█ القلب امير الجسد وملك الاعضاء فهو راعيها الوحيد وقائدها وانما الجوارح والحواس تبع له وآلات تصدع بما تؤمر فلا تصدر افعالها الا عن امره ولا يستعملها غير مايريد فهي تحت سيطرته وقهره ومنه تكتسب الاستقامة او الزيغ وبين والاعضاء صلة عجيبة وتوافق غريب بحيث تسري مخالفة كل منها فورا الاخر فإذا زاغ البصر فلأنه مأمور واذا كذب اللسان فما هو عبد مقهور سعت القدم الحرام فسعي اسبق لهذا قيل المصلي العابث صلاته "لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه " وقال (صلى الله عليه وسلم): "لمن يؤمن من المصلين: "استووا تختلفوا فتختلف قلوبكم " فأعمال ثمرة لاعمال القلوب كتاب بأي نلقاه؟ مجاناً PDF اونلاين 2024 عن الاستعداد لرمضان والاستمرار الطاعة شوال "ثورة الـ90 يوما" للدكتور خالد أبو شادي Khaled Abu Shadi يتناول الكتاب مراحل التعامل مع رمضان بداية شعبان مرورا بمعايشة أيام انتهاء بالاستمرار بعد قيم وأسلوب الكاتب سهل وشيق ويخاطب مباشرة حضارة اليوم وهي تسدد سهام خداعها صوب الغافلة لتصيب لُبها تحتاج إلى درع حصينة تتكسر فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما وما هذه الدرع سوى تربية إيمانية راسخة تورث النظر العاقبة واليقين بالآخرة والتنافس الخيرات والزهد الفانيات يتم ذاك إلا إذا رد إليك روحك أشبه الحضارة ببساط يسحب الناس ببطء تجاه نهايتهم المحتومة وهم عنها غافلون وبغيرها مشتغلون والشيطان يرقص بينهم فرحاً ويقهقه وهو يشدهم بعيداً طريق النجاة حتى ما وقعت بهم الداهية أفاقوا لكن هناك أعتاب الحساب وفي ظلمة القبر ؛ فيا إخوان أترضون أن يكون حالكم تغفلون ثم تموتون قتندمون !
❞ و تأمل قول الله المُعْجٍز يصف صاحب القلب القاسي: ( و أحاطت به خطيئته) أي استولت عليه، و شملت جميع أحواله حتى صار محاطاً بها لا ينفذ إليه من حوله شيء، و ذلك أن من أذنب ذنباً و لم يُقلع عنه جرَّه ذلك إلى العودة لمثله، و الانهماك فيه، و ارتكاب ما هو أكبر منه؛ حتى تستولي عليه الذنوب، و تأخذ بمجامع قلبه، فيتحول طبعه مائلاً إلى المعاصي، مستحسناً إياها، معتقداً أن لا لذة سواها، مُبغٍضاً لمن يحول بينه و بينها، مُكذّباً لمن ينصحه بالبعد عنها.
[....]
فتصبح ذنوبه كالخيمة تحجب عنه كل شيء: نظر الله إليه، و نعيم الجنة المنتظر، و عذاب النار المترقٍّب، و كيد إبليس المتحفٍّز، و حسرة الملائكة المشفقة, كل ذلك يغيب عنه عند وقوعه في الذنب ولا يراه . ❝