█ “عدتُ إلى مكتبي أُدخل أرقاماً تارةً وأستقبلُ طلباتٍ وأتَّصل بزملاء أخرى وكلُّ شيءٍ يصبُّ العمل نفسه فيجعلني ذلك فارّاً من عدالة النّفس وأوجاعها ألم يقل "شيشرون " بأنَّ يزوِّدنا بمناعةٍ ضدَّ الألم؟ وها أنذا أفعل وما زلتُ أفعلُ بنصيحته مناعةٌ مؤقّتة وعودةٌ دائمة كأنّي أرسم منحنىً يرتفعُ كلّ صّباح الأعلى ويُكدِّسُ الأوجاع تحته بالشُّغل ثمَّ ينزل اللّيل مُطأطئً ومخذولاً لربما كنتُ سيزيفيّاً أرفع صخرة الحياة عالياً لتصل ذروتها وتنفلتَ عن غير قصد الأسفل والسّاخر أنّني مجبولٌ مُعاودة الكرّة نُزولاً نحوها لحملها نحو مراراً وتكراراً” كتاب غادرتك فلا تذبلي مجاناً PDF اونلاين 2025 عندما أفكر أحياناً قضيّتي الحياتية التي لا تعرف أين تمضي أجد نفسي كعالمٍ مبنيٍّ وموجّه بالعدم اتجاه أصبو إليه ولا هدف أحاول أن أبلغه تائه فقط أملك ما أعالج به يجب يُرمَّمَ داخلي كلّي فراغٌ محض وكأنَّ وجودي هذه الأرض خطيئة أو عبء كلّما رنوتُ خرابي الجميل ودماري النّفسي والجسدي كلمتي ((الإعراض)) و((الصبر)) كلمتين ثقيلتين وُضعتا بكميات كبيرة أخفّف بهما وطأة الكروب وأطفئ النيران تنخر وتَحُمُّ جدران تبقّى حفناتٍ ضئيلةٍ حياتي السّابقة ومن ماضيَّ السّائغ بمرارته