كان صبر يوسف عن مطاوعة إمرأة العزيز على شأنها أكمل من... 💬 أقوال محمد ابن قيم الجوزية 📖 كتاب مدارج السالكين (ط. العلمية)

- 📖 من ❞ كتاب مدارج السالكين (ط. العلمية) ❝ محمد ابن قيم الجوزية 📖

█ كان صبر يوسف عن مطاوعة إمرأة العزيز شأنها أكمل من صبره إلقاء إخوته له الجُبّ وبيعه وتفريقهم بينه وبين أبيه فإن هذه الأمور جرت عليه بغير إختياره ولا كسب فيها ليس للعبد حيلة غير الصبر وأما المعصية فصبر إختيار ورضى ومُحاربة للنفس ولاسيما مع الأسباب التي تقوي معها دواعي الموافقة فإنه شابا وداعية الشباب إليها قوية وعزبا ما يعوضه ويرد شهوته وغريبا والغريب لا يستحي بلد غربته مما منه مَن بين أصحابه ومعارفه وأهله ومملوكا والمملوك أيضا وازعه كوازع الحُر والمرأة جميلة وذات منصب وهي سيدته وقد غاب الرقيب الداعية إلى نفسها والحريصة ذلك أشد الحرص ومع توعدته إن لم يفعل بالسجن الصِغار الدواعي كلها إختيارا وإيثارا لما عند الله وأين هذا الجُب كسبه ؟ كتاب مدارج السالكين (ط العلمية) مجاناً PDF اونلاين 2024 الكتاب هو خير كتب الإمام ابن القّيم وحسبنا به تهذيب النفوس والأخلاق والتأدب بآداب المتقين الصادقين يدل أوضح دلالة أنه أولئك المهتدين الذين طابت نفوسهم بتقوى فجاء ليسدّ الحاجة الماسّة إليه عصر المادة يجمع النشاط المادي الناس صفاء الأرواح وتقوى وتهذيب الأخلاق حتى يجعل للعرب والمسلمين فيما آتاهم المادية والغنى والثراء الحاضر والمنتظر المستقبل حياة عزيزة كريمة آمنة ظل الإسلام والإمام القيّم كتابه ينبه أن كمال الإنسان إنما بالعلم النافع والعمل الصالح وهما الهدى ودين الحق وبتكميله لغيره هذين الأمرين وبالتوصية بالحق والصبر وما إلا الإيمان وليس بالإقبال القرآن وتفهمه وتدبره واستخراج كنوزه وآثاره الكفيل بمصالح العباد المعاش والمعاد والموصل لهم سبيل الرشاد فالحقيقة والطريقة والأذواق والمواجيد الصحيحة تقبس مشكاته تستثمر شجراته القيم كله بالكلام فاتحة وأم وعلى بعض تضمنته السورة المطالب الرد جميع طوائف أهل البدع والضلال منازل السائرين ومقامات العارفين والفرق وسائلها وغاياتها ومواهبها وكسبياتها وبيان يقوم مقامها يسد مسدها ولذلك ينزل تعالى التوراة الإنجيل مثلها ونظراً لأهمية فقد عمل تحقيقه حيث تم تخريج آياته وأهم أحاديثه والتعليق نصوصه بما يفيد المطالع جانب أعطى نبذة يسيرة الفرق الإسلامية ووقف المصطلحات الصوفية والفلسفية وإتماماً للنفع وضعت ترجمة لشيخ مستهل

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ كان صبر يوسف عن مطاوعة إمرأة العزيز على شأنها أكمل من صبره على إلقاء إخوته له في الجُبّ , وبيعه وتفريقهم بينه وبين أبيه , فإن هذه الأمور جرت عليه بغير إختياره ولا كسب له فيها , ليس للعبد فيها حيلة غير الصبر , وأما صبره عن المعصية فصبر إختيار ورضى ومُحاربة للنفس , ولاسيما مع الأسباب التي تقوي معها دواعي الموافقة , فإنه كان شابا , وداعية الشباب إليها قوية , وعزبا , ليس له ما يعوضه ويرد شهوته , وغريبا , والغريب لا يستحي في بلد غربته مما يستحي منه مَن بين أصحابه ومعارفه وأهله , ومملوكا , والمملوك أيضا ليس وازعه كوازع الحُر , والمرأة جميلة وذات منصب وهي سيدته وقد غاب الرقيب , وهي الداعية له إلى نفسها , والحريصة على ذلك أشد الحرص , ومع ذلك توعدته إن لم يفعل بالسجن الصِغار , ومع هذه الدواعي كلها صبر إختيارا وإيثارا لما عند الله , وأين هذا من صبره في الجُب على ما ليس من كسبه ؟. ❝

محمد ابن قيم الجوزية

منذ 2 سنوات ، مساهمة من: ثامر الكرخي
6
0 تعليقاً 0 مشاركة