📘 ❞ 25 يناير سنة 2011م.. ثورة شعب ❝ كتاب ــ يوسف القرضاوي

تاريخ مصر الحديث - 📖 كتاب ❞ 25 يناير سنة 2011م.. ثورة شعب ❝ ــ يوسف القرضاوي 📖

█ _ يوسف القرضاوي 0 حصريا كتاب ❞ 25 يناير سنة 2011م ثورة شعب ❝ عن مكتبة وهبة 2025 شعب: مقدمة اقترح عليَّ عدد من الإخوة والأصدقاء قطر وفي مصر غيرهما ومنهم أ د محمد خليفة حسن مدير مركز للوسطية الإسلامية والتجديد وأعضاء المركز ورابطة تلاميذ وغيرهم: أن تُجمع أفكاري ومواقفي وبياناتي وخطبي وفتاواي حول الشبابية التحريرية الكبرى التي عُرفت بثورة والتي اتَّخذت ميدان التحرير بالقاهرة مقرًّا لها مع مقارِّها سائر محافظات انتهت بالنصر 11 فبراير وقال الإخوة: إن مواقفك تأييد هذه الثورة ومساندتها والاحتجاج والدفاع عنها أول يوم الوضوح والقوَّة والتنوُّع والكثرة بحيث لا تخطئها عين ولا تنكرها أذن يجحدها مراقب ولكن الخير نجمعها ونوثِّقها ونقرِّبها للناس حتى يأتي بعد ذلك مَن يحاول يخطفها أو يُزوَّرها  ويدَّعيها لنفسه لفلان وعلاَّن الناس ممَّن ليس له نقير قطمير هو العير النفير وكنتُ متردِّدا الأمر بالمناقشة والتأمُّل تبيَّن لي صواب هذا لعدَّة أسباب: أولها: أهمية التوثيق وهو الآن سهل ومصادره موفورة وسائل الإعلام ومن الشباب الذين شاركوا صنع ومَن ناصرهم وهذا مهم للمؤرِّخ الذي يكتب تاريخ والعناصر المؤثِّرة نجاحها والعقبات وقفت طريقها والذين حاربوها بفتاويهم ومقالاتهم ومناوراتهم دافعوا كما أنا شخصيا فقد أنسى المواقف وتختلط ذاكرتي وتضيع معالمها فمن أسجِّلها مجتمعة ولقد أتيح زيارتي لمصر لجمعة النصر ألتقي ببضعة عشر شابًّا ممَّنْ إلى حقَّق الله وقد زاروني منزلي وحدَّثوني بصراحة وصدق وكيف مرَّت عليهم ساعات كاد يصيبهم الإحباط كانت كلماتي وأدعيتي تمدُّهم بعزائم ونفحات وبيِّنات تشدُّ أزرهم وتسند ظهرهم وتقوِّي حججهم وتفتح لهم أبواب الأمل والرجاء ومما ذكروه ما رأوه بأعينهم الجمعة أعلنتُ قبله فتواي بفرضيَّة ذهاب كلِّ مسلم عذر التحرير؛ لمساندة إخوانه هناك وتقوية ظهورهم الفتاوى الشهيرة حاولت صرف حولهم وصد عنهم شاهدوا أثر منذ الليل يأتيهم فج عميق صلاة وكان فتحا انجلت به غشاوة والقنوط وفي أصاب اليأس خطاب مبارك حين شاهدنا وسمعنا خطبتك الشاشات الموزَّعة الميدان وأنت تقسم منتصرة {إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا الْغَالِبُونَ} [الصافات:172 173] دخل علينا يقين غالبة قالوا: زلنا نذكر أوَّل لك لمبارك أوائل تقول بكلِّ قوَّة: ارحل يا رجليْك قبل يُجبرك الشعب الرحيل رغم أنفك الحقُّ أنّ تعالى جنَّدك لتحرس ببيانِك وعلمك مواجهة أرادوا اغتيالها مهدها ولولا تجنيد بلغتْ مداها لقد كان هؤلاء الأطهار يحدثونني ودموعي تسيل خدودي؛ فرحا بفضل ونعمته {ومَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَة فمِنَ الله} [النحل:53]   {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [ يونس:58] {وأمّا بنعْمَةِ رَبِّكَ فحَدِّث}  [الضحى:11] ثانيها: تأخذ الأجيال