█ سمع سكان أحد المباني صوت صراخ شديد ينبعث من الطابق الرابع لكنهم مع ذلك لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً فهم يعلمون مصيرهم سيكون الموت إذا حاولوا الخروج أبواب شققهم يسمعون الصراخ وقلبهم يقطر دماً ينتظرون بفارغ الصبر بزوغ الفجر وإختفاء الذئاب حتي يستطيعوا مرت ساعات وبزغ وبعد شروق الشمس هرع السكان إلي بسرعة وعندما وصلوا صرخ أحدهم برعب عندما رأي المشهد…… رجل ملقى الأرض غارقاً دمائه آثار أسنان الحادة ظاهرة بوضوح رقبته بجانبه إمرأة شبه عارية شاخصة أبصارهم السماء وهي مفتوحة مشهد مرعب يتحمله أحد… نظر فاغرين أفواههم إليهم محاولة لإستيعاب ما حدث وإنفجر النساء ببكاءً وهنا تقدم وقام بتغطية تلك المرأة عن أعين الناس ثم ذرفت عيناه بالدموع وقال: إنا لله وإنا إليه راجعون لقد نصحته كثيراً حتى يقلع عما يفعل لكنه لم يستمع لي سامحه الله… أردف قائلاً للسكان: ليأتي الرجال معي لتحملهم الداخل وسوف نتصل بالإسعاف لتولي أمور دفنهم كتاب حرب مجاناً PDF اونلاين 2024 نحن هنا بسبب إقترفت يداك آثام لوثت بها نفسك وسودت قلبك تحاول تهرب فأينما توّلي وجهك فسوف ترانا لأننا مجرد مرآة لحياتك السوداء
❞ في غرفة الأبحاث….
وقف الطبيب رأفت عاجزاً عن تفسير ما يحدث لا يجد إجابة، فنتيجة تحليل العينة مذهلة، فتلك المادة بها مادة كاوية وتحتوي علي مضادات حيوية مسكنة للآلام بطريقة فعّالة للغاية، ولكن ليس هذا هو السبب الذي يجعله في حالة ذهول هكذا، لكن سبب دهشته هو سؤال يدور في ذهنه وهو لماذا تفترس تلك الذئاب أجساد المقاتلين بتلك الطريقة ثم تفرز تلك المادة في أجسادهم كي تشفي الجروح بسرعة، لماذا الهجوم من الأساس؟؟؟….
. ❝
❞ أصوات صراخ هنا وهناك تملأ المكان، ويهرول الناس في فزع هاربين منها، فالذئاب تفترس كل من يقابلها، ويحاول الشرقاوي الوصول لبيته مسرعاً، لكنه ظل يبحث عن بيته فلم يجده، يبحث هنا وهناك كالمجنون ولا يجد شيئاً ويكأن بيته تحول لسراب، وفجأة وجد ذلك الرجل المخيف أمامه مباشرة ينظر إليه بغضب حتى إذا أهمّ افتراسه أطلق صرخة قام علي إثرها من نومه فزعاً يتلفت حوله فإذا به في حجرته……..
تنفس الصعداء وأحس بضربات قلبه تزداد والقلق يتسرب إليه، فقام من فوره وارتدي ملابسه وقرر الذهاب لمكانه المفضل الذي يشعر فيه بالراحة……………….
علي جبل المقطم وقف الشرقاوي علي أعلي قمة فيه يستنشق الهواء علّه يبدد القلق الذي بداخله لا بلا فائدة، لأول مرة يأتي إلي ذلك المكان ولم يشعر بالراحة، فعلم ذلك اليوم لن يمر مرور الكرام…….
غربت الشمس واستدار الشرقاوي كي يغادر، ولكنه فوجئ بصوت جعله ويكأن الزمن قد توقف به، ولم يتحرك قيد أنملة، أنه صوتها الذي إعتاد علي سماعه في مثل هذا التوقيت منذ ثلاث سنوات، إنه صوت عويل الذئاب…….
إستدار ببطء وقلبه يخفق بشدة، فإتسعت عيناه بذهول لما رآه……….إنها هي علي مرمي البصر تقترب بأعداد هائلة تلك المرة، لم يكذب حدسه…..إنها الذئاب السوداء عادت مرة أخري…… . ❝
❞ كان الطبيب رأفت يستمع بإهتمام لأحد البرامج التي إستضافت العميد علي الشرقاوي في حلقة مسجلة وكان بصحبة أحد المقاتلين ليبين للشعب مدي المعاناة التي يلاقونها في معاركهم مع الذئاب وما يكابدوه من آلام وإصابات كل يوم، وفي سياق الحديث تكلم علي الشرقاوي عن المادة الخضراء التي خرجت من أجساد المقاتلين بعد إصابتهم من الذئاب، وعن إندهاشهم من شفاء المصابين بعد وقت قصير من إصابتهم دون تدخل بشري….
ظهرت علامات الدهشة على وجه الطبيب رأفت بعد تصريحات علي الشرقاوي، فهو كطبيب لم يصادف مدي حياته العملية مثل هذه المادة في جسد الإنسان، فقد شارك في مئات بل آلاف العمليات الجراحية، ولم يصادف ذلك أبداً……….
وفجأة دخل أحد الممرضين وهو يلتقط أنفاسه بصعوبة . ❝