█ _ طارق إمام 2018 حصريا ❞ مدينة الحوائط اللانهائية ❝ عن الدار المصرية اللبنانية 2024 اللانهائية: مجاناً PDF اونلاين
ذات يوم كانت هناك مدينة، قرر أهلها أن تصير بيتاً، لأنهم أرادوا أن يصبحوا أخوة رغم خصام الدم.. فحطموا حوائط بيوتهم وصنعوا أربعة حوائط هائلة لتصير المدينة كلها، بينها، بيتهم.
صاروا جميعاً أُسرة واحدة، أو هكذا اعتقدوا، لكنهم مع كل صباح كانوا يفقدون واحداً منهم، يغادر جثمانه البيت تاركاً مكانه بقعة من الدماء. لم يُعرف أبداً أي من سكان البيت الكبير كان القاتل، حتى تبقى اثنان، رجل وامرأة.
لم يكن أحدهما بحاجةٍ ليفكر أنه سيكون ضحية الآخر، لأن كليهما كان يعرف، أنه هو القاتل.
***
هذه مجموعة قصصية استثنائية بالفعل، يمكن قراءتها كمجموعة قصصية حقيقية، ويمكن قراءتها كرواية حقيقية، ويمكن قراءتها كديوان شعر حقيقي من قصيدة النثر، وهي إجمالا ألف ليلة وليلة جديدة عصرية بلا أي تزيد.
عالم السرد تخيلي كامل، زمانياً ومكانياً، فنحن في عصر غير محدد وإن كان من الممكن القول بأن زمان الأحداث هو كل زمان. أما المكان فهو مدينة الحوائط، تلك المدينة شيَّدها طارق إمام بحيث تبدو مدينة غرائبية إلى حد كبير، لكننا لو أزلنا غطاء الاعتياد والذاكرة التي كلسها التكرار عن عيوننا فسنجد أنها مدينة تشبه كثيرا المدن التي نعيش فيها.
نحن إذن أمام عمل يتوسَّل بالخيال والغرائبية وتهشيم العالم المعتاد لإعادة بناء عالم جديد مدهش، بقصد كشف غرائبية العالم الذي نعيشه بالفعل.
كل قصة من قصص المجموعة بدءاً من عنوانها هي نغمة موسيقية موحدة ضمن سيمفونية كبيرة مكونة من عدة فصول، بحيث يؤدي تتابع أو تداخل النغمات إلى تكوين وتشكيل السيمفونية ذاتها، أي مدينة الحوائط بنسائها ورجالها وأطفالها وغربائها وذكريات البشر والأماكن والشجر والجمادات وحتى المقابر فيها.
❞ “فقط فى أحلامه كان يغيب تماما ,
حتى يكاد يصدق أنه قد غادر الارض إلى الابد ...
ولكنه كان دائما يستقيظ
مهما طالت رحلته المؤقتة فى الأبدية” . ❝
❞ “أصبح الاطفال يتجنبوننى تماما
كنت أنزل بكرتى كرة حمراء بلاستيكية
اشترتها لى جدتى _
وأظل أركلها باتجاه الحائط لترتد إلى .
اظن اننى يومها ذقت اليتم لأول مرة .
كانوا على بعد امتار منى قد قسموا نفسم لفريقين كالعادة يومها مشيت بالكرة حتى مقبرة أمى
(المقبرة التى أقنعت نفسى أنها مقبرة أمى )” . ❝
❞ “قصاصة جديدة . إنها في الحقيقة قصاصة مكتوبة على أنقاض قصاصة أقدم . يتردد ، لكنه يقرر أن يقطع حلم يقظته، الذي أصابه بضيق لا يحتمل، وقد اكتشف فجأة أن قسوة رفيقه، تلك القصاصات التي كأعيرة نارية ، من ورق، أصبحت مفيدة لضعفه، مث الصفعة التي توقف البكاء” . ❝
❞ “تنظر في ساعة يدها، تقطب حاجبيها وتنظر إلي متسائلة كأنني أملك إجابة عن تساؤل لا يعرفه شخص سواها
دون مقدمات ، ومثلما تفعل كل مرة ، تنهض بسرعة ، فزعة ، وجلة ، كأنها تخشى أن تتأخر عن موعد موتها” . ❝
❞ “عندما اقتربت منه طننته يتأهب ليقفز ، ولم يكن ذلك مستبعدا في أيامه الأخيرة . كان قسطنطين واقفا على حافة الشرفة، وفاردا ذراعيه كأن الهواء سيأتيه بزائر” . ❝
❞ “من بين فرجات الشيش ، يبدو العالم شرائح مستطيلة من البقايا الممزقة، والمستوية رغم ذلك . تحب أن تراه هكذا قبل أن تفتح الشيش فجأة كأنها تفاجئ الدنيا، لترى المشهد الكبير ، المتماسك، أخيرا ، ولتدرك كذبه، قبل أن تتصالح معه” . ❝
❞ “اعتقد أن الشيخوخة صفة لابد و أن تلتصق بالشاعر . هل ثمة شاعر شاب في هذا العالم؟ إنها مزحة ، لست مسؤولا عمن أطلقها أو عمن بوسعهم أن يصدقوها .. يولد الشاعر بتجاعيده ، هذه هي الحقيقة التي أعرفها ، والتي رأيتها في صور جميع الشعراء ، أقصد صور طفولتهم بالذات” . ❝
❞ “تبحث عن شموع ذهبية ، دافئة ، حارة ، ومفعمة بالحياة .
كيف لها أن تصف ذلك للبائعة التي ترقبها بعينيها؟
للشمع المنطفئ رائحة الخسارة، دخان نحيل يؤكد لمعة النار التي كانت موقدة قبل قليل .. لكن هذه الشموع المصفوفة على الجدران جديدة ، لم تستخدم لم تداعبها النار . لماذا تشعر إذن أنها مطفأة ؟” . ❝
❞ “تسطع الشمس فجأة
بدلت المدينة ملابسها بسرعة. يغمض عينيه فجأة كي يتقي الضوء الذي داهمه. خائن هذا المطر، مر قبل أن يتأمله بشكل جيد. لا يمنحك الزمن أبدا فرصة ملائمة للقبض عليه” . ❝
❞ “عثرت على قصاصة منسية ، كتبتها ربما قبل أعوام . إنه انتصار صغير يستحق أن أحتفل به ، عندما تعثر على شيء نسيته ، يبدو كأنه تحول لعلامة ما ، لا ينبغي أن تفرط فيا ثانية” . ❝
❞ “ربما كانت تريحها فكرة أن تتحدث لشخصٍ لن يكون حيًّا بعد قليل، حيث يمثل الموت ضمانًا وحيدََا أن ذكرياتها الزائفة ستُواري قبل أن يكتشف أحدٌ كذبتها” . ❝