❞ _ مساء الخير حضرت النقيب
= حضرت النقيب مين؟!
_ يسعد صباحك بكل خير
, بصي والله لسه فاتح من ساعة ما بعت لحضرتك
, ألا تقولي مطنشك ومش برد عليكي
= اوكي
, أصلًا معرفش حضرتك؛ عشان أقولك مطنشني!
_ حبيت أوضحلك بس
= تمام
_ على فكرة
, أنا اللي حبيت اكلمك امبارح؛ لإني كنت سهران
, فلقيت حضرتك قدامي
, قولت ارخم عليكي
, بس شكلك نمتي قبل ما تردي
= ااه مشفتش المسدج
_ ولا يهمك يا سعت المستشار
, كنت في فرح بنت خالتي امبارح عقبالك
= شكرًا
, أقدر أفيدك بحاجة؟!
_ لا كفاية إني كلمتك
, وأنك رديتي عليا
, أجمل حاجة في الدنيا ومافيها
, ربنا يوفقك يارب
, أهم حاجة صلي وإن شاء الله تعبك مش هيروح على الفاضي
=شكرًا على زوقك وكلامك
, لكن أنت تعرفني؟! أصلك بتنصحني وكأنك عارفني
, مستغربة بالصراحة
_ لا لا والله
, لكن ده طبع فيا بحب البنات الناجحة اللي بتكون شايفه حلمها ونفسها وتحققه
= وأنت شوفت إني ناجحة فين؟!
_ بيكون إحساس وباين من طريقة كلامك
, وكمان قرأت كلامك اللي كاتبه على بروفايلك
= ممممم
_ حاسك مصدومة اوي
= الحقيقة ااه
_ اضحكي اضحكي
, زمانك بتقولي اي الرخامة دي
, الله يخربيتك طلعتلي منين
= عرفت منين؟!!
_ إحساس يا بنتي
= ماشي ياعم الإحساس
انتهى الحديث إلى هنا
, وبدأت في مهام حياتي اليومية
, إلا أن جاء يوم
, وكان أول بداية قصتي.
_أهلًا بحضرتك
, أنا الصحفي المستجد
= أهلًا بيك وبمكانك
, نورت جريدتنا
_ تسلمي على استقبالك الجميل
, بلغوني إني هدرب مع حضرتك
, ممكن تفاصيل الشغل؟
= أولًا بلاش حضرتك دي
, أنا اسمي رؤي
_ اوكي
, وأنا يوسف
= اهلًا بيك تاني مرة
_ شكرًا
, هنبدأ امتي؟!
= أنت جد اوي لي كده
, احنا لسه بنتعرف
, هتشتغل كتير لحد ما تزهق
= اي وشك قلب ألوان ليه كده
, بهزر معاك
, الشغل هنا لطيف وفريق العمل متحد ومتعاون هتحب الشغل معانا
_ إن شاء الله
, خلتيني متحمس
= تعال معايا اشرحلك تفاصيل شغلك وخطة العمل بتاعتنا
وبالفعل قد أخبرته من الألف إلى الياء خطة وأهداف المجلة.
_ تصدقي
= اي
_ انتي المفروض تكوني مُدرسة
= ليه بقى؟!
_ أصلك ماشاء الله شاطورة اوي وشرحك مبسط وقمة في البساطة
, بتعرفي توصلي معلوماتك بطريقة سلسة ومميزة
= قولتلهم كده
, محدش صدقني إني المفروض أكون بين طلابي في المدارس
, فنانة أنا عارفه
_ دمك خفيف اوي
= شكرًا شكرًا
, المهم اي حاجة محتاجها أنا موجودة
, أنا مدربتك في الجريدة فلا تقلق
_حقيقي أنا حبيت الشغل من طريقة شرحك
= ولسه لسه أنت في البداية
_ بس صحيح مش معايا رقمك
= ااه خده 010678...
_ اي ده؟!
= هو أنت بتاع حضرت النقيب؟!
