█ لَقَدْ أَيْقَظَنِي رَبِيعُكَ, وَسَيَّرَنِي إِلَى غَابَاتِكَ حَيْثُ تَتَصَاعَدُ أَنْفَاسُكِ بَخُورًا, وَأَجْلَسَنِي صَيْفُكَ فِي حُقُولِكَ يتجوهر إِجْهَادُكَ أَثْمَارًا, وَأَوْقَفَنِي خَرِيفُكَ كْرُومكَ يُسِيلُ دَمُكِ خَمْرًا, وَقَادَنِي شِتَاؤُكَ مَضْجَعِكَ يَتَنَاثَرُ طُهْرُكَ ثَلْجًا, فَأَنْتِ أَنْتِ العَطِرَةُ بِرَبِيعِهَا, الجوادة بِصَيْفِهَا, الفياضة بِخَرِيفِهَا, النَّقِيَّةُ بِشِتَائِهَا ζ❤️ كتاب مناجاة أرواح مجاناً PDF اونلاين 2024 يُأصل «مناجاة أرواح» لمجموعة من القيم والصفات الراقية النبيلة التي شأنها الارتقاء بالإنسان والسمو بمعنى الإنسانية كالصدق والعطاء والصداقة ويتسم الكتاب بغلبة النزعة الروحية تسمو بالنفس إلى إدراكِ أسرارها وسبر أغوارها وقد استحضر الكاتب بعض المعاني ذكرها سابقًا كتابه «البدائع والطرائف»؛ فهو سبيل المثال يُعيد استحضار صورة الشيطان باعتباره القوى الخفية تسعى تجريد النفس إرادتها تمكنها اكتساب الفضائل وتكبح جماح الأهواء تُفْضِي بها الرذائل وتكرار دليل صوفية الوجدان ودائرية الفكر فالذات الجبرانية تتخذ دائمًا منبعًا للوحي مهما اختلفت الأفكار والموضوعات
❞ وبعد ألف سنة صعدت ثانية الى الجبل المقدس وخاطبت الله قائلاً :أنا جبلة يديك يا خالقي ، من تراب الأرض صنعتني وبنفخة من روحك العلوية أحييتني ، فأنا مدين لك بكليتي . ❝
❞ وهنالك الذين يعطون ولا يعرفون معنى الألم في عطائهم ولا يتطلبون فرحًا، ولا يرغبون في إذاعة فضائلهم، هؤلاء يعطون مما عندهم كما يعطي الريحان عبير العطر في ذلك الوادي. بمثل أيدي هؤلاء يتكلم الله، ومن خلال عيونهم يبتسم على الأرض . ❝
❞ يا خيبتي ، يا خيبة ! يا وحدتي وانفرادي ، إنك لأعز لدي من ألف انتصار ، وأحلى على قلبي من كل أمجاد الأقطار .
يا خيبتي ، يا خيبة !
يا معرفتي لنفسي واحتقاري لذاتي ، بك أعرف أني لا أزال فتياً سريع الخطى ، فلا تغريني أكاليل الغار الذابلة الفانية ، بك قد حظيت بوحدتي وانفرادي ، وتذوقت لذة فراري واحتقاري .
يا خيبتي ، يا خيبة !
يا سيفي البتار وترسي البراق ، قد قرأت في عينيك : أن الإنسان متى جلس على عرش الملك ، فقد صار عبداً ، ومتى أدرك الناس أعماق روحه فقد طوى كتاب حياته ، ومتى بلغ أوج كماله ، فقد قضى نحبه ، بل هو كالثمرة إذا نضجت سقطت واندثرت ؛ يا خيبتي يا خيبة ! يا رفيقي الباسل الودود ؛ أنت وحدك تسمعين إنشادي ، وصراخي ، وسكوتي ، وليس غيرك بمحدثي عن خفقان الأجنحة ، وهدير البحار ، وعن قذائف البراكين الثائرة في دوامس الليالي .
أنت وحدك تتسلقين صخور نفسي الجلمودية الشامخة .
يا خيبتي ، يا خيبة ! يا شجاعتي التي لا تموت ، أنت تضحكين معي في العاصفة ، وتحفرين معي قبوراً لما يموت مني ومنك ، وتقفين معي أمام وجه الشمس بجلد وثبات ، فنكون معاً هائلين مرعبين . ❝