█ قاطعتها مستغربًا وكيف تملأ امرأةٌ ما عجز عنه النعمان؟ هذا هو بيت القصيد احتلت رقاش فراغ فراش ابن ماء السماء لم أتحمّلُ هول المفاجأة كعادتي تلقي الصدمات تلو أخواتها تقصدين أنها كانت نعم أيها الأغر سرعان اكتشفا مكامن المتعة جسدهما فكانت هند أول امرأة عربية عُرف عنها ذلك الانحراف ثم بعينٍ مُلِحّةٍ وسؤالٍ حَيّره تخفيه عميقة العينين ماذا؟ ماتت فجأةً وبدون أية مقدمات مخلفةً وراءها جوعًا لا يُشبع ورغبةً حائرةً تنطفئ حتى رأت الشاعرين النابغة ومُنَخَّلّا مجلس النعمان تعلق بها الشاعران سريعًا وصار كلٌ منهما يتمنى أن يرافقها سريرها ولأنّ أحدَ يتعلمُ الدرسَ منذ قتل قابيل أخاه من أجل أنثى دبّت الغيرة بين الصديقين وصارا يتباريان إظهار أفضل لديهما لينالا رضاها لكن أعلمه أحبت مُنَخَّلًا لا تتعجل حبيبي وقرة عيني كعادتك يومٍ الأيام ساق القدر إلى بستان القصر فصُعق حين شاهد وهي تستحم وقد تجردت تمامًا كامل ملابسها لم يتحمل النابغةُ نورَ جمالها الصارخ الذي غرس سهمه قلبه بدون أملٍ عودةٍ أو شفاءٍ كتاب تبقين أنت حبيبتي مجاناً PDF اونلاين 2024
❞ - هذه شخصية نرجسية بامتياز يا جاسمين.
- نعم هذا ما أدركته لاحقًا، فهو من النوع الذي يحتاج إلى شخصيةٍ تافهةٍ تتبعه وكأنها خُلقت لتكون يدين لا تتقنان سوى الانبطاح له والتصفيق الحاد والمستمر دون توقف، وإغراقه بطوفانٍ عارمٍ من عباراتِ الثناءِ والشكر ِالدائمِ، والشعورِ بالثناء والامتنان له حتى على أتفه الأمور، وذلك لإرضاء ذاته وغروره المتواصل.
- وهل تعلمتِ من التجربة يا جاسمين؟
- ابتسمتُ ابتسامةً باهتةً يضمدها التعافي..ما دمتُ أحكي لكِ الآن، فاعلمي أني أكملتُ مراحل الشفاء، وتجاوزت نفقه المظلم.. تعلمتُ الخلاصَ من العلاقات السامة؛ تلك التي كانت تنتشي بالتقليلِ مني أو إحداثِ ثقوبٍ من السلبية والخيبات في سفينة إبحاري نحو التفوق والنجاح، أو حين تستميتُ كي ترفعَ أعلامَ الفشلِ الكئيبةِ على ساريةِ صروحِ نجاحاتي في الحياة.
- كعادتها الهزلية، يا واش يا واش، حكيم روحاني حضرتك!
- لا أنكر أنها تنجحُ في كلِ مرةٍ في إخراجي من أحلك أوقات حزني بطريقة هزلية لا يجاريها فيها أحد.
- قالت: دعيني أتفقُ معكِ يا جاسمين..لا أخفيكِ أني تعلمتُ منكِ الكثيرَ؛ تعلمتُ ألا بطولة في مواجهةِ الكائناتِ السامةِ، بل الحكمة في الابتعاد، فمجاملة الأفاعي جريمة.
- نظرتُ إليها نظرةً حانية في محاولة لإنهاء هذه الحديث الذي يُقلّبُ عليّ أوجاعًا، والتي أتحاشى ذكرها، فأجبتها . ❝
❞ قصةٌ أخرى من قصص الخيانة! ألا تجد سواها أيها المغامر الذي تحاذيه الخبرة والفطنة كشريطي قطارٍ سريعٍ لا يتوقف إلا في محطته الأخيرة ‘ فلا تلتقط عجلاته أنفاسهما المتقطعة ولا القضيبان يلتقيان!
- نظرتُ إليها نظرة الملتاع من قسوة البعاد وعتمة ما بعد الوداع، لا تتعجلي الحكم عليها حبيبتي.
- بريبةٍ لا تخطئها عينٌ، هل أعجبتك هند بنت عامر؟
- تقصدين المتجردة؟ تلك الحورية معتدلة القد، نقيةُ اللونِ والثغر، القمراءُ، البيضاءُ، الكحلاءُ، أسيلةُ الخدين، شهيةُ المقبل، جذلةُ الشعر، عريضةُ الصدرِ، كاعبُ الثدي، ضامرةُ البطن، لفاءُ الفخذين، لم تغد في بؤس....
- قاطعتي بصوت غلفه الحنقُ وغيرةُ النساء.. وماذا أيضا أيها النخاس؟
ذكرتني بقول الأعشى:
غراءُ فرعاءُ مصقولٌ عوارضها
تمشي الهوينا كما يمشي الوَجي الوَحِلُ
ألا ترى أنك قللتَ من شأني كثيرًا حين محوتَ كلَ جميلٍ في روحي وصفاتي متعلقًا فقط بما يُرضِي شبقَ أشباه الرجال!
- لم أجد نفسي أمام ثورتها التي فاقت بركان فيزوف جحيمًا إلا أن أبدي اعتذاري، وأنثر معالم ندمي على عتبات قلبها..خانني اللفظ حبيبتي وغدرت بي الكلمات . ❝
❞ - ألم يمر عليكِ اعترافها؟ ˝نعم كان ثمة رجل اسمه غسان كنفاني، وكان له وجه طفل وجسد عجوز، عينان من عسل، وغمازة طفل، لم يكن فيه من الخارج ما يشبه صورة البطل التقليدية، والأبطال الحقيقيون يشبهون الرجال العاديين رقة وحزنًا˝..
- ما زلتَ تدافع عنها رغم تهاوي أدلتك!.. أخبرني ما الذي جعلك تتعلق بتلك القصة التي تراها مثالية وتحتذى؟
- نظرتُ في عمق عينيها..يا ليت لي امرأة تحبني كما أحبت غادة السمان غسان كنفاني!.. هذه أمنية مكتومة يا عنيزة في نفوس كثير من الرجال الذين يعادون غادة السمان، ويقفون ضدها ويشوهونها ويجرمونها، وفي نفوس نساء كثيرات يكاد خوفهن يأكلهنّ ويحولهنّ إلى مسوخٍ.
- لم تستطع أن تمنع ضحكها، ساخرة ًمني، وماذا بعد يا سفير ذكورية الرجال وحامل لواء أمانيهم؟
- متجاوزاً سخريتها اللاذعة..لقد تمنيتُ كثيرًا أن تكتبَ عني المرأة التي أحبها كما كتبت وتكتب غادة السمان عن غسان كنفاني.. كم أتمنى أن تبادر تلك المرأة وأن تنشر رسائلي لها، تلك الرسائل التي اشتهيتها فيها، وأخبرتها عن أحلامي بها.. ماذا فعلنا في تلك الليالي المجنونة، لنفعل ما لم نستطع فعله على أرض الواقع.
- حاولت أن تخفي معالم ثورتها قائلةً: ألا تتفضل بقراءة تلك الرسالة التي أوردتها غادة في كتاب الرسائل؟ . ❝