█ ((عاد رشيد ولم يعُد لم يكن هو ظلَّ عالقًا الرحلة المنفتحة الخواء يحتج إلى وقتٍ كبيرٍ حتى يستغنى عنها أو بالمعنى الأصوب يعيش فيها الصحراوية التي بدَّلت قوام حياته باتت تقيم داخله لا يهم المكان كان يلتقيهم بالقاهرة أماكن متفرقة يعيشون ذات الطقس لإفراغ أرواحهم من العالم البعض يعرف كيف يضبط إيقاعه ليتوازن عالمين معًا عالم الناس وعالمه هذه المجموعة الصغرى والبعض يعوزه بالكامل أما فلم تكن لديه نية مجرد نوبة ضجرٍ كبيرة كانت لكنها يبدُ عليها أنها ستوصله ما وصل إليه كم مرة أغلظ لها اليمين أنه سيعود إليها وإلى "ليل " وحدهما اكتفى ذلك وأوحشته أسرته وحياته يذكر الأخير منحها عذرها وحريتها حاقدًا أبدًا عندما بدأت حياة أخرى مع رجلٍ غيره )) كتاب الليل فراشي مجاناً PDF اونلاين 2024 يلعب التلصص دوراً مهماً تنويع مسارات السرد رواية «في فراشي» لحتى يكاد يكون أحد أبطالها فالذات الساردة تتكئ عليه كعتبة للنص وتتخذه معولاً للكشف والتأمل مفارقات عالمها البسيط المغوي واللعب والنبش ذاكرته وتضاريسه يبدأ فعل الرواية شقة «آديل» الأرملة الفرنسية صديقة البطلة تقطن إحدى البنايات العريقة بشارع شريف بوسط القاهرة وهو الشارع نفسه الذي تهديه الكاتبة قائلة: «إلى شارع (المدابغ سابقاً) دراويشه ومريديه الصعاليك والفقراء والحالمين زحامه النهاري وهدأته الليلية نوره ينطفئ وعتمتهِ المسكونة بالأسرار السحر الساكن فيه»
❞ يشكل هذه الإهداء البسيط مفتاحاً للنص، ويشي بأن مغامرة التلصص ستبدأ من هنا، من رحم الحركة والسكون. حيث تتحول حافة نافذة بشقة «آديل» وبالمصادفة إلى «برج للمراقبة». تستند البطلة على حافة النافذة لاستنشاق نسمات الهواء، في ليلة عيد ميلاد صديقتها وتضطر للمبيت عندها. لكنها تفاجأ بمشهد لزمرة من الرجال يتراوح عددهم ما بين 8 أو 10، يقودهم رجل طويل القامة يبدو كأنه زعيمهم. بعد منتصف الليل وبإشارة منه يصطفون في هدوء كجنود حراسة على رصيف مبنى عتيق مهمل مغلق منذ سنوات، كان مقراً لبنك الإسكندرية، يقع في مواجهة نافذة المراقبة، ثم يتسللون إلى داخل المبنى، بعد أن يفك زعيمهم أقفال بابه السميكة، ومع غبشة الفجر يخرجون، ويتفرقون في شوارع وسط البلد، ويلحق بهم زعيمهم بعد أن يغلق الأقفال . ❝
❞ ((الصمت كاد يخنقني أكثر من قلة الهواء، لم يكن خوفاً ذلك الشعور القائم الذي خايل روحي طيلة الطريق، كان ضجراً أفضى إلى صدمة أو ما يشابهها، أوخز الصمت الطويل بكلمات شكر متناثرة من حين لحين، فيرد بإيماءات صغيرة، لم تكن الحلقةَ الكبرى في المغامرة العجيبة، ولكنها الأشد سخفاً حتى اللحظة، لماذا وافقت على مرافقته لي، لماذا عرض هو، لم يكن وضعي خطيراً، ولم يبدو مطلقاً أنه من تلك النوعية من الرجال، النوعية التي سمعت عنها أكثر من غيرها، أكان مغناطيس الكشف هو من ألصقني به، ليعود هو بي لبيتي بدلاً من أن أتبعه، أم هو جذب من نوع آخر، ترى ماذا قال هو عني؟)) . ❝
❞ ـــــــــــــــــــــــ
((في الأيام التالية كنتُ أنزل ساعة أو ساعتين مبكرًا وبالمثل في نهاية اليوم، كل يوم كشفٌ جديدٌ، ربما صرتُ رحَّالة أو مستكشِفة، ولِمَ أرحل وأستكشف في عوالم أخرى وتلك التي هنا لم أكن أعرف عنها أي شيء؟ بل لم أكن ألحظ وجودَها الحقيقي. كنتُ أضحك، في كل يومٍ وكل رحلة سير قصيرة طويلة في جوف الزمن، كيف يحاوطني الجمال من كل ناحية وأمضي مغمضة العينين؟ كان إثمًا أردتُ التكفير عنه بهذا السعي اليومي، مع الوقتُ أصبح يوميًّا، زادت دورات تدريباتي، اتَّسعت لتتمطى في الأسبوع كله، كنتُ أترك الجمعة محبة وحياء، فلخالي الحبيب نصيبٌ في روحي الجديدة وعالمي المولود حديثًا.)) . ❝