عشق كانت (نور) في العشرينات من عمرها ..عشقت جارها الطبيب... 💬 أقوال صفاء فوزى 📖 قصة غربة روح
- 📖 من ❞ قصة غربة روح ❝ صفاء فوزى 📖
█ عشق كانت (نور) العشرينات من عمرها عشقت جارها الطبيب (أحمد) يتبادلان نظرات الحب بعيد فبلدتهما الصغيرة لا تتيح لهما اللقاء الذي كانا يشتاقان إليه حتى يبثا مشاعرهما وينبئا عن حبهما لعل هذا يهدىء نيران شوقهما !! يلقي إليها بورقة تتناولها لتجده يحدد لها فيها بعد صلاة الجمعة القادمة بلدة مجاورة تطير شوقا وتنتظر بصبر فقد تمنت طويلا ! تتزين وترتدي أجمل ثيابها يتقابلان بظمأ ولهفة سنوات عجاف تلتقي الأعين والأيدي وبسمات شوق وجهيهما وصمت أبلغ الكلام !! تمضي لحظات الأحاديث الشيقة وكلمات فيمضي الوقت سريعا ويعود كل منهما منفردا ينكشف الأمر! تتكرر اللقاءات وفي مرة ينمو ويكبر يحدث والده أمر زواجهما يرفض رفضا باتاً فأسرتها ليست مستوى أسرته كما إن يريد زواجها مستواه العلمي ؛ فهو طبيب يحاول أن يقنع بأنه يحبها ومقتنع بها لكن دون جدوى بل يقرر يتزوج إبنة عمه محدد له موعد الخطبة يرضخ لأمر أبيه وهو غير راضِ وغير مقتنع بما يحدث يوم تبكي نور محترقة بنيران الغيرة علي حبيبا طالما حلمت به تعيش جحيم لايطاق ! فكيف يضحي بحبهما ويقضي أحلامها ؟! وأين وعده كتاب غربة روح مجاناً PDF اونلاين 2025 المجموعة تقع فى 148 صفحة القطع المتوسط وتحتوي 18 قصة قصيرة مليئة الدهشة والتشويق مقدمة المجموعة: الغربة إحساس صعب شعور قاس ﻻبد أننا شعرناه يوماً ما ولكن أي غربة؟ الوطن ؟ فراق اﻷهل واﻷحباب؟ نعم هو اﻷصعب واﻷقسى الروح غريباً داخل نفسك ﻻتفهم حولك وﻻيفهمك أحد بل تقسو أكثر حين تجد تساؤلات كثيرة تدور داخلك وﻻتدري الجواب أنا وماذا أريد ولماذا أحيا؟ ﻻتعرف هدفك الحياة فتحيا تائها تلك هي الغربة الحقة
❞ عشق كانت (نور) في العشرينات من عمرها .عشقت جارها الطبيب (أحمد) ، يتبادلان نظرات الحب من بعيد ، فبلدتهما الصغيرة لا تتيح لهما اللقاء . الذي كانا يشتاقان إليه حتى يبثا مشاعرهما وينبئا عن حبهما. لعل هذا اللقاء يهدىء من نيران شوقهما !! يلقي إليها بورقة . تتناولها لتجده يحدد لها فيها اللقاء بعد صلاة الجمعة القادمة في بلدة مجاورة ، تطير شوقا وتنتظر بصبر ، فقد تمنت هذا اللقاء طويلا ! تتزين وترتدي أجمل ثيابها ، يتقابلان بظمأ ولهفة سنوات عجاف . تلتقي الأعين والأيدي . وبسمات شوق في وجهيهما وصمت أبلغ من الكلام !! تمضي لحظات . يتبادلان الأحاديث الشيقة وكلمات الحب ، فيمضي الوقت سريعا . ويعود كل منهما منفردا حتى لا ينكشف الأمر! تتكرر اللقاءات . وفي كل مرة ينمو الحب ويكبر . يحدث والده في أمر زواجهما ، الذي يرفض رفضا باتاً ، فأسرتها ليست في مستوى أسرته ، كما إن من يريد زواجها ليست في مستواه العلمي ؛ فهو طبيب يحاول أن يقنع والده بأنه يحبها ومقتنع بها . لكن دون جدوى ، بل يقرر أن يتزوج من إبنة عمه محدد له موعد الخطبة ، يرضخ لأمر أبيه . وهو غير راضِ وغير مقتنع بما يحدث !! يوم الخطبة تبكي نور محترقة بنيران الغيرة ، علي حبيبا طالما حلمت به . تعيش (نور) في جحيم لايطاق ! . فكيف يضحي بحبهما ويقضي على أحلامها ؟! . وأين وعده لها بمحاربة العالم كله من أجلها ؟! وعندما تقدم إليها من يخطبها . توافق عليه ، دون أية مقاومة ، ودون أن تراه أو تعرف عنه شيئا !!؟ . ردا لكرامتها ومحاولة لتضميد جراح قلبها . أو لعلها تنسى !! تزوجت سريعا بعد شهرين ، لتهرب من بيتها . حتى لا ترى ذلك الذى جرحها ذلك الجرح الغائر . وباع حبهما من أجل أن يتزوج ابنة عمه صاحبة المال والجاه !!؟ و لعلها تنسى الألم ، وينتحر الحنين إليه !!؟ وتتزوج ( نور) . وتتفاجا بأن من تزوجته لا يستطيع مباشرة كونه زوجا . بالرغم من محاولته معها مرات ومرات . يحس بعجزه . تهديء من روعه وتطمئنه بأن الله قادر على كل شىء . وعليه اللجوء للعلاج . يبكي أحيانا ويدفن رأسه في صدرها . تربت على رأسه وظهره بحنان . يهدأ . إلا إنه فجأة يهب واقفا . وينهال عليها ضربا !!؟ يهددها إن هي أفشت سره ، سيقتلها . ينهار . يرتمي بجانبها باكيا . يبدي لها ندمه على ما فعله ، فقد فعله دون وعي !! تشكو لأمها . أمها تطالبها بالصبر . فلعله يجد علاجا . فرغ صبرها ، وطفح بها الكيل . عندما تكرر منه ضربها . فقررت الهروب منه . انتهزت الفرصة ، عندما استغرق في نومه . وهو حينما ينام . لا يقلقه أى شيء يحدث من صخب أو ضجيج . وحتى ولو انفجرت الدنيا !!، فتسللت من الحجرة بعد أن ارتدت ملابسها . ووضعت قليلا من ملابسها في (كيس بلاستيك ) . وغادرت المنزل . لا تعرف إلى أين تذهب ؟ فهي إن ذهبت إلى أهلها فسوف يعيدونها إليه لتدور في دائرة العذاب المستمر !! كان حظها حين وقفت أمامها سيدة عجوز استلفت بكاؤها انتباهها . سألتها لماذا تبكي وتقف وحدها في هذا الوقت المتأخر ؟! استمرت ببكاؤها ، ضمتها السيدة إلى صدرها . تهديء من روعها . من بين دموعها ونحيبها . خرجت كلمات متقطعة .لا أحد لي . يا خالتي !! . وحياتي عذاب مستمر . ولا أدري إلى من ألجأ !!. طمأنتها السيدة . وأمسكت بيدها . قائلة : تعالي معي يا إبنتي . واعتبريني أمك . وإن شاء الله ستفرج ويزول كربك ! مضت معها وقد اطمأنت لها . قضت معها أياما . حكت لها حكايتها . والسيدة العجوز توليها كل رعاية . في أحد الأيام . جاء ابن السيدة الذي كان مسافرا في عمل . أحست في نظراته بالشهوة . فعملت على الابتعاد عنه . والبقاء في حجرة والدته التي تشاركها فيها . وتغلق بابها جيدا عند خلودها مع أمه للنوم . خاصة وأنه قد تحرش بها عدة مرات . ولما وجدت منه اصرارا على النيل منها . خرجت من البيت فجرا لتعود للشارع مرة أخرى ، تراها فتاة في مثل عمرها . تتجه إليها وقد امتلأ وجهها بالمكياج المفرط . وارتدت ثوبا مثيرا . تسألها في مجون : إلى أين يا جميل ؟! . لا ترد . تعيد سؤالها ثم توقفها ، فترى الدموع في عينيها . تطلب منها الذهاب معها إلى البيت . و ˝ الصباح رباح ˝ لم تجد (نور) بدا من الذهاب معها . فإلى أين تذهب في هذا الوقت وإلى من ؟! تكتشف (نور) أن الفتاة من فتيات الليل . وقد يكون مصيرها مثلها . فماذا تفعل .لقد ضاقت بالدنيا وضاقت الدنيا بها . فلتضع حدا لذلك !! تخرج من حقيبتها زجاجة حبوب منومة ، تتناول كل ما فيها . تدخل (فتاة الليل ) الحجرة تحمل طعاما لها . تنادي عليها فلا ترد . وصفرة تعلو وجهها وعرق غزير يتصبب منها . تولول . وتصرخ . يأتي الجيران على صراخها . فيرون ما حدث . يحملون (نور) إلى المستشفى . وهناك كان ( أحمد) . حبيبها . هو الطبيب المقيم هذه الليلة . يأتي لفحص الحالة . يٌصعق عندما يراها ويجري لها الإسعافات اللازمة . ويتم عمل غسيل معدة ، وينقلها إلى العناية المركزة ويتابعها . التنفس منتظم . والقلب يعمل لكن نبضاته ضعيفة . مضى يومان . تفتح عينيها فترى (أحمد) بجانبها تدير وجهها . تسمعه : ˝ حمدا لله على سلامتك ˝ يقولها بحب وإخلاص . تبكي و تروي له كل ما حدث معها ، تلتفت إليه . يطمئنها . يقبل يدها ورأسها ، يبلغها بأنه فسخ خطبته لابنة عمه . بعد شهر من إعلانها . فهو لم يستطع وهب قلبه لغيرها . بعد أن استعادة صحتها . صحبها إلى بيت أسرتها . وافق زوجها على طلاقها خشية الفضيحة !! بعد انقضاء عدتها . تزوجها (أحمد) بالرغم من معارضة أهله الشديدة . وانطلق معها إلى حياة جديدة ! ٢٠٢٠/٥/٨. ❝
❞ عشق كانت (نور) في العشرينات من عمرها ..