📘 ❞ ميراث الغائب: قراءة في الحوار الصحفي الأخير مع جاك دريدا وأبرز الفلسفات المعاصرة المناهضة للتفكيكية ❝ كتاب ــ نصير فليح اصدار 2018

الفكر والفلسفة - 📖 كتاب ❞ ميراث الغائب: قراءة في الحوار الصحفي الأخير مع جاك دريدا وأبرز الفلسفات المعاصرة المناهضة للتفكيكية ❝ ــ نصير فليح 📖

█ _ نصير فليح 2018 حصريا كتاب ❞ ميراث الغائب: قراءة الحوار الصحفي الأخير مع جاك دريدا وأبرز الفلسفات المعاصرة المناهضة للتفكيكية ❝ عن دار نينوي للدراسات والنشر والتوزيع 2024 للتفكيكية: تتعارض فلسفة بادو من حيث المحتوى التي اتهمها الكثيرون المناهضين لها بأنها تعزز الشعور بالعدمية وعدم وجود معنى محدد للأشياء والظواهر واللغة "ميراث الغائب": دريدا في التاسع تشرين الأول أكتوبر عام 2004 توفي الفيلسوف الفرنسي الشهير وقبل ذلك بنحو أربعين يوماً أي عشر آب أغسطس نشرت جريدة لوموند الفرنسية الصحافي الذي أجراه معه جان برنباوم وهكذا أصبح هذا هو الكتاب يتضمن ثلاثة فصول وملحقاً الفصل منه عبارة للمؤلف والفصل الثاني بحث الترجمات العربية لأهم مصطلحات أما الثالث فتضمن نبذة المعاصر آلان باديو والتناقض بينها وبين ويختتم الكتاب بملحق ترجمة لنص يبدأ كتابه بتساؤل: تُرى ما يمكن أن يقوله فيلسوف ومفكر مثل وهو يقترب حافة الموت؟ موضحاً لنا السؤال دفعه إلى كتابة لا تتجاوز عدد صفحاته ال 104 لكنه غني بما تضمنه للحوار ل وتسليط الضوء فلسفته أُجري وقد كان مرض السرطان أصاب مراحل متقدمة تضمن جوانب مختلفة الفلسفة والسياسية والجوانب الشخصية وأسئلة الهوية والحياة والموت عندما يتردد الإشارة عند بداية يستدرك عليه قائلاً: "بوسعك تقولها مريض جداً ومارّ بعلاج عدواني لكن لندع جانباً إذا سمحت نحن لسنا هنا لنصدر تقريراً طبياً سواء أكان عامّاً أو سرياً " يتحول عندها أسئلة تتعلق بالحياة و"كيفية العيش" يشير إليها (أطياف ماركس) وعبارته الشهيرة "تعلم العيش أخيراً" فهل تعلم العيش؟ يجيب "لا أبداً لم أتعلم كيفية الواقع مطلقاً مضيفاً تصوره للوضع البشري نفسه باعتبارنا: "جميعنا ناجون مُنحوا إنقاذا مؤقتاً ويوضح بتفصيل أكبر بعد ذلك: "تعلُّم ينبغي يعني تعلُّم الموت نأخذ بالحسبان وبالتالي نقبل الفناء المطلق (أي دونما خلاص بعث افتداء – للشخص ولا للآخر) تلك كانت الوصية الفلسفية القديمة منذ افلاطون: التفلسف الموت" لا يخفي حواره صراعه الفكري والنفسي الحاد نفسه: "أنا حالة حرب نفسي وأنا أقول أشياء متناقضة نقول عنها توتر حقيقي يجعلني أعيش وما سيجعلني أموت" ويرى (فليح) التناقض الجوهري شكّل مسيرة الفكرية العمق والتي مثار جدال تزال ولكن كيف يتصور مصير قد يتبقى إرثه عالم تغيرت إيقاعاته وقواعد الأرشفة فيه؟ يبين فكرة لديه لأن تسارع صورة عصرنا الحديث تجعل المتعذر تخمين شيء حول الموضوع بخلاف العصور الماضية وعلى حد قوله : "الناس جيلي ومن بابٍ أْولى أولئك السابقون تعودوا إيقاع تاريخي معيّن الشخص يعتقد أنه يعرف عملاً معيّناً يبقى بالاستناد مواصفاته الخاصة لقرن قرنين ربما كحالة أفلاطون لخمسة وعشرين قرناً بينما اليوم وضعنا مختلف كثيرا ً" يصر مواجهة كل أثير وجه كتاباته وفلسفته هجوم معتبراً طريقته الكتابة جزء انفصاله مضمون كتابته نفسها وإخلاصه لعمله يجعل تغيير "تبسيط" الأسلوب والطريقة نوع خيانة للذات تعبيره فإن التبسيط هذه الحالة يعني: "أنْ أُسأل أرفض شكّلني أحببته كثيراً قانونياً الولاء هناك الحفاظ الغريزي النفس مثلاً صياغة صعبة معيّنة تعقيداً مفارقة تناقضاً مُلحَقاً لأنه لن يُفهم بالأحرى صحافياً قراءته حتى عنوان ويعتقد القارئ المستمعين سوف يفهموا أفضل وأن مكانته وعمله يعاني بالنتيجة بالنسبة لي سفالة غير مقبولة إنه كما لو أني أذعن أخضع بتعبير آخر أموت بسبب الغباء" الحوار يكن فكرياً وشخصياً فحسب بل سياسياً أيضاً يتطرق ردوده مما يجري العالم يومها ومنتقداً إسرائيل سياق إجابته سؤال هويته اليهودية: "رغم المشاكل الأخرى تعذبني بدءاً السياسة الانتحارية والكارثية الإسرائيلية ونوع معين الصهيونية رغم ومشاكل أخرى كثيرة لدي "يهوديتي" أنا أنكرها سأقول دائماً مواقف معينة "نحن اليهود" الـ "نحن" المعذبة هي قلب أكثر قلقاً فكري فكر شخص أسميته مرة ابتسامة خفيفة "اليهودي الأخير" يقول أرسطو بعمق الصلاة: إنها صادقة كاذبة حرفياً: صلاة بالتالي أتردد إضافة الفرنسيين" بحث دريدا بحثاً المختلفة ظهرت للمصطلحين الأبرز لجاك Deconstruction Difference يبين الباحث وبعد تفصيلي أساس مصادر أجنبية حديثة أفضلية استخدام مصطلح التقويضية بدلاً التفكيكية الشائع الترجمة يبيّن أفضليتها بدائل ترجم فيها المصطلح "النقضية" "اللا بناء" "التشريحية" "الانزلاقية" التفكيك المتضمن لمعنى "الفك" يوحي بالتقيّد بالبنى والأنساق الكامنة الشيء فإنه باتجاه عكسي خطوط تكوين بنى وأنساق متضمنة معلنة وهذا يذهب إليه مفهوم (Deconstruction) يتقيد الموجودة فالتقويضية ترى الإجراء التقويضي يقضي المعنى بالشكل المتعارف ولكنه يجترح تصوراً يجعله نهائي مستقر ديناميكي توليدي يظل قابلاً للإدراك والتداول استطعنا نغيّر طرائقنا التفكير يرى المعترضون بالضبط اللامعنى ومجرد تبرير للنزعة العدمية الضاربة جذورها عمق أما للمصطلح (Difference) فيستعرض ويناقش المؤلف 18 عربية تمت لهذا ويوافق ترجمته "الاختلاف المرجَأ" وهذه الثمانية استخدمها وباحثون العربي أبرزها: الإرجاء (جابر عصفور) الاختلاف المغايرة (فريد الزاهي) الإختلـ(ا)ف (إدريس كثير عز الدين الخطيبي) المباينة (عبد السلام بنعبد العالي) المُرجأ (هدى شكري عياد) الديفيرانس (سمير مسعود) المقصود عبد الكريم) فَرقُ التأجيل (يوئيل يوسف عزيز) الاختلاف(a+) (بختي بن