📘 ❞ نوادر الخلفاء = إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس ❝ كتاب ــ محمد دياب الأتليدي اصدار 1990

التراجم والأعلام - 📖 كتاب ❞ نوادر الخلفاء = إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس ❝ ــ محمد دياب الأتليدي 📖

█ _ محمد دياب الأتليدي 1990 حصريا كتاب ❞ نوادر الخلفاء = إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس ❝ عن دار صادر 2024 العباس: البرامكة أسرة يعود أصلُها إلى مدينة بلخ كانوا الأصل مَجوسًا ثم دخلوا الإسلام وهُم ينتسبون جدهم الأكبر برمك الذي كَانَ سادنًا أحد معابد المجوس ويسمى معبد النوبهار وهوَ أشهر المعابد بلاد فارس كان جد من كبار سدنة المعبد وتبعه ذلك بنوه بعده وقد أسلم ذريّته الذين تزعَّموا الحراك العباسي خراسان حيث خالد بن الدُعاة الخلافة العباسية بلاده اصطفاه الخليفة أبو السفاح ليكون وزيرًا له كانت غرة جبين الدولة لما لها المآثر والفضائل والسخاء الشديد والأعمال العظيمة وخاصة أيام هارون الرشيد فيحيى البرمكي مسؤولًا تربية وزوجته ومرضعته حافظ لهارون ولاية العهد عندما هم موسى الهادي بخلع أخيه وهو قام أمر وزارة حتى فوض هذا الأخير كل الأمور أما ابنه الأول الفضل فكان أخا الرضاعة والمسؤول الأمين واستطاع أن يقضي فتنة يحيى عبد الله الديلم ووَلِي وغيرها واتخذ جندها جيشًا كبيرًا تعداده 50 ألف جندي جعل ولاءهم مباشرة وسماهم جعفر فهو نديم وخليله المجالس فقد قضى العصبية القبلية الشام سنة 180 هـ والشام ومصر وجعله مسؤولاً المأمون الابن الثالث ليحيى قائدًا عسكريًا وتولى 186 حين الرابع لم يكن ذكر معلوم التاريخ ودوره فترة يحيطه الغموض استمرَّ وجودهم مركز صناعة القرار حتَّى كانت نهايتهم عهد عليهم حدث تاريخي يُسمى نكبة اختلف المؤرخون فيما بينهم السبب دفع التخلص منهم الرغم أعمالهم انتهت النكبة بقتل وسجن عام 187 اتصف بالكرم والسَّخاء ونثروا العطايا مواليهم ومداحيهم وأتباعهم ماجعل المعدم غنيًا ومدحوا يمدح به خليفة وضربت بكرمهم الأمثال قيل تبرمك فلان أشارت المصادر التايخية والأدبية كرمهم ومنها ما البيهقي أنه الشأن مالم لأحد أنهم يخرجون بالليل سرًا ومعهم الأموال يتصدقون بها وروى الجهشياري سخيًا جليلًا سريًا نبيلًا كثير الإحسان وأنه لجليس إلا بناها ولا ضيعة وخالد ابتاعها ولد ابتاع أمه إن أمة أو أدى مهرها حرة دابة حمله عليها إما نتاجه نتاج غيره وعلى نشأ ولدي يحيى: جوده وسخاؤه وبذله وعطاؤه يذكر وأبين يظهر والفضل كرام الدنيا وأجواد أهل عصره اقتدى بهم جميع أفراد الأسرة البرمكية فعينوا الرواتب لأصحاب الحاجات وغمروا الشعراء بهذايا سخية فاقوا مجال الكرم كان يُجري سفيان الثوري درهم شهر إذا صلى يقول سجوده اللهم كفاني دنياي فاكفه آخرته فلما مات رؤي المنام فقيل له: مافعل بك قال: غفر لي بدعاء السيوطي منتهى للوزراء كاد لا يوجد العلماء والحكماء والعظماء والندماء والبرامكة عليه كرم كماء السماء ولم يقف عند الحد بل حرَّض الجود رجل ويحيى يسايره فقال: يا أمير المؤمنين أنا المرابطة عطبت دابتي يعطى ثمن خمسمائة فغمزه نزل أبة أومأت إلي بشيء أفهمه مثلك يجري المقدار لسانه إنما خمسة آلاف مائة فإذا سئلت مثل كيف أقول تقول يشترى يفعل بأمثاله للبرامكة فضل كبير تنشيط الترجمة العصر بذلوا الجهود الكبيرة لتشجيع نقل العلوم القديمة الرومانية واليونانية والفارسية والهندية اللغة العربية ومن طلب بطريك الإسكندرية يترجم الزراعة كتابًا الرومية (اللاتينية) ترجمه وكان أول عُني بتفسير المجسطي وإخراجه للعربية ففسره جماعة المترجمين