📘 ❞ تنفس من الطلاق الي التعافي ❝ كتاب ــ فاطمه المهدى اصدار 2023
قصص عربية - 📖 كتاب ❞ تنفس من الطلاق الي التعافي ❝ ــ فاطمه المهدى 📖
█ _ فاطمه المهدى 2023 حصريا كتاب ❞ تنفس من الطلاق الي التعافي ❝ عن دار كيان للنشر والتوزيع 2024 التعافي: بعد صفحة جديدة مع نفسك ترى فيها الدنيا بلون مختلفٍ ألوان الطيف تزخرف حياتك أن كانت تتشح بالسواد بعد النصف الآخر العالم هناك روح تعاني مثل روحك تبحث عنك بين خبايا كل حكاية حب ومع سطر سطور الشعر تهفو إلى رؤياك قصص عربية مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل
عن كتاب تنفس من الطلاق الي التعافي: بعد الطلاق..صفحة جديدة مع نفسك.. ترى فيها الدنيا بلون مختلفٍ.. ألوان الطيف تزخرف حياتك بعد أن كانت تتشح بالسواد. بعد الطلاق..في النصف الآخر من العالم هناك روح كانت تعاني مثل روحك، تبحث عنك بين خبايا كل حكاية حب، ومع كل سطر من سطور الشعر تهفو إلى رؤياك.
❞ عندما تمسك بالورقة والقلم لتتحدث عن أي موضوع يخصُّ الأسرة مثل الزواج والتربية، فإن قلمك ينساب ليخطَّ أجمل العبارات وأسماها. قد تكون مُصيبًا أو مخطئًا في وجهة نظرك، أيًّا كان فإنها جميعًا اجتهادات وتجارب مررت بها أو عاصرتها أو شاهدتها في عملك أو في حياتك الشخصية، وبما أننا بشر فإن مساحة الخطأ واردة، وشيئًا فشيئًا تتقبل هذا الزلل من بشريَّتك. لكن مشاعرك تختلف تمامًا عندما تكتب عن الطلاق. تشعر برجفة في قلبك، في أصابع يديك، تكتب ثم تمحو، ثم تكتب وتمحو، وقد لا تكتب كلمة واحدة لمدة أشهر، وها هي دار النشر تنتظرك حتى تنهي كتابك في الوقت المحدد. وتظل في صراع هكذا: أكتب ماذا؟ ماذا سأكتب في الطلاق؟ ولماذا أكتب فيه؟ يا الله! ما كل هذا الألم؟ كيف ستخطُّ يدي كل هذا الوجع؟ كيف سأتحدث عن كسرة القلب؟ عن الحزن؟ عن الأرق؟ عن الأذى؟ عن الاختلاف الذي يؤدي إلى خلاف أو صراع؟ وربما قد يؤدي بالبعض إلى المحاكم. هذان القلبان اللذان التقيا وأحبَّا بعضهما، امتزجَا حتى ظنَّا أنه لا فراق يومًا، ها هما الآن يخطان بيديهما أو بيد أحدهما نهاية علاقة سامية! ثم تعود لتسأل نفسك من جديد أسئلة وجودية لا تجد لها إجابة شافية: بالله لمَ يحدث ذلك؟ لماذا لا يتفاهم الطرفان بسهولة؟ لم لا يجلسان جلسة هادئة ويحكيان صراعاتهما، أفكارهما، مشاعر كلٍّ منهما للآخر؟ لم لا يتحدث كل طرف عن احتياجاته؟ ولم لا ينفذ كل طرف واجباته تجاه الآخر؟ ما كل هذه التعقيدات؟ ولماذا كل هذا الكبر والعند؟ تساؤلات لا حصر لها تنتابك، لا تجد لها أي إجابة منطقية، أو على الأقل إجابة تشفع لهذا الحب حتى يعيش وينمو ويزدهر بدلًا من أن يختنق أو يغرق. وفجأة! يهديك الله إلى إجابة ترضيك. بل عدة إجابات: من قال إن الطلاق شرٌّ في جميع الأحوال أو في مجمله؟ أليس الله قد شرعه حتى يكون انفراجة بعد ضيق؟ ويسر من بعد عسر؟ وتنفس بعد اختناق؟ ورحمة بعد ألم وقسوة وعذاب؟ لماذا نراه شرًّا؟! بالطبع لا أحد يريد أن يخسر، ولا أن يفقد عزيزًا، ولا أن ينفصل عمَّن يحب. لكن هذه هي الدنيا، نحن نتغير، تتغير أفكارنا، نظرتنا إلى الأمور، مشاعرنا. نحتاج من وقت لآخر إلى توكيد الحب، إلى عمل عملية تغيير كبيرة في علاقتنا حتى لا يقتلها الملل. نحتاج أن نختار الطريقة التي نعيش بها، دون ألم، نعيش في راحة، لا نبتغي السعادة الدائمة المستمرة كل يوم لأننا لسنا في الجنة، بل نطلب فقط أن نرتاح ولو قليلًا، أن نشعر بسلام وسكينة. في ظل هذه الدوامة الحياتية التي لا تنتهي تحتاج إلى من تستند برأسك على كتفه وأنت مطمئن. وإن لم يكن هذا الشخص هو القلب وهو الاحتواء والسند، هو الذي تهرع إليه وقت الشدة كما هرع نبينا الكريم إلى خديجة -رضي الله عنها- قائلًا: «دثِّروني زمِّلوني»، فما كان منها إلا أن احتضنته وضمته بين ذراعيها على الرغم من أنها لم تكن تعلم أي شيء بعد عن رسالته. ماذا إن لم يكن ذاك الشخص سندًا لك؟ بل ماذا إن كان العكس تمامًا؟ صار يؤذي أكثر مما يريح، صارت مواقف الألم معه أكثر من مواقف السعادة والراحة، صرت تجد راحتك بعيدًا عنه وتتمنى أن يأتي اليوم الذي تعلن فيه خلاصك منه … فلمَ الاستمرار في حياة مؤلمة؟! لم الاستمرار في شيء ماسخ لا طعم له؟ لم نردد دومًا أننا مضطرون في حين أننا غير مضطرين؟! ماذا لو كان الاضطرار في بعض الأوقات ليس اضطرارًا؟ ماذا إن كان برغبة منا؟ رغبة خفية ما زالت تداعبنا، ربما خوفًا من التغيير، من نظرة المجتمع، من ألم قد لا نحتمله، أو ربما خوفًا من الوحدة أو خوفًا من المجهول. كل ذلك يؤخِّر اتخاذ القرار يومًا بعد يوم، ومع تأخر القرار تزداد الحيرة ويزداد معها الألم. إذن لم كل هذا العذاب؟ لِم نضيِّق واسعًا وقد وسَّعه الله علينا؟ سبحانه الذي خلقنا يعلم طاقتنا، يعلم قدرتنا على التحمل؛ لذا شرَّع الله لنا الطلاق.. ❝ ⏤فاطمه المهدى
❞ عندما تمسك بالورقة والقلم لتتحدث عن أي موضوع يخصُّ الأسرة مثل الزواج والتربية، فإن قلمك ينساب ليخطَّ أجمل العبارات وأسماها.
قد تكون مُصيبًا أو مخطئًا في وجهة نظرك، أيًّا كان فإنها جميعًا اجتهادات وتجارب مررت بها أو عاصرتها أو شاهدتها في عملك أو في حياتك الشخصية، وبما أننا بشر فإن مساحة الخطأ واردة، وشيئًا فشيئًا تتقبل هذا الزلل من بشريَّتك.
لكن مشاعرك تختلف تمامًا عندما تكتب عن الطلاق. تشعر برجفة في قلبك، في أصابع يديك، تكتب ثم تمحو، ثم تكتب وتمحو، وقد لا تكتب كلمة واحدة لمدة أشهر، وها هي دار النشر تنتظرك حتى تنهي كتابك في الوقت المحدد. وتظل في صراع هكذا: أكتب ماذا؟ ماذا سأكتب في الطلاق؟ ولماذا أكتب فيه؟
يا الله! ما كل هذا الألم؟ كيف ستخطُّ يدي كل هذا الوجع؟ كيف سأتحدث عن كسرة القلب؟ عن الحزن؟ عن الأرق؟ عن الأذى؟ عن الاختلاف الذي يؤدي إلى خلاف أو صراع؟ وربما قد يؤدي بالبعض إلى المحاكم.
هذان القلبان اللذان التقيا وأحبَّا بعضهما، امتزجَا حتى ظنَّا أنه لا فراق يومًا، ها هما الآن يخطان بيديهما أو بيد أحدهما نهاية علاقة سامية!
ثم تعود لتسأل نفسك من جديد أسئلة وجودية لا تجد لها إجابة شافية: بالله لمَ يحدث ذلك؟ لماذا لا يتفاهم الطرفان بسهولة؟ لم لا يجلسان جلسة هادئة ويحكيان صراعاتهما، أفكارهما، مشاعر كلٍّ منهما للآخر؟ لم لا يتحدث كل طرف عن احتياجاته؟ ولم لا ينفذ كل طرف واجباته تجاه الآخر؟ ما كل هذه التعقيدات؟ ولماذا كل هذا الكبر والعند؟
تساؤلات لا حصر لها تنتابك، لا تجد لها أي إجابة منطقية، أو على الأقل إجابة تشفع لهذا الحب حتى يعيش وينمو ويزدهر بدلًا من أن يختنق أو يغرق.
وفجأة! يهديك الله إلى إجابة ترضيك. بل عدة إجابات: من قال إن الطلاق شرٌّ في جميع الأحوال أو في مجمله؟ أليس الله قد شرعه حتى يكون انفراجة بعد ضيق؟ ويسر من بعد عسر؟ وتنفس بعد اختناق؟ ورحمة بعد ألم وقسوة وعذاب؟ لماذا نراه شرًّا؟! بالطبع لا أحد يريد أن يخسر، ولا أن يفقد عزيزًا، ولا أن ينفصل عمَّن يحب.
لكن هذه هي الدنيا، نحن نتغير، تتغير أفكارنا، نظرتنا إلى الأمور، مشاعرنا. نحتاج من وقت لآخر إلى توكيد الحب، إلى عمل عملية تغيير كبيرة في علاقتنا حتى لا يقتلها الملل.
نحتاج أن نختار الطريقة التي نعيش بها، دون ألم، نعيش في راحة، لا نبتغي السعادة الدائمة المستمرة كل يوم لأننا لسنا في الجنة، بل نطلب فقط أن نرتاح ولو قليلًا، أن نشعر بسلام وسكينة.
في ظل هذه الدوامة الحياتية التي لا تنتهي تحتاج إلى من تستند برأسك على كتفه وأنت مطمئن. وإن لم يكن هذا الشخص هو القلب وهو الاحتواء والسند، هو الذي تهرع إليه وقت الشدة كما هرع نبينا الكريم إلى خديجة -رضي الله عنها- قائلًا: «دثِّروني زمِّلوني»، فما كان منها إلا أن احتضنته وضمته بين ذراعيها على الرغم من أنها لم تكن تعلم أي شيء بعد عن رسالته.
ماذا إن لم يكن ذاك الشخص سندًا لك؟ بل ماذا إن كان العكس تمامًا؟ صار يؤذي أكثر مما يريح، صارت مواقف الألم معه أكثر من مواقف السعادة والراحة، صرت تجد راحتك بعيدًا عنه وتتمنى أن يأتي اليوم الذي تعلن فيه خلاصك منه … فلمَ الاستمرار في حياة مؤلمة؟! لم الاستمرار في شيء ماسخ لا طعم له؟ لم نردد دومًا أننا مضطرون في حين أننا غير مضطرين؟! ماذا لو كان الاضطرار في بعض الأوقات ليس اضطرارًا؟ ماذا إن كان برغبة منا؟
رغبة خفية ما زالت تداعبنا، ربما خوفًا من التغيير، من نظرة المجتمع، من ألم قد لا نحتمله، أو ربما خوفًا من الوحدة أو خوفًا من المجهول. كل ذلك يؤخِّر اتخاذ القرار يومًا بعد يوم، ومع تأخر القرار تزداد الحيرة ويزداد معها الألم.
إذن لم كل هذا العذاب؟ لِم نضيِّق واسعًا وقد وسَّعه الله علينا؟ سبحانه الذي خلقنا يعلم طاقتنا، يعلم قدرتنا على التحمل؛ لذا شرَّع الله لنا الطلاق. ❝