█ _ إشتفان فوروش 2023 حصريا كتاب ❞ لوني والأشباح ❝ عن الدار المصرية للطباعة والترجمة والنشر 2024 والأشباح: الكتاب مخصص للأطفال وتحديدا للفئة العمرية ما بين السادسة والعاشرة يحكي بنت صغيرة تتعرف من قبيل الصدفة شبح هيئة إنسان وتدور العديد المغامرات الشيقة والمسلية آن واحد الطرفين وبين عائلتيهما ثم ننتقل بعد ذلك إلى مرحلة أخرى تتردد صداها ثنايا والتي تتمثل استكمال المواقف الطريفة والمثيرة بينهما أصدقاء وأساتذة وزملائها المدرسة كتاب صغير لكنه مفيد للغاية لهذا الفئة الأطفال حقق نجاحا باهرا عرضه المجر سوق وحقق مبيعات هائلة تربية الاطفال مجاناً PDF اونلاين تشكّل وقتنا الحاضر تحدّياً للكثير النّاس فالوقت المتاح لكثيرٍ الآباء يتقلّص باستمرار بسبب صعوبة العيش وكثرة مسؤوليات الحياة ومن هنا برزت الحاجة لأن يتشارك الزّوجان تحمّل مسؤوليّة بحيث يتحمّل كل طرفٍ منهما جزءاً منها وبالتّالي تتوزّع الأعباء الطّرفين فالأب يخصّص وقتاً للجلوس مع أطفاله وتوجيههم وكذلك تفعل الأم وإنّ مسألةٌ مهمّة يغفل عنها الكثيرون فترى الأب يوفّر المال لأطفاله ويظنّ أنّ يهمّ طفله وينسى أو يتناسى بأنّ تتطلّب الجلوس معهم والتّحدث إليهم كما وخاصّةً الصّغر تسهم تشكيل عقليّة الطّفل وثقافته وترى الطفل دائماً ينظر يفعل أبويه ويتّخذهما قدوةً له وكما قال الشّاعر : وينشأ ناشئ الفتيان فينا كان عوّده أبوه
عن كتاب لوني والأشباح: الكتاب مخصص للأطفال وتحديدا للفئة العمرية ما بين السادسة والعاشرة. يحكي عن بنت صغيرة تتعرف من قبيل الصدفة على شبح على هيئة إنسان، وتدور العديد من المغامرات الشيقة والمسلية في آن واحد بين الطرفين وبين عائلتيهما، ثم ننتقل بعد ذلك إلى مرحلة أخرى تتردد صداها في ثنايا الكتاب والتي تتمثل في استكمال المواقف الطريفة والمثيرة بينهما وبين أصدقاء وأساتذة لوني وزملائها في المدرسة.
كتاب صغير، لكنه مفيد للغاية لهذا الفئة من الأطفال. حقق الكتاب نجاحا باهرا عن عرضه في المجر في سوق الكتاب، وحقق مبيعات هائلة.
