمفاصل أعملُ الجندي سهل؟ أم عمل الطبيب الذي يستدعونه من عز نومه لحالة طارئة؟ حتى الساسة يقضمُ القلق أطرافهم! لا راحة في هذا الكوكب يا صحابيّة! كل إنجاز لا بد معه من تعب، وكل عملٍ عظيم لا بد أن يصحبه إرهاق! دعكِ من الناس الآن وانظري في الكون حولكِ، ألا يبني العصفور عشه قشةً قشةً؟ ألا يسافر النحل المسافات بحثاً عن رحيق؟ ألا يعمل النمل ليل نهار؟ كل مافي الكون يعمل، ويبذلُ جهداً، ويشعرُ بالتعب، وأنتِ ابنة هذا الكون وهذا الكوكب فاعملي كتب الله أجركِ! يا صحابيَّة، لا شيء في أن تحصل المرأة على خادمة، ونبيل هو الزوج الذي يستطيع إحضار من يساعد زوجته ويفعل، وليست نهاية الدنيا إن لم تحصل المرأة على خادمة! ولا نهاية الزواج إن عملت المرأة في بيتها، هذا واجبها الذي إن قامت به نالتْ الأجر، تماماً كما هو واجب الزوج العمل خارج البيت، وتأمين المال، وهو مأجور إن قام بهذا، فاحتسبي الأجر في كل ما تقومين به، وغيري نظرتك لنفسكِ! أنتِ لستِ خادمة حين تقومين برعاية أسرتكِ، أنتِ سيدة البيت، وصمام أمانه! أنتِ حافظته من بعد الله، وبدونك يضيع وينحلّ لا تنظري إلى الجهد المبذول فقط! ولكن انظري إلى الأثر يهُن عليكِ المسير، سلال الغسيل الممتلئة تعني ملابس نظيفة لأولادك، والمجلى الممتلئ بالأواني يعني طعاماً شهياً لأسرتكِ، الكركبة في البيت تعني أنه مكان آمن للأولاد، إنهم يشعرون بالحب، ولا يخافون العقوبة، وهم أهم من الأثاث! إذا أردتِ أن تعرفي عظمة ما تفعلينه، تخيلي حال البيت لو توقفتِ يوماً عن فعله! واحتسبي الأجر كما قلتُ لكِ سابقاً تحسسي الملائكة تكتبُ في صحيفتك كل عمل تقومين به، تحسسي أجر في كل كبد رطبة صدقة! كل لقمة يأكلها أولادكِ وزوجكِ لكِ فيها أجر! كل إفطار في رمضان لكِ أجر الصائمين كلهم! ألستِ من قام بإطعامهم فلكِ كأجور الجميع؟! تحسسي في كل ثوب نظيف يرتديه أولادك وزوجك صدقة! وفي كل حرفٍ تعلمينه لولد أجر! وفي كل إحسانٍ تعطينه لزوجٍ أجر! نحن في عبادة دوماً إذا أصلحنا نوايانا، ورضينا بما قسمه الله تعالى لنا، مواقف الحياة العادية تصبحُ عبادة إذا خلصت النوايا، تخيلي الحجاب مثلاً، إذا ذهبتْ العائلة في نُزهة وكنتِ معهم، هم في المُباح وأنتِ في العبادة! وعليه قيسي كل شؤون الحياة!. ❝
❞ أمسكي نصالكِ! أنتِ أيضاً صحابيَّة! تُحبين القدوم إلى المسجد حيث النبيُّ ﷺ، من ذا لا يُحبُّ أن يكون حيث كان حبيبه؟! وفي المسجد مرَّ رجلٌ معه سِهام، فقال له النبيُّ ﷺ: أمسِكْ بنصالها! وقال يوماً: إذا مرَّ أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا ومعه نبل، فليمسك على نصالها وليقبض عليها بكفِّه كي لا يصيب أحداً من المسلمين منها شيء! يا صحابيَّة، كان نبيُّكِ وحبيبُكِ ﷺ حريصاً