انتهزت الفرصة ، عندما استغرق في نومه .. وهو حينما ينام ..... 💬 أقوال صفاء فوزي 📖 كتاب يومياتي
- 📖 من ❞ كتاب يومياتي ❝ صفاء فوزي 📖
█ انتهزت الفرصة عندما استغرق نومه وهو حينما ينام لا يقلقه أى شيء يحدث من صخب أو ضجيج وحتى ولو انفجرت الدنيا !! فتسللت الحجرة بعد أن ارتدت ملابسها ووضعت قليلا (كيس بلاستيك ) وغادرت المنزل تعرف إلى أين تذهب ؟ فهي إن ذهبت أهلها فسوف يعيدونها إليه لتدور دائرة العذاب المستمر !! كان حظها حين وقفت أمامها سيدة عجوز استلفت بكاؤها انتباهها سألتها لماذا تبكي وتقف وحدها هذا الوقت المتأخر ؟! استمرت ببكاؤها ضمتها السيدة صدرها تهديء روعها بين دموعها ونحيبها خرجت كلمات متقطعة أحد لي يا خالتي وحياتي عذاب مستمر ولا أدري ألجأ طمأنتها وأمسكت بيدها قائلة : تعالي معي إبنتي واعتبريني أمك وإن شاء الله ستفرج ويزول كربك ! مضت معها وقد اطمأنت لها قضت أياما حكت حكايتها والسيدة العجوز توليها كل رعاية الأيام جاء ابن الذي مسافرا عمل أحست نظراته بالشهوة فعملت الابتعاد عنه والبقاء حجرة والدته التي تشاركها فيها وتغلق بابها جيدا عند خلودها مع أمه للنوم خاصة وأنه قد تحرش بها عدة مرات ولما وجدت منه اصرارا كتاب مجاناً PDF اونلاين 2025
❞ انتهزت الفرصة ، عندما استغرق في نومه . وهو حينما ينام . لا يقلقه أى شيء يحدث من صخب أو ضجيج . وحتى ولو انفجرت الدنيا !!، فتسللت من الحجرة بعد أن ارتدت ملابسها . ووضعت قليلا من ملابسها في (كيس بلاستيك ) . وغادرت المنزل . لا تعرف إلى أين تذهب ؟ فهي إن ذهبت إلى أهلها فسوف يعيدونها إليه لتدور في دائرة العذاب المستمر !! كان حظها حين وقفت أمامها سيدة عجوز استلفت بكاؤها انتباهها . سألتها لماذا تبكي وتقف وحدها في هذا الوقت المتأخر ؟! استمرت ببكاؤها ، ضمتها السيدة إلى صدرها . تهديء من روعها . من بين دموعها ونحيبها . خرجت كلمات متقطعة .لا أحد لي . يا خالتي !! . وحياتي عذاب مستمر . ولا أدري إلى من ألجأ !!. طمأنتها السيدة . وأمسكت بيدها . قائلة : تعالي معي يا إبنتي . واعتبريني أمك . وإن شاء الله ستفرج ويزول كربك ! مضت معها وقد اطمأنت لها . قضت معها أياما . حكت لها حكايتها . والسيدة العجوز توليها كل رعاية . في أحد الأيام . جاء ابن السيدة الذي كان مسافرا في عمل . أحست في نظراته بالشهوة . فعملت على الابتعاد عنه . والبقاء في حجرة والدته التي تشاركها فيها . وتغلق بابها جيدا عند خلودها مع أمه للنوم . خاصة وأنه قد تحرش بها عدة مرات . ولما وجدت منه اصرارا على النيل منها . خرجت من البيت فجرا لتعود للشارع مرة أخرى ، تراها فتاة في مثل عمرها . تتجه إليها وقد امتلأ وجهها بالمكياج المفرط . وارتدت ثوبا مثيرا . تسألها في مجون : إلى أين يا جميل ؟! . لا ترد . تعيد سؤالها ثم توقفها ، فترى الدموع في عينيها . تطلب منها الذهاب معها إلى البيت . و ˝ الصباح رباح ˝ لم تجد (نور) بدا من الذهاب معها . فإلى أين تذهب في هذا الوقت وإلى من ؟! تكتشف (نور) أن الفتاة من فتيات الليل . وقد يكون مصيرها مثلها . فماذا تفعل .