العبرة المعلِّمة وما تركته رصيد تربوي للأجيال المصرية وغير أيضا حيث الثمانية يوما مدرسة تعليم الإيثار والبذل والتضحية المعتصمون مثلا يُحتذى الصبر والاحتمال وحسن السلوك لم يعتدِ واحد الآخر يُعاكس شاب فتاة ولم يختصم زميل زميله بل يجوع الواحد ليشبع أخوه ويعرى ليتغطَّى ويعرِّض صدره للرصاص ليحمي أخاه وخصوصا أوقات الشدائد مثل وقعة البغال والجمال والخيول ويوم إحاطة القناصَّة بالميدان يقتلون بغير حساب ثالثها: انتهاز الفرصة لتقديم (فقه الثورة) الثورات) للأمة خلال التجربة العملية فيها بعض مشايخ الدين دخولا يضلِّل شباب طريقهم الصحيح زعموا أنهم {ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف:104] وأنهم أيقظوا الفتنة النائمة ولعن أيقظها وقفوا ضدَّ الشرعية يدعون الفوضى وعدم الاستقرار لولا ألهمنا نردَّ المتشابهات بالمحكمات البيِّنات والحقُّ أبلج والباطل لجلج {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ الْأَرْضِ} [الرعد:17] الحديث مجاناً PDF اونلاين هي الفترة تبدأ 13 مايو 1805 التاريخ المصريّ أي أنّها الوالي العثمانيّ خورشيد باشا نتج تولية علي حكم بموجب فرمان الخليفة لذا فإنه يطلق لقب مؤسّس الحديثة فترة قوة بالّنسبة للدّولة وذلك لقيامه بالعديد الحملات الخارجية بعضها بأمر والبعض صراعه الدولة العثمانيّة شملت دولته والّشام والحجاز وبلاد المورة والّسودان نهاية خضع للسلطان ثبته وجعل الحكم يورّث أكبر أبنائه الّذكور تولى بعده حفيده عباس حلمي الأوّل والّذي قام ببناء أوّل خط سكة حديد بدأت تقع الأزمات انتهاء ولاية لضعف حكام الأسرة العلوية سعيد أعطى لدليسبس امتيازا لحفر قناة السويس تصل البحر المتوسّط بالبحر الأحمر 14 نوفمبر 1854 وبعد موت الخديوي إسماعيل بنهضة كبيرة ووسّع ممتلكاتها وصل نفوذه سواحل ومديرية خطّ الاستواء فترته بداية انهيار وضعفها تفاقمت أزمة الديون عهده صدر يقضي بخلعه وتولية ابنه توفيق أهمّ الأحداث اندلاع الّثورة العرابية تحت قيادة أحمد عرابي وأيضا شهد الاحتلال البريطاني شهدت العديد الحركات تدعو لمقاومة برزت الّشخصيات المجال مصطفى كامل ومحمد فريد هيّجت الّشعب ضدّ حادثة دنشواي فكان دور إثارة غضب بريطانيا تناولها الشعراء قصائدهم واستخدمها للتصعيد عام 1919 قامت هياج المصريين نفيهم لسعد زغلول ولكنها سرعان أعادت سعد مرة أخرى واستمرّ كفاحه عقدت عدة مفاوضات للاستقلال منها ملنر ومفاوضات عدلي كيرزون المفاوضات باءت بالفشل؛ لأنّ شروط ستعطي استقلالا صوريا الّنهاية بإصدار تصريح 28 1922 ينص اعتراف بسيادة وجود أربعة تحفظات لبريطانيا عرفت بالّتحفظات الأربعة وهي تأمين المواصلات البريطانية اعتداء تدخل أجنبي وحماية المصالح الأجنبية الأقليات واستمرار أوضاع الّسودان عليه وفقا لاتفاقية الثنائي 1899 وكانت نتيجة الّتصريح أعلن قيام المملكة وإصدار دستور 19 إبريل 1923 وفاة 1927 رئاسة حزب الوفد الّنحاس وعندما تخوّفت حدوث شعبيّ جديد الوقت فيه مشارف حرب عالمية جديدة معه معاهدة 1936 