❞ صارت لافيلكا، الشبح الأنثى، ولوني، الفتاة من بني الإنس، صديقتين. لكن كان على لافيلكا أن تخفي عن والديها أنَّها قد اتَّخذت صديقةً من البشر. لا يمكن لشبحٍ أن يتَّخذ من إنسانٍ صديقًا! – هكذا تعلَّمت منهم. صحيحٌ أنَّه لم يكن الموضوع إنسانًا فحسب، بل أكثر من ذلك بكثيرٍ، كان الأمر يتعلَّق بلوني التي تعزف، بناءً على طلب لافيلكا ومزاجها، على البيانو لها. قالت لافيلكا إنَّ أصوات البيانو العالية تروي عطشها، أمَّا الأصوات العميقة فتشبع جوعها. هزَّت لوني رأسها غير مصدِّقةٍ، ووقف شعرُها الطويل الأشقر من تلقاء نفسه، ثمَّ تجدَّل في ضفيرةٍ مرَّةً أخرى. كانت تلك هي لعبة لوني المفضَّلة. وهي تفعل ذلك دومًا وربَّما دون قصدٍ بالأساس. ضحكت كلاهما. - وكيف تأكلين! سوف أعلِّمك كيف تأكلين! ارتعدت لافيلكا بعض الشيء وقالت: حاولتُ من قبل. كان ذلك من حوالي مئتي عامٍ، عندما كنتُ صغيرةً. تناولت صبَّارًا. كان مرعبًا. سبَّب لي خمسين فتحةً وألمًا، وكادت روحي أن تُزهق. - أكلتِ صبَّارًا؟ ليس غريبًا أنَّه لم يعجبك. ضحكت لوني، واقشعرَّت ممَّا سمعته. - من جهة أنَّني استطعمتُه فقد استطعمتُه، لكن والديَّ أخبراني أنَّه من غير المفيد أن نأكل. - جيِّدٌ أنَّه غير مفيدٍ فحسب. على الأقلَّ فهو ليس ممنوعًا. - لكنَّه غير مرغوبٍ فيه بشدَّةٍ. كلُّ شيءٍ نتناوله يُطبق على معدتنا. اعترفت لافيلكا بذلك. - إذن أطهو لكِ فطيرة (كريب) أمريكيٍّ! اقترحت لوني. - لماذا، أهذه الفطيرة لا تُطبق على معدة الأشباح؟ - لم تؤذ معدتي من قبل، على الرغم من أنَّني أحيانًا أتناول منها خمسًا أو ستًّا بالنوتيللا أو بمربَّى التوت. - التوت أيضًا به أشواكٌ تؤلم، أليس كذلك؟ - يا لكِ من حمقاء صغيرةٍ، يا لافيلكا! أغصانه المتفرِّعة توخز، لكن ثمرته لا. ومنها أيضًا يمكن عمل المربَّى. - ومن أين لنا الآن بالتوت؟ يجب أن ننتظره نصف عامٍ! ليست هناك مشكلةٌ... يمكنني أن أتحمَّل هذا الجوع، لكنَّني أضحيتُ فضوليَّة للغاية حياله. - لا يجب علينا نحن عمل المربَّي. فقد صنعها كانوتس ناجي في الصيف. - إذًا وماذا ستفعلين أنتِ؟ - كم أنتم جهلةٌ، أيُّها الأشباح! سوف أطهو الفطيرة. - بل أنت الجاهلة! جرت العادة لدينا نحن أنَّ كلَّ واحدٍ منَّا يقوم بعمل كلِّ شيءٍ بمفرده، نعم يقوم بكافَّة مراحل العمل وحده. لا يليق أن نقبل مساعدة الآخرين. قطبت لافيلكا وجهها، بينما كانت تحاول إعادة وجهها المرتبك إلى طبيعته. - لذلك يجب عليكم أن تعيشوا طويلًا. لأنَّ حتَّى أبسط الأشياء لا تستطيعون الانتهاء منها. - لحسن الحظِّ لا يلزمنا أيُّ شيءٍ. قالت لوني بعد أن وعت الأمر: حسنًا، لنرَ ما الذي يلزمنا لعمل عجينة الفطير! - عجينةٌ! لمَ؟ - سنصنع من العجينة فطيرةً لنطهوها. والخلاصة؛ يلزمنا 200 جرامٍ من الدقيق، وملعقتا سكَّرٍ وبيضتان ونصفُ ملعقة ملحٍ صغيرةٍ. - ملحٌ وسكَّرٌ معًا؟! ارتسمت على لافيلكا ملامح عدم الفهم. - إذن لنضع بها القليل من السكر، ولا يلزم الملح، ليقلَّ مستوى حلاوتها. - همهم! كلامكِ مقنعٌ. لكن إن أردنا أن ينجح هذا الأمر، فينبغي علينا أن نلتزم بما ورد في الوصفة بالضبط. - يا لكِ من صغيرةٍ وقليلة الخبرة، يا لوني! رأسك من الخشب! هدَّأتها لوني بقولها: أما أنتِ فرأسكِ هشُّ كالسحاب. نريد أيضًا خميرةً وفانيليا. - لن أسألك عن الفارق بين الفانيليا والسكَّر. - سأخبركِ. الفارق بينهما يكمن في الطعم. - الطعم؟ وماذا يعني هذا الطعم؟ - ألم يكن للصبَّار طعمٌ؟ - ماذا؟! وهل هذا يخِز أيضًا؟ - مطلقًا! ضحكت لوني، وأخذت بالملعقة قليلًا من الفانيليا وقلَّبته في رأس لافيلكا. - سوف تعلمين ما هو هذا الطعم. هل يوجعك؟ استعادت لافيلكا نفسها بتحدٍّ وهدوءٍ. - لا. بل على العكس. - يلزم أيضًا 180 ملليلترًا من اللبن، ونصف مقدار ذلك من الماء. - سوائل! أحبُّها. - سوف تختفي من الفطيرة. - لماذا، ألن تكون الفطيرة سائلةً؟ لا أطيق الأشياء الصلبة. - يا لافيلكا، لا تسألي كثيـرًا على هذا النحو، وإلَّا فلن ننتهي أبدًا ممَّا نفعل. - أمامي شهران حصلتُ عليهما من والدي كراحةٍ للتنزُّه. هل هذا الوقت يكفي لعمل الفطير؟ - شهران؟ خلال ذلك الوقت، سوف أموتُ من الجوع إن لم آكل. بالطبع هذا وقتٌ كافٍ. - لا تتعجَّلي، يا لوني! - حسنًا، لديك حقٌّ. أعتذر لك! على كلِّ حالٍ، يجب عليَّ إعادة التفكير فيما يلزمنا للطهي. يلزمنا أيضًا القليل من قشر الليمون المبشور والبيض. - ما كلُّ هذا؟ لماذا نضع كلَّ هذه الأشياء الكثيرة معًا هكذا؟ - كلَّما كثر واختلط الكثير من المذاقات، كلَّما صار الطعام أكثر شهيَّةٍ وطيبةٍ. - أها! الخلاصة أنَّه سيكون شهيًّا طيِّبًا. أنا لا أحبُّ الأشياء الشهيَّة الطيِّبة. - لا تكوني هكذا، يا لافيلكا! - وكيف سنجمع ونحضِّر كلَّ هذه الأشياء؟ قالت لوني: يوجد لدينا في البيت دقيقٌ وسكَّرٌ ولبنٌ. ثمَّ بدأت في البحث في دولاب المطبخ. ثمَّ قامت بالاتِّصال بوالدتها، التي كانت في تلك اللحظة في محلِّ عملها، وبعد أن تحدَّثتا وتناقشتا طويلًا، أخبرتها أنَّ كلَّ شيءٍ موجودٌ، لكن يجب عليها أن تذهب لشراء الخميرة من الدكَّان الموجود على ناصية الشارع. قامت بالفعل بارتداء حذائها. قالت لافيلكا: انتظري! سأصل إلى هناك بسرعةٍ! وتسلَّلت بالفعل عبر الحائط، ونزلت عبر الشقَّة السفليَّة، وقفزت خارجةً إلى الشارع من على ارتفاع الطابق الثاني، ثمَّ جرت حتَّى النهاية عبر وصلات التروللي إلى أن وصلت إلى ناصية الشارع، ثمَّ قفزت في الفاترينات، وصارت تطوف بين أرفف المحل. لم يلحظها أحدٌ، إلا كلبٌ أوسكار عملاقٌ نبح عليها، وعندها عرضت عليه بنتٌ صغيرةٌ في الدكَّان مصَّاصتها. لم تمض سوى دقيقةٍ واحدةٍ وإلا وقد عادت ومعها الخميرة المطلوبة. - ياه، لقد كان الأمر سريعًا بالفعل! أثنت عليها لوني. ألم يكن هناك أيُّ أحدٍ عند الكاشير؟ - الكاشير؟ ما هذا؟ - هل سرقتِ الخميرة، يا لافيلكا ؟ - لا ... لا ... لا. لقد تركتُ منها في المحلِّ ولم آخذها كلَّها. كان هناك الكثير، تركتُه للآخرين، فلا تقلقي! - ألا تعرفين ما هي النقود؟ - ياه، لا تكوني متعجرفةً هكذا! وكيف لا أعرفها! لكن لا يمكنني الوقوف في الطابور، كوني شبحًا بسبب هذه الخميرة الصغيرة، أليس كذلك؟ - معذرةً، حقًّا. لم أفكِّر في هذا. في المرَّة القادمة سوف أذهب بنفسي. - حسنًا، لكنَّ الأمر كان عاجلًا لكِ. عجنت لوني العجينة، وما إن صارت متماسكةً، وضعت عليها القليل من اللبن والماء. - لنترك العجينة لتختمر لمدة ساعتين من الآن. قالت لوني. - هكذا فقط؟ هل ستتركينها تختمر دون أن نراقبها؟ ما الذي سيحدث إذا هبطت دون إذنٍ منَّا؟ - يا لافيلكا، قولي كلامًا معقولًا! اشتغلي واهتمِّي بشيءٍ آخر إلى أن أنتهي من كتابة الدرس! نلتقي بعد ساعتين في المطبخ. ثمَّ أغلقت لوني الباب على صديقتها. ومن هول المفاجأة بكت لافيلكا. تساءلت: هل يستحقُّ الأمر هذا العناء لي؟ ثمَّ غرزت إصبعها في العجينة ومصَّته فأعجبها مذاقه. - همهمهم، ربَّما يستحقُّ الأمر. ثمَّ أقبلت على شيءٍ آخر. وباختصارٍ هذا يعني أنَّها أحبتها. صارت العجينة وقتها جيِّدةً للغاية. عندما عادت لوني إلى المطبخ بعد أن كتبت الواجب، صبَّت الزيت في المقلاة، ثمَّ أشعلت الموقد. تعجبت لافيلكا قائلةً: ماذا تفعلين؟ ولماذا كلُّ هذا؟ - يجب أن نسخِّن المقلاة جيِّدًا. - انتظري فحسب! لا يلزم كلُّ هذا الصخب. سوف أجعل المقلاة تسخن جيِّدًا! قالت ذلك، ثمَّ أخذت الوعاء من على شعلة الموقد، وأرقدته في راحة يدها. وصارت درجة حرارته تبلغ المئتين! - حان دور العجينة إذن! ثم قامت لوني من خلال هذه الكتلة الكثيفة من العجين بعمل فطائر أسمك وأصغر من الفطائر المعتادة، وكانت تقلِّبها بمهارةٍ، ولم تواجه مشكلاتٍ في ضبط درجة السخونة، وخلال ربع ساعةٍ فقط كانت قد طهت 13 فطيرةً. عندها أخرجت من الثلاجة النوتيللا والمربَّى، ثم فردت لوني الأولى، وأعطتها للافيلكا التي التهمتها، ومن فرط سعادتها قفزت لتبلغ لمبة المطبخ. - إنَّها لذيذةٌ! قهقهت لوني من فرحتها. - هل أعجبكِ مذاقها؟ - شهية جدًّا! أريد منها في المرَّة القادمة أيضًا! غريبة! ونحن، لمَ لا نأكل أبدًا؟ ثمَّ انطلقت هي ذاتها نحو الثلاث عشرة فطيرة، وأكلت معها علبتي مربَّى، ونصف عبوَّة نوتيللا، علاوةً على لترين من المياه. وبالمصادفة لعقت الكوب أيضًا فصار نظيفًا لامعًا. وقد ذهلت لوني مما رأت، صار كأنَّه خرج لتوِّه من غسَّالة الأطباق. قامت لوني بوضعه في الدولاب إلى جانب رفاقه التي تم تنظيفها.. ❝ ⏤إشتفان فوروش
❞ صارت لافيلكا، الشبح الأنثى، ولوني، الفتاة من بني الإنس، صديقتين. لكن كان على لافيلكا أن تخفي عن والديها أنَّها قد اتَّخذت صديقةً من البشر. لا يمكن لشبحٍ أن يتَّخذ من إنسانٍ صديقًا! – هكذا تعلَّمت منهم. صحيحٌ أنَّه لم يكن الموضوع إنسانًا فحسب، بل أكثر من ذلك بكثيرٍ، كان الأمر يتعلَّق بلوني التي تعزف، بناءً على طلب لافيلكا ومزاجها، على البيانو لها. قالت لافيلكا إنَّ أصوات البيانو العالية تروي عطشها، أمَّا الأصوات العميقة فتشبع جوعها. هزَّت لوني رأسها غير مصدِّقةٍ، ووقف شعرُها الطويل الأشقر من تلقاء نفسه، ثمَّ تجدَّل في ضفيرةٍ مرَّةً أخرى. كانت تلك هي لعبة لوني المفضَّلة. وهي تفعل ذلك دومًا وربَّما دون قصدٍ بالأساس. ضحكت كلاهما.
