حدّثتنا جدتي يوماً أنه في إحدى ليالي الشتاء الباردة... 💬 أقوال أريج دكه الشرفا 📖 قصة حدثتني جدتي

- 📖 من ❞ قصة حدثتني جدتي ❝ أريج دكه الشرفا 📖

█ حدّثتنا جدتي يوماً أنه إحدى ليالي الشتاء الباردة اجتمع الحاضرون حول موقدِ النار يستمدون منه الحرارة ويستمد منهم طيب الحديث كعلاقةٍ تكافلية من بين الجالسين كان صديق قديم لجدي خالط الكدر والضيق ملامح وجهه وبدأ عليه الأسى وحين سأله جدي عن السبب بكل تذمرٍ ذكر ما قد نسى أخذ شهيقاً عميقاً وصدحَ خانه صديقٌ له تجارته سرقَ ماله وتركَ الديون وهاجر دون أن تراه العيون هوّن الجالسون عُسر حاله وضيق صدره وقلةَ وقالت جدتي: "لا تحزن يا ولدي مالٍ ذهب بل احزن صديقٍ سرق ثقتك ونهب " وأردفت تحكي قصةً تُريح بها أنينَ قلبه وتخفف وقع نبضه فقالت: "يُروى تلكَ الأزمان عاشَ تاجرُ أقمشةٍ حي الرمان ذاعَ صيته كل مكان وحظيت أقمشته برضا السلطان تاجرٌ فذٌ ذو عقلٍ رصين بالحنكةِ يعمل وللخبرة هو فطين لا يعرفُ للغش باباً يبيعُ أجودَ الأقمشةِ بسعرٍ ثمين ويبيعُ رديئها بثمنٍ بخسٍ للسائلين ليسَ غريباً فقد اسمه أمين يأتيهِ الأمراءُ حدبٍ وصوب ويطرقُ بابه يريدُ يمتازَ بأجملِ ثوب وفي الأيام زار شابٌ يبحثُ عملٍ يقتاتُ لقمةً حلال دلّهُ الناسُ دكانِ التاجرِ طيبِ الخصال أُعجبَ كتاب حدثتني مجاناً PDF اونلاين 2024

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
❞ حدّثتنا جدتي يوماً أنه في إحدى ليالي الشتاء الباردة اجتمع الحاضرون حول موقدِ النار يستمدون منه الحرارة , ويستمد منهم طيب الحديث كعلاقةٍ تكافلية. من بين الجالسين كان صديق قديم لجدي خالط الكدر والضيق ملامح وجهه , وبدأ عليه الأسى , وحين سأله جدي عن السبب , بكل تذمرٍ ذكر ما قد نسى , أخذ شهيقاً عميقاً وصدحَ أنه قد خانه صديقٌ له في تجارته , سرقَ ماله وتركَ له الديون , وهاجر دون أن تراه العيون.



هوّن الجالسون عليه عُسر حاله , وضيق صدره وقلةَ ماله , وقالت جدتي: ˝لا تحزن يا ولدي على مالٍ ذهب , بل احزن على صديقٍ سرق ثقتك ونهب˝ , وأردفت تحكي قصةً تُريح بها أنينَ قلبه , وتخفف من وقع نبضه , فقالت: ˝يُروى أنه في تلكَ الأزمان , عاشَ تاجرُ أقمشةٍ في حي الرمان , ذاعَ صيته في كل مكان , وحظيت أقمشته برضا السلطان.



تاجرٌ فذٌ ذو عقلٍ رصين , بالحنكةِ يعمل وللخبرة هو فطين ,



لا يعرفُ للغش باباً , يبيعُ أجودَ الأقمشةِ بسعرٍ ثمين , ويبيعُ رديئها بثمنٍ بخسٍ للسائلين , ليسَ غريباً عليه فقد كان اسمه أمين.



يأتيهِ الأمراءُ من كل حدبٍ وصوب , ويطرقُ بابه من يريدُ أن يمتازَ بأجملِ ثوب.



