█ _ يوسف القرضاوي 2004 حصريا كتاب ❞ الأسرة كما يريدها الإسلام ❝ عن مكتبة وهبة 2025 الإسلام: مقدمة هذه صحائف كتبتها حول بمناسبة انعقاد مؤتمر الدوحة العالمي للأسرة الذي نظمه المجلس الأعلى لشؤون بدولة قطر وقد انعقد هذا المؤتمر بالدوحة يومي 29 30 نوفمبر 2004م وبمشاركة من الأمم المتحدة والجامعة العربية وممثلي الأديان السماوية والاتجاهات الحضارية وبحضور عدد الشخصيات المهمة أنحاء العالم ومما سرني المؤتمر: أنه تبنى اتجاهًا غير اتجاه المؤتمرات الدولية السابقة المرأة والأسرة مثل «مؤتمر السكان» القاهرة صيف سنة 1994م ومؤتمر بكين 1995م ومؤتمرات أخرى ونيويورك وغيرها والتي اتخذت خطًّا يخالف ما قررته رسالات السماء وما يؤمن به المتدينون شتى أقطار الأرض مثل: تأييد الإباحية الجنسية وإجازة الزواج المثلي: «اكتفاء الرجل بالرجل والمرأة بالمرأة» وإباحة الإجهاض بإطلاق بدعوى أن حرة جسدها تفعل تشاء ولو كان ذلك قتل جنينها ومثل: ترك الحرية المطلقة للأولاد وعدم تدخل الآباء أو الأمهات بل نزع يد الوالدين تربية أولادهما بصفة مطلقة فلا يجوز يفرض الأبوان لونًا معينًا التربية ولا يلقناهما عقيدتهما الدينية وبالجملة: سلطة الأبوين الصغار يعود ثمت مجال لقول الشاعر: وينشأ ناشئ الفتيان منا عوده أبوه! كان هو الاتجاه الغالب تلك ولهذا وقف ممثلو الديانات وجه فيها انحرافات الصراط القويم: صراط الفطرة والدين حتى وجدنا السكان القاهرة: الأزهر الشريف ورجال الكنيسة الكاثوليكية «مندوب الفاتيكان» والكنيسة الأرثوذكسية ورابطة الإسلامي وممثل جمهورية إيران الإسلامية وغيرهم يقفون جنبًا إلى جنب لمواجهة هذه التحديات الخطيرة التي تحاول تقتلع الطبيعية الشرعية جذورها أما فقد أخذ وجهةً هدفها المحافظة دعت إليها كل الكتابية وباركتها التوراة والإنجيل والقرآن ونادت بها اليهودية والمسيحية والإسلام وأساس الرباط المقدس «الميثاق الغليظ» سماه القرآن يربط بين تحت مظلة الشريعة وعلى أساس عقد شرعي معلن تترتب عليه حقوق وواجبات ومن ثمرات الزواج: وجود الأولاد الذين يعتبرون هبة الله تعالى سواء كانوا بنين بنات: {يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَٰثٗا وَيَهَبُ ٱلذُّكُورَ} [الشورى:49] ومن فضائل المشاركين فيه جميعًا جبهة واحدة ضد والتحلل وكانوا صف القيم والأخلاقية ولم يحدث خلاف حدث الأخرى؛ لأن اهتدى بالفطرة فطر الناس عليها بتعاليم الدين جوهر الوجود وكذلك بقيم الفضائل توارثتها الإنسانية توالي العصور وكانت الكلمات والبحوث والمناقشات كلها تدور الفلك وتسير الطيب لا يثمر إلا طيبا {وَٱلۡبَلَدُٱلطَّيِّبُ يَخۡرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَٱلَّذِي خَبُثَ لَا إِلَّا نَكِدٗا} [الأعراف:58] ولقد شاركت ببحثين: أحدهما: المستقر والثاني: تكاملية الأمومة والأبوة بناء وهما اللذان أنشرهما اليوم الرسالة وأود أذكر هنا كلمة قلتها للمشاركين وهي أننا نحن أصحاب متفقون الأصول الكلية والأسس الكبرى يقوم بما زوجين وأولاد وهذه هي النووية الصغيرة الضيقة ولكننا نؤمن بالأسرة الممتدة الموسعة تشمل والأمهات والأخوة والأخوات والأعمام والعمات والأخوال والخالات وأولادهم وهم يُسميهم القرآن: «أولي القربى» «ذوي الأرحام» ورتب لهم الحقوق وجعل عليهم الواجبات يجعلهم دائرة تربطها شبكة الأحكام أحكام «نظام المواريث» و«نظام النفقات» العاقلة» دفع ديات القتل الخطأ وشبه العمد إلخ وقد قال تعالى: {وَأُوْلُواْ ٱلۡأَرۡحَامِ بَعۡضُهُمۡ أَوۡلَىٰ بِبَعۡضٖ فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ} [الأحزاب:6] كما للإسلام شأن أحكامًا يتميز قوامية واختلاف ميراث وشرعية تعدد الزوجات بقيده وشرطه الطلاق عند تعذر الوفاق المسلمين تُناقض شرعه دينهم يجب احترام خصائص دين وأحكام شريعة سماوية متعاملين وفق القاعدة الذهبية: نتعاون فيما اتَّفقنا ونتسامح اختلفنا {رَبَّنَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَيۡتَنَا وَهَبۡ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحۡمَةًۚ إِنَّكَ أَنتَ ٱلۡوَهَّابُ} [آل عمران:8] والمجتمع مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل