█ _ عبد الحميد كشك 1979 حصريا كتاب ❞ ورثة الفردوس ❝ عن دار الاعتصام للطبع والنشر والتوزيع 2025 الفردوس: قوم من خلاصة خلق الله, ورثوا الرضوان بما قدموا أعمال كلها عبودية خالصة لله, وعبادة موجهة إليه وحده, وقد حدد الله تعالى صفاتهم سورة المؤمنون ومن أول صفاتهم: الخشوع الصلاة (قد أفلح المؤمنون*الذين هم صلاتهم خاشعون) والخشوع ينشأ خشوع القلب أولًا, وخشوع عدد الشعائر الإسلامية تتركز طهارة الظاهر والباطن, إستعدادًا للوقوف مناجاة تتسامى بالعبد إلى رحاب سيده سبحانه, وتعرضه لنفحاته المتواترة, وتوفيقه وامداده بنور الهدى, وثبات اليقين وتبدأ هذه تطهير الثوب البدن, ثم الوضوء, والأدب, وإستحضار لهيبة الإلهيه, غير ذلك الإعداد للصلاة, وغيرها شعائر الإسلام, التى جهلها المسلمون, فاضطربت أحوالهم, ولم يعد لهم خلاص إلا باحكام وتصحيح عبادتهم الوجه الذي أراده وقد إستطاع الداعية الإسلامي الشيخ أن يبرز هذا الموضوع يفيد أكبر وأوسع قاعدة ويرجى لها القبول بحوله وقوته, وبما يبصر المؤمن بالقيمة الدنيوية والآخروية لأهل القبلة جميعًا, حتى يتم مايريدون النصر والتمكين الأرض, وعلو الكلمة بين أمم العالم كله, وحتى يكونوا حقاً كتب الخطب المنبرية والدروس مجاناً PDF اونلاين كان ظهور الدعوة حدثاً عظيمًا وتحولاً بارزًا وضخما تاريخ الإنسانية حيث بعث رسوله محمدًا صلى عليه وسلم حين فترة الرسل وبعد الناس جاهلية جهلاء وضلالة عمياء أسِنَت الحياة وفسدت ضلَّ طريق رب العالمين وصراطَه المستقيم ولقد جاء النبي برسالته أُمِر بإعلانها وتبليغها فلم يسعْه القيام أمره به ربه: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾ [الحجر: 94] ﴿ يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ [المائدة: 67] فقام البشير النذير يدعو بدين فطرق مسامعَ البشرية صوتُ الداعي الجديد وأقبل ينظرون ما الأمر فكان منهم شرح صدره للإسلام نور ربه ومنهم أعرض واستكبر ونأى بجانبه وولى وأدبر واتبع هواه وحارب دعوة فصار للدعوة مناوئون كما ممالئون فأنصارها يدعون إليها ويذودون عنها وأعداؤها يحاربونها ويصدون طريقها ومنذ الحين أهَلَّ الخَطابة زمان جديد إيذاناً بارتقائها وعلوِّ شأنها فقد اعتمدت الجديدة نشرها والدفاع مبادئها ضد خصومها وكذلك صنع المناوئون إن الإسلام بالإضافة اعتماده نشر قد جعلها ضمن التعبدية ففرض خطبة كل يوم جمعة لا تصح بدونها هناك الخطبَ المشروعة الحج وفي الاستسقاء الخسوف والكسوف الزواج والجهاد الشريعة تحث دائما بالمعروف والنهي المنكر وإسداء النصح للآخرين ارتقت ظل وبلغت الغاية الكمال مظهرًا وجوهرًا أو أداءً ومضمونًا وكان عوامل ارتقائها وسموها؛ استمدادها القرآن الكريم وسنة الرسول وتأثّر الخطباء ببلاغة وفصاحة والحديث النبوي الشريف