📘 ❞ الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد ❝ كتاب ــ محمد عثمان شبير اصدار 2002

التراجم والأعلام - 📖 كتاب ❞ الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد ❝ ــ محمد عثمان شبير 📖

█ _ محمد عثمان شبير 2002 حصريا كتاب ❞ الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد ❝ عن دار القلم للنشر والتوزيع 2024 المجدد: علي (ولد 1309 هـ 1891م توفي 1398 1978م) عالم وقاض وباحث لغوي مصري يعدّ من كبار المجددين العصر الحديث وأحد رواد مدرسة القضاء الشرعي الذين درسوا فيها ثم درَّاسوا بها كان أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة القاهرة أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة ومجمع البحوث والمجلس الأعلى للأزهر بعد أن أتمَّ الشيخُ حفظَ الله وتعلم مبادئ العلوم كتَّاب القرية التحق بالأزهر سنة 1904م وكان التَّدريس الأزهر ذلك الوقت حَلَقاتٍ متفرِّقة يجلس الطُّلاب إلى شيخهم الذي يتخذ أحد أعمدة المسجد دون التزام بدوامٍ أو منهجٍ معيَّن وكانت المواد الدِّراسية تقتصر اللُّغة والعلوم الشَّرعية حين بقيت الأخرى رياضيات وجغرافية وفلسفة وقانون وإدارة مهجورةً كما الأساتذة يفتقرون التَّخصص لهذا كلِّه لم تطل إقامةُ فانتقل نهاية 1906م معهد الإسكندرية الدِّيني إذ وجد فيه المعهد العلمي يجمع تدريسه بين القديم والحديث وقد أنشئ هذا بتوجيهات عبده للشيخ محمود شاكر واختير له المدرسون والأساتذة الأكْفاء ومن الطَّلاب تبدو عليهم ملامح النُّبوغ والنَّباهة ولمَّا علم بإنشاء الشَّرعي 1907م انتقل إليها وترك لأنَّ هذه المدرسة فاقت مناهجها ونظامها معهدَ بقي ثماني سنوات حتى نال الشَّهادة العالية التي تؤهِّله لتولِّي مناصب عديدة منها والمحاماة والتَّدريس 1915م شيوخه: أخذ العلمَ والخلق والفضيلة شيوخ أماجد وعلماء أفذاذ ومربين أُصلاء وجَّهوه الخلق الكريم والعلم الحكيم والبحث الفقه والتَّدقيق الآراء والمناقشات العلمية للأدلَّة هؤلاء: أحمد إبراهيم بك: أديب الفقهاء وفقيه الأدباء تولَّى عدة فكان مدرِّساً للفقه الإسلامي وأستاذاً مساعداً للشَّريعة فيما بعد كلِّية الجامعة المصرية عدَّة كتب وبحوث الأستاذ عاطف باشا بركات: ناظر والأب الأول لها ورئيس نادي محمَّد الخضري: ويعد الرُّواد تاريخ التَّشريع وقد تخرَّج وعمل وعُيِّن أستاذاً بمدرسة ألَّف أصول والتَّاريخ وغيرها عبد المطلب واصل: وهو شاعرٌ موهوب غرس تلاميذه حبَّ الأدب ودفعهم التَّعصب للُّغة نشر الصُّحف نظماً ونثراً فرج السنهوري: قاضياً وتقلَّبت به المناصب اختير وزيراً للأوقاف عاصره أثناء دراسته وظائفه: تولى وظائف مرموقة الجامعي والقضاء المساجد في الجامعي: رُشِّح قبل كثير المؤسسات الجامعية للقيام بمهمة التدريس ومنها وجامعة ومعهد الدِّراسات ففي السَّنة وقع اختيارُ مجلس إدارة عليه ليكون عضوَ هيئة تدريس وفي النَّاهضة لتدريس المادة الأساسية والتقى الشابُّ الطلبةَ لقاء الودِّ والصَّداقة والبذل والعطاء والتَّوجيه والإرشاد ظلَّ ست بعدها سلك المحاكم الشرعية ولما أدخلت