كيف يُقال ˝ لا نعبد الله طلباً لجنته ، ولا خوفاً من... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب مدارج السالكين (ط. العلمية)
- 📖 من ❞ كتاب مدارج السالكين (ط. العلمية) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖
█ كيف يُقال ˝ لا نعبد الله طلباً لجنته ولا خوفاً من ناره ؟! ومطلوب الأنبياء والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين هو الجنة ومهربهم النار كتاب مدارج السالكين (ط العلمية) مجاناً PDF اونلاين 2024 هذا الكتاب خير ما كتب الإمام ابن القّيم وحسبنا به تهذيب النفوس والأخلاق والتأدب بآداب المتقين الصادقين مما يدل أوضح دلالة أنه كان أولئك المهتدين الذين طابت نفوسهم بتقوى فجاء ليسدّ الحاجة الماسّة إليه عصر المادة يجمع إلى النشاط المادي عند الناس صفاء الأرواح وتقوى وتهذيب الأخلاق حتى يجعل للعرب والمسلمين فيما آتاهم الأسباب المادية والغنى والثراء الحاضر والمنتظر المستقبل حياة عزيزة كريمة آمنة ظل الإسلام والإمام القيّم كتابه ينبه أن كمال الإنسان إنما بالعلم النافع والعمل الصالح وهما الهدى ودين الحق وبتكميله لغيره هذين الأمرين وبالتوصية بالحق والصبر عليه وما إلا الإيمان وليس ذلك بالإقبال القرآن وتفهمه وتدبره واستخراج كنوزه وآثاره فإنه الكفيل بمصالح العباد المعاش والمعاد والموصل لهم سبيل الرشاد
فالحقيقة والطريقة والأذواق والمواجيد الصحيحة كلها تقبس مشكاته تستثمر شجراته القيم كله بالكلام فاتحة وأم وعلى بعض تضمنته هذه السورة المطالب الرد جميع طوائف أهل البدع والضلال منازل السائرين ومقامات العارفين والفرق بين وسائلها وغاياتها ومواهبها وكسبياتها وبيان يقوم غير مقامها يسد مسدها ولذلك لم ينزل تعالى التوراة الإنجيل مثلها ونظراً لأهمية فقد عمل تحقيقه حيث تم تخريج آياته وأهم أحاديثه والتعليق نصوصه بما يفيد المطالع فيها جانب أعطى نبذة يسيرة عن الفرق الإسلامية ووقف المصطلحات الصوفية والفلسفية وإتماماً للنفع وضعت ترجمة لشيخ مستهل
❞ كيف يُقال ˝ لا نعبد الله طلباً لجنته
, ولا خوفاً من ناره ˝ ؟!
, ومطلوب الأنبياء والمرسلين والصديقين والشهداء والصالحين هو الجنة
, ومهربهم من النار .. ❝
❞ وأما ترحالنا أيها المسلمون المصدقون بلقاء ربهم وكتبه ورسله ، فإلى نعيم دائم ، وخلود متصل ، ومقام كريم ، وجنة عرضها السموات والأرض في جوار رب العالمين ، وأرحم الراحمين ، وأقدر القادرين ، وأحكم الحاكمين ، الذي له الخلق والأمر ، وبيده النفع والضر ، الأول بالحق ، الموجود بالضرورة ، المعروف بالفطرة ، الذي أقرت به العقول ، ودلت عليه كل الموجودات ، وشهدت بوحدانيته وربوبيته جميع المخلوقات ، الذي خلق السموات والأرض ، الذي يجيب المضطر إذا دعاه ، ويغيث الملهوف إذا ناداه ، ويكشف السوء ويفرج الكربات ، ويقيل العثرات ، الذي يهدي خلقه في ظلمات البر والبحر ، ويرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ، فيحي الأرض بوابل القطر ، ويرزق من في السموات والأرض من خلقه وعبيده ، الذي عنت له الوجوه ، وخشعت له الأصوات ، وسبحت بحمده الأرض والسموات ، الذي لا تسكن الأرواح الا بحبه ، ولا تطمئن القلوب إلا بذكره ، ولا تزكوا العقول إلا بمعرفته ، ولا يُدرك النجاح إلا بتوفيقه ، ولا يقع أمر إلا بإذنه ، ولا يهتدي ضال إلا بهدايته ، ولا يفتتح أمر إلا بإسمه ، ولا يتم إلا بحمده ، ولا يُدرك مأمول إلا بتيسيره ، ولا تُنال سعادة إلا بطاعته ، ولا طابت الجنة إلا بسماع خطابه ورؤيته ، فهو الإله الحق ، والرب الحق ، والملك الحق ، والمنفرد بالكمال المطلق من كل الوجوه ، المبرأ من النقائص والعيوب من كل الوجوه ، لا يبلغ المثنون وإن إستوعبوا جميع الأوقات بكل أنواع الثناء .. ثناءا عليه ، بل ثناؤه أعظم من ذلك ، فهو كما أثنى على نفسه ...
هذا الجار .
وأما الدار ، فلا تعلم نفس حسنها وبهاؤها ، وسمتها ونعيمها ، وبهجتها وروحها وراحتها ، فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فيها ما تشتهي الأنفس ، وتلذ الأعين ، فهي الجامعة لجميع أنواع الأفراح والمسرات ، الخالية من جميع المنكدات والمنغصات ، ريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، وزوجة حسناء ، وفاكهة نضيجة .
