█ فغطت مريم وجهها بكلتا يديها ومسحت بهما ثم قالت سأجن! لا أعلم ماذا أقول لكِ أو من أين أبدأ؟ ياسمين وقد ازدادت توترًا :احكي لقد زاد قلقي عليكِ حدث معك فنظرت إليها وقصت عليها كل شيء حيرة : معقول هذا؟! كتاب لواذع القدر مجاناً PDF اونلاين 2024 "تصفعنا الحياة بندوبها تطيح بأحلامنا جب عميق الخذلان تبعثر أحلامنا برياحها العاتية وتحجب دفء الشمس عن أن يزمل أرواحنا الباردة تدهس براءتنا وتصنع منا أشخاصًا كنا نبغضهم ونخشاهم الألم يا عزيزي يترك شيئًا بداخلنا إلا ويقلبه رأسًا عقب فرفقًا بقلوب عشقت ليس لها" صدمة مفجعة تلقتها ورد فأذبلتها وأذهبت عنها نضارتها ورونقها ما أصعب تظل عمرك بأكمله تبني أحلامك وفي النهاية يخر عليك ساقطًا! لم تستطع تمالك نفسها هول الصدمة تبكي تارة وتضحك ضحكات هستيرية وتفقد الوعي أخرى أيام الصمت واللامبالاة فقدان اللهفة تجاه الأشياء يضاهيه شعور ألمه وقسوته
❞ -نظر إليها نظرة حانية ثم قال: أود أن أشكرك على ما بذلتيه لإنقاذ عمي، وأيضًا أريد الاطمئنان على حالته.
-فقالت له وهي تشير على المقعد المقابل لمكتبها: تفضل بالجلوس، هذا واجبي وطبيعة عملي تحتم عليّ فعل هذا،
أما بخصوص حالة عمك فهو إن شاء الله خلال الساعات القادمة سيتحسن ثم أردفت قائلة: ولكنني لم أتشرف بمعرفتك بعد!
-صمت أمجد ولا يدري ماذا يقول.
هل يقول اسمه!! متسائلًا هل لو صارحتها باسمي ستتذكرني!
ظل شاردًا وبداخله حزن ووجع، فما زال بداخله صرخة مكتومة، وكان من الصعب عليه أن يحتمل فكرة اللقاء بها من جديد.
كم أرعبه تَخَيُل تلك الحظة! كم يتمنى مصارحتها بكل الأشياء التي حدثت بالماضي! وكأن لسان حاله يقول: حبيبتي، افترقنا ليس رغبة منا في الفراق، بل لأن حكم القدر كان السبب!
فأغمض عيناه بقوة ثم تنهد وفتحها مرة أخرى ونظر إليها وهي تراقب صمته وتتفحص وجهه بدهشة، ثم نهض من أمامها يمد يده لمصافحتها وهو يقول: كرم... كرم يوسف.
-مدت يدها وبمجرد أن وضعت يدها بيده اشتعل قلبه نارًا ورغبة، وارتبك جسده وتعرقت جبهته.
استعاد كف يده المرتعشة وقال:
معذرة أخشى أن أكون قد أزعجتك، اسمحي لي بالانصراف.
-انصرف مرتبكا وتركها وهي لا تدري ما هذا الإحساس الذي تركه بداخلها! فنبضات قلبها لم تنبض هكذا من قبل، ولم تسمع دقات قلبها إلا عندما وقعت عيناها على عينيه.
عاد أمجد لتفقد ابن عمه ˝رضوان˝ الذي وجده ينتظر بتوتر وحين رآه تحدث إليه بصوت مرتفع وعصبية:
أريد أن أفهم أين ذهبت كل هذا الوقت؟
-أمجد بلا مبالاة: اهدأ إننا في مستشفى، وهناك مرضى حولنا.
-حدق به ˝رضوان˝ بغضب شديد ثم قال: أيمكن أن أعرف أين كنت؟! هل تعرف تلك الطبيبة؟! . ❝
❞ وقف يتأملها في صمت وحاول أن ينطق، أن يحادثها، لكنه لم يستطع التفوه وكأنه أصبح أبكم بمجرد التقاء أعينهما ببعضهم بعضا. كان يراقب انصرافها وبقلبه اشتياق لنظرتها، يتمنى أن تلتفت ليغرق في سحر عينيها. كان يراقبها وهو يحادثها في صمت ويقول لها أنتِ بالنسبة لي كل شيء، أتمنى أن يمنحني القدر أن أضمك بل أحتويكِ، ألا تسمعين نبض قلبي وهو يناجيكِ! ألا تشعرين بقلبي وهو ينشد لكِ أشواقه بحروف حبه لكِ قائلًا أحبكِ! . ❝
❞ نظر رجب وفي عينيه نظرات خبيثة: لقد انتهى الأمر يا ياسر، وأوشكت اللعبة على الانتهاء ثم قهقه بصوتٍ عالٍ وقال بتشفٍ: لقد انتهى أمرك يا ياسر، وستدفع ثمن خيانتك لنا ولعبك معنا غاليًا، غاليًا جدًا، ثم تعالت ضحكاته لتكون ضحكات هيستيرية لتشعل الغضب في قلب ياسر وتتبدل ملامحه ليكسوها السواد، وكأنه أصبح وحيدًا ليواجه مصيره، فأنهى رجب المكالمة في حين أغمض ياسر عينيه لتعود به ذاكرته لما حدث بالماضي . ❝