█ حين تتجه إلى الكعبة تلتقي عيناك بقدم إبراهيم هادئةً المقام فقد انتهى السفر هناك؛ تراها ضاربةً جذورها عمق التاريخ تقترب منها تحاول أن تفهم خبايا أسرارها فتراها صامدةً كلحظتها يومَ تقدمت نحو النار دون تلكؤ كانت قدم قدمَ صدق الجهات كلها حس القوم منهارة إلا بصيرة كان يردد "إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً" يومها بدأ الابتلاء وقدر المسافات للغايات الجليلة تكون طويلة فانطلق وحده خارجاً من حدوده كي يبلغ وانطلق العراق فلسطين حتى فهل تعني لك هذه الخارطة شيئاً ماذا يحمل هذا المهاجر حقيبة سفره سر صدره خطاه المرسومة بحكمةِ الأقدار وبماذا يبوح كل حواراته مع الشمس والقمر والنجوم لا يتقن النظر النجوم قلبه هناك عالياً حيث العرش وكان عبداً كثير التأوه والدعاء إذ يوقن التي تأتيك بعد الدعاء تدعك وجدتك كان ترحاله ينزف كثيراً يمنحنا الكثير رحلاته غارقةً التضحية قدمه تسعى مكة أتدري لماذا؟ كي تودع الصغير الصحراء تلك رحلة الفناء عن الذات لله ومع خطوة يقترب كتاب خطى مجاناً PDF اونلاين 2024 كم هو عُمرك يا إبراهيم؟ هِجرات ثلاث وسنوات ممتلِئَة بالتَّضحيات وبناء بيتٍ ومشاهد تُحصى مواقف الثَّبات! بهذا تُقاسُ الأعمارُ سيِّدي بعُمقِها وليس بطُولِها! ورُبَّ عُمر اتَّسعت آماده وكثُرت أمداده وأمطرت غيماته قيام الساعة! رَفَعْتَ بيتًا فَرَ فَعَ اللهُ ذِكرَكَ ورفَعَ مَقامك فلم يَلقَك مُحمدٌ ﷺ السَّماء السَّابعة مُسنِدًا ظَهرَك البيتِ المَعمور ووَحدكَ دُون الخلائِقِ امتلَكتَ الشَّرف الجَليل!