█ _ أشرف الصباغ 2023 حصريا قصة ❞ أول فيصل ❝ عن روافد للنشر والتوزيع 2024 فيصل: مجموعة قصصية للروائي والقاص تُمثل دراما اجتماعية خيالية متنوعة إيطار ساخر لطيف كتب الروايات والقصص مجاناً PDF اونلاين الرواية هي سرد نثري طويل يصف شخصيات وأحداثاً شكل متسلسلة كما أنها أكبر الأجناس القصصية من حيث الحجم وتعدد الشخصيات وتنوع الأحداث وقد ظهرت أوروبا بوصفها جنساً أدبياً مؤثراً القرن الثامن عشر والرواية حكاية تعتمد السرد بما فيه وصف وحوار وصراع بين وما ينطوي عليه ذلك تأزم وجدل وتغذيه كتب قصص اطفال روايات متنوعه وروايات بوليسية عالمية ادب ساخره لاعظم الكتاب مضحكه واقعيه قصائد وخواطر طويلة قصيرة قصيره
"أصبحتُ أقابل أبنائي بالصدفة على الرغم من أننا نعيش، على ما أذكر، في بيت واحد. هذا لا يعني إطلاقا أننا على خلاف أو أن كلا منا يتجاهل الآخر. كثيرا ما أتوجه إلى السماء ممجدا كل عطاياها على منحها وهداياها المجيدة. فابنتي الكبرى رائعة. وفرحتُ كثيرا بمجيئها إلى هذا العالم الجميل الذي يثير دائما دهشتي بتناقضاته وتأرجحاته. كما أن مجيء الابن أكمل فرحتي بهذا العالم ودهشتي من هدايا الطبيعة ومن عطاياها. أما الثالثة، آخر العنقود، فكانت هي العمر كله بالنسبة لي".
❞ وفي اللحظة التي كانت زوجتي تقترح فيها أن نتغدى معا بهذه المناسبة التاريخية المجيدة، سمعنا طقطقات صادرة من غرفنا وأصوات تنبيهات. أدركنا أن إشارة ˝الواي فاي˝ عادت، والنت أصبح متاحاً. صافحنا بعضنا البعض سريعاً وتوجه كل واحد منا إل غرفته . ❝
❞ كانت عيوننا دامعة، وكنا نحاول جاهدين إخفاء ملامحنا الحزينة والفرحة في آن واحد.
سألته: ˝أخبارك إيه يا حبيبي، خطبت ولا لسه، وشغال فين دلوقت و.. و...˝. لكنه قاطعني بحب وحنان واشتياق وقال: ˝ سيبك إنت من أخباري، يا بابا! حضرتك عامل إيه، وهل إنت أجازة النهاردة من الشغل ولا مزوغ كالعادة؟˝. قُلت له: ˝لأ، ده أنا طلعت معاش من سنتين، يابني. لكن إنت فين دلوقتي؟˝. قال لي: ˝ أنا أتخرجت وشغال في شركة كبيرة محترمة.. حضرتك وحشتني أوي أوي، يا بابا. بس والله شكلك ما أتغيرش كتير عن زمان هم بس شوية الشعر الأبيض وخلاص˝ . ❝
❞ بعد خمس دقائق تقريباً، شعرت بملل فظيع. خرجت من غرفتي، فوجدت أن الراوتر وقع بالفعل، فأعدته إلى مكانه وضغطت على زر التشغيل. توجهت إل المطبخ وعملت كنكة هوة ضخمة، وانتقلت لأستمتع بشربها في الصالة التي شعرت بأنني لم أرها منذ سنوات طويلة.
وهي المكان الأليف والمألوف الذي بذلت مجهوداً خرافياً لأحوله إلى واحة من الفن والإبداع والهدوء والإضاءة المتحركة والموسيقى الصادحة دوما بأجمل المقطوعات الكلاسيكية. استمتعت بالفنجان الأول من القهوة. وقبل أن أصب الثاني، فوجئت بابني يخرج منزعجاً من غرفته . ❝
❞ وعندما كنت أفتح باب غرفتي، طرأت على ذهني فكرة خاطفة، فاستدرت إليهم وقلت: أنا أفكر بأن نأخذ ولو صورة جماعية بهذه المناسبة العظيمة˝.
لكن ابني قال «مافيش وقت، يا بابا للحاجات دي»، واقترح أن يصور كل منا نفسه صورة «سيلفي» ويرسلها له، لكي يقوم بمعالجتها ببرنامج «الفوتوشوب» ويحولها إلى صورة جماعية ويعيد إرسالها إلينا لننشرها على صفحاتنا في وسائل التواصل الاجتماعي أغلقتُ باب غرفتي وأنا في قمة السعادة للقائي بهؤلاء الناس المهذبين الطيبين . ❝
❞ قالو لصاحبي قبل أن يُرسلوه إلى الحرب ، إنها من أجل المستقبل، ومن أجل حياة أولاده، ومن أجل الوطن. كان المحاربون يموتون ويبقى أولئك الذين يُحوّلون جثثهم إلى أموال، وأرواحهم إلى سُلطة ونفوذ وأملاك، وأبناءهم إل عبيد وخَدم . ❝
❞ وكنت أنا، رغم كراهيتي للحرب، أزور المقابر وأجمع الأحذية وأُكفكف الدموع. وكانت تَطربني فكرة الموتى الذين هربوا من الحرب وسكنوا المقابر إل أبد الآبدين، اولئك الذين تركوا احذيتهم الدامية كشاهد على غياب الجسد . ❝
❞ يعيش تجار الحروب ومصاصو الدماء وينامون ملئ أجفانهم هم وأولادهم وأقاربهم وحاشياتهم. ألم يقولوا إن «الحرب تكون دوما بين جنود لا يعرفون بعضهم لصالح أطراف تعرف بعضها»؟! . ❝
❞ حارتنا لها روح تستيقظ عند الفجر، تحلق أعلى شارع الخرنفش وتدور على البيوت والدروب والأزقة تباركها وتأخذ بيد العجائز وتبشر الأطفال وتصل إلينا ضاحكة ومتعبة قليلا فترتاح عند مدخل معبد سيدنا موسى بن ميمون تهشنا خالتنا كأفراخ فراشات دب النبض فيها للتو . ❝
❞ لم يعد لدىَّ أيضا بيت العائلة الكبير الذي كان يتوسط أوسع أزقة الحارة اختفت ملامح الأجداد والآباء، بينما ظلت حكايات الجدات والأمهات تحيي ملامحنا وملامح الحارة، وتبث أشواق الراحلين وتبعث أرواحهم كل يوم في أحلامي ... أعرف أنني سأهرب اليوم كالعادة . ❝
❞ لا أحب الحرب ولا أحب من يحبها. ليس لي أصدقاء محاربين ولا أصدقاء حاربوا أو يحاربون أو سيحاربون. وليس لي أصدقاء ماتوا في الحرب. كل أصدقائي مدمنون، وكلهم ماتوا بفعل الإدمان. منهم من أدمن الحب، ومنهم من أدمن «الوطن»، ومنهم من أدمن الصدق، ومنهم من أدمن الحشيش، ومنهم من أدمن الكحول، ومنهم من أدمن الحياة، ومنهم من أدمن حارته وأبواب بيته ونوافذه وشقوق الأرض. كلهم كانوا صغارا، منهم من بقي صغيرا إلى الأبد، ومنهم من شاب وظل صغيرا يغري الحياة بالحب، ويحتويها بالحنان، وإذا خذلته، يدمنها وينضم إلى قائمة أصدقائي . ❝