كليات مواد الشَّريعة استعانت بأساتذة متخصِّصين بمهمَّة تلك فعيَّنت جامعةُ 1939م الشيخَ عليًّا فوجد نفسه بيئةٍ علميةٍ جديدةٍ دفعته مواصلة الجدِّ ولم يدع مجهوداً بحثٍ فقهيٍّ إلا بذله وغمر مجلَّة القانون الاقتصاد يصدرها أساتذة بفيضٍ بحوثه ومقالاته ونتيجة للجهد المتميَّز البحث والنشاطات رُقِّي رتبة مساعد 1944م يتوقَّف فنشر والاقتصاد القانونية والاقتصادية وجاءت أغلب مقارنة والقانون الوضعي وبقي الوظيفة سن التَّقاعد 1951م وبعد يعمل محاضرًا غير متفرغ لطلبة العليا وفي 1953م اختيار التَّابع لجامعة الدُّول مشرفاً قسم والقانونية فقام بذلك خير قيام وبقي قبيل وفاته 1978م وتقديراً لجهوده قام بإعادة طبع (الملكية الإسلامية) 1990م وهي سلسلة محاضراته ألقاها طلاَّب عامي 1968 – 1969م في الشَّرعي: بحكم دراسة تقدَّم بطلبها 1921م وتمَّت الموافقة شرعياً نفسها وظلَّ مدة كما عينته وزارة الأوقاف محامياً 1929م وذلك للدفاع حقوق الوزارة وتمثيلها أمام شؤون المساجد: سنواتٍ تعيينه عيَّنته وزارةُ مديراً لشؤون ومشرفاً عليها متولياً انتقاله للتَّدريس جامعة مكانته العلمية: يتمتَّع رحمه الأوساط والرَّسمية بمكانةٍ فهو أصوليٌّ محقِّق ذو رأيٍ صائبٍ ونظرٍ دقيق فقيهٌ متمكِّن يقرِّب أحكامه للأفهام ويجتهد القضايا المعاصرة لغويُّ مدقِّق وصاحب لسانٍ بليغ ترسَّخت عنده الملكة الفقهية ودعا تجديد قولاً وعملاً وتأثر وبفكره التَّشريعي عددٌ لا يحصى التَّلاميذ ملكته الفقهية: لقد حبا الاستعدادات العقلية والرُّوحية والشَّخصية وأكرمه بالعلم حفظ ومعرفة السُّنة النبوية مواطن الإجماع والاختلاف واللُّغة بمقاصد وفهمٍ للواقع بالإضافة أفاضل اشتهروا بالتَّمكن ما هيأ ملكةً فقهيةً مكَّنته إعطاء الأحكام للقضايا المطروحة الأوساط كرَّمته وحرَصت الاستفادة منه: نظراً لمكانة حرَصت الأوساطُ تكريمه والاستفادة مما لديه علمٍ وخبرةٍ مجال والإدارية والإنسانية 1 فقد عضواً مؤسساً موسوعة بالمجلس للشؤون 2 شارك 1961م (أسبوع ومهرجان الإمام ابن تيمية) انعقد دمشق فعالاً 3 1962م أثره البارز المجمع وشارك مؤتمراته ببحوث 4 1967م المجلس يختص بالتَّخطيط ورسم السياسة العامَّة لكل يحقق الأغراض يقوم ويعمل خدمة الفكرة الشَّاملة 5 نشاطه المجمعي أنه يتابع مجلسه ومؤتمره ولجانه وخاصة لجنة والشَّريعة ساعد إخراج المصطلحات أخرجتها اللَّجنة مساعدة فعالة 6 العديد المؤتمرات مثل: ندوة عقدت الليبية 1972م والمؤتمر العالمي للاقتصاد المنعقد مكة المكرمة 7 جائزة الدولة التَّقديرية الاجتماعية عُرضت مشيخة مرَّات فرفضها كانت المرَّة الأولى تعيين الرحمن تاج والمرَّة الثَّانية حسن مأمون وقال كلمته سبب الرَّفض: "هل هناك مسلمون لهم شيخ؟" دعوته لتجديد الإسلامي: ينطلق تجديده تصوره العام للإسلام منهج حياة شامل يشمل العقيدة والعبادة والتَّشريع ولا يتحقَّق تديُّن الإنسان بالإيمان وإذا العقائدُ حقائقَ ثابتة تقبل التَّغيير والتَّبديل والنَّسخ وإذا العبادات إنشاءات ربانية أنشأها تعالى حدودها وهيَّأها صورٍ خاصة وطلب عباده يعبدوه فإن