وفي إحدى الأيام زار حي الرمان شابٌ يبحثُ عن عملٍ يقتاتُ منه لقمةً حلال , دلّهُ الناسُ على دكانِ أمين التاجرِ طيبِ الخصال.



أُعجبَ أمين بشغفِ الشابّ الغريب , وقرر تعليمه المهنة دونَ ترددٍ منه أو ترهيب.



كان الشاب مجتهداً دؤوباً , يستيقظُ باكراً ينظفُ الدكان , وينتظرُ بابتسامته الجميلة قدوم الزبائن , بكلامه المعسول جذبهم للبضاعة , وبشكله المقبول راقت لهم نصائحه حول الباعة.



استطاعَ الشاب خلالَ فترةٍ وجيزة تعلم المهنة , فجمعَ نقوداً لفتح دكانه الخاص , وكان سعيداً جداً لإخبار رب عمله التاجر أمين بذلك ليفرح لفرحه , وما أن هلَّ التاجرُ أمين بوقاره وشخصه الرزين حتى أخبره الشاب بتلك البشرى السارة , فرح أمين ودعا له الله بالتوفيق.



بعدَ أسبوعٍ افتتح الشاب محله في مكانٍ بعيد عن دكان التاجر أمين , وبفضلٍ من الله زادت تجارته وبارك الله له بها. زارهُ التاجرُ أمين يوماً فأخذته الغبطة وزارَ قلبه الحسد عندما رأى الحياة التي تضج بدكان الشاب حتى أنه رأى الكثير من زبائنه يترددون على الدكان وقد ألقوا عليه أطيب السلام.



غادرَ الدكان طالباً من الشاب أن يأتي لبيته ليحادثه في أمرٍ هام , وعد الشاب بالحضور في الموعد بالتمام.



حينما أغلق الشاب دكانه , قصدَ بيت التاجر أمين ليرى ما خطبه لمَا أراد إتيانه.



طرق الباب , دخل البيت , وجلس برفقة التاجر أمين , بدأ حديثه بالجمائل الكثيرة التي أنعم بها عليه , فهو من علمه المهنة , وهو من كبّره وأعلا من شأنه , لم يفهم الشاب ما جدوى التمنن وما مقصد كلامه عن التحنن؛ فسأله عن مبتغاه , أجابه: ˝أريدُ منك أن لا تبيع زبائني وإن أتوك ردهم إليّ , احتفظ بزبائنك الجدد , واترك البقية فهم زبائني!˝ ,



استغرب الشاب من هذا الكلام المريب , وطفقَ يشرح له أن الرزق من الرب الرزاق المجيب , فانظر إلى الدكاكين متشابهة السلع تلتصق ببعضها بعضاً , والله يرزق من يشاء بغير حساب , قد يأتي زبائني إليك وقد يأتي زبائنك إليّ , الأمر سيّان يا سيدي والرزق على رب منّان.



لم يعجب التاجر أمين الكلام وأنهى حديثه وخرج الشاب حائراً في أمره مما سمع.



في صباح اليوم التالي أخذ التاجرُ أمين يمشي بين الناس ذاماً بضاعة الشاب , يذكر مساوئها ويتلذذ في قتل مزاياها.



يوماً بعد يوم زادَ حقده على الشاب , وزادت أفكاره في تشويه سمعته , ولكن الله كان أكرم فقد كان بالسر عليم , خرج من بيته أمين واقفاً على رجليه , قاصداً دكانه , وفجأة انهارت قواه وسقط وسط السوق وأضحى ميتاً دون حراك. جنى على نفسه كما جنت على نفسها براقش , مات ولم يحصد من رزق الشاب ولا حتى قيدَ أنملة˝ .



أنهت جدتي قصتها وقالت: ˝لا تخشَ من خانك وللسوءِ أردفك , بل اخشَ رباً في السماء ما نسيَك يوماً وبين العباد أنصفك˝.. ❝

أريج دكه الشرفا

منذ 1 سنة ، مساهمة من: Mona Najeeb
7
0 تعليقاً 0 مشاركة