لقد ضاقت بالدنيا وضاقت الدنيا بها . فلتضع حدا لذلك !! تخرج من حقيبتها زجاجة حبوب منومة ، تتناول كل ما فيها . تدخل (فتاة الليل ) الحجرة تحمل طعاما لها . تنادي عليها فلا ترد . وصفرة تعلو وجهها وعرق غزير يتصبب منها . تولول . وتصرخ . يأتي الجيران على صراخها . فيرون ما حدث . يحملون (نور) إلى المستشفى . وهناك كان ( أحمد) . حبيبها . هو الطبيب المقيم هذه الليلة . يأتي لفحص الحالة . يٌصعق عندما يراها ويجري لها الإسعافات اللازمة . ويتم عمل غسيل معدة ، وينقلها إلى العناية المركزة ويتابعها . التنفس منتظم . والقلب يعمل لكن نبضاته ضعيفة . مضى يومان . تفتح عينيها فترى (أحمد) بجانبها تدير وجهها . تسمعه : ˝ حمدا لله على سلامتك ˝ يقولها بحب وإخلاص . تبكي و تروي له كل ما حدث معها ، تلتفت إليه . يطمئنها . يقبل يدها ورأسها ، يبلغها بأنه فسخ خطبته لابنة عمه . بعد شهر من إعلانها . فهو لم يستطع وهب قلبه لغيرها . بعد أن استعادة صحتها . صحبها إلى بيت أسرتها . وافق زوجها على طلاقها خشية الفضيحة !! بعد انقضاء عدتها . تزوجها (أحمد) بالرغم من معارضة أهله الشديدة . وانطلق معها إلى حياة جديدة !. ❝
❞ انتهزت الفرصة ، عندما استغرق في نومه .. وهو حينما ينام .. لا يقلقه أى شيء يحدث من صخب أو ضجيج .. وحتى ولو انفجرت الدنيا !!، فتسللت من الحجرة بعد أن ارتدت ملابسها .. ووضعت قليلا من ملابسها في (كيس بلاستيك ) .. وغادرت المنزل .. لا تعرف إلى أين تذهب ؟ فهي إن ذهبت إلى أهلها فسوف يعيدونها إليه لتدور في دائرة العذاب المستمر !! كان حظها حين وقفت أمامها سيدة عجوز استلفت بكاؤها انتباهها .. سألتها لماذا تبكي وتقف وحدها في هذا الوقت المتأخر ؟! استمرت ببكاؤها ، ضمتها السيدة إلى صدرها .. تهديء من روعها .. من بين دموعها ونحيبها .. خرجت كلمات متقطعة ..لا أحد لي .. يا خالتي !! .. وحياتي عذاب مستمر .. ولا أدري إلى من ألجأ !!.. طمأنتها السيدة .. وأمسكت بيدها .. قائلة : تعالي معي يا إبنتي .. واعتبريني أمك .. وإن شاء الله ستفرج ويزول كربك ! مضت معها وقد اطمأنت لها .. قضت معها أياما .. حكت لها حكايتها .. والسيدة العجوز توليها كل رعاية .. في أحد الأيام .. جاء ابن السيدة الذي كان مسافرا في عمل .. أحست في نظراته بالشهوة .. فعملت على الابتعاد عنه .. والبقاء في حجرة والدته التي تشاركها فيها .. وتغلق بابها جيدا عند خلودها مع أمه للنوم .. خاصة وأنه قد تحرش بها عدة مرات .. ولما وجدت منه اصرارا على النيل منها .. خرجت من البيت فجرا لتعود للشارع مرة أخرى ، تراها فتاة في مثل عمرها .. تتجه إليها وقد امتلأ وجهها بالمكياج المفرط .. وارتدت ثوبا مثيرا .. تسألها في مجون : إلى أين يا جميل ؟! .. لا ترد .. تعيد سؤالها ثم توقفها ، فترى الدموع في عينيها .. تطلب منها الذهاب معها إلى البيت .. و \" الصباح رباح \" لم تجد (نور) بدا من الذهاب معها .. فإلى أين تذهب في هذا الوقت وإلى من ؟! تكتشف (نور) أن الفتاة من فتيات الليل .. وقد يكون مصيرها مثلها .. فماذا تفعل ..