عودة) الفارق (فاطمة الجيوشي) والإرجاء (محمد عناني) الإخـ(تـ)ـلاف (كاظم جهاد) الفَرْق بنيس) (سعيد علوش) الاخترجلاف الوهاب المسيري) ويشير "الكثير سوء الفهم لفكر دَرِيدا ينبع جذرين رئيسيين: الأول: القصور عموماً تناول وفهم وترجمة الفكر الغربي والتعامل والثاني: صعوبة وحراجة أفكار ومفاهيم وكتابة أثار مناهضة وجدالاً موطن منشئها فلاسفة ومفكرين فرنسيين أمثال ميشيل فوكو قاريين هانز جورج غادامير ويورغن هابرماس التحليلية جون سيرل John Searle فضلاً جماعية أحياناً الحال المعترضين منح الدرجة الفخرية جامعة كامبردج (في القضية عرفت بـ "قضية دَرِيدا" كامبردج) مفكرين معروفين تيري ايغلتن ونعوم تشومسكي وصلت بعض المناظرات شديدة المناظرة ظلت القطيعة بين ودَرِيدا النهاية" جاك وآلان يختار واحدة أهم وهي ألان لأنها تناقض بشكل جذري العديد الأفكار والفلسفات شاعت سيما الحرب العالمية الثانية الاتجاهات التأويلية الحداثية وأيضاً والسبب الرئيسي الجوهر تعيد الاعتبار لمفهوم "الحقيقة" وترى حقائق دائمة وثابتة وأبدية خلاف ساد القرن العشرين نزعات شكوكية بخصوص وباديو يؤسس ومفهوم الحقيقة تطور الرياضيات وتحديداً "نظرية المجموعات" تختصره جملته المثيرة للجدل: "الرياضيات الأنطولوجيا" ترد الأهم "الكينونة والزمان" والأنطولوجيا مبحث علم دراسة الوجود نظرية المجموعات تأسست وتطورت توفر الفرصة لكي نتناول نستطيع الوصول (إلى الكينونة بحد ذاتها) ولهذا تمثل حدثاً بشرياً تاريخياً جذرياً يتم الانتباه سابقاً يكفي وباديو النزعة الشكوكية والعدمية سادت فلسفات لأسباب عدة منها عجز مواكبة التطورات العلمية عصرها الظروف مرّ بها حروب وكوارث عززت النزوع العدمي والشكوكي نيتشه عدم الدلالات العميقة لنظرية يترتب وجهة النظر وعليه ولا أهمية التقويض وفلسفة تجد تطبيقات وأرضاً خصبة مجالات شتى وجد له الدراسات الكولونيالية والدراسات النسوية الإنسانوية والفلسفة مجاناً PDF اونلاين ترتيب أمور معلومة للتأدي مجهول ويُستخدم المتعلقة بالعقل ويشير قدرة العقل تصحيح الاستنتاجات بشأن واقعي وبشأن حل المشكلات ويمكن تقسيم النقاش المتعلق بالفكر مجالين واسعي النطاق وفي هذين المجالين استمر المصطلحين "الفكر" و"الذكاء" كمصطلحين مرتبطين ببعضهما البعض الفلسفة (لغويا اليونانية φιλοσοφία‏ philosophia تعني حرفيًا "حب الحكمة") الأسئلة العامة والأساسية والمعرفة والقيم والعقل والاستدلال غالبًا تطرح كمسائل لدراستها حلها صاغ "فيلسوف (محب الحكمة)" وعالم فيثاغورس (570 495 قبل الميلاد) تشمل الأساليب الاستجواب والمناقشة النقدية والحجة المنطقية والعرض المنهجي وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
ميراث الغائب: قراءة في الحوار الصحفي الأخير مع جاك دريدا وأبرز الفلسفات المعاصرة المناهضة للتفكيكية
كتاب