أن لا يُصاب أحدٌ من المسلمين بأذى وإن كان هذا الأذى غير مقصود! لهذا أمر الرجل الذي مرَّ بالمسجد أن يمسك نِصال سهامه، على أنَّ النَّصل ليس حكراً على الرماح والسهام، فاللسان له نصل جارح أيضاً! وقد يُحدث في الناس جرحاً أعمق، مما تُحدثه الرماح والسِّهام! لأنَّ جروح الرماح والسهام تشفى بسرعة، أما جروح اللسان فلا تلتئم! إنها تبقى تنزُّ ألماً في القلب، فأمسكي نصالكِ! يا صحابيَّة، إنَّ من أسوأ ما اُبتليَ به الناس في زمننا، أنهم يخلطون بين الصراحة والوقاحة! الصراحة حين تُخطىء صديقة لكِ، فتحدثينها بكل حُب وتخبريها بخطئها، كي لا تأخذها العزَّة بالإثم! الصراحة حين تُدافعين عن عرضٍ يُنتهك، وعن غائبة يُلاك لحمها، الصراحة حين تُقدمين النصيحة على طبقٍ من لطف، فتكون لله، وفي الله، وما عدا ذلك وقاحة! نعم وقاحة وإن كانت هي الحقيقة! عندما تخبرين القبيحة أنها قبيحة، فهذه وقاحة وإن كانت هي الحقيقة! وعندما تخبرين المرأة الفرحة بفستانها أنه مضحك وبخلاف الموضة فهذه وقاحة وإن كانت هي الحقيقة! وعندما تنتقدين تسريحة فلانة فتحزني قلبها أمام الناس، فهذه وقاحة وإن كانت تسريحتها مضحكة! ليس كل الحقائق تُقال! ثم من قال إن من شأنكِ إخبار الناس بالحقائق، جبر الخواطر أهم من الحقيقة إن لم يكن في الأمر معصية! والمجاملة أهم من الحقيقة إن لم يكن في الأمر حرام! فلا تكوني جارحة! يا صحابيَّة، إن كلمة قد تقولينها ولا تحسبين أبعادها، ولا أثرها في نفس من يستمعها، تنسينها أنتِ أما هو فلا ينام ليلته منها! ادخلي بيوت الناس عمياء واخرجي منها خرساء! ما شأنكِ بكيف هي صابرة على زوجها رغم فقره وطبعه، لماذا تهدمين البيوت، وتفرقين الود! إن الناس تحتمل واقعها بالعافية، وكل إنسان فيه ما يكفيه، فلا تكوني أنتِ والدنيا على الناس! إن كان عندكِ كلمة حلوة فبارك الله بكِ، وإن لم يكن عندكِ فبارك الله سكوتكِ، ما شأنكِ أنتِ بالسبب الذي لا يجعل جارتكِ تشتري ثوباً جديداً لكل مناسبة، من قال لكِ أنها لا تتمنى ذلك! ولكن البيوت أسرار وكان الله في عون الناس، ما شأنكِ أنتِ بالسبب الذي يجعل صديقتكِ تصبر على أثاث بيتها القديم ولا تقوم بتغييره! هل كل الناس يستطيعون ما تستطعين؟ هل كل الناس لهم إمكاناتكِ وأموالكِ؟ الناس تعرفُ الحرمان جيداً! وما من إنسان إلا ويتعذب بما يفقد وما لا يستطيع فلمَ ترشين الملح على جروح الناس؟! يا صحابيَّة، قال حبيبُكِ ﷺ: من كان يُؤمن بالله واليوم الآخر فليقُلْ خيراً أو ليصمتْ! هذه هي المعادلة باختصار: إما كلام جميل، أو صمت جميل! الكلام أناقة! أناقة أكثر من الثياب الجميلة، أناقة أكثر من مستحضرات التجميل، أناقة أكثر من العطور والمجوهرات، فكوني أنيقة! اختاري أجمل العبارات مهما كان