فلم يتقنوه يرضيه فندب لتفسيره أبا حسان وسلم صاحب بيت الحكمة فأتقناه واجتهدا تصحيحه بعد أحضرا النقلة الموجودين فاختبرا نقلهم وأخذا بأفصحه وأصحه اعتنى عناية واسعة بترجمة التراث الفارسي وهناك جيل نهض عصرهم والعصر تلاهم بهذه منهم: آل نوبخت رأسهم أكثر ترجمة كتب الفلك سهل ترجم الفارسية فأعجب بفهمه وجودة عبارته أبرز للتراث حينئذ الجهم وزادويه شاهويه الأصفهاني وبهرام مردان شاه وموسى عيسى الكروي وعمر الفرحان بالإضافة لصاحب وسهل لما استقدم بعض أطباء الهند منكة ينقل الهندية فأمره عشر مقالات البيمارستان أبان اللاحقي كليلة ودمنة فجعله شعرًا ليسهل حفظه فأعطاه عشرة دينار وأعطاه يعطه شيئًا وقال: «ألا يكفيك أحفظه فأكون راويتك» ويقال قلب ثلاثة الشعر أربعة ألزمه دارًا يخرج منها الكتاب الكلام فنقله كلام شعر فالكلام أفصح منه ابن خلدون مقدمته هو أشار بصناعة الكاغد وكتب فيه رسائل السلطان وصكوكه صحفًا لمكتوباتهم السلطانية والعلمية الحساب دفاتر قبل أدراج كاغد ورق وقد نشطت ووزرائه نشاطًا واسعًا أذكى جذوتها إنشاء وهي مكتبة عامة للكتب تم توظيف طائفة كبيرة أنفس نقله الأدب هزاز آفسانة أصل أصول ليلة وليلة كما كثرت اليونانية بتشجيع وزيره يدخل دائرة اهتمام المتخصصين بشكل خاص والباحثين الموضوعات ذات الصلة بوجه عام؛ يدخل ضمن نطاق تخصص علوم ووثيق بالتخصصات الأخرى والقواعد اللغوية والأدب والبلاغة والآداب التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين علم العلم يتناول سير حياة الأعلام عبر العصور المختلفة دقيق يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا المجتمع ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية بهذا عندهم الرسول بزمن يسير حرص حماية وصيانة المصدر الثاني مصادر التشريع الحديث النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص يتعلق بالحديث أولا الآثار المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد «جاء بشير العدوي عباس فجعل يحدث ويقول: قال رسول يأذن لحديثه ينظر إليه مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ فقال عباس: إنا كنا مرة سمعنا رجلا ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل هذه القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي بسبب حال نقلة النبوية وذلك ينبني المعرفة قبول والتعبد فيها لله تعالى رد تلك والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر السنة فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان البحث نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: تاريخ ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ الشيوخ عنهم (من عنه سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) وما مدة ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف ذاك وكم الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته العلمية حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ هي الأوهام التي والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق كثيرة متعلّقة الباب تفرّدته الأمة الإسلامية باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض الآخر أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت عشرات الكتب وهذا ركن بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير حول المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
نوادر الخلفاء = إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس
كتاب

