❞ وحين تلك اللحظة التي كنت اختبئ منه تحت الفراش
, وجدت هاتفي يصدر أصوات الرنين
, نظرت بهلع نحوه فحتمًا قد ميز مكان الصوت
, الذي يصدر كالأجراس في سكون الليل التام
, يقترب خطوة تلو الأخرى
, ومع كل خطوة تتزايد ضربات قلبي؛ حتى كادت أن تجعله ينفجر من شدتها
, انتظر امساكه بي في أي لحظةٍ
, دقائق عديدة ولم أجد أي شيء يحدث
, نظرت إلى كل مكانٍ في الغرفة
, تجول عينايَ لأجده
, اتصبب عرقًا من كثرة الخوف
, الهلع يعتري كل ذرة بي
, دقائق ولمحت طيفه يقترب مني مرة أخرى
, ونظرهُ مُسلط على شيء
, شعرت وكأنه ينظر إليّ
, كاد قلبي يتوقف في تلك اللحظة
, وجدته ينحني إلى جانبي
, وقبل إصدار أي ردة فعل يدل على معافرتي له
, وجدته يأخذ هاتفي الذي القيته بعيدًا عني عندما سمعت إصدار صوتهِ
, أقسم أنه إذا نظر بجانبه لرأني
, ولكنني لأول مرة لم أخرج شهقاتي المتحشرجة بداخلي
, دموعي تذرف بغزارة دون توقف
, ولكن في صمتٍ تام
, وحين خروجه من الغرفة
, التقطت أنفاسي
, وخرجت من تحت ذلك الفراش
, وفور خروجي وجدته يدلف إلى الغرفة مرة أخرى
, يقترب عليٰ وكأنه وجد فريسته
, وقفت كالصنم من كثرة الهلع
, ولكن سرعان ما وجدته محتضنني
, وقال لي: لماذا تفلين مني؟
تعتقدين إنني لم أجدك؛ حتى ولو مرت العصور ستبقين في جحيمي إلى الأبد
, ولم تخرجي من هذا البيت مرةً أخرى
, تركت العنان لشهقاتي؛ لتخرج ويزداد معها هلعي
, الخوف يعتريني
, ولكنني عند مكامحته لي نسيت كل شيء؛ فالأمان الذي أشعر به عند مكامحته
, كفيل في نسياني لتلك الأحداث المرهقة
, أتمنى لو كان كل هذا مجرد كابوس
, أو مقلب يفعله بي؛ ليعرف مدىٰ حبي له
, دقائق ووجدت الدجن يتسلل إلى عيناي؛ لتغلق وأذهب إلى مكان أخر
, هذا المكان ليس سوى هروبي من الواقع
, وبعد مرور بضع دقائق تسلل الضوء إليٰ
, أفتح عيناي ببطء
, وجدته جالس بجواري
, والخوف يتطاير من عيونهِ
, نظرت إليه بنظرة أملٍ
, وقلت له: ما السبب الذي جعلك تتزوج بي؟
أهذا هو عقابك لي دون أن أخطئ معك؟
وجدت الدموع تذرف من عينهِ
, وكأنه يتذكر أحداث صعبة
, وقال لي: الخطأ الوحيد إنك ابنت عدوي الذي تحالفت على الأنتقام منه
, وقفت وأنا مسلطة نظري عليه غير مصدقة حديثه؛ فكيف لأبي أن يفعل ذلك معه؟
ومن أين يعرفه؟
سمحت له أن يكمل حديثه
, دقائق وأتاني رده
, قال لي: والدك السبب في قضاء حياتي في ملجأٍ خاص بالأيتام
, والدك من أخذ كل شيء من أبي في صفقةٍ عمل
, وجعله يفلس؛ حتى توفي وتركني أُعاني بطش هذه الحياة وحيدًا
, وعندما أصبحت شابًا لمعت فكرة الأنتقام في عقلي؛ حتى علمت بوجود ابنته
, وما هي إلا أنتِ
, ولكن حين رأيتك لنظرة الأولى نبض قلبي لكِ
, عنفت قلبي لذلك الأمر
, ولكنني حين تزوجتك
, نسيت فكرة الأنتقام
, ولكن كنت أشعر والدك بالخوف فقط
, ومن سوء حظي
, إنكِ سمعتي كل شيء
, وفي تلك اللحظة الحقت بكِ حتى لا تجعلنني يتيمًا مرة أخرى؛ فقد أحببتك ولا أستطيع البعد عنكِ؛ حتى لو بيني وبين والدك عداوة
, كنت أبث في قلبك الخوف؛ لتصدري صوتًا من هلعك وأشرح لكِ كل شيء؛ فأنتِ من جعلتِني أدرك معني الحب والعيش في سلام
, سحقًا لذلك الماضي الذي سيكون سببٌ لفقدك.
گ/إنجي محمد˝بنت الأزهر˝. ❝