لهذه المعاهدة فوائد كثيرة انتهى عسكريا وانضمت عصبة الأمم ومع الانتهاكات حادث 4 1942 للضغط الملك فاروق لتعيين النحاس لرئاسة الوزراء وهددت العرش أكتوبر 1951 إلغاء فبدأ النضال المسلح وهاجم الفدائيون المعسكرات فتصاعد وحاصرت القوات مبنى المحافظة محافظة الإسماعيلية؛ لكي تنزع الشرطة سلاحها فرفضت 1952 ومنه اتخذ اليوم عيدا للشرطة بيوم حدث حريق القاهرة إنذارا بسقوط النظام الملكي فقامت 23 يوليو فمع صباح سيطر الضباط الأحرار المواقع المهمة والإسكندرية اعتقلوا والمسئولين الكبار الجيش المصري وأذيع بيان السابعة والنصف بصوت أنور السادات وطالبوا بالتنازل لأحمد فؤاد الثاني حينئذ طفلا وطالبوه بمغادرة البلاد لموعد أقصاه 26 الشروط وتولى فعلته إصدار قانون الإصلاح الزراعي الأول سبتمبر يونيو 1953 ألغيت الملكية وأعلنت جمهورية عربية نجيب الجمهورية أبرز توقيع اتفاقية الجلاء ورحل آخر جندي 18 1956 فاتخذ للجلاء أممت وأصبحت إدارة العام أصبح للمرأة حق الانتخاب والترشح لمجلس الأمة (ما يوازي مجلس النواب حاليا) نشب العدوان الثلاثي بقيادة فرنسا وبريطانيا وإسرائيل وسيطروا مدينة بورسعيد وتوغلت إسرائيل سيناء فشل سريعا وانسحبت الفرنسية والبريطانية ديسمبر وقطاع غزة 1957 1958 العربية المتحدة باتحاد وسوريا وأصبح الرئيس عليهما جمال عبد الناصر انفك الاتحاد 1961 انقلاب سوريا المشاريع الضخمة أقيمت والذي انتهي منه 1971 5 1967 هاجمت وفلسطين والأردن ونتج احتلال وهضبة الجولان والقدس والضفة الغربية لنهر الأردن وسميت بنكسة تنحيه النكسة طالبه بالبقاء فعدل قراره وبدأت الاستعدادات لمعركة القادمة بين العرب فجهّز وسلّح بأحدث الأسلحة ودرب عليها واستمر الوضع هكذا الأثناء أخذ يستنزف طاقات فكانت الاستنزاف عامي 1969 و1970 الأخير توفى نائبه 6 1973 الّساعة الثانية ظهرا هاجم الجيشان: والسوري الأراضي احتلتها ساندت الدول هذين البلدين قدم المساعدات المالية وزراء النفط قرروا الكويت حظر الصادرات النفطية الولايات الأمريكية كبير الضغط أمريكا وأصدر الأمن قرارا رقم 338 بوقف جميع الأعمال الحربية 22 زار بعدها 1977 وألقى خطابا الكنيست الإسرائيلي نيته للسلام وبعدها بعام عقد مؤتمر كامب ديفيد 1979 السلام 1981 اغتيل حسني 1989 رفع العلم طابا لجوء التحكيم الدولي عهد تطورا البنية التحتية إلا أنه تدهورت الأوضاع الاقتصادية وانتشر العنف السجون وأقسام حالة الطوارئ مفروضة دائما وعليه استمر العمل بقانون مما دفع النزول مظاهرات احتجاجية حركة أبريل 2011 بنزول الميادين العامة بالمحافظات ثم اندلعت أرجاء ابتداء سمي جمعة الغضب الأولى منصب الرئاسة وسلم السلطة المجلس الأعلى للقوات المسلحة وعقدت انتخابات 2012 مرسي 30 قوبلت سياسات بالاعتراض طوائف أحداث الاتحادية مارس 2013 أسّست تمرد لجمع توقيعات لعزل والنزول وبالفعل نزل المعارضون وبعض والمؤيدون رابعة العدوية وميدان النهضة الأخرى 3 الفريق الفتاح السيسي منصور مؤقتا لحين اختيار رئيس الانتخابات الرئاسية 2014 8

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
25 يناير سنة 2011م.. ثورة شعب
كتاب

25 يناير سنة 2011م.. ثورة شعب

ــ يوسف القرضاوي

عن مكتبة وهبة
25 يناير سنة 2011م.. ثورة شعب
كتاب

25 يناير سنة 2011م.. ثورة شعب

ــ يوسف القرضاوي

عن مكتبة وهبة
مجاني للتحميل
حول
قراءة أونلاين 📱 PDF تحميل مجاناً
يوسف القرضاوي ✍️ المؤلف
مكتبة وهبة 🏛 الناشر
مناقشات ومراجعات
QR Code
عن كتاب 25 يناير سنة 2011م.. ثورة شعب:
مقدمة

اقترح عليَّ عدد من الإخوة والأصدقاء في قطر وفي مصر وفي غيرهما، ومنهم أ. د. محمد خليفة حسن مدير مركز القرضاوي للوسطية الإسلامية والتجديد، وأعضاء المركز، ورابطة تلاميذ القرضاوي، وغيرهم: أن تُجمع أفكاري ومواقفي وبياناتي وخطبي وفتاواي، حول ثورة مصر الشبابية التحريرية الكبرى، التي عُرفت بثورة 25 يناير 2011م، والتي اتَّخذت ميدان التحرير بالقاهرة مقرًّا لها، مع مقارِّها في سائر محافظات مصر، والتي انتهت بالنصر في 11 فبراير 2011م.

وقال الإخوة: إن مواقفك في تأييد هذه الثورة ومساندتها، والاحتجاج لها، والدفاع عنها من أول يوم، من الوضوح والقوَّة والتنوُّع والكثرة، بحيث لا تخطئها عين، ولا تنكرها أذن، ولا يجحدها مراقب، ولكن من الخير أن نجمعها ونوثِّقها، ونقرِّبها للناس، حتى لا يأتي بعد ذلك مَن يحاول أن يخطفها أو يجحدها أو يُزوَّرها  ويدَّعيها لنفسه، أو لفلان وعلاَّن من الناس، ممَّن ليس له في الثورة نقير ولا قطمير، ولا هو في العير ولا في النفير.

وكنتُ متردِّدا في أول الأمر، ولكن بالمناقشة والتأمُّل، تبيَّن لي صواب هذا الأمر، لعدَّة أسباب:

أولها: أهمية التوثيق، وهو الآن سهل، ومصادره موفورة، من وسائل الإعلام، ومن الشباب الذين شاركوا في صنع الثورة، ومَن ناصرهم.

وهذا التوثيق مهم للمؤرِّخ الذي يكتب بعد ذلك، في تاريخ هذه الثورة والعناصر المؤثِّرة في نجاحها، والعقبات التي وقفت في طريقها، والذين حاربوها بفتاويهم ومقالاتهم ومناوراتهم، والذين دافعوا عنها، كما أن هذا التوثيق مهم لي أنا شخصيا، فقد أنسى هذه المواقف وتختلط في ذاكرتي، وتضيع معالمها، فمن الخير أن أسجِّلها مجتمعة.

ولقد أتيح لي في زيارتي لمصر لجمعة النصر أن ألتقي ببضعة عشر شابًّا، ممَّنْ شاركوا في صنع الثورة من أول يوم، إلى أن حقَّق الله النصر، وقد زاروني في منزلي، وحدَّثوني بصراحة وصدق، وكيف مرَّت عليهم ساعات كاد يصيبهم الإحباط، وكيف كانت كلماتي وبياناتي وخطبي وأدعيتي ومواقفي تمدُّهم بعزائم ونفحات وبيِّنات، تشدُّ أزرهم، وتسند ظهرهم، وتقوِّي حججهم، وتفتح لهم أبواب الأمل والرجاء.

