█ قصيدة انطفاء أقْتات من وهْم المحبة مُتْرعا وأرُوم حلما الدجى مُتعففا فدعي شجوني الظلام وغادري ما قد طواه القهرُ فيَّ وزيَّفا قد بِتُّ كهفا للفؤاد وقد علا أنقاضَه حلمٌ تمزَّق واختفى أَبَقَت جُفوني واستبدَّ بمُقْلتي رماه الحزن وأَتْلفا قد كنتِ حقا سُلبت بَواحه وأراه طريقيَ مُترفا فأتُوه ليل الضَلال بخاطرٍ يغدو طَلَل الهوى مُتأسفا يا مرْوة العمر الأسيفِ وجُرحه وهدير عشقٍ المدائن صَفا كتاب ترانيم اللقاء مجاناً PDF اونلاين 2024 ديوان شعر عامودي يطوف بالقارىء بين أغراض الشعرالمتعددة والصور البلاغية الأصيل إطار لغوي رصين وتجربة حياتية ثرية للشاعر
❞ وأزَاح أكْوام الجُثث بكفِّين غليظتين تَشقَّق أديمهما خشونةً وجَلافَة، وأشعْل بشموعٍ قميئةٍ برزخَ الأُمنية، يَتسيَّدُ مملكة صمَّاء خرْساء يستردُّ فيها هيبةً رَكَلَتها الفصولُ والسنين، تنصهر بكفِّيه النيران، يشتعلُ الدمعُ والفرحُ وضحكات بلهاء، يطيح بالجثامين وبقاياها في غِلْظةٍ وغيظٍ ونشوةٍ مبتهجة، يثأرُ من القرية الظالم أهلها، يحلُّ ضفيرتيها فتنسدلان على كيانها الممتد بين المشارق،
ويُنصِّبُها ملكةً على عمرٍ لقيط . ❝
❞ حدثتنا جدتي يوماً أنها كانت تجلسُ عِشاءً بجوارِ موقدِ النار (الكانون) تُلقمُ النار قطعَ الحطب المصفوفةَ بعنايةٍ في كيسٍ كبيرٍ يرقدُ جوارها. يجلسُ جدّي قُبالتها يوزعُ أرغفة الخبز حولَ الموقدِ؛ لتكتسبَ قرمشةً لذيذة ولوناً ذهبياً مُحمراً تتضاعفُ لرؤياه الشهيّة، وتزيدُ برائحته الزكيّة القابليّة، وأجلسَ برّادَ الشاي على حافةِ الموقد حتى يهنؤوا بشايٍ نكّهته ورقاتُ النعناع وأثيرُ الحطب. وفي هذه الأثناء خرجت عمتي إليهم بصينيةٍ كبيرةٍ تحتضنُ ما طابَ مخزون البيتِ من أطباق، زبديةٌ من الفولِ المدمسِ الغارقِ بسيلٍ من زيت الزيتون، صحنٌ ترقدُ فيهِ حباتُ زيتونٍ حديثةَ القطاف مدقوقةً بعنايةٍ ومنقوعةً بالملحِ والفلفلِ والليمون، صحنٌ ثانٍ تمتزجُ فيه اللبنة البيتية بقليلٍ من قطرات الزيت، صحنٌ آخر يتناثرُ فيه فتاتُ الزعتر كلما اهتزّ عنوةً بفعلِ خطى العمةِ المتعجلة، وآخرُ صنعت فيه الدُّقة الفلسطينية بحيرةً مع زيت الزيتون، وآخر تعتمره حباتُ البيض المسلوق، وطبقٌ يتوسطُ المائدة يبرقُ بدبسٍ أسود مع إطارٍ من الطحينيةِ يطوِّقه، وصحنٌ يختبئُ بين الأطباق لعشاق الفلفل الأحمر المطحون مع زيت الزيتون وعصرةٍ من الليمون. وضعت العمةُ الصينيةَ على جذعِ شجرةٍ _قد اقتصه جدي من الأرض وصنعَ منه طاولةً جميلة تُزين جلساتهم المسائية وسطَ كراسي الخيزران والقش_ وذهبت تنادي أخواتها الأربعة، وإخوتها الخمسة للاستمتاعِ بعشاءٍ يسردون خلاله أحداثَ اليوم.
