█ الفضول يدفعني لأقترب منه حتى استدار قليلًا وهو يحاول التقاط الحجر الساقط من بين أصابعه فلمحت جزءً وجهه كان ذلك كافياً لأكشف هويته لقد هيثم ينقش الحجر: هـانذا أركض عينيك وراء القهر أعدو أطوي مسافات السفر تراني أكِرُّ خلف عينين أضناهما زمناً الحب السهر أطارد تخرُّصات العَرَّافين وجنون العاشقين وعبئاً ثقيلاً هموم المنكوبين وشيئاً ضروب القدر تسلَّل صوتي ناعماً مِن خلفه: يكاد حبك يخطف أبصار الحاقدين إذ يزلقونا بحسدهم كلما بدت للجموع إطلالتك أضاءت دروبًا معتمة البلاد لتهتدي الجماهير بسناء روحك مازلت أتذكَّر تلك البهجة المُتهلِّلَة وما تزال كلماته إلى اليوم تتموسق ذاكرتي: يا أنتِ يا وطناً معلقاً بجناحي نورس يأتيني بقبسٍ مشكاة نورك لو ترحلـين ؟! استسلمتُ للحظات صمت داهمتني وأنا أتمعَّن فحوى لأتخبط منتشيةً بمفعولها أغادر الصمت وأقول له: "أنت روح تسكنني أينما رحلت " قلتها وتركتُ لنفسي فُسحةً الخيال تمتد عينَيِّ حيث الجهة الأخرى لسقوط المطر وميض شِفاهٍ منفوخة باللهفة وأسبح نصٍ يبدو كلوحةٍ فنيَّةٍ بديعةٍ مُشبَّعة بطيف المفردات العابقة عشقاً وجنوناً حين يأتي النص مُلبَّداً كتاب راقصة المعبد مجاناً PDF اونلاين 2024 تتحدَّث الرواية عن قِصَّة إنسانيَّة لرجل أعمال يمني يصبح مريضاً نفسياً وسائحة أجنبية أحبَّت اليمن وزارتها خلال الحرب لإجراء بحث حول المآثر اليمنية والفن اليمني إبان الحضارة الحِمْيَريَّة القديمة تعرِض حالات نزوح ومهاجرين عالقين المنافذ ولاجئين لم يخلَصوا مآسي تسرد مآسيَ لإنسانيةٍ تُهرَس وآثار تُدمَّر وتاريخ ينتحب بفعل باليمن
❞ المدينة ومآذنها ونشوة الأطفال وعصافير حدائقها، مسودة شاخت في لحظات بالية تتمزق في مشهد يُدنْدِن فيه الضحايا رواية الخُسران، ينزفون نصَّها ألماً ومرارةً. قُصاصاتها تنهار بين أصابع الواقع كطفل يتردَّى من شاهقة سحيقة، تتهاوى كمئذنة مهزومة تُعبِّر في طريقة سقوطها عن إذلال شموخ لم يعرف التَّجندُل والانحناء قبل لحظة السُّقوط المَهيب . ❝
❞ مع أول شَهْقةٍ للضوء، تنتهي القصة كما شاء لها الوجع، فنحن لا نصنع النهايات، البدايات لنا فقط˝.
على مقربة من الفجيعة برصاصتين، أصبحتْ تعي جيداً أن الفاصل بين الأُنوثة والذُّكورة كالفرق بين لُغة الأرقام والكتابة، حين قال لها: أنتِ جئتِ إلى الدنيا لغةً للكتابة.
رحيلها كان مُعمَّداً بالدم ومُسربلاً بحزنٍ مرير، فُصول مأساتهُ الطُّولى تمتد بين الفجيعة والوجع، وما كان لتلك الإطلالة أن تزول برصاصةٍ غادرة لولا لعنة الفوضى . ❝
❞ ˝لعلِّي أمتلك الجرأة والوطنية معاً لأطلب عفوك أيتها المدينة المغتسلة بأمطار الشعر الممتدة كالضوء من قلب الزمن الغابر؛ أبتهل نحوك وخرافة تاريخية تتسلل في وجدي، شهية كرائحة البن اليمني المحروق..˝ . ❝