المعاملات ويدخل التَّطوير فهو يقول: "وليست شريعة جديدة مستحدثة جميع أحكامها بل جاءت مقِرَّة لكثير تعامل العرب قبلها وحرَّمت ضارًّا يصلح حال المجتمع إقرارٌ لما سلطان تقوم والاتفاقات أنَّها تقرَّها حدود المصلحة ورفع الجور والمحافظة وعدم الإضرار بالغير بالبعد الغرر والخداع والغشِّ والغبن الفاحش" التراجم والأعلام مجاناً PDF اونلاين هو العلم يتناول سير الأعلام الناس عبر العصور المختلفة يبحث أحوال الشخصيات والأفراد تركوا آثارا ويتناول كافة طبقات الأنبياء والخلفاء والملوك والأمراء والقادة والعلماء شتى المجالات والفقهاء والأدباء والشعراء والفلاسفة وغيرهم ويهتم بذكر حياتهم الشخصية ومواقفهم وأثرهم الحياة وتأثيرهم ويعتبر عموما فرعا فروع التاريخ اهتم المسلمون بعلم اهتماما كبيرا بدأت العناية بهذا عندهم عهد الرسول صلى وسلم بزمن يسير حيث حرص العلماء حماية وصيانة المصدر الثاني مصادر التشريع الإسلام النبوي حرصوا صيانته الكذب والتزوير والغش والتلفيق والدس فنشأ كقاعدة تلقّي الأخبار وبالأخص يتعلق بالحديث أولا الآثار المروية الصحابة والتابعين وباقي خصوصا والناس روى مسلم صحيحه مجاهد قال: «جاء بشير العدوي عباس فجعل يحدث ويقول: قال رسول يأذن لحديثه ينظر إليه فقال: يا مالي أراك تسمع لحديثي؟ أحدثك تسمع؟ فقال عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلا يقول ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا فلما ركب الصعب والذلول نأخذ نعرف » واستمر العمل القاعدة ضرورة معرفة الرجال ناقلي بسبب نقلة ينبني المعرفة قبول والتعبد بما لله رد والحذر اعتبارها ديناً وروى سيرين «لم يكونوا يسألون الإسناد وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر البدع فلا يؤخذ حديثهم» وجاءت عبارات الأئمة بيان أهمية الرواة صريحة وواضحة الأهمية بمكان نواح تفصيلية الراوي ونواح استنتاجية (تُستنتج حديثه وطريقته التحديث) مباحث العلم: ميلاد وتاريخ طلبه للعلم وممن سمع سِنِيِّ هم الشيوخ عنهم (من منهم حدث عنه سماعاً دلس شيئاً أرسل عنه) وما ملازمته لكلّ شيخ شيوخه وكيف ذاك وكم منه الأحاديث والآثار روى ذلك؛ وهل الضعفاء والمجاهيل؟ ورحلاته حدّث به؛ ومتى يحدِّث؟ حفظه أم كتابه؛ سماعٌ عرض؛ المستملون والوراقون استخدمهم؟) إقبال عدد الحاضرين عنده؟ هي الأوهام والسَّقطات أُخذت عليه؟ أخلاق وعبادته ومهنته؛ يأخذ أجراً التحديث؟ عسِراً التحديث سمحاً بعلمه متساهلاً ؟ وتفرّع وانبثق علوم كثيرة متعلّقة الباب تفرّدته الأمة باقي الأمم وعلم مصطلح ناحية العدالة والتوثيق والضبط العلل الجرح والتعديل أقسام التراجم هنالك تقسيمات متنوعة لعلم والكتب العديدة المؤلفة فمنها: التراجم الطبقات التراجم الحروف الوفيات القرون البلدان وقسّمهم البعض الآخر أبواب مختلفة منها: التراجم المتعلقة معيّن المتعلّقة بمذهب بفنّ بشخص الترجمة الذاتية أسهب التأليف الأبواب يكاد يخلوا باب وصنّفت عشرات الكتب وهذا ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل وتراجم ومذكرات فيشمل الكثير حول المجال