ومما ذكروه لي ما رأوه بأعينهم في يوم الجمعة، الذي أعلنتُ قبله فتواي بفرضيَّة ذهاب كلِّ مسلم لا عذر له إلى ميدان التحرير؛ لمساندة إخوانه هناك، وتقوية ظهورهم، بعد الفتاوى الشهيرة التي حاولت صرف الناس من حولهم، وصد الشباب عنهم، وكيف شاهدوا أثر ذلك، منذ الليل يأتيهم الناس من كلِّ فج عميق، حتى صلاة الجمعة، وكان هذا فتحا من الله انجلت به غشاوة الإحباط والقنوط.

وفي يوم الجمعة 11 فبراير- وقد أصاب الناس اليأس بعد خطاب مبارك- حين شاهدنا وسمعنا خطبتك في الشاشات الموزَّعة في الميدان، وأنت تقسم إن الثورة منتصرة، ﴿إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾ [الصافات:172، 173]، دخل علينا يقين أن الثورة غالبة.

قالوا: ولا زلنا نذكر أوَّل خطاب لك لمبارك في أوائل الثورة، وأنت تقول له بكلِّ قوَّة: ارحل يا مبارك على رجليْك، قبل أن يُجبرك الشعب على الرحيل رغم أنفك.

الحقُّ أنّ الله تعالى جنَّدك لتحرس هذه الثورة ببيانِك وعلمك، في مواجهة مَن أرادوا اغتيالها في مهدها، ولولا تجنيد الله لك ما بلغتْ مداها. لقد كان هؤلاء الشباب الأطهار يحدثونني ودموعي تسيل على خدودي؛ فرحا بفضل الله ونعمته عليَّ، ﴿ومَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَة فمِنَ الله﴾ [النحل:53]،  ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ [ يونس:58]، ﴿وأمّا بنعْمَةِ رَبِّكَ فحَدِّث﴾  [الضحى:11].

ثانيها: أن تأخذ الأجيال العبرة من هذه الثورة المعلِّمة، وما تركته من رصيد تربوي للأجيال المصرية، وغير المصرية أيضا، حيث كانت الثمانية عشر يوما في ميدان التحرير، مدرسة في تعليم الإيثار والبذل والتضحية، بعد أن كان هؤلاء المعتصمون مثلا يُحتذى في الصبر والاحتمال وحسن السلوك، لم يعتدِ واحد على الآخر، لم يُعاكس شاب فتاة، ولم يختصم زميل مع زميله، بل يجوع الواحد ليشبع أخوه، ويعرى ليتغطَّى أخوه، ويعرِّض صدره للرصاص ليحمي أخاه، وخصوصا في أوقات الشدائد، مثل يوم وقعة البغال والجمال والخيول، ويوم إحاطة القناصَّة بالميدان، يقتلون الناس بغير حساب.

ثالثها: انتهاز هذه الفرصة لتقديم (فقه الثورة) أو (فقه الثورات) للأمة، من خلال هذه التجربة العملية، التي دخل فيها بعض مشايخ الدين، دخولا كاد يضلِّل شباب الثورة عن طريقهم الصحيح، حين زعموا أنهم ﴿ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾ [الكهف:104]، وأنهم أيقظوا الفتنة النائمة، ولعن الله مَن أيقظها، وأنهم وقفوا ضدَّ الشرعية، وأنهم يدعون إلى الفوضى وعدم الاستقرار، وأنهم... وأنهم... لولا أن الله ألهمنا أن نردَّ هذه المتشابهات بالمحكمات البيِّنات. والحقُّ أبلج والباطل لجلج، ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾ [الرعد:17].
الترتيب:

#6K

0 مشاهدة هذا اليوم

#19K

22 مشاهدة هذا الشهر

#111K

743 إجمالي المشاهدات