_ ااه اي الصدفة دي حقيقي جميلة جدًا
, المهم في حاجة بفكر أعملها وعايز أعرض فكرتها عليكي
= طيب معاك قول
_ لا ده الموضوع كبير كبير اوي يا بنتي
= ممممم
_ مممم اي؟! بقولك اي لو معندكيش مشكلة في كافي قريب من الجريدة
, نطلع بدري ساعة أشرحلك الفكرة ونروح على المجلة سوا
, ومتخافيش القهوة عليا
= بما أنك هتعزمني
, فمضطره أوافق على العرض ده
_اتفقنا
وبعدما عرض عليه فكرته
, فكانت من أجمل الأفكار
, وبالفعل تم تنفذها على أرض الواقع
, وعملنا عليها بجد سويًا
, إلا أن حققت ربح للجريدة ما بين جميع الجرائد
, وكانت أول نقطة لنجاح لنا.
_ تعرفي يا رؤي
= اي يا حضرت المستشار
_ أنتِ هتفضلي ماسكهالي ولا اي
= ماهو في حد يدخل لحد يقوله كده
_ هي جات كده بقى
, المهم
= هو فيه أهم من كده؟!
_ أنتِ هتفضلي كده يا رؤي على طول بتحبي تهزري في كل حاجة
= خالص خالص معاك
_ أنا حقيقي مبسوط اوي يا رؤي بالنجاح ده
, بس مش عشان النجاح نفسه
, لا لأنك جزء من النجاح ده يا رؤي
= وقتها ماكنتش عارفه اقوله اي
, بصيت في عيونه وصابني السكوت
, بس شعرت بشعور وقتها مش عارفه أحدده
, بس كل اللي أعرفه أنه شعور جميل اوي
, وكأني أملك سعادة العالم بجواري.
ومنذ هذه الخروجة
, ولم أعلم عنه شيئًا
, ولم أراه في الجريدة قط
, جن جنوني
, فكل شئ كان جميل للغاية
, وقد اختفى كل هذا في يوم وليلة فقط
, قد قررت الذهاب إلي بيته
, ولكني لم أعلم ماذا أفعل وكيف أذهب وحدي؟! فأخذت أصدقاء المجلة وذهبنا زيارة له
, فهو لم يجيب على مكالمتي أو ربما هاتفه قد أغلقه
, أخذنا عنوانه من cv الجريدة
, وذهبنا موجهًا لبيته
, قد بلغنا عامل النظافة أنه من تلك الليلة نقل إلى بيت آخر
, رجعت وأنا مليئة باليأس
, وكأني فقدت نفسي بعدما وجدها معه
, مرت الأيام وكأني مقيدة بين أجنحة الحب الغريب هذا
, فنعم إني أحبه كثيرًا
, أخذت من الوقت الكثير عندما علمت بما في قلبي له
, ولكنه تركني دون أن أخبره
, كم أنا أحب وجوده
, وكم أسعد برؤيته كل يوم
, كنت أريد أن أخبره بأشياء عديدة
, تقف عنده فقط
, مر شهرين ومازال يكمن بين تفاصيل حياتي وأيامي
, فكنت أذهب إلى الكافي
, على أملًا أن أراه يومًا
, وفي يوم من الأيام جئت إلى الكافي كالمعتاد
, ولكن كان يختلف هذا اليوم؛ لأنه عيد مولودي
, قررت الإحتفال بمفردي مثلما السنوات الماضية
, كنت أظن أن هذا العام ربما يكون مختلف بعض الشئ
, ولكني أخطأت هذه المرة
, تناولت الكعكة وبينما أردت الذهاب
, رأيت أمام طاولتي
, طاولة أخري غاية في الجمآل
, كان هناك شاب وسيم يزين الطاولة بكل حب
, لم أراه جيدًا
, فكان مستديل ظهره لي
, وهناك كعكة تشبه ما أكلتها
, فربما محبوبته عيد مولودها اليوم مثلي
, نظرت بعين حزن وتمنيت لهم السعادة
, وتلفت لإذهب
, ولكن فجأة
, اصدمتُ بصندوق ضخم للغاية ولكنه جميل
, أخبرني مدير الكافي أنه لي
, لم أصدق ولم أستوعب ماذا يحدث؟! اقتربت من الصندوق
, كان هناك رسالة موجهه لي
, ˝ أهلًا عزيزتي رؤي
, اليوم عيد مولودك التي لطالما أنتظرته كثيرًا
, لرؤيتك بشوق والإحتفال بقربك
, تلك الهدية لا أعلم ثمنها لديك
, ولكن أرجو أن تعجبك.˝
= كانت الكلمات مكتوبة بحب شديد
, لدرجة أنها وصلت بي للبكاء.
