█ “ماذا تعني الترجمة؟ الإجابة الأولى التي تتبادر إلى الذهن هي : أن نقول الشيء نفسه بلغة أخرى لكن يمكن نحصر الترجمة وخصوصاً الأدبية الشعرية منها هذا المعنى الضيق؟ ألا توازي الأرجح إعادة الخلق أو الاختراع؟ أليست عملية استنباط خلاقة للغة جديدة داخل اللغة وتشييداً لجسر رابط بين اللغات المختلفة؟ بلى فالنص المترجم شبيه بجنين يولد مرتين ولكل ولادة بروقها وصعقاتها إنهما هويتان للوطن ذاته بل أكاد أقول: شقيقان توأمان من أم واحدة مخيلة الكاتب وتجربته وأفكاره ولكن رحمين لغتين مختلفتين وكانتا لتكونا منفصلتين تماماً لولا حبل السرة نار الرابطة بينهما ” كتاب سيجيء الموت وستكون له عيناك مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ “الشاعر المنتحر شاعر، و الشاعر المنتحر منتحر، لكنه، كذلك، مجرم من الدرجة الأولى. مجرمٌ من الطراز الرفيع، لا بل أراه مبدع الجريمة الكاملة، لأنه يفلت بفعلته بلا عقاب! مجرمً هو، قاتل نفسه وسفاكها، قاتلها وقتيلها، تارةً عن رد فعل آني وغريزي وابن ساعته (ف˝يقع˝ في الموت كمن يعلق في فخ)، وطوراً عن سابق تصور وتصميم و تخطيط (فيمشي إليه الهوينا و ˝يتخلص من ذاته˝).” . ❝
❞ “ماذا أسميك أيها الموت، يا أيها الموت العزيز؟
لك ألف اسمٍ و اسم، من الزمان الغابر إلى زماننا الحاضر،
لكني سأسميك السفر.
الموتى إذا يسافرون، ينتقلون، بكل بساطة، من مكان إلى آخر. مكان أفضل، مكان أسوأ: لا فرق. ينتقلون. هم يتحولون أيضاً.
و تالياً من ينتحر يريد، فقط، أن يسافر أسرع، أن ينتقل أسرع، أن يتحول أسرع.
عجولٌ هو المنتحر. عيناه في الأفق تتلهفان إلى مغيبٍ آخر، و لاتستطيعان الانتظار أكثر. هل الموت الطبيعي سوى ˝ ذروة تمرين على الانتظار˝؟ وهل الحياة سوى احتضار خبيث، سوى دحرجة متكررة لصخرة سيزيف اللعينة؟” . ❝
❞ “لكنهم جميعاً، جميعاً بلا استثناء، خانوا الحياة في المرتبة الأولى:˝مَن لا يعرف ما هي الحياة، أنَّى له أن يعرف الموت؟˝ يسأل كونفوشيوس. أتراهم خانوا الحياة، وخانوا أنفسهم، كي ˝يعرفوا˝؟” . ❝