ما إن التفّ الأبناء حول المائدةِ المهيبة، إلا وانهالت على الباب طرقاتٌ مريبة. دخلت البنات يستترنَ في إحدى الغُرف، وخرجَ أحدُ الأبناءِ يكتشفُ طارقَ البابِ أجاء بحزنٍ أم ترف؟!
فتحَ الباب وانهالتْ على وجههِ علاماتُ الخيبة، فهذا جارهم أكيد جاءَ يحملُ كعادتهِ الكثير من الغيبة.
دخلَ بكرشهِ المتهدِّل، ولباسه غيرَ المتبدِّل، وأشداقهِ التي تسعى وراءَ اللُّقم، ولسانهِ الذي يذكرُ كلّ شيءٍ إلّا النِّعم.
دلفَ إلى حيثُ يرقدونَ، أخذتهُ روائحُ الطعامِ والخبزِ المزيون. تهلّلَ وجهه واستبشر، فجاء على موعدِ العشاءِ دون تأخُّر.
ردَّ السلام على عجل، وجلسَ ينتظرُ دعوةً دونَ ملل.
أقسمَ عليه جدّي أن يتذوق، شمّرَ عن ساعديهِ وشرعَ دون تملُّق. راوغَ الأطباقَ كما يراوغُ الثعلبُ الفريسة. نظرَ إليهِ الأبناءُ في دهشةٍ فكأنه غول، فما تركَ في الأطباقِ ولا حتى لقمةَ فول.
شبعَ بعد أن نفدت الأطباق، ابتلت العروق وانتفخت الأشداق.
رفعَ يديه شاكراً حامداً ربّه، ثمَّ تجشَّأ فأراحَ قليلاً قلبَه . ❝
❞ جلس باسل في غرفته المطلة على الأراضي الزراعية أو ما تبقى منها بعد تبوير الفلاحين الأراضي والبناء عليها بطريقة عشوائية، جانب من المنظر يبدو خلاباً، مساحة من الأرض تمتلئ بالخضرة؛ فتعطي لوحة جميلة، وغدير ماءٍ يتسلل إليها قادماً من مجرى مائي كبير، في الجانب الآخر من المجرى المائي أطلت فيلا ضخمة، أبدع البنائون في إنشائها كأنها لوحة فنية بارعة الجمال، تشمل أعمدة فرعونية ضخمة، ونوافذها صممت بطريقة هندسية بالطريقة الفرعونية أيضاً، أمامها حمام سباحة كبيرة يلعب فيه بعض الأطفال؛ فيرشون بعضهم بالماء، وفي المقدمة حديقة خضراء تمتلئ بأشجار مثمرة تحتوي أكثر من نوع من الفاكهة.. على بُعدٍ ليس بكثير من الفيلا، مجموعة من العمارات الشاهقة التي طليت بلون واحد، سمع باسل أنها شيء يقال عليه (كمبوند) بها ملعب كرة قدم كبير وحمام سباحة وعلى الطرف قسم للشرطة خاص بالكمبوند.. يسكن الكمبوند مجموعة من الناس الأغنياء الذين يعملون في هذه الأعمال التي تدر لهم مالاً كثيراً دون عناء أو مشقة – هكذا قال له أبوه –
قال باسل في نفسه: لو خيرت بين العيش في الفيلا والعيش في هذا الكمبوند، ماذا أختار؟
أخذ في التفكير العميق والمقارنات بين الخيارين حتى أفاق على صوت أبيه وهو يلقي بفأسه في مقدمة الدار، ويصرخ في أمه أن تجهز له بعض الطعام.
لم تتكلف الأم عناء إعداد الطعام، فقد جلبت رغيفين من سلة خبز معلقة بالسقف، وقطعة من الجبن الأبيض المصنوع في بيت إحدى الفلاحات البارعات في صناعة الجبن، وضعت الطعام ببرود ووجه عابس دون أن تنطق بكلمة واحدة، كان العرق يتصبب من الأب، جلس في انتظار الطعام نظر إلى الطعام نظرة تأفف، ويبدو أنه كان يعتقد في أكثر من ذلك نظر إليها نظرة منكسرة تحمل بعض اللوم، التقت العينان لكنها لاذت بالصمت، ولم تجب على سؤال عينيه . ❝