ميراث الغائب: قراءة في الحوار الصحفي الأخير مع جاك دريدا وأبرز الفلسفات المعاصرة المناهضة للتفكيكية

ــ نصير فليح

صدر 2018م عن دار نينوي للدراسات والنشر والتوزيع
ميراث الغائب: قراءة في الحوار الصحفي الأخير مع جاك دريدا وأبرز الفلسفات المعاصرة المناهضة للتفكيكية
كتاب

ميراث الغائب: قراءة في الحوار الصحفي الأخير مع جاك دريدا وأبرز الفلسفات المعاصرة المناهضة للتفكيكية

ــ نصير فليح

صدر 2018م عن دار نينوي للدراسات والنشر والتوزيع
عن كتاب ميراث الغائب: قراءة في الحوار الصحفي الأخير مع جاك دريدا وأبرز الفلسفات المعاصرة المناهضة للتفكيكية:
تتعارض فلسفة بادو من حيث المحتوى مع فلسفة دريدا، التي اتهمها الكثيرون من المناهضين لها بأنها تعزز الشعور بالعدمية، وعدم وجود معنى محدد للأشياء والظواهر واللغة.

"ميراث الغائب": قراءة في فلسفة جاك دريدا
في التاسع من تشرين الأول - أكتوبر من عام 2004 توفي الفيلسوف الفرنسي الشهير جاك دريدا. وقبل ذلك بنحو أربعين يوماً، أي في التاسع عشر من آب - أغسطس نشرت جريدة لوموند الفرنسية الحوار الصحافي الذي أجراه معه جان برنباوم، وهكذا أصبح هذا الحوار هو الحوار الصحافي الأخير معه.

الكتاب يتضمن ثلاثة فصول وملحقاً. الفصل الأول منه عبارة عن قراءة للمؤلف في الحوار الصحافي الأخير مع جاك دريدا، والفصل الثاني بحث في الترجمات العربية لأهم مصطلحات جاك دريدا. أما الفصل الثالث فتضمن نبذة عن فلسفة الفيلسوف المعاصر الشهير آلان باديو، والتناقض بينها وبين فلسفة دريدا. ويختتم الكتاب بملحق هو ترجمة لنص الحوار الصحافي الأخير مع دريدا.

يبدأ نصير فليح كتابه هذا بتساؤل: تُرى ما الذي يمكن أن يقوله فيلسوف ومفكر، مثل جاك دريدا وهو يقترب من حافة الموت؟ موضحاً لنا أن هذا السؤال هو الذي دفعه إلى كتابة هذا الكتاب الذي لا تتجاوز عدد صفحاته ال 104 لكنه غني بما تضمنه من قراءة للحوار الأخير ل دريدا، وتسليط الضوء على فلسفته.

أُجري الحوار الصحفي الأخير وقد كان مرض السرطان الذي أصاب دريدا في مراحل متقدمة، وقد تضمن جوانب مختلفة مثل الفلسفة والسياسية والجوانب الشخصية وأسئلة الهوية والحياة والموت.

عندما يتردد الصحافي في الإشارة إلى مرض السرطان عند دريدا في بداية الحوار يستدرك دريدا عليه قائلاً: "بوسعك أن تقولها، مريض جداً، ومارّ بعلاج عدواني جداً، لكن لندع هذا جانباً، إذا سمحت، نحن لسنا هنا لنصدر تقريراً طبياً سواء أكان عامّاً أو سرياً...".

يتحول عندها الصحافي إلى أسئلة تتعلق بالحياة والموت و"كيفية العيش" التي يشير إليها دريدا في كتابه (أطياف ماركس)، وعبارته الشهيرة "تعلم العيش أخيراً"، فهل تعلم دريدا العيش؟.