عشقت جارها الطبيب (أحمد) ، يتبادلان نظرات الحب من بعيد ، فبلدتهما الصغيرة لا تتيح لهما اللقاء .. الذي كانا يشتاقان إليه حتى يبثا مشاعرهما وينبئا عن حبهما.. لعل هذا اللقاء يهدىء من نيران شوقهما !! يلقي إليها بورقة .. تتناولها لتجده يحدد لها فيها اللقاء بعد صلاة الجمعة القادمة في بلدة مجاورة ، تطير شوقا وتنتظر بصبر ، فقد تمنت هذا اللقاء طويلا ! تتزين وترتدي أجمل ثيابها ، يتقابلان بظمأ ولهفة سنوات عجاف .. تلتقي الأعين والأيدي .. وبسمات شوق في وجهيهما وصمت أبلغ من الكلام !! تمضي لحظات .. يتبادلان الأحاديث الشيقة وكلمات الحب ، فيمضي الوقت سريعا .. ويعود كل منهما منفردا حتى لا ينكشف الأمر! تتكرر اللقاءات .. وفي كل مرة ينمو الحب ويكبر .. يحدث والده في أمر زواجهما ، الذي يرفض رفضا باتاً ، فأسرتها ليست في مستوى أسرته ، كما إن من يريد زواجها ليست في مستواه العلمي ؛ فهو طبيب يحاول أن يقنع والده بأنه يحبها ومقتنع بها .. لكن دون جدوى ، بل يقرر أن يتزوج من إبنة عمه محدد له موعد الخطبة ، يرضخ لأمر أبيه .. وهو غير راضِ وغير مقتنع بما يحدث !! يوم الخطبة تبكي نور محترقة بنيران الغيرة ، علي حبيبا طالما حلمت به . تعيش (نور) في جحيم لايطاق ! .. فكيف يضحي بحبهما ويقضي على أحلامها ؟! .. وأين وعده لها بمحاربة العالم كله من أجلها ؟! وعندما تقدم إليها من يخطبها .. توافق عليه ، دون أية مقاومة ، ودون أن تراه أو تعرف عنه شيئا !!؟ .. ردا لكرامتها ومحاولة لتضميد جراح قلبها .. أو لعلها تنسى !! تزوجت سريعا بعد شهرين ، لتهرب من بيتها .. حتى لا ترى ذلك الذى جرحها ذلك الجرح الغائر .. وباع حبهما من أجل أن يتزوج ابنة عمه صاحبة المال والجاه !!؟ و لعلها تنسى الألم ، وينتحر الحنين إليه !!؟ وتتزوج ( نور) .. وتتفاجا بأن من تزوجته لا يستطيع مباشرة كونه زوجا .. بالرغم من محاولته معها مرات ومرات .. يحس بعجزه .. تهديء من روعه وتطمئنه بأن الله قادر على كل شىء .. وعليه اللجوء للعلاج .. يبكي أحيانا ويدفن رأسه في صدرها .. تربت على رأسه وظهره بحنان .. يهدأ .. إلا إنه فجأة يهب واقفا .. وينهال عليها ضربا !!؟ يهددها إن هي أفشت سره ، سيقتلها .. ينهار .. يرتمي بجانبها باكيا .. يبدي لها ندمه على ما فعله ، فقد فعله دون وعي !! تشكو لأمها .. أمها تطالبها بالصبر .. فلعله يجد علاجا .. فرغ صبرها ، وطفح بها الكيل .. عندما تكرر منه ضربها .. فقررت الهروب منه .. انتهزت الفرصة ، عندما استغرق في نومه .. وهو حينما ينام .. لا يقلقه أى شيء يحدث من صخب أو ضجيج .. وحتى ولو انفجرت الدنيا !!، فتسللت من الحجرة بعد أن ارتدت ملابسها .. ووضعت قليلا من ملابسها في (كيس بلاستيك ) .. وغادرت المنزل .. لا تعرف إلى أين تذهب ؟ فهي إن ذهبت إلى أهلها فسوف يعيدونها إليه لتدور في دائرة العذاب المستمر !! كان حظها حين وقفت أمامها سيدة عجوز استلفت بكاؤها انتباهها .. سألتها لماذا تبكي وتقف وحدها في هذا الوقت المتأخر ؟! استمرت ببكاؤها ، ضمتها السيدة إلى صدرها .. تهديء من روعها .. من بين دموعها ونحيبها .. خرجت كلمات متقطعة ..لا أحد لي .. يا خالتي !! .. وحياتي عذاب مستمر .. ولا أدري إلى من ألجأ !!.. طمأنتها السيدة .. وأمسكت بيدها .. قائلة : تعالي معي يا إبنتي .. واعتبريني أمك .. وإن شاء الله ستفرج ويزول كربك ! مضت معها وقد اطمأنت لها .. قضت معها أياما .. حكت لها حكايتها .. والسيدة العجوز توليها كل رعاية .. في أحد الأيام .. جاء ابن السيدة الذي كان مسافرا في عمل .. أحست في نظراته بالشهوة .. فعملت على الابتعاد عنه .. والبقاء في حجرة والدته التي تشاركها فيها .. وتغلق بابها جيدا عند خلودها مع أمه للنوم .. خاصة وأنه قد تحرش بها عدة مرات .. ولما وجدت منه اصرارا على النيل منها .. خرجت من البيت فجرا لتعود للشارع مرة أخرى ، تراها فتاة في مثل عمرها .. تتجه إليها وقد امتلأ وجهها بالمكياج المفرط .. وارتدت ثوبا مثيرا .. تسألها في مجون : إلى أين يا جميل ؟! .. لا ترد .. تعيد سؤالها ثم توقفها ، فترى الدموع في عينيها .. تطلب منها الذهاب معها إلى البيت .. و \" الصباح رباح \" لم تجد (نور) بدا من الذهاب معها .. فإلى أين تذهب في هذا الوقت وإلى من ؟! تكتشف (نور) أن الفتاة من فتيات الليل .. وقد يكون مصيرها مثلها .. فماذا تفعل ..