المضمون، الأشياء السيئة يُمكن أن تُقال بأساليب جيدة، كما أن الأشياء الجيدة تفسدُ بالأساليب السيئة! رأى أحد الملوك في منامه أن جميع أسنانه قد سقطتْ أمامه وهو ينظرُ إليها، فطلب من مساعديه أن يحضروا له من يُعبِّر له الرؤيا، فلما استمع المُعبِّرُ للرؤيا من الملك، قال له: إن جميع أهلك سيموتون أمامكَ واحداً تلو الآخر! فغضبَ الملكُ من كلام المُعبِّر وأمر بحبسه، ثم طلب من مساعديه أن يحضروا مُعبِّراً غيره! فلما جاء المُعبِّر الثاني واستمع لرؤيا الملك، قال له: إنَّ جميع أهلك سيموتون أمامكَ واحداً تلو الآخر، فغضبَ الملكُ وأمرَ بحبس المُعبر الثاني أيضاً! ثم طلب من مساعديه أن يحضروا مُعبراً جديداً، وعندما جاء المُعبِّر الثالث واستمع لرؤيا الملك، قال له: يا لها من رؤيا جميلة يا جلالة الملك، أنتَ ستكون أطول أهلك عُمراً! فرح الملكُ بهذا التأويل وأمر بجائزة للمُعبِّر، إن التأويل هو نفسه ولا جديد فيه، فما دام الملك هو الذي سيكون الأطول عمراً في العائلة، فهذا يعني أن الجميع سيموتون قبله، لم يختلف التأويل وإنما اختلفَ الأسلوب فقط! فانتقي أساليبكِ!. ❝ ⏤أدهم شرقاوي
❞ أمسكي نصالكِ! أنتِ أيضاً صحابيَّة! تُحبين القدوم إلى المسجد حيث النبيُّ ﷺ، من ذا لا يُحبُّ أن يكون حيث كان حبيبه؟! وفي المسجد مرَّ رجلٌ معه سِهام، فقال له النبيُّ ﷺ: أمسِكْ بنصالها! وقال يوماً: إذا مرَّ أحدكم في مسجدنا أو في سوقنا ومعه نبل، فليمسك على نصالها وليقبض عليها بكفِّه كي لا يصيب أحداً من المسلمين منها شيء! يا صحابيَّة، كان نبيُّكِ وحبيبُكِ ﷺ حريصاً أن لا يُصاب أحدٌ من المسلمين بأذى وإن كان هذا الأذى غير مقصود! لهذا أمر الرجل الذي مرَّ بالمسجد أن يمسك نِصال سهامه، على أنَّ النَّصل ليس حكراً على الرماح والسهام، فاللسان له نصل جارح أيضاً! وقد يُحدث في الناس جرحاً أعمق، مما تُحدثه الرماح والسِّهام! لأنَّ جروح الرماح والسهام تشفى بسرعة، أما جروح اللسان فلا تلتئم! إنها تبقى تنزُّ ألماً في القلب، فأمسكي نصالكِ! يا صحابيَّة، إنَّ من أسوأ ما اُبتليَ به الناس في زمننا، أنهم يخلطون بين الصراحة والوقاحة! الصراحة حين تُخطىء صديقة لكِ، فتحدثينها بكل حُب وتخبريها بخطئها، كي لا تأخذها العزَّة بالإثم! الصراحة حين تُدافعين عن عرضٍ يُنتهك، وعن غائبة يُلاك لحمها، الصراحة حين تُقدمين النصيحة على طبقٍ من لطف، فتكون لله، وفي الله، وما عدا ذلك وقاحة! نعم وقاحة وإن كانت هي الحقيقة! عندما تخبرين القبيحة أنها قبيحة، فهذه وقاحة وإن كانت هي الحقيقة! وعندما تخبرين المرأة الفرحة بفستانها أنه مضحك وبخلاف الموضة فهذه وقاحة وإن كانت هي الحقيقة! وعندما تنتقدين تسريحة فلانة فتحزني قلبها أمام الناس، فهذه وقاحة