نوادر الخلفاء = إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس

ــ محمد دياب الأتليدي

صدر 1990م عن دار صادر
نوادر الخلفاء = إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس
كتاب

نوادر الخلفاء = إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس

ــ محمد دياب الأتليدي

صدر 1990م عن دار صادر
عن كتاب نوادر الخلفاء = إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس:
البرامكة أسرة يعود أصلُها إلى مدينة بلخ، كانوا في الأصل مَجوسًا ثم دخلوا الإسلام، وهُم ينتسبون إلى جدهم الأكبر برمك، الذي كَانَ سادنًا في أحد معابد المجوس ويسمى معبد النوبهار، وهوَ أحد أشهر المعابد في مدينة بلخ في بلاد فارس. كان برمك جد البرامكة من كبار سدنة المعبد وتبعه في ذلك بنوه من بعده، وقد أسلم من ذريّته من أسلم، وهُم من الذين تزعَّموا الحراك العباسي في خراسان، حيث كان خالد بن برمك من كبار الدُعاة إلى الخلافة العباسية في بلاده، وقد اصطفاه الخليفة العباسي أبو العباس السفاح ليكون وزيرًا له.

كانت أسرة البرامكة غرة على جبين الدولة العباسية، لما كان لها من المآثر والفضائل والسخاء الشديد، والأعمال العظيمة في الدولة وخاصة أيام هارون الرشيد، فيحيى بن خالد البرمكي كان مسؤولًا عن تربية الرشيد، وزوجته ومرضعته، وقد حافظ لهارون على ولاية العهد عندما هم موسى الهادي بخلع أخيه الرشيد، وهو الذي قام على أمر وزارة الرشيد حتى فوض له هذا الأخير كل الأمور. أما ابنه الأول الفضل البرمكي فكان أخا الرشيد في الرضاعة والمسؤول عن تربية الأمين بن هارون الرشيد، واستطاع أن يقضي على فتنة يحيى بن عبد الله في بلاد الديلم، ووَلِي خراسان وغيرها، واتخذ من جندها جيشًا كبيرًا تعداده 50 ألف جندي، جعل ولاءهم له مباشرة، وسماهم العباسية. أما جعفر بن يحيى البرمكي فهو نديم الرشيد وخليله في المجالس، فقد قضى على العصبية القبلية في الشام سنة 180 هـ، ثم جعل له الرشيد ولاية خراسان والشام ومصر، وجعله مسؤولاً عن تربية ابنه المأمون. أما موسى، الابن الثالث ليحيى البرمكي، فكان قائدًا عسكريًا كبيرًا، وتولى أمر الشام سنة 186 هـ. في حين أن محمد الابن الرابع لم يكن له ذكر معلوم في التاريخ، ودوره في فترة وزارة البرامكة يحيطه الغموض.

استمرَّ البرامكة في وجودهم في مركز صناعة القرار حتَّى كانت نهايتهم في عهد الخليفة هارون الرشيد الذي قضى عليهم في حدث تاريخي يُسمى نكبة البرامكة. اختلف المؤرخون فيما بينهم في السبب الذي دفع الرشيد إلى التخلص منهم على الرغم من أعمالهم العظيمة. انتهت النكبة بقتل جعفر بن يحيى وسجن البرامكة عام 187 هـ.

اتصف البرامكة بالكرم والسَّخاء، ونثروا العطايا في مواليهم ومداحيهم وأتباعهم، ماجعل المعدم منهم غنيًا، ومدحوا بما لم يمدح به خليفة، وضربت بكرمهم الأمثال حتى قيل تبرمك فلان، وقد أشارت المصادر التايخية والأدبية إلى كرمهم، ومنها ما ذكر البيهقي أنه كان للبرامكة في هذا الشأن مالم يكن لأحد من الناس، ومنها أنهم كانوا يخرجون بالليل سرًا ومعهم الأموال يتصدقون بها، وروى الجهشياري أن خالد بن برمك كان سخيًا جليلًا سريًا نبيلًا، كثير الإحسان، وأنه لم يكن لجليس خالد دار إلا بناها له، ولا ضيعة إلا وخالد ابتاعها له، ولا ولد إلا وخالد ابتاع أمه إن كانت أمة، أو أدى مهرها إن كانت حرة، ولا دابة إلا وخالد حمله عليها، إما من نتاجه أو نتاج غيره، وعلى ذلك نشأ ولدي يحيى: جعفر الذي كان جوده وسخاؤه وبذله وعطاؤه أشهر من أن يذكر وأبين من أن يظهر، والفضل الذي كان من كرام الدنيا وأجواد أهل عصره. وقد اقتدى بهم جميع أفراد الأسرة البرمكية، فعينوا الرواتب لأصحاب الحاجات وغمروا الشعراء بهذايا سخية، حتى فاقوا الخلفاء في مجال الكرم.

كان يحيى البرمكي يُجري على سفيان الثوري ألف درهم في كل شهر، فكان إذا صلى سفيان يقول في سجوده اللهم إن يحيى كفاني أمر دنياي فاكفه أمر آخرته، فلما مات يحيى رؤي في المنام فقيل له: مافعل الله بك، قال: غفر لي بدعاء سفيان، وروى السيوطي أن منتهى الكرم للوزراء البرامكة كاد أن لا يوجد أحد من العلماء والحكماء والعظماء والندماء إلا والبرامكة عليه كرم كماء السماء. ولم يقف الكرم البرمكي عند هذا الحد، بل حرَّض الخلفاء على الجود والسخاء، ومنها أنه قام رجل إلى الرشيد ويحيى بن خالد يسايره فقال: يا أمير المؤمنين أنا رجل من المرابطة، وقد عطبت دابتي، فقال: يعطى ثمن دابة خمسمائة درهم، فغمزه يحيى، فلما نزل قال: يا أبة أومأت إلي بشيء لم أفهمه، فقال: يا أمير المؤمنين مثلك لا يجري هذا المقدار على لسانه، إنما يذكر مثلك خمسة آلاف إلى مائة ألف قال: فإذا سئلت مثل هذا كيف أقول، قال: تقول يشترى له دابة، يفعل به ما يفعل بأمثاله.