لقد ضاقت بالدنيا وضاقت الدنيا بها .. فلتضع حدا لذلك !! تخرج من حقيبتها زجاجة حبوب منومة ، تتناول كل ما فيها .. تدخل (فتاة الليل ) الحجرة تحمل طعاما لها .. تنادي عليها فلا ترد .. وصفرة تعلو وجهها وعرق غزير يتصبب منها .. تولول .. وتصرخ .. يأتي الجيران على صراخها . فيرون ما حدث .. يحملون (نور) إلى المستشفى .. وهناك كان ( أحمد) .. حبيبها .. هو الطبيب المقيم هذه الليلة .. يأتي لفحص الحالة .. يٌصعق عندما يراها ويجري لها الإسعافات اللازمة .. ويتم عمل غسيل معدة ، وينقلها إلى العناية المركزة ويتابعها .. التنفس منتظم .. والقلب يعمل لكن نبضاته ضعيفة .. مضى يومان .. تفتح عينيها فترى (أحمد) بجانبها تدير وجهها .. تسمعه : \" حمدا لله على سلامتك \" يقولها بحب وإخلاص .. تبكي و تروي له كل ما حدث معها ، تلتفت إليه .. يطمئنها .. يقبل يدها ورأسها ، يبلغها بأنه فسخ خطبته لابنة عمه .. بعد شهر من إعلانها .. فهو لم يستطع وهب قلبه لغيرها . بعد أن استعادة صحتها .. صحبها إلى بيت أسرتها .. وافق زوجها على طلاقها خشية الفضيحة !! بعد انقضاء عدتها .. تزوجها (أحمد) بالرغم من معارضة أهله الشديدة .. وانطلق معها إلى حياة جديدة ! ٢٠٢٠/٥/٨. ❝ ⏤صفاء فوزى
❞ عشق كانت (نور) في العشرينات من عمرها .عشقت جارها الطبيب (أحمد) ، يتبادلان نظرات الحب من بعيد ، فبلدتهما الصغيرة لا تتيح لهما اللقاء . الذي كانا يشتاقان إليه حتى يبثا مشاعرهما وينبئا عن حبهما. لعل هذا اللقاء يهدىء من نيران شوقهما !! يلقي إليها بورقة . تتناولها لتجده يحدد لها فيها اللقاء بعد صلاة الجمعة القادمة في بلدة مجاورة ، تطير شوقا وتنتظر بصبر ، فقد تمنت هذا اللقاء طويلا ! تتزين وترتدي أجمل ثيابها ، يتقابلان بظمأ ولهفة سنوات عجاف . تلتقي الأعين والأيدي . وبسمات شوق في وجهيهما وصمت أبلغ من الكلام !! تمضي لحظات . يتبادلان الأحاديث الشيقة وكلمات الحب ، فيمضي الوقت سريعا . ويعود كل منهما منفردا حتى لا ينكشف الأمر! تتكرر اللقاءات . وفي كل مرة ينمو الحب ويكبر . يحدث والده في أمر زواجهما ، الذي يرفض رفضا باتاً ، فأسرتها ليست في مستوى أسرته ، كما إن من يريد زواجها ليست في مستواه العلمي ؛ فهو طبيب يحاول أن يقنع والده بأنه يحبها ومقتنع بها . لكن دون جدوى ، بل يقرر أن يتزوج من إبنة عمه محدد له موعد الخطبة ، يرضخ لأمر أبيه . وهو غير راضِ وغير مقتنع بما يحدث !! يوم الخطبة تبكي نور محترقة بنيران الغيرة ، علي حبيبا طالما حلمت به . تعيش (نور) في جحيم لايطاق ! . فكيف يضحي بحبهما ويقضي على أحلامها ؟! . وأين وعده لها بمحاربة العالم كله من أجلها ؟! وعندما تقدم إليها من يخطبها . توافق عليه ، دون أية مقاومة ، ودون أن تراه أو تعرف عنه شيئا !!؟ . ردا لكرامتها ومحاولة لتضميد جراح قلبها . أو لعلها تنسى !! تزوجت سريعا بعد شهرين ، لتهرب من بيتها . حتى لا ترى ذلك الذى جرحها ذلك الجرح الغائر . وباع حبهما من أجل أن يتزوج ابنة عمه صاحبة المال والجاه !!؟ و لعلها تنسى الألم ، وينتحر الحنين إليه !!؟ وتتزوج ( نور) . وتتفاجا بأن من تزوجته لا يستطيع مباشرة كونه زوجا . بالرغم من محاولته معها مرات ومرات . يحس بعجزه . تهديء من روعه وتطمئنه بأن الله قادر على كل شىء . وعليه اللجوء للعلاج . يبكي أحيانا ويدفن رأسه في صدرها . تربت على رأسه وظهره بحنان . يهدأ . إلا إنه فجأة يهب واقفا . وينهال عليها ضربا !!؟ يهددها إن هي أفشت سره ، سيقتلها . ينهار . يرتمي بجانبها باكيا . يبدي لها ندمه على ما فعله ، فقد فعله دون وعي !! تشكو لأمها . أمها تطالبها بالصبر . فلعله يجد علاجا . فرغ صبرها ، وطفح بها الكيل . عندما تكرر منه ضربها . فقررت الهروب منه . انتهزت الفرصة ، عندما استغرق في نومه . وهو حينما ينام . لا يقلقه أى شيء يحدث من صخب أو ضجيج . وحتى ولو انفجرت الدنيا !!، فتسللت من الحجرة بعد أن ارتدت ملابسها . ووضعت قليلا من ملابسها في (كيس بلاستيك ) . وغادرت المنزل . لا تعرف إلى أين تذهب ؟ فهي إن ذهبت إلى أهلها فسوف يعيدونها إليه لتدور في دائرة العذاب المستمر !! كان حظها حين وقفت أمامها سيدة عجوز استلفت بكاؤها انتباهها . سألتها لماذا تبكي وتقف وحدها في هذا الوقت المتأخر ؟! استمرت ببكاؤها ، ضمتها السيدة إلى صدرها . تهديء من روعها . من بين دموعها ونحيبها . خرجت كلمات متقطعة .لا أحد لي . يا خالتي !! . وحياتي عذاب مستمر . ولا أدري إلى من ألجأ !!. طمأنتها السيدة . وأمسكت بيدها . قائلة : تعالي معي يا إبنتي . واعتبريني أمك . وإن شاء الله ستفرج ويزول كربك ! مضت معها وقد اطمأنت لها . قضت معها أياما . حكت لها حكايتها . والسيدة العجوز توليها كل رعاية . في أحد الأيام . جاء ابن السيدة الذي كان مسافرا في عمل . أحست في نظراته بالشهوة . فعملت على الابتعاد عنه . والبقاء في حجرة والدته التي تشاركها فيها . وتغلق بابها جيدا عند خلودها مع أمه للنوم . خاصة وأنه قد تحرش بها عدة مرات . ولما وجدت منه اصرارا على النيل منها . خرجت من البيت فجرا لتعود للشارع مرة أخرى ، تراها فتاة في مثل عمرها . تتجه إليها وقد امتلأ وجهها بالمكياج المفرط . وارتدت ثوبا مثيرا . تسألها في مجون : إلى أين يا جميل ؟! . لا ترد . تعيد سؤالها ثم توقفها ، فترى الدموع في عينيها . تطلب منها الذهاب معها إلى البيت . و ˝ الصباح رباح ˝ لم تجد (نور) بدا من الذهاب معها . فإلى أين تذهب في هذا الوقت وإلى من ؟! تكتشف (نور) أن الفتاة من فتيات الليل . وقد يكون مصيرها مثلها . فماذا تفعل .لقد ضاقت بالدنيا وضاقت الدنيا بها . فلتضع حدا لذلك !! تخرج من حقيبتها زجاجة حبوب منومة ، تتناول كل ما فيها . تدخل (فتاة الليل ) الحجرة تحمل طعاما لها . تنادي عليها فلا ترد . وصفرة تعلو وجهها وعرق غزير يتصبب منها . تولول . وتصرخ . يأتي الجيران على صراخها . فيرون ما حدث . يحملون (نور) إلى المستشفى . وهناك كان ( أحمد) . حبيبها . هو الطبيب المقيم هذه الليلة . يأتي لفحص الحالة . يٌصعق عندما يراها ويجري لها الإسعافات اللازمة . ويتم عمل غسيل معدة ، وينقلها إلى العناية المركزة ويتابعها . التنفس منتظم . والقلب يعمل لكن نبضاته ضعيفة . مضى يومان . تفتح عينيها فترى (أحمد) بجانبها تدير وجهها . تسمعه : ˝ حمدا لله على سلامتك ˝ يقولها بحب وإخلاص . تبكي و تروي له كل ما حدث معها ، تلتفت إليه . يطمئنها . يقبل يدها ورأسها ، يبلغها بأنه فسخ خطبته لابنة عمه . بعد شهر من إعلانها . فهو لم يستطع وهب قلبه لغيرها . بعد أن استعادة صحتها . صحبها إلى بيت أسرتها . وافق زوجها على طلاقها خشية الفضيحة !! بعد انقضاء عدتها . تزوجها (أحمد) بالرغم من معارضة أهله الشديدة . وانطلق معها إلى حياة جديدة ! ٢٠٢٠/٥/٨. ❝
❞ حياة جميلة مثل الوردة ، أريجها يبعث البهجة في القلوب .. الكل يتشوق لرؤيتها ، لحديثها .. لخفة دمها و أناقتها ، فأينما حلت تبث الحياة .. إنها (حياة) عندما أتت المدرسة كمعلمة جديدة جذبت إنتباه الجميع .. مع مرور الوقت تمنى البعض زواجها .. لكن مستواها المادي والإجتماعي حال دون ذلك .. وهي في قرارة نفسها ترفض الزواج التقليدي وتحلم أن تتزوج عن قصة حب رومانسية ! المدرسون يرونها أميرة ، ويطلقون عليها (البرنسيسية ) .. أما المدرسات فكن يغرن منها ويحسدونها على كل شيء .. ويتمنون نقلها من المدرسة !! ومع الإنشغال بالعمل ،هدأت العاصفة قليلا .. إلى أن جاء إلى المدرسة مدرس جديد اسمه (طارق) كان في منتهى الأناقة والوسامة ! ما إن رأى (حياة) نبض قلبه .. وزادت دقاته وأثره جمالها و وقع في غرامها !! ، لكن غروره منعه من إظهار حبه لها بهذه السرعة ، إلى جانب إحساسه بأن ظروفه المادية لا تتناسب معها .. فركن إلى الصمت شهورا، رغم إن لديه إحساس قوي بأنها تبادله حبا بحب !! لم يستطع الاستمرار في صمته .. فقد فاض الكيل ، واشتدت اللهفة والشوق ، وأحس بأنه إن لم يفضي إليها بحبه .. فسيموت عشقا !! .. وصمم على مواجتها بحبه لها .. وقد كان .. فإذا بها غارقة في حبه .. يتبادلان الحب والسعادة ، تفوح من عيونهما لمعة العشق ، حاولا ألا يعرف بحبهما زملاء العمل .. لكن (الصبُ تفضحه عيونه ) !! أصبحا حديث الكل .. يتعرضان للنقد اللاذع ،الاستنكار الشديد ،لأن (حياة) كانت تكبر (طارق) بثلاث سنوات ، وكأنها جريمة يعاقب عليها القانون ، لم يسلما من كلام الحاسدين والحاقدين ونظراتهم القاتلة !! .. (طارق) لا يهمه شيء ، لكن (حياة) تتألم وتحزن مما تسمع ! كانت (حياة) تتسأل كيف يروا فارق السن عيبا ؟! ، ألم تتزوج السيدة (خديجة ) من رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وهي تكبره ؟! لماذا يشغلون أنفسهم بشئون غيرهم !؟ اتفقا على تتويج حبهما بالزواج .. وأيضا لقطع ألسنة الملسنين !! عندما صارح (طارق) أهله .. اعترضوا .. لفارق السن بينهما .. وبأنها أكبر منه سنا !! .. حاول كثيرا .. وهم مصرون على رأيهم .. وثار صراع داخله .. إنها حياته ومستقبله ، وليست حياتهم فلماذا يرفضون ؟! .. هذا ظلم لا يرضاه الله .. إنهار نفسيا حتى إنه فكر في الانتحار .. إلا إنه تراجع لأنه سيخسر كل شىء .. دينه وحبه وحياته .. فوض أمره إلى الله ! وكما حدث من أهل (طارق) .. فقد حدث مثله مع (حياة ) التي تدهورت حالتها هى الأخرى .. وتفوض هى الأخرى أمرها إلى الله !! يرى بعض زملائهما المقربون إليهما .. ما آلا إليه أمرهما .. فيتدخلون لدى الأهل ويصرون ويصبرون حتى يقتنع أهل (طارق) وأهل (حياة) وتتم الخطبة .. هناك من فرح لهما وهناك من قتلتهم الغيرة والحسد وتمنوا ألا يتم الزواج !! مرت شهوربين حب وشوق وأحلام جميلة ، يتزوجان ويعيشان في سعادة وهناء أجمل سنوات حياتهما وتزهر حديقة حياتهما بنتا وولدين .. وتمضي سنوات .. وحبهما ينمو ويزداد ويقوى .. ويمضيان معا على طريق الحب مع أولادهما .. وتتحسن الأحوال .. وتقف حياة إلى جانب زوجها .. تؤازره وتسانده وترعى أولادهما خير رعاية ، حتى صارا لديهما الشقة الفاخرة والمشروع الكبير ،الذى يدر عليهما دخلا كبيرا .. ويتحقق لهما قوله تعالى : \" المال والبنون زينة الحياة الدنيا \" ولكن .. تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ! يمرض أصغر أولادها .. وزنه يتناقص بشكل ملحوظ .. مع ضعف شديد .. تعرضه على أشهر الأطباء الذين يقررون نظاما غذائيا له يستدعي وجودها بجواره دائما .. إضافة إلى حاجته لنقل دم كل يومين حتى تتحسن حالته .. مع تناوله علاج معين في التوقيت المحدد لكل دواء .. حصلت حياة على إجازة مفتوحة لرعاية ولدها ، خيم الحزن على حياتهم ، انفطرقلب (حياة) وزوجها لا يكفا عن البكاء حزنا على ما آلا إليه ولدهما الصغير، ومن أغلى من الابن ؟! وخاصمت النوم .. خوفا من أن تستيقظ ، فلا تجد فلذة كبدها على كيد الحياة !! ذهب جميع من بالمدرسة لزيارة حياة .. منهم من جاء مخلصا يطمئن على صحة ابنها ويدعوا له بالشفاء العاجل .. ومنهم من رأت في عيونهم الحسد على الشقة الجديدة والأثاث الفاخر ، والشماتة فيها .. و لم يروا دموعها على ولدها المريض وحزنها و ما تحمله هي وزوجها من هم وغم !! لجأت حياة وطارق لله تعالى لزما الصلاة وتلاوة القرآن الكريم والدعاء ليل نهار أن يشفي ابنهما .. وكانا صادقين مع الله .. فاستجاب الله لهما وتم شفاء ولدهما وعودته للحياة وعادت الحياة إلى البيت ورفرفت فيه طيور السعادة والفرح ! رغبت (حياة) في أداء العمرة ، شكرا لله تعالى على نعمه عليها ، إلا إن (طارق) طلب منها الانتظار لحين انتهائه من مشروع جديد يقيمه ويأخذ كل وقته ! تزداد رغبة (حياة) فهى في غاية الشوق إلى الكعبة والروضة الشريفة .. لا تطيق صبرا .. تقترح أن تكون في صحبة أخيها وبعد معاناة ومحاولات مع (طارق) .. يوافق على سفرها وهناك في رحاب الله ورسوله .. تنعم بالرضا وهدوء النفس والقرب أكثر وأكثر إلى الله .. تطوف بالكعبة شاكرة الله على إنعامه بالشفاء على ابنها .. وعلى ما أنعم به عليها وعلى أسرتها بالخير والسعادة .. عادت أكثر ازهارا وتوردا وجمالا وهدوء نفس ، وجهها كالبدر من نور الرضا والإيمان والحب ،الذى يملأ حياتها وزوجها الغالي الذى تصفه بأنه عملها الصالح وقرة عينها !! لم تشغل نفسها بحقد النفوس حولها ، وظنت أن النقاء الذى يملؤها يفيض على الجميع ولم تكن تدري بما تكنه تلك النفوس من غيرة وحقد وحسد !! بعد أسبوع من أدائها العمرة ، تتوجه للعمل هى و زوجها ، تشعر بالبهجة والانشراح وهى تؤدي عملها على الوجه الأكمل .. بعد انتهاء العمل تذهب إلى والدتها لتأتي بأطفالها .. أثناء حديثها مع والدتها تشعر فجأة بدوار يفقدها توازنها .. فتسقط أرضا .. وتغيب عن الوعي .. يحاولون إفاقتها وإسعافها ، ولأن الأنقياء يرحلون سريعا ، فقد رحلت (حياة) وتركت لهم الحياة التي يحسدونها عليها ، رحلت وتركت أطفالها أيتاما يتجرعون الحرمان من عطفها وحنانها ورعايتها، رحلت لتترك الحزن والألم لأحبابها !! يشتعل قلب والدتها حزنا عليها ، ذبلت عيونها من البكاء ، كانت تتصبر برؤية أطفال (حياة) حولها .. تأخذهم في أحضانها .. تقبلهم .. فوجودهم معها وجود (لحياة) . أما زوجها فبكى بكثرة فقد هده الحزن ، وكان يبكيها مرارا .. ومع مرور الوقت ذهب حزنه .. ولم يمض عام حتى تزوج غيرها ، وتصدم والدة (حياة) صدمة لم تتحملها .. وتموت ، هكذا نسي طارق حب عمره ، استنكر الجميع زواج طارق بهذه السرعة .. لكنه برر زواجه بأن أولاده يحتاجون لمن ترعاهم !! .. وتصبح حياة كأنها لم تكن .. لتبدأ حكاية جديدة لطارق مع زوجته الأخرى .. ❝ ⏤صفاء فوزى
❞ حياة جميلة مثل الوردة ، أريجها يبعث البهجة في القلوب . الكل يتشوق لرؤيتها ، لحديثها . لخفة دمها و أناقتها ، فأينما حلت تبث الحياة . إنها (حياة) عندما أتت المدرسة كمعلمة جديدة جذبت إنتباه الجميع . مع مرور الوقت تمنى البعض زواجها . لكن مستواها المادي والإجتماعي حال دون ذلك . وهي في قرارة نفسها ترفض الزواج التقليدي وتحلم أن تتزوج عن قصة حب رومانسية ! المدرسون يرونها أميرة ، ويطلقون عليها (البرنسيسية ) . أما المدرسات فكن يغرن منها ويحسدونها على كل شيء . ويتمنون نقلها من المدرسة !! ومع الإنشغال بالعمل ،هدأت العاصفة قليلا . إلى أن جاء إلى المدرسة مدرس جديد اسمه (طارق) كان في منتهى الأناقة والوسامة ! ما إن رأى (حياة) نبض قلبه . وزادت دقاته وأثره جمالها و وقع في غرامها !! ، لكن غروره منعه من إظهار حبه لها بهذه السرعة ، إلى جانب إحساسه بأن ظروفه المادية لا تتناسب معها . فركن إلى الصمت شهورا، رغم إن لديه إحساس قوي بأنها تبادله حبا بحب !! لم يستطع الاستمرار في صمته . فقد فاض الكيل ، واشتدت اللهفة والشوق ، وأحس بأنه إن لم يفضي إليها بحبه . فسيموت عشقا !! . وصمم على مواجتها بحبه لها . وقد كان . فإذا بها غارقة في حبه . يتبادلان الحب والسعادة ، تفوح من عيونهما لمعة العشق ، حاولا ألا يعرف بحبهما زملاء العمل . لكن (الصبُ تفضحه عيونه ) !! أصبحا حديث الكل . يتعرضان للنقد اللاذع ،الاستنكار الشديد ،لأن (حياة) كانت تكبر (طارق) بثلاث سنوات ، وكأنها جريمة يعاقب عليها القانون ، لم يسلما من كلام الحاسدين والحاقدين ونظراتهم القاتلة !! . (طارق) لا يهمه شيء ، لكن (حياة) تتألم وتحزن مما تسمع ! كانت (حياة) تتسأل كيف يروا فارق السن عيبا ؟! ، ألم تتزوج السيدة (خديجة ) من رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام وهي تكبره ؟! لماذا يشغلون أنفسهم بشئون غيرهم !؟ اتفقا على تتويج حبهما بالزواج . وأيضا لقطع ألسنة الملسنين !! عندما صارح (طارق) أهله . اعترضوا . لفارق السن بينهما . وبأنها أكبر منه سنا !! . حاول كثيرا . وهم مصرون على رأيهم . وثار صراع داخله . إنها حياته ومستقبله ، وليست حياتهم فلماذا يرفضون ؟! . هذا ظلم لا يرضاه الله . إنهار نفسيا حتى إنه فكر في الانتحار . إلا إنه تراجع لأنه سيخسر كل شىء . دينه وحبه وحياته . فوض أمره إلى الله ! وكما حدث من أهل (طارق) . فقد حدث مثله مع (حياة ) التي تدهورت حالتها هى الأخرى . وتفوض هى الأخرى أمرها إلى الله !!