وإن كانت تسريحتها مضحكة! ليس كل الحقائق تُقال! ثم من قال إن من شأنكِ إخبار الناس بالحقائق، جبر الخواطر أهم من الحقيقة إن لم يكن في الأمر معصية! والمجاملة أهم من الحقيقة إن لم يكن في الأمر حرام! فلا تكوني جارحة! يا صحابيَّة، إن كلمة قد تقولينها ولا تحسبين أبعادها، ولا أثرها في نفس من يستمعها، تنسينها أنتِ أما هو فلا ينام ليلته منها! ادخلي بيوت الناس عمياء واخرجي منها خرساء! ما شأنكِ بكيف هي صابرة على زوجها رغم فقره وطبعه، لماذا تهدمين البيوت، وتفرقين الود! إن الناس تحتمل واقعها بالعافية، وكل إنسان فيه ما يكفيه، فلا تكوني أنتِ والدنيا على الناس! إن كان عندكِ كلمة حلوة فبارك الله بكِ، وإن لم يكن عندكِ فبارك الله سكوتكِ، ما شأنكِ أنتِ بالسبب الذي لا يجعل جارتكِ تشتري ثوباً جديداً لكل مناسبة، من قال لكِ أنها لا تتمنى ذلك! ولكن البيوت أسرار وكان الله في عون الناس، ما شأنكِ أنتِ بالسبب الذي يجعل صديقتكِ تصبر على أثاث بيتها القديم ولا تقوم بتغييره! هل كل الناس يستطيعون ما تستطعين؟ هل كل الناس لهم إمكاناتكِ وأموالكِ؟ الناس تعرفُ الحرمان جيداً! وما من إنسان إلا ويتعذب بما يفقد وما لا يستطيع فلمَ ترشين الملح على جروح الناس؟! يا صحابيَّة، قال حبيبُكِ ﷺ: من كان يُؤمن بالله واليوم الآخر فليقُلْ خيراً أو ليصمتْ! هذه هي المعادلة باختصار: إما كلام جميل، أو صمت جميل! الكلام أناقة! أناقة أكثر من الثياب الجميلة، أناقة أكثر من مستحضرات التجميل، أناقة أكثر من العطور والمجوهرات، فكوني أنيقة! اختاري أجمل العبارات مهما كان المضمون، الأشياء السيئة يُمكن أن تُقال بأساليب جيدة، كما أن الأشياء الجيدة تفسدُ بالأساليب السيئة! رأى أحد الملوك في منامه أن جميع أسنانه قد سقطتْ أمامه وهو ينظرُ إليها، فطلب من مساعديه أن يحضروا له من يُعبِّر له الرؤيا، فلما استمع المُعبِّرُ للرؤيا من الملك، قال له: إن جميع أهلك سيموتون أمامكَ واحداً تلو الآخر! فغضبَ الملكُ من كلام المُعبِّر وأمر بحبسه، ثم طلب من مساعديه أن يحضروا مُعبِّراً غيره! فلما جاء المُعبِّر الثاني واستمع لرؤيا الملك، قال له: إنَّ جميع أهلك سيموتون أمامكَ واحداً تلو الآخر، فغضبَ الملكُ وأمرَ بحبس المُعبر الثاني أيضاً! ثم طلب من مساعديه أن يحضروا مُعبراً جديداً، وعندما جاء المُعبِّر الثالث واستمع لرؤيا الملك، قال له: يا لها من رؤيا جميلة يا جلالة الملك، أنتَ ستكون أطول أهلك عُمراً! فرح الملكُ بهذا التأويل وأمر بجائزة للمُعبِّر، إن التأويل هو نفسه ولا جديد فيه، فما دام الملك هو الذي سيكون الأطول عمراً في العائلة، فهذا يعني أن الجميع سيموتون قبله، لم يختلف التأويل وإنما اختلفَ الأسلوب فقط! فانتقي أساليبكِ!. ❝