لقد ضاقت بالدنيا وضاقت الدنيا بها .. فلتضع حدا لذلك !! تخرج من حقيبتها زجاجة حبوب منومة ، تتناول كل ما فيها .. تدخل (فتاة الليل ) الحجرة تحمل طعاما لها .. تنادي عليها فلا ترد .. وصفرة تعلو وجهها وعرق غزير يتصبب منها .. تولول .. وتصرخ .. يأتي الجيران على صراخها . فيرون ما حدث .. يحملون (نور) إلى المستشفى .. وهناك كان ( أحمد) .. حبيبها .. هو الطبيب المقيم هذه الليلة .. يأتي لفحص الحالة .. يٌصعق عندما يراها ويجري لها الإسعافات اللازمة .. ويتم عمل غسيل معدة ، وينقلها إلى العناية المركزة ويتابعها .. التنفس منتظم .. والقلب يعمل لكن نبضاته ضعيفة .. مضى يومان .. تفتح عينيها فترى (أحمد) بجانبها تدير وجهها .. تسمعه : \" حمدا لله على سلامتك \" يقولها بحب وإخلاص .. تبكي و تروي له كل ما حدث معها ، تلتفت إليه .. يطمئنها .. يقبل يدها ورأسها ، يبلغها بأنه فسخ خطبته لابنة عمه .. بعد شهر من إعلانها .. فهو لم يستطع وهب قلبه لغيرها . بعد أن استعادة صحتها .. صحبها إلى بيت أسرتها .. وافق زوجها على طلاقها خشية الفضيحة !! بعد انقضاء عدتها .. تزوجها (أحمد) بالرغم من معارضة أهله الشديدة .. وانطلق معها إلى حياة جديدة !. ❝ ⏤صفاء فوزي
❞ انتهزت الفرصة ، عندما استغرق في نومه . وهو حينما ينام . لا يقلقه أى شيء يحدث من صخب أو ضجيج . وحتى ولو انفجرت الدنيا !!، فتسللت من الحجرة بعد أن ارتدت ملابسها . ووضعت قليلا من ملابسها في (كيس بلاستيك ) . وغادرت المنزل . لا تعرف إلى أين تذهب ؟ فهي إن ذهبت إلى أهلها فسوف يعيدونها إليه لتدور في دائرة العذاب المستمر !! كان حظها حين وقفت أمامها سيدة عجوز استلفت بكاؤها انتباهها . سألتها لماذا تبكي وتقف وحدها في هذا الوقت المتأخر ؟! استمرت ببكاؤها ، ضمتها السيدة إلى صدرها . تهديء من روعها . من بين دموعها ونحيبها . خرجت كلمات متقطعة .لا أحد لي . يا خالتي !! . وحياتي عذاب مستمر . ولا أدري إلى من ألجأ !!. طمأنتها السيدة . وأمسكت بيدها . قائلة : تعالي معي يا إبنتي . واعتبريني أمك . وإن شاء الله ستفرج ويزول كربك ! مضت معها وقد اطمأنت لها . قضت معها أياما . حكت لها حكايتها . والسيدة العجوز توليها كل رعاية . في أحد الأيام . جاء ابن السيدة الذي كان مسافرا في عمل . أحست في نظراته بالشهوة . فعملت على الابتعاد عنه . والبقاء في حجرة والدته التي تشاركها فيها . وتغلق بابها جيدا عند خلودها مع أمه للنوم . خاصة وأنه قد تحرش بها عدة مرات . ولما وجدت منه اصرارا على النيل منها . خرجت من البيت فجرا لتعود للشارع مرة أخرى ، تراها فتاة