█ أصوات صراخ هنا وهناك تملأ المكان ويهرول الناس فزع هاربين منها فالذئاب تفترس كل من يقابلها ويحاول الشرقاوي الوصول لبيته مسرعاً لكنه ظل يبحث عن بيته فلم يجده كالمجنون ولا يجد شيئاً ويكأن تحول لسراب وفجأة وجد ذلك الرجل المخيف أمامه مباشرة ينظر إليه بغضب حتى إذا أهمّ افتراسه أطلق صرخة قام علي إثرها نومه فزعاً يتلفت حوله فإذا به حجرته…… تنفس الصعداء وأحس بضربات قلبه تزداد والقلق يتسرب فقام فوره وارتدي ملابسه وقرر الذهاب لمكانه المفضل الذي يشعر فيه بالراحة……………… علي جبل المقطم وقف أعلي قمة يستنشق الهواء علّه يبدد القلق بداخله لا بلا فائدة لأول مرة يأتي إلي ولم بالراحة فعلم اليوم لن يمر مرور الكرام…… غربت الشمس واستدار كي يغادر ولكنه فوجئ بصوت جعله الزمن قد توقف يتحرك قيد أنملة أنه صوتها إعتاد سماعه مثل هذا التوقيت منذ ثلاث سنوات إنه صوت عويل الذئاب…… إستدار ببطء وقلبه يخفق بشدة فإتسعت عيناه بذهول لما رآه……… إنها هي مرمي البصر تقترب بأعداد هائلة تلك المرة لم يكذب حدسه… الذئاب السوداء عادت أخري…… كتاب حرب مجاناً PDF اونلاين 2024 نحن بسبب ما إقترفت يداك آثام لوثت بها نفسك وسودت قلبك تحاول أن تهرب فأينما توّلي وجهك فسوف ترانا لأننا مجرد مرآة لحياتك
❞ في مكانٍ ما بالهرم بالجيزة، وبالتحديد في أحد الملاهي الليلية، يتمايل الشباب مع البنات على أنغام إحدى الأغاني التي تمتاز بالصخب الشديد، بطريقة غير أخلاقية بالمرة، فالبنات والشباب شبه عُراة يتراقصون وبعضهم كأس الخمر في يده، ليس ذلك فحسب، بل تخطى الأمر ذلك، ففي أحد الأركان البعيدة بعض الشيء عن الزحام، شباب وفتيات يفعلون ما لا يليق... كل ذلك يحدث وأكثر منه، وفي نهاية اليوم يخرج الشباب والفتيات من الملهى يترنحون هنا وهناك وهم سكارى، فينظر إليهم عم رجب _الذي يعمل كسائس بالجراج الذي يقع في الدور الأرضي_ نظرة احتقار وقلبه يحترق غيرة على دينه وانتهاك حرماته بتلك الطريقة البشعة، وفي نفس الوقت يرق لحال هؤلاء الشباب لما وصلوا إليه من دنوّ الأخلاق بلا رقيب من أهل أو غيرهم..
جلس عم رجب بعد فراغه من عمله يحتسي كوبًا من الشاي بهدوء ويفكر في المشاهد التي يشاهدها كل يوم، ويفكر جديًا في ترك العمل الذي كان مرغمًا عليه؛ بسبب ظروف الحياة، يفكر أن يتركه خوفًا من الفتنة وخوفًا على نفسه، فلديه أولاد يخاف عليهم... أثناء استغراقه في التفكير لاحظ اقتراب خيال رجل قادم نحوه في ثبات، فقام ينظر فلم يجد شيئًا فتملكه الرعب... وفجأة ظهر رجل أمامه، رجل غريب الشكل والهيئة يرتدي معطفًا أصفر وبنطالًا أزرق، عيناه زرقاوان داكنتان، وشعره أسود داكن وبشرته بيضاء وعيناه تلمعان بشدة.
فزع عم رجب وبدأ قلبه يخفق بشدة وأحس بأنّ قدميه لا تحمله... وأثناء ذلك أخرج ذلك الرجل من جيبه ورقة مكتوب فيها خمس كلمات فقط (لا تأتي غدًا، عقاب شديد)...
اتسعت عيناه بذهول، ونظر حوله فلم يجد الرجل، فقد اختفى . ❝
❞ سمع سكان أحد المباني صوت صراخ شديد ينبعث من الطابق الرابع، لكنهم مع ذلك لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً، فهم يعلمون أن مصيرهم سيكون الموت إذا حاولوا الخروج من أبواب شققهم، يسمعون الصراخ وقلبهم يقطر دماً، ينتظرون بفارغ الصبر بزوغ الفجر وإختفاء الذئاب حتي يستطيعوا الخروج.
مرت ساعات وبزغ الفجر، وبعد شروق الشمس هرع السكان إلي الطابق الرابع بسرعة، وعندما وصلوا صرخ أحدهم برعب عندما رأي المشهد……
رجل ملقى على الأرض غارقاً في دمائه، آثار أسنان الذئاب الحادة ظاهرة بوضوح في رقبته، بجانبه إمرأة شبه عارية شاخصة أبصارهم إلي السماء وهي مفتوحة في مشهد مرعب لا يتحمله أحد…..
نظر السكان فاغرين أفواههم إليهم في محاولة لإستيعاب ما حدث، وإنفجر النساء ببكاءً شديد، وهنا تقدم أحد السكان وقام بتغطية تلك المرأة عن أعين الناس، ثم ذرفت عيناه بالدموع وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون، لقد نصحته كثيراً حتى يقلع عما يفعل لكنه لم يستمع لي، سامحه الله….
أردف قائلاً للسكان: ليأتي الرجال معي لتحملهم إلي الداخل، وسوف نتصل بالإسعاف لتولي أمور دفنهم . ❝