█ ليس أصعب من النسيان طمسُ المعالم محو الخطوات وتغييم الأحداث سمةٌ لصيقةٌ بتاريخنا الحديث كُلَّما حلَّ عهدٌ ازدرى سابقه وإذا تغيَّرَت سُلطةٌ لَعَنَتْ ما قبلها حتى تناسى الناس هِمَمًا عظيمة وتجاهَلَ المُجتمعُ أفذاذًا بارزين صنعوا أمجادًا وعظائم وكانوا سلالم أولية لمصر الحديثة الصعود إلى المدنية والحداثة والتقدُّم إن كثيرًا الإنجازات الحضارية تحوَّلت إخفاقاتٍ أيدي مُزوِّري التاريخ والراصدين بغِلٍّ والمُتابعين بتحيُّز والباحثين بتصيُّد ومع تغيُّر الأنظمة وتعاقُب رجال السُلطة صارت كثيرٌ الحقائق مُشوهةً وصار التنقيبُ والبحثُ وإعادةُ القراءة فريضةً واجبةً كُلِّ باحثٍ لديه ضميرٌ حي هذا المُنطلق كان لكاتب السطور جُهد كتاب سبع خواجات مجاناً PDF اونلاين 2024 بحث منصف يعيد قراءة واعية ليرد الاعتبار لعظماء مروا مصر خلال سير سبعة رواد الصناعة الذين أسسوا صناعات مازال صداها قائمًا الكتاب ستعرف حكاية البلجيكي هنري نوس الذي أسس اتحاد الصناعات المصرية ورحلة صامويل سورناجا رائد صناعة الطوب وقصة إرنست ترامبلي الأب الروحي لصناعة الأسمنت وما فعله السويسري لينوس جاش لتطوير النسيج وسيرة اليوناني ثيوخارس كوتسيكا إمبراطور السبرتو فضلًا عن بصمات جوزيف ماتوسيان السجائر أحدثه الكونت دي زغيب المربى هو عمل غير معتاد باحث جاد بلغة جذابة شيقة يصحح انطباعًا خاطئًا يتصور كل أجنبي مستغلًّا إبراهيم عيسى هذا يمثل نقطة تحول ومراجعة لدور الأجانب ويجعلهم أعمدة أساسية التحول بل يجعل سيرة هؤلاء الرواد جزءًا تاريخ وليس بلادهم وهذا منهج صحيح بلا شك إنهم أهم أن ننظر إليهم كمستثمرين أجانب عابرين ولكنهم جزء أصيل المجتمع المصري الكوزمبوليتاني
❞ يكشف الكتاب جانبا مطموسا ومخفيا في التاريخ الحديث خاصا بالمستثمرين الأجانب، والذي تعرض للتحريف بعد ثورة يوليو في ظل المد القومي والاشتراكي. يتعرض الكتاب لحكايات هنري نوس، رائد صناعة السكر في مصر، وأول رئيس لاتحاد الصناعات المصرية وهو بلجيكي الجنسية، وصموئيل سورناجا رائد صناعة الطوب والخزف، وهو إيطالي الجنسية، فضلا عن اليوناني ثيوخارس كوتسيكا رائد صناعة السبرتو.
ويعيد الكتاب رسم سير وتجارب السويسري لينوس جاش رائد صناعة المنسوجات، وجوزيف ماتوسيان رائد صناعة السجائر، وأرنست ترامبلي الأب الروحي لصناعة الأسمنت، والكونت دي زغيب رائد صناعة المربى، مدعما حكاياته بصور ووثائق نادرة.” . ❝
❞ لقد كان للأجانب بشكل خاص دور هام وحيوي في كثير من المشروعات النافعة خاصة في مجالات الخدمة العامة والتعليم والصحة لذا فإننا لا نستغرب أن يقوم أحد الإيطاليين المقيمين بالأسكندرية وهو بيترو فازاي بطرح فكرة إنشاء مؤسسة لمواجهة الطوارىء في مايو ١٩٠١ وهي النواة الأولى لهيئة الإسعاف المصرية. وبعد أن اجتاح وباء الكوليرا الأسكندرية سنة ١٩٠٢ وخيم الموت على كثير من الأسر اتعطلت الحياة قام فازاي بنشر نداء إنساني في معظم الصحف الأجنبية والمصرية إلى كافة أعضاء الجاليات الأجنبية ناشدهم الحضور للمساهمة في إنشاء مؤسسة للإسعاف . ❝