في مثل عمرها . تتجه إليها وقد امتلأ وجهها بالمكياج المفرط . وارتدت ثوبا مثيرا . تسألها في مجون : إلى أين يا جميل ؟! . لا ترد . تعيد سؤالها ثم توقفها ، فترى الدموع في عينيها . تطلب منها الذهاب معها إلى البيت . و ˝ الصباح رباح ˝ لم تجد (نور) بدا من الذهاب معها . فإلى أين تذهب في هذا الوقت وإلى من ؟! تكتشف (نور) أن الفتاة من فتيات الليل . وقد يكون مصيرها مثلها . فماذا تفعل .لقد ضاقت بالدنيا وضاقت الدنيا بها . فلتضع حدا لذلك !! تخرج من حقيبتها زجاجة حبوب منومة ، تتناول كل ما فيها . تدخل (فتاة الليل ) الحجرة تحمل طعاما لها . تنادي عليها فلا ترد . وصفرة تعلو وجهها وعرق غزير يتصبب منها . تولول . وتصرخ . يأتي الجيران على صراخها . فيرون ما حدث . يحملون (نور) إلى المستشفى . وهناك كان ( أحمد) . حبيبها . هو الطبيب المقيم هذه الليلة . يأتي لفحص الحالة . يٌصعق عندما يراها ويجري لها الإسعافات اللازمة . ويتم عمل غسيل معدة ، وينقلها إلى العناية المركزة ويتابعها . التنفس منتظم . والقلب يعمل لكن نبضاته ضعيفة . مضى يومان . تفتح عينيها فترى (أحمد) بجانبها تدير وجهها . تسمعه : ˝ حمدا لله على سلامتك ˝ يقولها بحب وإخلاص . تبكي و تروي له كل ما حدث معها ، تلتفت إليه . يطمئنها . يقبل يدها ورأسها ، يبلغها بأنه فسخ خطبته لابنة عمه . بعد شهر من إعلانها . فهو لم يستطع وهب قلبه لغيرها . بعد أن استعادة صحتها . صحبها إلى بيت أسرتها . وافق زوجها على طلاقها خشية الفضيحة !! بعد انقضاء عدتها . تزوجها (أحمد) بالرغم من معارضة أهله الشديدة . وانطلق معها إلى حياة جديدة !. ❝
❞ \"سجن البتار\": رقصة الألم في قفص الزمان والمكان *بقلم الكاتب والناقد المغربي جمال كريم* ✏️📝🖊🔖 حين تتجلى آلام الفتيات في صمت الرواية، تصبح هذه الآلام كالشعلة التي تلتهم جذور الحقيقة، وتذيب الأسطورة في أسئلة مريرة عن الحرية والاغتراب. سجن البتار للكاتبة صفاء فوزي ليست مجرد سرد لحياة فتاة تبحث عن الخلاص، بل هي رحلة بين المتناقضات، حيث يقبع الألم في كل زاوية، وتنكسر الحياة بين يدَي المال والسلطة. 1. \"في قلب السجن، سكنت الحرية\" كل شيء في الرواية يبدو كأنما يسبح في مستنقع من الهمسات الجريحة. البطلة، التي تُجبر على أن تعيش في عالم من القهر والذل، لا تملك سوى أن تتنفس في صمت. ولكن هذا الصمت، الذي يُظن أنه قاتل، هو في الحقيقة صوت صراخ داخلي لا يُسمع. سجن البتار يشبه قفصًا كبيرًا، لكن في قلبه تكمن الحرية المعذبة التي تُحارب كل يوم في غياهب الأسئلة الوجودية عن الذات والآخر. كم هو مرير أن يُفرض عليك عالم لا خيار لك فيه، وأن تكون أسيرًا في سجن ليس فقط جسديًا بل نفسيًا وروحيًا. 2. \"بين المال والأنوثة: لعنة الوجود\" الشخصيات في الرواية، على اختلافها، تجسد التناقضات في أسلوب الحياة، وتحمل في دواخلها أسئلة عن المعنى والتكامل. الشخصية الرئيسة، التي تضطر للقبول بالذل تحت وطأة المال لإنقاذ والدتها، تذوق طعم الحياة الممزقة بين الاضطرار والاختيار. وتبدو حياتها كما لو كانت مشهدًا في مسرح الحياة، حيث كل قرار يتطلب تضحية. المال في هذه الرواية لا يعدو كونه سرابًا في صحراء الروح، يسرق منها براءتها ويحولها إلى آلة صماء. فبينما يُعطي المال، فإنه يسلب كل شيء عميق، بما في ذلك قدرة الحب على النجاة. 