للبرامكة فضل كبير في تنشيط الترجمة في العصر العباسي، فقد بذلوا الجهود الكبيرة لتشجيع نقل العلوم القديمة الرومانية واليونانية والفارسية والهندية إلى اللغة العربية، ومن ذلك طلب يحيى بن خالد إلى بطريك الإسكندرية أن يترجم في الزراعة كتابًا عن الرومية (اللاتينية)، وقد ترجمه. وكان يحيى البرمكي أول من عُني بتفسير كتاب المجسطي وإخراجه للعربية، ففسره جماعة من المترجمين فلم يتقنوه، ولم يرضيه ذلك فندب لتفسيره أبا حسان، وسلم صاحب بيت الحكمة فأتقناه، واجتهدا في تصحيحه بعد أن أحضرا النقلة الموجودين، فاختبرا نقلهم وأخذا بأفصحه وأصحه. اعتنى البرامكة عناية واسعة بترجمة التراث الفارسي، وهناك جيل كبير نهض في عصرهم والعصر الذي تلاهم بهذه الترجمة، منهم: آل نوبخت وعلى رأسهم الفضل بن نوبخت الذي أكثر من ترجمة كتب الفلك، والفضل بن سهل الذي ترجم ليحيى البرمكي كتابًا من الفارسية إلى العربية فأعجب بفهمه وجودة عبارته. ومن أبرز المترجمين للتراث الفارسي حينئذ محمد بن الجهم البرمكي، وزادويه بن شاهويه الأصفهاني، وبهرام بن مردان شاه، وموسى بن عيسى الكروي، وعمر بن الفرحان، بالإضافة لصاحب بيت الحكمة وسهل بن هارون.

لما استقدم يحيى بن خالد بعض أطباء الهند كان من بينهم منكة، الذي كان ينقل من اللغة الهندية إلى العربية، فأمره يحيى بتفسير كتاب عشر مقالات في البيمارستان. وكان أبان اللاحقي نقل للبرامكة كتاب كليلة ودمنة، فجعله شعرًا ليسهل حفظه عليهم، فأعطاه يحيى بن خالد عشرة آلاف دينار، وأعطاه الفضل خمسة آلاف دينار، ولم يعطه جعفر شيئًا، وقال: «ألا يكفيك أن أحفظه فأكون راويتك». ويقال إن أبان قلب كتاب كليلة ودمنة في ثلاثة أشهر إلى الشعر، وهو أربعة عشر ألف بيت، وقد ألزمه يحيى بن خالد دارًا لا يخرج منها حتى ينقل هذا الكتاب من الكلام إلى الشعر فنقله، ويقال إن كل كلام نقل إلى شعر فالكلام أفصح منه إلا كتاب كليلة ودمنة. ذكر ابن خلدون في مقدمته أن الفضل بن يحيى هو أول من أشار بصناعة الكاغد، وكتب فيه رسائل السلطان وصكوكه، واتخذ الناس من بعده صحفًا لمكتوباتهم السلطانية والعلمية، وكان خالد بن برمك أول من جعل الحساب في دفاتر، وكان قبل ذلك في أدراج من كاغد ورق.

وقد نشطت الترجمة في عهد الرشيد ووزرائه البرامكة نشاطًا واسعًا، وقد أذكى جذوتها حينئذ إنشاء دار الحكمة، وهي مكتبة عامة للكتب، تم توظيف طائفة كبيرة من المترجمين بها، ومن أنفس ما نقله البرامكة من الأدب الفارسي كتاب هزاز آفسانة، وهو أصل من أصول كتاب ألف ليلة وليلة. كما كثرت الترجمة من اليونانية إلى اللغة العربية في أيام الخليفة هارون الرشيد بتشجيع من وزيره جعفر البرمكي.

يدخل كتاب إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس في دائرة اهتمام المتخصصين في مجال اللغة العربية بشكل خاص والباحثين في الموضوعات ذات الصلة بوجه عام؛ حيث يدخل كتاب إعلام الناس بما وقع للبرامكة مع بني العباس ضمن نطاق تخصص علوم اللغة ووثيق الصلة بالتخصصات الأخرى مثل الشعر، والقواعد اللغوية، والأدب، والبلاغة، والآداب العربية.
الترتيب:

#11K

0 مشاهدة هذا اليوم

#17K

31 مشاهدة هذا الشهر

#86K

2K إجمالي المشاهدات
عدد الصفحات: 472.
المتجر أماكن الشراء
محمد دياب الأتليدي ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار صادر 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية