█ أشد ما يلفت النظر دراسة تاريخ العلوم الإنسانية والطبيعية الولايات المتحدة هو أن العرض التاريخي يبدأ من فلاسفة اليونان وبالطبع الثنائي أفلاطون وأرسطوطاليس ثم يعرج إلى الفكر الديني للثنائي: القديس أوغسطينوس وتوماس الأكويني ينتقل فجأة العصر الحديث وهذه الحالة نراها الأخرى أيضا إذ جميع الكتب العلمية لا تذكر أي شيء عما اكتشفه المسلمون أو درسوه وصل إليهم بينما نرى مقدمات الفصول الأولى كان سائدًا قبل 2000 عام الميلاد الحضارة اليونانية وأحيانا يذكرون المصريين القدماء ولا يُذكر شيءٌ عن تقدم وازدهار البحث العلمي والفلسفي خلال ألف سنة الإسلامية بل إن هناك كما تشير بعض "سُباتا " علميا وحضاريا لألف وبعدها تحل أوروبا بطريقة سحرية غامضة النهضة والتنوير وهكذا تطورت البشرية كتاب معالم مجاناً PDF اونلاين 2024 الاسلامية يأتي هذا الكتاب ضمن هذه الأرضية التاريخية الأكاديمية المعقدة والمحفوفة بدوافع استعمارية وعنصرية وأطماع اقتصادية قديمة وحديثة يأتي كماء الورد؛ يُطيِّب جراح مجتمعاتنا وآلام شعوبنا منذ سنين عقدة الدونية
❞ والغرب في تعريفهم يشمل بالطبع اليونان والرومان، وليس هنالك من فلسفة في الحضارات غير الغربية، من بابلية أو مصرية، وكذلك ليست هنالك من فلسفة أو علوم عربية أو هندية أو صينية جاءت بعد الرومان حتى العصر الحديث عندما استفاقت أوروبا من غفوتها. فكل ما لديهم -في خلال تلك الغفوة والسبات
الحضاري الأوروبي- ما هو إلا ممارسات سياسية وآراء فكرية وتجارب محلية، لا ترقى لأن تصل إلى مستوى أن تحسب أنها فلسفة ونظريات علمية كما طورها فلاسفة الغرب . ❝
❞ ❞ نظرة الاستشراق الغربية لعالمنا نحن نابعة من عنصرين؛ هما: الخوف من تهديد (الشرق) الذي كان يتمثل بالدولة العثمانية، وإحساس أبناء أوروبا بالجهل الذي خيم على قارتهم لأكثر من ألف عام. فقامت الدراسات الأكاديمية حول الشرق بتزييف صورة ما تعتبره مناقضًا للغرب؛ فأصبح الشرق يمثل الإسلام وأهل الشرق، رغم اختلاف أوطانهم وتباين ثقافاتهم، إنما هم بمجملهم العرب. وهذه الصورة المنحرفة جاءت في زمن التوسع والهيمنة والسيطرة الأوروبية على العالم كله، فهي قائمة على احتواء هذا الشرق، فما الإسلام إلا صورة منحرفة عن المسيحية، ليس عليهم تصحيحها وإنما إعادة معتنقيه لجذوره الحقيقية، وما جاء به العرب المسلمون إنما هو ترجمات هي أيضًا منحرفة عن أصولها اليونانية، وتجب العودة إلى تلك الأصول الصحيحة، وعدم إعطاء أي ذِكر أو اعتبار ذي قيمة لما أنجزه (البدو) في العصور الوسطى. ❝ . ❝
❞ كان استشهاد رئيس أمريكي بمفكر اقتصادي عربي -عاش في زمن يطلق عليه عصر الظلمات في منطقة شمال أفريقيا التي توصف بأنها متخلفة- مفاجئ للجميع، فقد كتبت عن ذلك التصريح للرئيس ريغان العديد من الصحف والمصادر الإعلامية، إذ كيف يستشهد الرئيس الأمريكي في دفاعه عن سياسته الاقتصادية بما قاله مفكر عربي عاش في القرن الرابع عشر! فكتبت صحيفة النيويورك تايمز مثلًا مقالا يثير الاستغراب والتعجب -أو الاستهجان- تحت عنوان: (ريغان يستشهد بمفكر إسلامي). ولكن مثل هذه الإشارات طفيفة وقليلة لتكون حافزًا لتغيير التوجه الشعبي والأكاديمي العام.
وعندما صرح الملك تشارلز، في كلمته في ولتون بارك: ˝الإسلام يمكن أن يُعلمنا طريقة للتفاهم والعيش في العالم، الأمر الذي فقدته المسيحية. الإسلام يرفض الفصل بين الإنسان والطبيعة، والدين والعلم، والعقل والمادة . ❝