فتر حالنا أيها الصادقون المصدقون إلى هذه الدار بإذن ربنا وتوفيقه وإحسانه ، آمين. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ وأما ترحالنا أيها المسلمون المصدقون بلقاء ربهم وكتبه ورسله ، فإلى نعيم دائم ، وخلود متصل ، ومقام كريم ، وجنة عرضها السموات والأرض في جوار رب العالمين ، وأرحم الراحمين ، وأقدر القادرين ، وأحكم الحاكمين ، الذي له الخلق والأمر ، وبيده النفع والضر ، الأول بالحق ، الموجود بالضرورة ، المعروف بالفطرة ، الذي أقرت به العقول ، ودلت عليه كل الموجودات ، وشهدت بوحدانيته وربوبيته جميع المخلوقات ، الذي خلق السموات والأرض ، الذي يجيب المضطر إذا دعاه ، ويغيث الملهوف إذا ناداه ، ويكشف السوء ويفرج الكربات ، ويقيل العثرات ، الذي يهدي خلقه في ظلمات البر والبحر ، ويرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته ، فيحي الأرض بوابل القطر ، ويرزق من في السموات والأرض من خلقه وعبيده ، الذي عنت له الوجوه ، وخشعت له الأصوات ، وسبحت بحمده الأرض والسموات ، الذي لا تسكن الأرواح الا بحبه ، ولا تطمئن القلوب إلا بذكره ، ولا تزكوا العقول إلا بمعرفته ، ولا يُدرك النجاح إلا بتوفيقه ، ولا يقع أمر إلا بإذنه ، ولا يهتدي ضال إلا بهدايته ، ولا يفتتح أمر إلا بإسمه ، ولا يتم إلا بحمده ، ولا يُدرك مأمول إلا بتيسيره ، ولا تُنال سعادة إلا بطاعته ، ولا طابت الجنة إلا بسماع خطابه ورؤيته ، فهو الإله الحق ، والرب الحق ، والملك الحق ، والمنفرد بالكمال المطلق من كل الوجوه ، المبرأ من النقائص والعيوب من كل الوجوه ، لا يبلغ المثنون وإن إستوعبوا جميع الأوقات بكل أنواع الثناء .. ثناءا عليه ، بل ثناؤه أعظم من ذلك ، فهو كما أثنى على نفسه ...
هذا الجار .
وأما الدار ، فلا تعلم نفس حسنها وبهاؤها ، وسمتها ونعيمها ، وبهجتها وروحها وراحتها ، فيها ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، فيها ما تشتهي الأنفس ، وتلذ الأعين ، فهي الجامعة لجميع أنواع الأفراح والمسرات ، الخالية من جميع المنكدات والمنغصات ، ريحانة تهتز ، وقصر مشيد ، وزوجة حسناء ، وفاكهة نضيجة .
فتر حالنا أيها الصادقون المصدقون إلى هذه الدار بإذن ربنا وتوفيقه وإحسانه ، آمين . ❝
❞ إن العبد إذا لاحظ مافيه من الألطاف ، وشهده من عين المِنِّة ومحض الجود ، شهد مع ذلك فقره إليه في كل لحظة ، وعدم إستغنائه عنه طرفة عين ، فكان ذلك من أعظم أبواب الشكر وأسباب المزيد وتوالي النعم عليه ، وكلما توالت عليه النعم أنشأت في قلبه سحائب السرور ، وإذا إنبسطت هذه السحائب في سماء قلبه وإمتلأ بها أفقه أمطرت عليه وابل الطرب بما هو فيه من لذيذ السرور ، فإن لم يصبه وابل فطل ، وحينئذ يجري على لسانه وظاهره نهر الإفتخار من غير عجب ولا فخر ، بل فرحا بفضل الله ورحمته ، فالإفتخار على ظاهره والإفتقار والإنكسار في باطنه ، ولا ينافي أحدهما الآخر ، وتأمل قول النبي ﷺ ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) فكيف أخبر بفضل الله ومنته عليه ، وأخبر أن ذلك لم يصدر منه إفتخارا به على من دونه ، ولكن إظهارا لنعمة الله عليه ، وإعلاما للأمة بقدر إمامهم ومتبوعهم عند الله ، وعلو منزلته لديه ، لتعرف الأمة نعمة الله عليه وعليهم. ❝ ⏤محمد ابن قيم الجوزية
❞ إن العبد إذا لاحظ مافيه من الألطاف ، وشهده من عين المِنِّة ومحض الجود ، شهد مع ذلك فقره إليه في كل لحظة ، وعدم إستغنائه عنه طرفة عين ، فكان ذلك من أعظم أبواب الشكر وأسباب المزيد وتوالي النعم عليه ، وكلما توالت عليه النعم أنشأت في قلبه سحائب السرور ، وإذا إنبسطت هذه السحائب في سماء قلبه وإمتلأ بها أفقه أمطرت عليه وابل الطرب بما هو فيه من لذيذ السرور ، فإن لم يصبه وابل فطل ، وحينئذ يجري على لسانه وظاهره نهر الإفتخار من غير عجب ولا فخر ، بل فرحا بفضل الله ورحمته ، فالإفتخار على ظاهره والإفتقار والإنكسار في باطنه ، ولا ينافي أحدهما الآخر ، وتأمل قول النبي ﷺ ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر ) فكيف أخبر بفضل الله ومنته عليه ، وأخبر أن ذلك لم يصدر منه إفتخارا به على من دونه ، ولكن إظهارا لنعمة الله عليه ، وإعلاما للأمة بقدر إمامهم ومتبوعهم عند الله ، وعلو منزلته لديه ، لتعرف الأمة نعمة الله عليه وعليهم . ❝