█ اقتباس من كتاب السيبرانية بنية العالم المادية إلى الافتراضية (بنية الافتراضية) مجاناً PDF اونلاين 2024 أحدثت الثورة الرقمية تأثيرات جمَّة مختلف نواحي الحياة الإنسانية ولعل ذلك يعود بالأساس قدرتها تحويل كل المعلومات والبيانات والأنشطة الحياتية بمجملها ومتطلباتها صورة رقمية يسهل تداولها عبر الفضاء السيبراني مما يعني تحولات جذرية حيث أصبح الآن يعيش بين بنيتين؛ مادية ذاهبة بقوة نحو التضاؤل والاضمحلال وأخرى افتراضية آتية بسرعة الهيمنة والازدهار يتناول الكتاب كتطور حدث للثورة وكيفية تحول بينة إطارها الفصلين الأول والثاني ثم تتتابع فصول الباقية لتوضيح التحولات التي حدثت والمتوقع حدوثها المستقبل من: الكائنات والآلات والأزمنة والأمكنة والخدمات والمرافق والمجتمعات والاقتصادات والكيانات وحتى الحروب وتحولها الحالة التحكم فيها خلال إمكانات إلكترونياً وعن بعد ما تفاؤل مطلوب وقلق مشروع تتعاقب أطروحات الكتاب؛ مقدمته تؤطر للمستقبل القادم نظرة تفاؤلية خاتمته تحاول أن تزيل القلق اليقين بأن أبناءنا الذين نشأوا هذا ويقضون جزءاً كبيراً حياتهم فيه هم أقل قلقاً نحن وأكثر أماني يحمل لهم أكثر بحيث تبدو سيبرانية اليوم الهائلة بالنسبة لنا ما هي إلا ماضٍ بعيد
❞ أحدثت الثورة الرقمية تأثيرات جمَّة في مختلف نواحي الحياة الإنسانية، ولعل ذلك يعود بالأساس إلى قدرتها على تحويل كل المعلومات والبيانات والأنشطة الحياتية بمجملها ومتطلباتها إلى صورة رقمية يسهل تداولها عبر الفضاء السيبراني، مما يعني تحولات جذرية في بنية العالم من المادية إلى الافتراضية، حيث أصبح العالم الآن يعيش بين بنيتين؛ بنية مادية ذاهبة بقوة نحو التضاؤل والاضمحلال، وأخرى افتراضية آتية بسرعة نحو الهيمنة والازدهار.
يتناول الكتاب السيبرانية كتطور حدث للثورة الرقمية وكيفية تحول بينة العالم في إطارها من المادية إلى الافتراضية في الفصلين الأول والثاني، ثم تتتابع فصول الكتاب الباقية لتوضيح التحولات التي حدثت والمتوقع حدوثها في المستقبل في كل من: الكائنات، والآلات، والأزمنة، والأمكنة، والخدمات، والمرافق، والمجتمعات، والاقتصادات، والكيانات، وحتى الحروب، وتحولها من الحالة المادية إلى الحالة الافتراضية، وكيفية التحكم فيها من خلال إمكانات السيبرانية إلكترونياً وعن بعد.
ما بين تفاؤل مطلوب وقلق مشروع، تتعاقب أطروحات الكتاب؛ من مقدمته التي تؤطر للمستقبل السيبراني القادم بقوة من خلال نظرة تفاؤلية، إلى خاتمته التي تحاول أن تزيل القلق من خلال اليقين بأن أبناءنا الذين نشأوا في هذا العالم السيبراني ويقضون جزءاً كبيراً من حياتهم فيه، هم أقل قلقاً مما نحن فيه وأكثر أماني بأن يحمل لهم المستقبل أكثر مما هم فيه الآن، بحيث تبدو سيبرانية اليوم الهائلة بالنسبة لنا ما هي إلا ماضٍ بعيد بالنسبة لهم . ❝
❞ القانون .. لا يحمي المغفلين . ❝
❞ مقدمة
نبذة عن الأمثال الشعبية
ارتبط المجتمع العربي بقول الأمثال والاستدلال بها، في مختلف المواقف، فالأمثال ميراث الآباء للأبناء، ويرى البعض أنها ضرورة، وما من أمة أو مجتمع إلا واستعان بهذا الأدب الشعبي، فعبارة موجزة بليغة تغني عن شرح وسرد موقف أو إهداء نصيحة بحوار طويل، والمثل يعد من أفضل الآداب التي يمكن للمرء التعبير بها في أثناء الحديث، وإيصال الفكرة المطلوبة بسهولة، وهو يعبر عن موضوعات عامة ومشتركة بين الناس. وفي الغالب يصاحب المثل قصة من الممكن أن تكون حقيقية ووقعت بالفعل، ولكن في أغلب الأحيان تكون القصة من الخيال، ولذا نجد تعدد بعض القصص للمثل الواحد وتغير المشاهد من قصة لأخرى، ذلك لطول العهد بين رؤية المستدل بالمثل وصاحب القصة، وحاجة المجتمع لهذا النوع من الإضافة والتوضيح.
ونرى أن قائل المثل يردده بقوة صاحب الحجة والبرهان، وكأنه استدل بخبر من السماء، وعلى المستمع السمع والطاعة والرضوخ، وأحيانًا لا يحق للمستمع حتى المناقشة، لأن القائل معه الحجة والبرهان، ولا تملك رد قوله لأن معه الدليل كما يظن.
المثل له معنى في اللغة وآخر في المصطلح..
المثل في اللغة: النظير والشبه.
المثل في المصطلح: هو الأقوال التي تورث من الآباء للأبناء، وتعكس ثقافة المجتمع، وهو جملة مفيدة موجزة متواترة شفهيًا من جيل إلى جيل، والأمثال ˝علم سماعي˝ ينتقل شفهيًا عبر الأجيال والأقطار، وقد يضاف إليه أو يحذف منه، ويظل المعنى في الأعم الأغلب واحدًا.
ويصدر المثل عن جموع الناس كل الناس، وهو عبارة بليغة موجزة جميلة الصياغة، وقوية التأثير والدلالة، وعادةً ما يحظى بالقبول والانتشار والتداول والتواتر.
ولا يشترط أن يكون المثل صحيح المعنى، فهناك أمثال غير صحيحة الدلالة، وشُرِح ذلك في الجزء الأول من هذه السلسلة، في كتاب ˝دور الحكمة والأمثال الشعبية في المجتمع˝، وهناك مثل عكس مثل، نعم، لأن الأمثال قول البشر، ولا تصدر عن نفس الشخص، ويختلف الزمان والمكان بين كل مثل وعكسه، وكذلك ثقافة المجتمع الصادر منه المثل، ومن هنا كان الاختلاف.
وقد يكون الاختلاف مقبولًا ويصح الجمع بينهما، فليس كل اختلاف تضادًا، فقد يكون الاختلاف في الحالة التي يستدل بها على المثل، وهناك أمثال تخالف الشرع والدين، وفي المقابل هناك أمثال من القرآن والسنة، والمولى -سبحانه وتعالى- ضرب لنا الأمثال في كتابه العزيز، نجد أيضًا في السنة المطهرة العديد من الأمثال، وقد ذكرنا في الجزء الأول من هذه السلسلة أنواع الأمثال في الكتاب والسنة، التي ذكرت لتوضيح المعنى وتبسيط المعلومة، وهناك أمثال تحاكي تجارب الحكماء، والنصح والإرشاد، والعلم والتعليم، والصناعة، والزراعة، والطقس، والآداب.
باختصار الأمثال وردت في كل فنون الحياة.
المطلوب: مراجعة المثل ومعايرته، فإن اختلف مع الشرع والدين والثوابت والموروثات الصحيحة، لا نعتقد فيه ولا نردده، وننصح بعدم قبوله وقوله وتداوله، وإن اتفق قبلناه، لأن المولى -سبحانه وتعالى- سيسأل العباد عن الأقوال والأفعال والاعتقاد. قال سبحانه: (وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد). والرسول (ص) قال: ˝أو لا يكب الناس على وجوههم في النار يوم القيامة إلا من حصائد ألسنتهم˝.
فالكلمة أمانة، والعبد مسؤول عنها، ولذا لزم ضبط الأقوال التي نرددها، وننصح بها مع ميزان الشرع.
الفرق بين المثل والحكمة
المثل لا يشترط أن يكون صحيح المعنى، ولكنه صادف ظرفًا اشتهر به، وتم تداوله وتواتره بين الناس. أما الحكمة فلا بد أن تكون صادقة في كل الأحوال، لأن نظرة قائل المثل موضوعية، صادرة من عامة الناس، أما قائل الحكمة حكيم وذو نظرة شمولية من جميع الجوانب، ولا بد أن تتفق مع شرع الله.
باب معنى القصة والحكاية والفرق بينهما
سنتعرض في هذا الكتاب لقصة مثل أو حكاية مثل، وبداية لا بد أن نوضح الفرق بين القصة والحكاية، ومعنى الحكاية التي سنتخذها وسيلة لعرض الأحداث، وأنواعها.
الحكاية والقصة والفرق بينهما:
الحكاية: هي نص شفهي روائي، يرويه جيل عن جيل، وهي متوارثة، ويضاف إليها أو يحذف منها، والإبداع فيها يعتمد على الراوي وطريقة عرض الحكاية، فليس لها كاتب، وهي موروث ولسان الجماعة وملك للجميع.
القصة: هي لكاتب معين، تعبر عنه وعن رؤيته الخاصة، بمنظور فردي، وليست رؤية مجتمعية، ولا يجوز الإضافة أو الحذف منها، والحكاية كلمة اشتُقَت من كلمة (حكي) وهي التلقي بطريقة شفهية، ولا يستطيع المتلقي (المستمع) أن يضيف عليها بخياله، والمكان بالحكاية غير ذي قيمة أو تأثير بالغ كما بالقصة، أما القصة لها ضوابط مختلفة، وتسمح للقارئ بالتخيل، والحكاية من الممكن أن تتحول إلى قصة بعد إعادة صياغتها وكتابتها، وخلق أحداث وحبكة ترويها شخصيات القصة لا الراوي، وتم ذلك في بعض القصص التاريخية وترجمة بعض الحكايات الشعبية الموروثة وتحويلها إلى قصص.
والشاهد: أن الأمثال الهدف منها الدرس والعبرة والنصح والتحذير، في صور بسيطة موجزة، ولذا فقصة المثل أو حكاية المثل تأتي في نفس السياق، ويأتي المثل من الخيال، ويضاف إليه أو يحذف منه، أو يُسقَط، ولذا نرى أن حكاية المثل تأتي وقد تولد من أصل الحكاية (فتكون حكاية المثل)، ومن الممكن أن يكون المثل ثم تأتي الحكاية لتوضيح معنى ومغزى المثل، وقد تُروى حكاية المثل على لسان إنسان أو حيوان، والأصل في سرد الحكاية أنها متواترة لهذا المثل، وقد يرد للمثل أكثر من حكاية، نتعرض لها أو نروي أكثرها انتشارًا وتداولًا بين الناس، وقد نستعين ببعض الحكايات لشرح بعض الأمثال، رأينا أنها مناسبة لشرح وتوضيح المعنى.
د. عادل سالم محمد خلف . ❝