3. \"سجّانٌ في قفص الحب\" وإذا كانت الفتاة أسيرة في سجن المال، فإن السجّان لا يقل عن تلك الأسيرة في تجارب قاسية. ففي عوالمه، يسكن حبٌ مختلط بالندم والتوبة، وقدرٌ يتنقل بين الخيبة والرجاء. كما يقال في الرواية، حين ينقلب السجّان إلى عاشقٍ يتحطم قلبه على أسوار الواقع: \"أنت لن تتغير أبدًا. المال، الثروة، والنفوذ جعلتك تسحق الضعفاء بلا شفقة.\" كلماتها تندفع كسهام في قلبه، ويغرق هو في بحر من التوبة التي لا تجدي نفعًا. هو الآخر، مثل أسير في سجنٍ داخلي، يظل يلاحق الذكريات محاولة إصلاح ما أفسده الزمن. لكن الزمن، الذي يسعى لتجديد الأحلام، يتسلل منه دون أن يدركه. 4. \"في كل عذوبة ألم\" وتبقى سجن البتار، من خلال تدفقاتها السردية، كنهرٍ عميق يحمل أوجاع الحياة العصرية. في كل كلمة، يبدو الألم كخنجر يغرز في القلب، يرافقه شعور بالخذلان. الكاتبة صفاء فوزي هنا تُظهِر لنا أن الألم لا يُقاس بمدى شدة الألم الجسدي، بل بمقدار ما يخلفه من جروح في القلب والنفس. سجن البتار هي قصة تعيد بناء العلاقات البشرية بطريقة جديدة، حيث الحب لا يأتي أبدًا خاليًا من الألم، وحيث الأمل لا يكاد يشرق حتى يغمره الظلام مرة أخرى. 5. \"الحرية في مهب الريح\" ما بين سجن المال وقيود الحب، تسير الرواية بخطى وئيدة نحو نهايتها غير المنتظرة. الهروب، الذي تحاول البطلة أن تحقق من خلاله معجزات صغيرة، هو الهروب من قيودٍ أكبر من أن تُرى. الحب هنا ليس سوى وعدٍ مؤجل، وأملٍ يظل على حافة الهاوية. كل هروب من سجن الحياة يبدو كأنه هروب إلى الموت. فالرواية، إذًا، ليست فقط عن القفص، بل عن تلك اللحظة التي يواجه فيها الإنسان نفسه في مرآة غير واضحة. وهل سنجد الخلاص في الهروب؟ أم أن الهروب هو السجن ذاته؟ في النهاية، رواية سجن البتار تعكس معركة الإنسان مع ذاته، وبين ملذات الوجود ومتاهات الحياة. تساؤلاتها تمس جروح الواقع، وأحلام البطلة هي مرآة لآمالنا التي تظل معلقة بين الحقيقة والتوقعات.. ❝ ⏤صفاء فوزي
❞ ˝سجن البتار˝: رقصة الألم في قفص الزمان والمكان *بقلم الكاتب والناقد المغربي جمال كريم* ✏️📝🖊🔖
حين تتجلى آلام الفتيات في صمت الرواية، تصبح هذه الآلام كالشعلة التي تلتهم جذور الحقيقة، وتذيب الأسطورة في أسئلة مريرة عن الحرية والاغتراب. سجن البتار للكاتبة صفاء فوزي ليست مجرد سرد لحياة فتاة تبحث عن الخلاص، بل هي رحلة بين المتناقضات، حيث يقبع الألم في كل زاوية، وتنكسر الحياة بين يدَي المال والسلطة.
