█ يقول إدريس: «هناك ألف طريقة للفّ الحكايات والمرور عليها خصوصًا إذا كانت تَمُتُّ إلى عالم الممنوعات مرور الكرام ولكن ما كان يذهلني ويعجبني حواديت جدتي تلك أنها مرحلة تخطت فيها حدود العيب وما يصح لا من أخلاق وعادات الطبقة الريفية الوسطى قد وصلت سن النضج بل جاوزته بعد تتحدث معي عن كل شيء بصراحة لم أعهدها حديث الكبار أولئك الذين يعاملونني كـ(عيل) أن يعرف الحقيقة بعض الأشياء الممنوع الصغار يعرفوها فالأب المباشر أو الأم المباشرة يخشيان ابنتهما ابنهما أي الجنس مثلًا جنسه الآخر فتلك طلاسم بد تبقى يعرفها الإنسان بنفسه حين يكبر وعليه يسعى هو لمعرفتها زملائه وأصدقائه بأي أخرى بعيدًا المعرفة فم الأب والنتيجة أننا نتعلم ولماذا عيب الصواب مصادر جاهلة مشتتة زملاء وأصدقاء يدركوا هذه هم الآخرون آبائهم وأمهاتهم وإنما بالسماع التهويش التهويل الادّعاء أدركوها» كتاب أنا يوسف إدريس مجاناً PDF اونلاين 2025 يدين بمعظم تربيته الروحية جدة أمه «ملكة» فقد اضطرته ظروف عمل والده الذي دائمًا يقطن أماكن إصلاح الأراضي يسكن مع عائلة المستقرة قرية بجوار مدينة فاقوس وانضم لهذه الأسرة الكبيرة منذ الخامسة مبكرًا جدًّا وكانت أم جدته والتسعين عمرها وبقية الأفراد تتراوح أعمارهم بين الثلاثين والستين لذا يكن طفلًا مدللًا يستيقظ يوم صباحًا لأن المسافة المدرسة أربعة كيلومترات! شعر أول الأمر بوحدة رهيبة حد تعبيره فالكل يعمل ولا وقت عند أحد ليضيعه طفل مثله ليس بالتأكيد طفله وهكذا بدأت وبين علاقة ربما تكون أهم علاقات حياته فالإنسان طالت وتعدّى التسعين يعود ليحيا طفولته الثانية مثل التي وجدها الأقرب طبيعته «الطفلة»!