يرى بعض زملائهما المقربون إليهما . ما آلا إليه أمرهما . فيتدخلون لدى الأهل ويصرون ويصبرون حتى يقتنع أهل (طارق) وأهل (حياة) وتتم الخطبة . هناك من فرح لهما وهناك من قتلتهم الغيرة والحسد وتمنوا ألا يتم الزواج !! مرت شهوربين حب وشوق وأحلام جميلة ، يتزوجان ويعيشان في سعادة وهناء أجمل سنوات حياتهما وتزهر حديقة حياتهما بنتا وولدين . وتمضي سنوات . وحبهما ينمو ويزداد ويقوى . ويمضيان معا على طريق الحب مع أولادهما . وتتحسن الأحوال . وتقف حياة إلى جانب زوجها . تؤازره وتسانده وترعى أولادهما خير رعاية ، حتى صارا لديهما الشقة الفاخرة والمشروع الكبير ،الذى يدر عليهما دخلا كبيرا . ويتحقق لهما قوله تعالى : ˝ المال والبنون زينة الحياة الدنيا ˝ ولكن . تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ! يمرض أصغر أولادها . وزنه يتناقص بشكل ملحوظ . مع ضعف شديد . تعرضه على أشهر الأطباء الذين يقررون نظاما غذائيا له يستدعي وجودها بجواره دائما . إضافة إلى حاجته لنقل دم كل يومين حتى تتحسن حالته . مع تناوله علاج معين في التوقيت المحدد لكل دواء . حصلت حياة على إجازة مفتوحة لرعاية ولدها ، خيم الحزن على حياتهم ، انفطرقلب (حياة) وزوجها لا يكفا عن البكاء حزنا على ما آلا إليه ولدهما الصغير، ومن أغلى من الابن ؟! وخاصمت النوم . خوفا من أن تستيقظ ، فلا تجد فلذة كبدها على كيد الحياة !! ذهب جميع من بالمدرسة لزيارة حياة . منهم من جاء مخلصا يطمئن على صحة ابنها ويدعوا له بالشفاء العاجل . ومنهم من رأت في عيونهم الحسد على الشقة الجديدة والأثاث الفاخر ، والشماتة فيها . و لم يروا دموعها على ولدها المريض وحزنها و ما تحمله هي وزوجها من هم وغم !! لجأت حياة وطارق لله تعالى لزما الصلاة وتلاوة القرآن الكريم والدعاء ليل نهار أن يشفي ابنهما . وكانا صادقين مع الله . فاستجاب الله لهما وتم شفاء ولدهما وعودته للحياة وعادت الحياة إلى البيت ورفرفت فيه طيور السعادة والفرح ! رغبت (حياة) في أداء العمرة ، شكرا لله تعالى على نعمه عليها ، إلا إن (طارق) طلب منها الانتظار لحين انتهائه من مشروع جديد يقيمه ويأخذ كل وقته ! تزداد رغبة (حياة) فهى في غاية الشوق إلى الكعبة والروضة الشريفة . لا تطيق صبرا . تقترح أن تكون في صحبة أخيها وبعد معاناة ومحاولات مع (طارق) . يوافق على سفرها وهناك في رحاب الله ورسوله . تنعم بالرضا وهدوء النفس والقرب أكثر وأكثر إلى الله . تطوف بالكعبة شاكرة الله على إنعامه بالشفاء على ابنها . وعلى ما أنعم به عليها وعلى أسرتها بالخير والسعادة . عادت أكثر ازهارا وتوردا وجمالا وهدوء نفس ، وجهها كالبدر من نور الرضا والإيمان والحب ،الذى يملأ حياتها وزوجها الغالي الذى تصفه بأنه عملها الصالح وقرة عينها !!
لم تشغل نفسها بحقد النفوس حولها ، وظنت أن النقاء الذى يملؤها يفيض على الجميع ولم تكن تدري بما تكنه تلك النفوس من غيرة وحقد وحسد !! بعد أسبوع من أدائها العمرة ، تتوجه للعمل هى و زوجها ، تشعر بالبهجة والانشراح وهى تؤدي عملها على الوجه الأكمل . بعد انتهاء العمل تذهب إلى والدتها لتأتي بأطفالها . أثناء حديثها مع والدتها تشعر فجأة بدوار يفقدها توازنها . فتسقط أرضا . وتغيب عن الوعي . يحاولون إفاقتها وإسعافها ، ولأن الأنقياء يرحلون سريعا ، فقد رحلت (حياة) وتركت لهم الحياة التي يحسدونها عليها ، رحلت وتركت أطفالها أيتاما يتجرعون الحرمان من عطفها وحنانها ورعايتها، رحلت لتترك الحزن والألم لأحبابها !! يشتعل قلب والدتها حزنا عليها ، ذبلت عيونها من البكاء ، كانت تتصبر برؤية أطفال (حياة) حولها . تأخذهم في أحضانها . تقبلهم . فوجودهم معها وجود (لحياة) . أما زوجها فبكى بكثرة فقد هده الحزن ، وكان يبكيها مرارا . ومع مرور الوقت ذهب حزنه . ولم يمض عام حتى تزوج غيرها ، وتصدم والدة (حياة) صدمة لم تتحملها . وتموت ، هكذا نسي طارق حب عمره ، استنكر الجميع زواج طارق بهذه السرعة . لكنه برر زواجه بأن أولاده يحتاجون لمن ترعاهم !! . وتصبح حياة كأنها لم تكن . لتبدأ حكاية جديدة لطارق مع زوجته الأخرى. ❝