= فتحت هذا الصندوق الضخم
, فوجدت عزيزي يوسف
, نعم أنه مستشاري يوسف!!
لا أصدق عيناي
, حينها بكيت كثيرًا على جميع المرات التي أشتقت له فيها
, وبعد ذلك غضبت منه
, وبعدته عني
, ولكنه نظره لي بحب وأخبرني
_ عارف أنك انتظرتني كتير
, وأنك زعلانه مني وحقكك تزعلي
, وأن في أسئلة كتيرة عايزه تسأليها
, بس قبل كل ده
_ تتجوزيني
= لا
, عشان أنت مستشار مش لطيف
_ بصيلي وعيناه فيها دموع
, وضحك وقالي وحشني تفاصيل أيامك يقلب المستشار
_ حقكك على قلبي يا رؤي
, هصلحك بشعر عمرو حسن
, عارف أنه شاعرك المفضل
, ˝حقكك على عيني يا نور عيني
, يا رفيقة مشواري الدايمة
, حقكك يا نجومي اللي بشوفها
, يا مركبي اللي بحسك عايمة
, بتسأفلك وانتي لوحدك اللي إنا في الدنيا أتاسفله
, حصلت أيامي الفاضية مافيهاش غيرك
, أنتي حبيبتي وأمي وبنتي وميراثي وتاجي ورأسي مالي˝
كفاية كده ولا اي
= بصيلته
, بحب وغضب
, وقلتله براحتك
_ أنا آسف يا رؤي
, بس اضطرت أسافر
, لأن والدتي تعبت ودخلت في غيبوبة فجأة
, ماكنتش عارف اتصرف يا رؤي
, والدكاترة قالولي حالتها صعبة وميأوس منها
, الدنيا اسودت في عينا
, وماكنتش عارف اكلم مين
, لحد ما كلمت دكتور صحبي في باريس وشرحلته حالة والدتي
, وسافرنا على أول طايرة نزلت على باريس
, قضيت أصعب الأيام يا رؤي
, ماكنتش بنام من قلقي وخوفي من خسارتها
, أصلك متعرفيش يوسف والدته بنسباله اي!!
= اي كل ده؟! طيب ليه يا يوسف مقولتليش
, كنت هبقى جنبك ونعدي كل حاجة سوا
= وماما عامله اي دلوقت
_ كويسه الحمد لله
, وهتبقى أفضل لما تشوف خطيبت أبنها
ونزل على الأرض
, واتقدملي وقالي أنا بحبك تقبلي أكونلك أب
=ماكنتش مصدقه من فرحتي
, ونزلت بركبتي
, قولتله موافقه يا مستشاري يوسف
وبعدما انتهينا سألني
_عجبتك المفاجأت دي كلها يا رؤي ؟!
= الحقيقة عجبتني اوي يا يوسف
, وبالذات حركة الأفلام دي
_ بصيلي وضحك وقالي
, متغيرتيش يا رؤي دمك خفيف وعفوايه وروحك جميلة
, أنتِ لطيفة اوي يا أميرة قلبي.
= علمت في قصتي هذه
, أن الصدف أفضل مائة مرة من التخطيط
, وأن شعور الحب لا وصف له
, فإن جميع ما يدعى الإبداع
, لن ولم يكفي في وصفه
, لكل منا شريك قد خلق له
, ولكن في مكان ما
, مثلما تلقيت بقصتي.
ماشي. ❝