- وكيف تأكلين! سوف أعلِّمك كيف تأكلين!
ارتعدت لافيلكا بعض الشيء وقالت: حاولتُ من قبل. كان ذلك من حوالي مئتي عامٍ، عندما كنتُ صغيرةً. تناولت صبَّارًا. كان مرعبًا. سبَّب لي خمسين فتحةً وألمًا، وكادت روحي أن تُزهق.
- أكلتِ صبَّارًا؟ ليس غريبًا أنَّه لم يعجبك.
ضحكت لوني، واقشعرَّت ممَّا سمعته.
- من جهة أنَّني استطعمتُه فقد استطعمتُه، لكن والديَّ أخبراني أنَّه من غير المفيد أن نأكل.
- جيِّدٌ أنَّه غير مفيدٍ فحسب. على الأقلَّ فهو ليس ممنوعًا.
- لكنَّه غير مرغوبٍ فيه بشدَّةٍ. كلُّ شيءٍ نتناوله يُطبق على معدتنا.
اعترفت لافيلكا بذلك.
- إذن أطهو لكِ فطيرة (كريب) أمريكيٍّ!
اقترحت لوني.
- لماذا، أهذه الفطيرة لا تُطبق على معدة الأشباح؟
- لم تؤذ معدتي من قبل، على الرغم من أنَّني أحيانًا أتناول منها خمسًا أو ستًّا بالنوتيللا أو بمربَّى التوت.
- التوت أيضًا به أشواكٌ تؤلم، أليس كذلك؟
- يا لكِ من حمقاء صغيرةٍ، يا لافيلكا! أغصانه المتفرِّعة توخز، لكن ثمرته لا. ومنها أيضًا يمكن عمل المربَّى.
- ومن أين لنا الآن بالتوت؟ يجب أن ننتظره نصف عامٍ! ليست هناك مشكلةٌ.. يمكنني أن أتحمَّل هذا الجوع، لكنَّني أضحيتُ فضوليَّة للغاية حياله.
- لا يجب علينا نحن عمل المربَّي. فقد صنعها كانوتس ناجي في الصيف.
- إذًا وماذا ستفعلين أنتِ؟
- كم أنتم جهلةٌ، أيُّها الأشباح! سوف أطهو الفطيرة.
- بل أنت الجاهلة! جرت العادة لدينا نحن أنَّ كلَّ واحدٍ منَّا يقوم بعمل كلِّ شيءٍ بمفرده، نعم يقوم بكافَّة مراحل العمل وحده. لا يليق أن نقبل مساعدة الآخرين.
قطبت لافيلكا وجهها، بينما كانت تحاول إعادة وجهها المرتبك إلى طبيعته.
- لذلك يجب عليكم أن تعيشوا طويلًا. لأنَّ حتَّى أبسط الأشياء لا تستطيعون الانتهاء منها.
- لحسن الحظِّ لا يلزمنا أيُّ شيءٍ.
قالت لوني بعد أن وعت الأمر: حسنًا، لنرَ ما الذي يلزمنا لعمل عجينة الفطير!
- عجينةٌ! لمَ؟
- سنصنع من العجينة فطيرةً لنطهوها. والخلاصة؛ يلزمنا 200 جرامٍ من الدقيق، وملعقتا سكَّرٍ وبيضتان ونصفُ ملعقة ملحٍ صغيرةٍ.
- ملحٌ وسكَّرٌ معًا؟!
ارتسمت على لافيلكا ملامح عدم الفهم.
- إذن لنضع بها القليل من السكر، ولا يلزم الملح، ليقلَّ مستوى حلاوتها.
- همهم! كلامكِ مقنعٌ. لكن إن أردنا أن ينجح هذا الأمر، فينبغي علينا أن نلتزم بما ورد في الوصفة بالضبط.
- يا لكِ من صغيرةٍ وقليلة الخبرة، يا لوني! رأسك من الخشب!
هدَّأتها لوني بقولها: أما أنتِ فرأسكِ هشُّ كالسحاب. نريد أيضًا خميرةً وفانيليا.
- لن أسألك عن الفارق بين الفانيليا والسكَّر.
- سأخبركِ. الفارق بينهما يكمن في الطعم.
- الطعم؟ وماذا يعني هذا الطعم؟
- ألم يكن للصبَّار طعمٌ؟
- ماذا؟! وهل هذا يخِز أيضًا؟
- مطلقًا!
ضحكت لوني، وأخذت بالملعقة قليلًا من الفانيليا وقلَّبته في رأس لافيلكا.
- سوف تعلمين ما هو هذا الطعم. هل يوجعك؟
استعادت لافيلكا نفسها بتحدٍّ وهدوءٍ.
- لا. بل على العكس.
- يلزم أيضًا 180 ملليلترًا من اللبن، ونصف مقدار ذلك من الماء.
- سوائل! أحبُّها.
- سوف تختفي من الفطيرة.
- لماذا، ألن تكون الفطيرة سائلةً؟ لا أطيق الأشياء الصلبة.
- يا لافيلكا، لا تسألي كثيـرًا على هذا النحو، وإلَّا فلن ننتهي أبدًا ممَّا نفعل.
- أمامي شهران حصلتُ عليهما من والدي كراحةٍ للتنزُّه. هل هذا الوقت يكفي لعمل الفطير؟
- شهران؟ خلال ذلك الوقت، سوف أموتُ من الجوع إن لم آكل. بالطبع هذا وقتٌ كافٍ.
- لا تتعجَّلي، يا لوني!
- حسنًا، لديك حقٌّ. أعتذر لك! على كلِّ حالٍ، يجب عليَّ إعادة التفكير فيما يلزمنا للطهي. يلزمنا أيضًا القليل من قشر الليمون المبشور والبيض.
- ما كلُّ هذا؟ لماذا نضع كلَّ هذه الأشياء الكثيرة معًا هكذا؟
- كلَّما كثر واختلط الكثير من المذاقات، كلَّما صار الطعام أكثر شهيَّةٍ وطيبةٍ.
- أها! الخلاصة أنَّه سيكون شهيًّا طيِّبًا. أنا لا أحبُّ الأشياء الشهيَّة الطيِّبة.
- لا تكوني هكذا، يا لافيلكا!
- وكيف سنجمع ونحضِّر كلَّ هذه الأشياء؟
قالت لوني: يوجد لدينا في البيت دقيقٌ وسكَّرٌ ولبنٌ. ثمَّ بدأت في البحث في دولاب المطبخ. ثمَّ قامت بالاتِّصال بوالدتها، التي كانت في تلك اللحظة في محلِّ عملها، وبعد أن تحدَّثتا وتناقشتا طويلًا، أخبرتها أنَّ كلَّ شيءٍ موجودٌ، لكن يجب عليها أن تذهب لشراء الخميرة من الدكَّان الموجود على ناصية الشارع. قامت بالفعل بارتداء حذائها. قالت لافيلكا: انتظري! سأصل إلى هناك بسرعةٍ! وتسلَّلت بالفعل عبر الحائط، ونزلت عبر الشقَّة السفليَّة، وقفزت خارجةً إلى الشارع من على ارتفاع الطابق الثاني، ثمَّ جرت حتَّى النهاية عبر وصلات التروللي إلى أن وصلت إلى ناصية الشارع، ثمَّ قفزت في الفاترينات، وصارت تطوف بين أرفف المحل. لم يلحظها أحدٌ، إلا كلبٌ أوسكار عملاقٌ نبح عليها، وعندها عرضت عليه بنتٌ صغيرةٌ في الدكَّان مصَّاصتها. لم تمض سوى دقيقةٍ واحدةٍ وإلا وقد عادت ومعها الخميرة المطلوبة.
- ياه، لقد كان الأمر سريعًا بالفعل!
أثنت عليها لوني. ألم يكن هناك أيُّ أحدٍ عند الكاشير؟
- الكاشير؟ ما هذا؟
- هل سرقتِ الخميرة، يا لافيلكا ؟
- لا .. لا .. لا. لقد تركتُ منها في المحلِّ ولم آخذها كلَّها. كان هناك الكثير، تركتُه للآخرين، فلا تقلقي!
- ألا تعرفين ما هي النقود؟
- ياه، لا تكوني متعجرفةً هكذا! وكيف لا أعرفها! لكن لا يمكنني الوقوف في الطابور، كوني شبحًا بسبب هذه الخميرة الصغيرة، أليس كذلك؟
- معذرةً، حقًّا. لم أفكِّر في هذا. في المرَّة القادمة سوف أذهب بنفسي.
- حسنًا، لكنَّ الأمر كان عاجلًا لكِ.
عجنت لوني العجينة، وما إن صارت متماسكةً، وضعت عليها القليل من اللبن والماء.
- لنترك العجينة لتختمر لمدة ساعتين من الآن.
قالت لوني.
- هكذا فقط؟ هل ستتركينها تختمر دون أن نراقبها؟ ما الذي سيحدث إذا هبطت دون إذنٍ منَّا؟
- يا لافيلكا، قولي كلامًا معقولًا! اشتغلي واهتمِّي بشيءٍ آخر إلى أن أنتهي من كتابة الدرس! نلتقي بعد ساعتين في المطبخ.
ثمَّ أغلقت لوني الباب على صديقتها. ومن هول المفاجأة بكت لافيلكا. تساءلت: هل يستحقُّ الأمر هذا العناء لي؟ ثمَّ غرزت إصبعها في العجينة ومصَّته فأعجبها مذاقه.
- همهمهم، ربَّما يستحقُّ الأمر.
ثمَّ أقبلت على شيءٍ آخر. وباختصارٍ هذا يعني أنَّها أحبتها. صارت العجينة وقتها جيِّدةً للغاية. عندما عادت لوني إلى المطبخ بعد أن كتبت الواجب، صبَّت الزيت في المقلاة، ثمَّ أشعلت الموقد. تعجبت لافيلكا قائلةً: ماذا تفعلين؟ ولماذا كلُّ هذا؟
- يجب أن نسخِّن المقلاة جيِّدًا.
- انتظري فحسب! لا يلزم كلُّ هذا الصخب. سوف أجعل المقلاة تسخن جيِّدًا!
قالت ذلك، ثمَّ أخذت الوعاء من على شعلة الموقد، وأرقدته في راحة يدها. وصارت درجة حرارته تبلغ المئتين!
- حان دور العجينة إذن!
ثم قامت لوني من خلال هذه الكتلة الكثيفة من العجين بعمل فطائر أسمك وأصغر من الفطائر المعتادة، وكانت تقلِّبها بمهارةٍ، ولم تواجه مشكلاتٍ في ضبط درجة السخونة، وخلال ربع ساعةٍ فقط كانت قد طهت 13 فطيرةً. عندها أخرجت من الثلاجة النوتيللا والمربَّى، ثم فردت لوني الأولى، وأعطتها للافيلكا التي التهمتها، ومن فرط سعادتها قفزت لتبلغ لمبة المطبخ.
- إنَّها لذيذةٌ!
قهقهت لوني من فرحتها.
- هل أعجبكِ مذاقها؟
- شهية جدًّا! أريد منها في المرَّة القادمة أيضًا! غريبة! ونحن، لمَ لا نأكل أبدًا؟
ثمَّ انطلقت هي ذاتها نحو الثلاث عشرة فطيرة، وأكلت معها علبتي مربَّى، ونصف عبوَّة نوتيللا، علاوةً على لترين من المياه. وبالمصادفة لعقت الكوب أيضًا فصار نظيفًا لامعًا. وقد ذهلت لوني مما رأت، صار كأنَّه خرج لتوِّه من غسَّالة الأطباق. قامت لوني بوضعه في الدولاب إلى جانب رفاقه التي تم تنظيفها. ❝