يجيب دريدا قائلاً: "لا، أبداً لم أتعلم كيفية العيش، في الواقع، لم أتعلم مطلقاً..."، مضيفاً تصوره للوضع البشري نفسه باعتبارنا: "جميعنا ناجون مُنحوا إنقاذا مؤقتاً...". ويوضح هذا بتفصيل أكبر بعد ذلك: "تعلُّم العيش ينبغي أن يعني تعلُّم الموت، تعلُّم أن نأخذ بالحسبان، وبالتالي أن نقبل، الفناء المطلق (أي، دونما خلاص، بعث، أو افتداء – لا للشخص ولا للآخر). تلك كانت الوصية الفلسفية القديمة منذ افلاطون: التفلسف هو تعلُّم الموت".

لا يخفي دريدا في حواره الأخير صراعه الفكري والنفسي الحاد مع نفسه: "أنا في حالة حرب مع نفسي، وأنا أقول أشياء متناقضة، يمكن أن نقول عنها أشياء في توتر حقيقي.... ما يجعلني أعيش، وما سيجعلني أموت". ويرى (فليح) أن هذا التناقض الجوهري هو ما شكّل مسيرة دريدا الفكرية في العمق، والتي كانت مثار جدال ولا تزال.

ولكن كيف يتصور دريدا مصير ما قد يتبقى من إرثه الفكري في عالم تغيرت إيقاعاته وقواعد الأرشفة فيه؟. يبين أن لا فكرة لديه مطلقاً عن ذلك، لأن تسارع صورة الأرشفة في عصرنا الحديث، تجعل من المتعذر تخمين شيء حول الموضوع، بخلاف العصور الماضية، وعلى حد قوله : "الناس من جيلي، ومن بابٍ أْولى أولئك السابقون، تعودوا على إيقاع تاريخي معيّن، الشخص يعتقد أنه يعرف أن عملاً معيّناً قد يبقى أو لا، بالاستناد إلى مواصفاته الخاصة، لقرن، قرنين، أو ربما كحالة أفلاطون، لخمسة وعشرين قرناً، بينما اليوم وضعنا مختلف كثيرا.ً"

يصر دريدا على مواجهة كل ما أثير في وجه كتاباته وفلسفته من هجوم، معتبراً أن طريقته في الكتابة جزء لا يتصور انفصاله عن مضمون كتابته نفسها، وإخلاصه لعمله الفكري يجعل أن أي تغيير أو "تبسيط" في هذا الأسلوب والطريقة هو نوع من خيانة للذات. وعلى حد تعبيره فإن التبسيط في هذه الحالة يعني: "أنْ أُسأل أن أرفض ما شكّلني، ما أحببته كثيراً جداً، ما كان قانونياً، هو أن أُسأل أن أموت". في هذا الولاء هناك نوع من الحفاظ الغريزي على النفس، أن أرفض مثلاً صياغة صعبة معيّنة، تعقيداً معيّناً، مفارقة، أو تناقضاً مُلحَقاً، لأنه لن يُفهم، أو بالأحرى لأن صحافياً ما لا يعرف كيفية قراءته، أو حتى قراءة عنوان الكتاب.

ويعتقد دريدا أن القارئ أو المستمعين سوف لن يفهموا أفضل منه وأن مكانته وعمله سوف يعاني بالنتيجة، هو بالنسبة لي سفالة غير مقبولة، إنه كما لو أني أُسأل أن أذعن أو أخضع نفسي – أو بتعبير آخر أن أموت بسبب الغباء".

الحوار الصحافي الأخير مع دريدا لم يكن فكرياً وشخصياً فحسب، بل سياسياً أيضاً، وهو يتطرق في ردوده إلى جوانب مختلفة مما يجري في العالم سياسياً في يومها أي عام 2004، ومنتقداً إسرائيل في سياق إجابته على سؤال عن هويته اليهودية: "رغم كل المشاكل الأخرى التي تعذبني في هذا الموضوع، بدءاً من السياسة الانتحارية والكارثية الإسرائيلية ونوع معين من الصهيونية... رغم كل هذا ومشاكل أخرى كثيرة لدي مع "يهوديتي"، أنا أبداً لن أنكرها، سأقول دائماً، في مواقف معينة، "نحن اليهود". هذه الـ "نحن" المعذبة جداً هي في قلب ما هو أكثر قلقاً في فكري، فكر شخص أسميته مرة مع ابتسامة خفيفة، "اليهودي الأخير"، إنه في فكري مثل ما يقول أرسطو بعمق عن الصلاة: إنها لا صادقة ولا كاذبة، إنها في الواقع حرفياً: صلاة، في مواقف معيّنة، بالتالي لا أتردد أن أقول "نحن اليهود" إضافة إلى "نحن الفرنسيين".

بحث في الترجمات العربية لأهم مصطلحات دريدا

هذا الفصل من الكتاب يتضمن بحثاً للمؤلف عن الترجمات المختلفة التي ظهرت في العربية للمصطلحين الأبرز لجاك دريدا، أي Deconstruction و Difference،

يبين الباحث أنه وبعد بحث تفصيلي على أساس مصادر أجنبية حديثة أفضلية استخدام مصطلح التقويضية بدلاً من التفكيكية الشائع في الترجمة العربية، كما يبيّن أفضليتها أيضاً على بدائل أخرى ترجم فيها المصطلح نفسه مثل "النقضية" "اللا بناء" "التشريحية" "الانزلاقية"، موضحاً أن التفكيك المتضمن لمعنى "الفك" يوحي بالتقيّد بالبنى والأنساق الكامنة في الشيء أو الموضوع. وبالتالي فإنه يجري باتجاه عكسي على خطوط تكوين الموضوع من بنى وأنساق متضمنة أو معلنة، وهذا ما لا يذهب إليه مفهوم (Deconstruction) الذي لا يتقيد بالبنى والأنساق الموجودة.

فالتقويضية ترى أن الإجراء التقويضي يقضي على المعنى بالشكل المتعارف عليه، ولكنه يجترح تصوراً آخر عن المعنى، يجعله غير نهائي، غير مستقر، ديناميكي، توليدي، لكنه يظل قابلاً للإدراك والتداول، إذا استطعنا أن نغيّر طرائقنا في التفكير، بينما يرى المعترضون على ذلك أن هذا بالضبط اللامعنى، ومجرد تبرير للنزعة العدمية الضاربة جذورها في عمق التقويضية.

أما بالنسبة للمصطلح الثاني (Difference) فيستعرض ويناقش المؤلف 18 ترجمة عربية تمت لهذا المصطلح، ويوافق على ترجمته إلى "الاختلاف المرجَأ". وهذه الترجمات الثمانية عشر استخدمها كتاب وباحثون من العالم العربي أبرزها:

الإرجاء (جابر عصفور)، الاختلاف (جابر عصفور)، المغايرة (فريد الزاهي)، الإختلـ(ا)ف (إدريس كثير، عز الدين الخطيبي)، المباينة (عبد السلام بنعبد العالي)، الاختلاف المُرجأ (هدى شكري عياد)، الديفيرانس (سمير مسعود)، الاختلاف (عبد المقصود عبد الكريم)، فَرقُ التأجيل (يوئيل يوسف عزيز)، الاختلاف(a+) (بختي بن عودة)، الفارق (فاطمة الجيوشي)، الاختلاف والإرجاء (محمد عناني)، الإخـ(تـ)ـلاف (كاظم جهاد)، الفَرْق (محمد بنيس)، المباينة (سعيد علوش)، الاخترجلاف (عبد الوهاب المسيري).

ويشير المؤلف إلى أن "الكثير من سوء الفهم العربي لفكر دَرِيدا ينبع من جذرين رئيسيين:

الأول: هو القصور العربي عموماً في تناول وفهم وترجمة الفكر الغربي والتعامل معه.

والثاني: صعوبة وحراجة أفكار ومفاهيم وكتابة دَرِيدا نفسها.