إنضم الآن وتصفح بدون إعلانات
الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد
كتاب

الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد

ــ محمد عثمان شبير

صدر 2002م عن دار القلم للنشر والتوزيع
الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد
كتاب

الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد

ــ محمد عثمان شبير

صدر 2002م عن دار القلم للنشر والتوزيع
عن كتاب الشيخ علي الخفيف الفقيه المجدد:
علي محمد الخفيف (ولد 1309 هـ / 1891م - توفي 1398 هـ / 1978م) عالم وقاض وباحث لغوي مصري، يعدّ من كبار المجددين في العصر الحديث، وأحد رواد مدرسة القضاء الشرعي الذين درسوا فيها ثم درَّاسوا بها. كان أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق بجامعة القاهرة، وأحد أعضاء مجمع اللغة العربية بالقاهرة، ومجمع البحوث الإسلامية، والمجلس الأعلى للأزهر.

بعد أن أتمَّ الشيخُ علي الخفيف حفظَ كتاب الله وتعلم مبادئ العلوم في كتَّاب القرية، التحق بالأزهر سنة 1904م، وكان التَّدريس في الأزهر في ذلك الوقت في حَلَقاتٍ متفرِّقة، يجلس فيها الطُّلاب إلى شيخهم الذي يتخذ أحد أعمدة المسجد، دون التزام بدوامٍ أو منهجٍ معيَّن، وكانت المواد الدِّراسية تقتصر على اللُّغة العربية والعلوم الشَّرعية، في حين بقيت العلوم الأخرى من رياضيات وجغرافية وفلسفة وقانون وإدارة مهجورةً، كما كان الأساتذة يفتقرون إلى التَّخصص.

لهذا كلِّه لم تطل إقامةُ الشيخ علي في الأزهر، فانتقل في نهاية سنة 1906م إلى معهد الإسكندرية الدِّيني، إذ وجد فيه المعهد العلمي الذي يجمع في تدريسه بين القديم والحديث.

وقد أنشئ هذا المعهد بتوجيهات الشيخ محمد عبده للشيخ محمود شاكر، واختير له المدرسون والأساتذة الأكْفاء، ومن الطَّلاب الذين تبدو عليهم ملامح النُّبوغ والنَّباهة.

ولمَّا علم الشيخ علي الخفيف بإنشاء مدرسة القضاء الشَّرعي سنة 1907م، انتقل إليها وترك معهد الإسكندرية، لأنَّ هذه المدرسة فاقت في مناهجها ونظامها معهدَ الإسكندرية الدِّيني.

وقد بقي الشيخ في هذه المدرسة ثماني سنوات، حتى نال الشَّهادة العالية فيها التي تؤهِّله لتولِّي مناصب عديدة، منها القضاء، والمحاماة، والتَّدريس. وكان ذلك سنة 1915م.

شيوخه:
أخذ الشيخ علي الخفيف العلمَ والخلق والفضيلة عن شيوخ أماجد، وعلماء أفذاذ، ومربين أُصلاء، وجَّهوه إلى الخلق الكريم، والعلم الشَّرعي الحكيم، والبحث في الفقه، والتَّدقيق في الآراء، والمناقشات العلمية للأدلَّة. ومن هؤلاء:

  • الشيخ أحمد إبراهيم بك: أديب الفقهاء وفقيه الأدباء، تولَّى مناصب عدة، فكان مدرِّساً للفقه الإسلامي في مدرسة القضاء الشَّرعي، وأستاذاً مساعداً للشَّريعة الإسلامية في مدرسة الحقوق فيما بعد، ثم في كلِّية الحقوق في الجامعة المصرية، له عدَّة كتب وبحوث في الفقه.


  • الأستاذ محمد عاطف باشا بركات: ناظر مدرسة القضاء الشَّرعي، والأب الأول لها، ورئيس نادي دار العلوم.


  • الشيخ محمَّد الخضري: ويعد من الرُّواد في تاريخ التَّشريع الإسلامي، وقد تخرَّج في دار العلوم، وعمل في التَّدريس، وعُيِّن أستاذاً بمدرسة القضاء الشَّرعي، وقد ألَّف في أصول الفقه والتَّاريخ وغيرها.


  • الشيخ محمَّد عبد المطلب واصل: وهو شاعرٌ موهوب، غرس في تلاميذه حبَّ الأدب والفضيلة، ودفعهم إلى التَّعصب للُّغة العربية، وكان أستاذاً للُّغة العربية بمدرسة القضاء الشَّرعي، نشر في الصُّحف المصرية نظماً ونثراً.


  • الشيخ فرج السنهوري: نال الشَّهادة العالية من مدرسة القضاء الشَّرعي، وعُيِّن قاضياً، وتقلَّبت به المناصب، حتى اختير وزيراً للأوقاف، عاصره الشيخ علي الخفيف في أثناء دراسته في مدرسة القضاء الشَّرعي.


  • وظائفه:
    تولى الشيخ علي الخفيف عدَّة وظائف مرموقة في التَّدريس الجامعي، والقضاء الشَّرعي وإدارة المساجد.
    في التَّدريس الجامعي: رُشِّح الشيخ علي الخفيف من قبل كثير من المؤسسات الجامعية للقيام بمهمة التدريس الجامعي، ومنها مدرسة القضاء الشَّرعي، وجامعة القاهرة، ومعهد الدِّراسات العربية.
    ففي السَّنة التي تخرَّج فيها الشيخ من مدرسة القضاء الشَّرعي، وقع اختيارُ مجلس إدارة المدرسة عليه ليكون عضوَ هيئة تدريس فيها، وفي هذه المدرسة النَّاهضة اختير الشيخ لتدريس الفقه الإسلامي، وهو المادة الأساسية فيها، والتقى الأستاذ الشابُّ الطلبةَ لقاء الودِّ والصَّداقة، والبذل والعطاء، والتَّوجيه والإرشاد.

    وقد ظلَّ الشيخ علي الخفيف في هذه المدرسة ست سنوات انتقل بعدها إلى سلك القضاء في المحاكم الشرعية.

    ولما أدخلت كليات الحقوق في مناهجها الدِّراسية مواد الشَّريعة الإسلامية، استعانت بأساتذة متخصِّصين للقيام بمهمَّة تدريس تلك المواد، فعيَّنت جامعةُ القاهرة سنة 1939م الشيخَ عليًّا الخفيف أستاذاً مساعداً للشَّريعة الإسلامية في كلِّية الحقوق، فوجد الشيخ نفسه في بيئةٍ علميةٍ جديدةٍ، دفعته إلى مواصلة الجدِّ والبحث، ولم يدع مجهوداً في بحثٍ فقهيٍّ إلا بذله، وغمر مجلَّة القانون و الاقتصاد التي يصدرها أساتذة كلِّية الحقوق بفيضٍ من بحوثه ومقالاته.

    ونتيجة للجهد المتميَّز في البحث العلمي والتَّدريس الجامعي والنشاطات الأخرى رُقِّي الشيخ إلى رتبة أستاذ مساعد سنة 1944م، ولم يتوقَّف الشيخ عن البحث، فنشر في مجلَّة القانون والاقتصاد، وفي مجلَّة العلوم القانونية والاقتصادية، وجاءت أغلب بحوثه مقارنة بين الشَّريعة الإسلامية والقانون الوضعي.

    وبقي الشيخ في هذه الوظيفة في كلِّية الحقوق إلى سن التَّقاعد سنة 1951م، وبعد ذلك ظلَّ يعمل محاضرًا غير متفرغ لطلبة الدِّراسات العليا.

    وفي سنة 1953م وقع اختيار إدارة معهد الدِّراسات العربية العليا التَّابع لجامعة الدُّول العربية على الشيخ علي الخفيف ليكون مشرفاً على قسم الدِّراسات الإسلامية والقانونية، فقام بذلك خير قيام، وبقي في هذا المعهد حتى قبيل وفاته سنة 1978م، وتقديراً لجهوده قام المعهد بإعادة طبع كتاب (الملكية في الشَّريعة الإسلامية) سنة 1990م وهي سلسلة محاضراته التي ألقاها على طلاَّب المعهد بين عامي 1968 – 1969م.

    في القضاء الشَّرعي: بحكم دراسة الشيخ علي الخفيف في مدرسة القضاء الشَّرعي التي تؤهِّله لتولِّي هذه الوظيفة، تقدَّم بطلبها سنة 1921م، وتمَّت الموافقة عليه، وعُيِّن قاضياً شرعياً في السَّنة نفسها، وظلَّ يعمل في القضاء مدة ثماني سنوات.

    كما عينته وزارة الأوقاف المصرية محامياً شرعياً سنة 1929م وذلك للدفاع عن حقوق الوزارة وتمثيلها أمام المحاكم.

    في إدارة شؤون المساجد: بعد عدَّة سنواتٍ من تعيينه محامياً شرعياً، عيَّنته وزارةُ الأوقاف مديراً لشؤون المساجد ومشرفاً عليها، وظلَّ متولياً هذه الوظيفة حتى سنة 1939م، حين انتقاله للتَّدريس في جامعة القاهرة.

    مكانته العلمية:
    يتمتَّع الشيخ علي الخفيف -رحمه الله- في الأوساط العلمية والرَّسمية بمكانةٍ مرموقة، فهو أصوليٌّ محقِّق ذو رأيٍ صائبٍ ونظرٍ دقيق، وهو فقيهٌ متمكِّن، يقرِّب أحكامه للأفهام، ويجتهد في القضايا المعاصرة، وهو لغويُّ مدقِّق وصاحب لسانٍ بليغ، وقد ترسَّخت عنده الملكة الفقهية، ودعا إلى تجديد الفقه الإسلامي قولاً وعملاً وتأثر به وبفكره التَّشريعي عددٌ لا يحصى من التَّلاميذ.

    ملكته الفقهية: لقد حبا الله الشيخَ عليًّا الخفيف من الاستعدادات العقلية والرُّوحية والشَّخصية، وأكرمه بالعلم الشَّرعي من حفظ كتاب الله ومعرفة السُّنة النبوية، ومعرفة مواطن الإجماع والاختلاف، ومعرفة أصول الفقه واللُّغة العربية، والعلم بمقاصد الشَّريعة، وفهمٍ للواقع، بالإضافة إلى أساتذة أفاضل اشتهروا بالتَّمكن من الفقه، ما هيأ له به ملكةً فقهيةً مكَّنته من إعطاء الأحكام الشَّرعية للقضايا المطروحة.

    الأوساط العلمية والرَّسمية التي كرَّمته وحرَصت على الاستفادة منه:
    نظراً لمكانة الشيخ علي الخفيف العلمية حرَصت الأوساطُ العلمية والرَّسمية على تكريمه والاستفادة مما لديه من علمٍ وخبرةٍ في مجال الفقه واللُّغة والعلوم القانونية والإدارية والإنسانية.
    1- فقد اختير عضواً مؤسساً في موسوعة الفقه الإسلامي بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية.

    2- شارك سنة 1961م في (أسبوع الفقه الإسلامي ومهرجان الإمام ابن تيمية) الذي انعقد في دمشق، وكان عضواً فعالاً فيه.

    3- وفي سنة 1962م اختير عضواً مؤسساً في مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الذي أنشئ في السَّنة نفسها، وقد كان للشيخ أثره البارز في المجمع، وشارك في أغلب مؤتمراته ببحوث.

    4- وفي سنة 1967م اختير عضواً في المجلس الأعلى للأزهر، الذي يختص بالتَّخطيط ورسم السياسة العامَّة لكل ما يحقق الأغراض التي يقوم عليها الأزهر ويعمل في خدمة الفكرة الإسلامية الشَّاملة.

    5- وفي سنة 1969م اختير عضواً في مجمع اللُّغة العربية في القاهرة، ومن نشاطه المجمعي أنه ظلَّ يتابع المجمع في مجلسه ومؤتمره ولجانه، وخاصة لجنة القانون والشَّريعة، وقد ساعد في إخراج المصطلحات التي أخرجتها اللَّجنة مساعدة فعالة.

    6- وقد شارك في العديد من المؤتمرات العلمية مثل: ندوة التَّشريع الإسلامي التي عقدت في الجامعة الليبية سنة 1972م، والمؤتمر العالمي الأول للاقتصاد الإسلامي المنعقد في مكة المكرمة سنة 1967م.

    7- وفي سنة 1967م نال جائزة الدولة التَّقديرية في العلوم الاجتماعية.

    وقد عُرضت عليه مشيخة الأزهر عدَّة مرَّات فرفضها، كانت المرَّة الأولى قبل تعيين الشيخ عبد الرحمن تاج، والمرَّة الثَّانية قبل تعيين الشيخ حسن مأمون، وقال كلمته في سبب الرَّفض: "هل هناك مسلمون ليكون لهم شيخ؟".

    دعوته لتجديد الفقه الإسلامي:
    ينطلق الشيخ علي الخفيف في تجديده للفقه من تصوره العام للإسلام، فهو منهج حياة شامل، يشمل العقيدة والعبادة والتَّشريع، ولا يتحقَّق تديُّن الإنسان إلا بالإيمان بذلك.

    وإذا كانت العقائدُ حقائقَ ثابتة في نفسها لا تقبل التَّغيير والتَّبديل والنَّسخ، وإذا كانت العبادات إنشاءات ربانية أنشأها الله تعالى، ورسم حدودها، وهيَّأها على صورٍ خاصة، وطلب من عباده أن يعبدوه بها، فإن المعاملات تقبل التَّغيير والتَّبديل ويدخل عليها التَّطوير.

    فهو يقول: "وليست الشَّريعة شريعة جديدة مستحدثة في جميع أحكامها، بل جاءت مقِرَّة لكثير مما كان عليه تعامل العرب قبلها، وحرَّمت من المعاملات ما كان منها ضارًّا لا يصلح عليه حال المجتمع، وفي ذلك إقرارٌ منها لما كان من سلطان كانت تقوم عليه تلك المعاملات والاتفاقات غير أنَّها لم تقرَّها إلا في حدود المصلحة الاجتماعية، ورفع الجور والمحافظة على الحقوق، وعدم الإضرار بالغير، وذلك بالبعد عن الغرر والخداع والغشِّ والغبن الفاحش".
    الترتيب:

    #2K

    1 مشاهدة هذا اليوم

    #65K

    11 مشاهدة هذا الشهر

    #17K

    13K إجمالي المشاهدات
    عدد الصفحات: 198.
    المتجر أماكن الشراء
    محمد عثمان شبير ✍️ المؤلف
    مناقشات ومراجعات
    دار القلم للنشر والتوزيع 🏛 الناشر
    QR Code
    أماكن الشراء: عفواً ، لا يوجد روابط مُسجّلة حاليا لشراء الكتاب من المتاجر الإلكترونية