1. ˝في قلب السجن، سكنت الحرية˝
كل شيء في الرواية يبدو كأنما يسبح في مستنقع من الهمسات الجريحة. البطلة، التي تُجبر على أن تعيش في عالم من القهر والذل، لا تملك سوى أن تتنفس في صمت. ولكن هذا الصمت، الذي يُظن أنه قاتل، هو في الحقيقة صوت صراخ داخلي لا يُسمع. سجن البتار يشبه قفصًا كبيرًا، لكن في قلبه تكمن الحرية المعذبة التي تُحارب كل يوم في غياهب الأسئلة الوجودية عن الذات والآخر. كم هو مرير أن يُفرض عليك عالم لا خيار لك فيه، وأن تكون أسيرًا في سجن ليس فقط جسديًا بل نفسيًا وروحيًا.
2. ˝بين المال والأنوثة: لعنة الوجود˝
الشخصيات في الرواية، على اختلافها، تجسد التناقضات في أسلوب الحياة، وتحمل في دواخلها أسئلة عن المعنى والتكامل. الشخصية الرئيسة، التي تضطر للقبول بالذل تحت وطأة المال لإنقاذ والدتها، تذوق طعم الحياة الممزقة بين الاضطرار والاختيار. وتبدو حياتها كما لو كانت مشهدًا في مسرح الحياة، حيث كل قرار يتطلب تضحية. المال في هذه الرواية لا يعدو كونه سرابًا في صحراء الروح، يسرق منها براءتها ويحولها إلى آلة صماء. فبينما يُعطي المال، فإنه يسلب كل شيء عميق، بما في ذلك قدرة الحب على النجاة.
3. ˝سجّانٌ في قفص الحب˝
وإذا كانت الفتاة أسيرة في سجن المال، فإن السجّان لا يقل عن تلك الأسيرة في تجارب قاسية. ففي عوالمه، يسكن حبٌ مختلط بالندم والتوبة، وقدرٌ يتنقل بين الخيبة والرجاء. كما يقال في الرواية، حين ينقلب السجّان إلى عاشقٍ يتحطم قلبه على أسوار الواقع: ˝أنت لن تتغير أبدًا. المال، الثروة، والنفوذ جعلتك تسحق الضعفاء بلا شفقة.˝ كلماتها تندفع كسهام في قلبه، ويغرق هو في بحر من التوبة التي لا تجدي نفعًا. هو الآخر، مثل أسير في سجنٍ داخلي، يظل يلاحق الذكريات محاولة إصلاح ما أفسده الزمن. لكن الزمن، الذي يسعى لتجديد الأحلام، يتسلل منه دون أن يدركه.
4. ˝في كل عذوبة ألم˝
وتبقى سجن البتار، من خلال تدفقاتها السردية، كنهرٍ عميق يحمل أوجاع الحياة العصرية. في كل كلمة، يبدو الألم كخنجر يغرز في القلب، يرافقه شعور بالخذلان. الكاتبة صفاء فوزي هنا تُظهِر لنا أن الألم لا يُقاس بمدى شدة الألم الجسدي، بل بمقدار ما يخلفه من جروح في القلب والنفس. سجن البتار هي قصة تعيد بناء العلاقات البشرية بطريقة جديدة، حيث الحب لا يأتي أبدًا خاليًا من الألم، وحيث الأمل لا يكاد يشرق حتى يغمره الظلام مرة أخرى.
5. ˝الحرية في مهب الريح˝
ما بين سجن المال وقيود الحب، تسير الرواية بخطى وئيدة نحو نهايتها غير المنتظرة. الهروب، الذي تحاول البطلة أن تحقق من خلاله معجزات صغيرة، هو الهروب من قيودٍ أكبر من أن تُرى. الحب هنا ليس سوى وعدٍ مؤجل، وأملٍ يظل على حافة الهاوية. كل هروب من سجن الحياة يبدو كأنه هروب إلى الموت. فالرواية، إذًا، ليست فقط عن القفص، بل عن تلك اللحظة التي يواجه فيها الإنسان نفسه في مرآة غير واضحة. وهل سنجد الخلاص في الهروب؟ أم أن الهروب هو السجن ذاته؟
في النهاية، رواية سجن البتار تعكس معركة الإنسان مع ذاته، وبين ملذات الوجود ومتاهات الحياة. تساؤلاتها تمس جروح الواقع، وأحلام البطلة هي مرآة لآمالنا التي تظل معلقة بين الحقيقة والتوقعات. ❝