وهو ما أثار مناهضة وجدالاً في موطن منشئها نفسه، سواء من فلاسفة ومفكرين فرنسيين من أمثال ميشيل فوكو، أو قاريين من أمثال هانز جورج غادامير ويورغن هابرماس، أو من فلاسفة الفلسفة التحليلية من أمثال جون سيرل John Searle، فضلاً عن مناهضة جماعية أحياناً كما هو الحال مع المعترضين على منح دَرِيدا الدرجة الفخرية من جامعة كامبردج (في القضية الشهيرة التي عرفت بـ "قضية دَرِيدا" مع جامعة كامبردج) أو من مفكرين معروفين من أمثال تيري ايغلتن ونعوم تشومسكي. وقد وصلت بعض المناظرات الى حالة توتر شديدة جداً كما هي الحال في المناظرة مع جون سيرل، كما ظلت القطيعة بين فوكو ودَرِيدا الى النهاية".

جاك دريدا وآلان باديو يختار المؤلف نصير فليح واحدة من أهم الفلسفات المعاصرة وهي فلسفة ألان باديو، لأنها فلسفة تناقض بشكل جذري العديد من الأفكار والفلسفات التي شاعت في العالم ولا سيما بعد الحرب العالمية الثانية، مثل الاتجاهات الفلسفية التأويلية وما بعد الحداثية وأيضاً التفكيكية نفسها.

والسبب الرئيسي هو أن فلسفة باديو من حيث الجوهر تعيد الاعتبار لمفهوم "الحقيقة" في الفلسفة، وترى أن هناك حقائق دائمة وثابتة وأبدية، على خلاف ما ساد في الاتجاهات الفلسفية في القرن العشرين من نزعات شكوكية بخصوص مفهوم "الحقيقة". وباديو يؤسس فلسفته هذه ومفهوم الحقيقة فيها على أساس تطور الرياضيات في القرن العشرين، وتحديداً "نظرية المجموعات" في الرياضيات. وهو ما تختصره جملته الشهيرة المثيرة للجدل: "الرياضيات هي الأنطولوجيا" التي ترد في كتابه الأهم "الكينونة والزمان".

والأنطولوجيا هي مبحث أو علم أو دراسة الوجود، حيث يرى باديو أن نظرية المجموعات في الرياضيات التي تأسست في القرن التاسع عشر وتطورت في القرن العشرين توفر لنا الفرصة لكي نتناول ما لا نستطيع الوصول إليه (إلى الكينونة بحد ذاتها)، ولهذا يرى باديو أن نظرية المجموعات في الرياضيات تمثل حدثاً فكرياً بشرياً تاريخياً جذرياً لم يتم الانتباه إليه سابقاً بما يكفي.

وباديو يرى أن النزعة الشكوكية والعدمية سادت في فلسفات القرن العشرين لأسباب عدة، منها عجز الفلسفة نفسها عن مواكبة التطورات العلمية في عصرها، وأيضاً الظروف التي مرّ بها القرن العشرين من حروب وكوارث عززت النزوع العدمي والشكوكي بدءاً من فلسفة نيتشه، هذا فضلاً عن عدم الانتباه إلى الدلالات العميقة لنظرية المجموعات في الرياضيات، وما يمكن أن يترتب على ذلك من وجهة النظر الفلسفية.

وعليه فإن فلسفة بادو من حيث المحتوى تتعارض مع فلسفة دريدا، التي اتهمها الكثيرون من المناهضين لها بأنها تعزز الشعور بالعدمية، وعدم وجود معنى محدد للأشياء والظواهر واللغة أيضاً.

ولا تزال أهمية التقويض وفلسفة دريدا تجد لها تطبيقات وأرضاً خصبة في مجالات شتى، وما يشير إليه هو في هذا الحوار من أن التقويض وجد له تطبيقات كثيرة في الدراسات ما بعد الكولونيالية، والدراسات النسوية، والدراسات ما بعد الإنسانوية.


الترتيب:

#6K

0 مشاهدة هذا اليوم

#61K

11 مشاهدة هذا الشهر

#113K

425 إجمالي المشاهدات
مترجم الى: .
المتجر أماكن الشراء
نصير فليح ✍️ المؤلف
مناقشات ومراجعات
دار نينوي للدراسات والنشر والتوزيع 🏛 الناشر
QR Code
أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية