█ _ مصطفى محمود 0 حصريا كتاب ❞ القرآن كائن حي ❝ عن دار أخبار اليوم 2024 حي: هو من تأليف الدكتور تحدث فيه اللغة القرآنية التي تختلف لغتنا نكتب بها أو نتكلم أنها محكمة لا خطأ فيها ولا نقص زيادة وقد كثر الكلام الآيات الكونية تحدثت النجوم ومساراتها والأرض وخلقها والحياة وبدايتها وكيف جاءت العلوم الحديثة بالجديد المبهر الحقائق خلال مئات السنين أعقبت التنزيل القرآني فلم تخرق حرفاً قرآنياً واحداً ولم تنقض أية بل ترافقت جميعها مع كلام وزادته توكيداَ كما جاء نظم الحكم وفي الاقتصاد الأخلاق حقوق الإنسان الأسرة الزواج والمرأة والشرائع بالكلمة النهائية الجامعة كما انفرد بذروة البلاغة وقمة البيان وجمال الأسلوب لم يطاوله أفاض القدماء هذا وأعزنا ويقول بأنه يظل هناك وجه معجز وجوه ربما كان أهم كل هذه الوجوه يحتاج إلى دفعة طويلة وهو ما أسماه بالمسمار البنية الهندسية التركيب العضوي الترابط الحي بين الكلمة والكلمة ومن كتابه يسترسل الكاتب بيان توصل إليه لغة سهلة وأسلوب أدبي يمتاز بالدقة والرقة والشفافية والعلمية لذا يمكن القول بأن "القرآن حي" رائع يبحث كنز كنوز االقرآن فصول الكتاب: يتألف الكتاب 12 فصل وهم: القرآن حي النفس والروح لماذا خلقنا الله الصوفي والبحر من أنت أسلوب خطبة الجمعة إسرائيل تحرف الأناجيل العلوم الذرية والإسلام الإسلام والطب في مسألة المحير والمسير المكر الالهى عن الظاهر والباطن فكر وثقافة مجاناً PDF اونلاين الثقافة تعني صقل النفس والمنطق والفطانة حيث أن المثقف يقوم نفسه بتعلم أمور جديدة حال القلم عندما يتم بريه هذا القسم يشمل العديدة الكتب المتميزة الفكر والثقافة تتعدّد المعاني ترمي إليها العربية فهي ترجِع أصلها الفعل الثلاثي ثقُفَ الذي يعني الذكاء والفطنة وسرعة التعلم والحذق والتهذيب وتسوية الشيء وإقامة اعوجاجه والعلم والفنون والتعليم والمعارف
❞ ˝الحيوانات تستطيع أن تباشر عملية التوليد بالغريزة ، و هى تعرف كيف تقطع الحبل السرى ، و أين و متى تقطعه عن الجنين .
و الدجاجة تستطيع أن تميز البيضة الفاسدة بين البيضات التى ترقد عليها فتنبذها و تلقى بها بعيدا ، و تستطيع أن تميز البيضة الغير ملقحة من البيضة الملقحة ..
و هى تقوم بإلهام غزيرى بتقليب البيض الذى ترقد كل عدد معلوم من الساعات .. و لولا هذا التقليب لماتت الأجنة بسبب التصاقها بالقشرة .
و الفرخ الوليد يعرف أين أضعف مكان فى البيضة لينقره بمنقاره و يخرج .
و النحل يعرف كيف يبنى بيوته السداسية بدون مسطرة و بدون برجل .. و النحلات الشغالة العائدة من الحقل تقوم بعمل خريطة طبوغرافية دقيقة بمكان الزهور ، و ذلك عن طريق الرقص و عمل إشارات بحركات بطنها تدل باقى الشغالة على جغرافية المكان بدقة لا تخيب .
و أعجب من ذلك كله هو من ذلك الطب الغريزى الذى يمارسه حيوان ˝ الوارا ˝ حينما يلدغة ثعبان ، فإنه يلجأ إلى نوع من العشب الصحراوى يسميه البدو ˝ الرامرام ˝ و يحك فيه جرحه . و قد لوحظ أن هذا الحيوان لا يدخل فى معركة مع الثعبان إلاإذا كان على مقربة من هذا العشب ، فإذا لم يجد هذا العشب فإنه لا يدخل فى مواجهة مع الثعبان و يبادر بالهرب ..
و قد أثبتت التجارب أن هذا العشب يشفى بالفعل من لدغة الثعبان ، و الاسم العلمى لهذا العشب هو Htliotropium ramosismum و مفعوله العلاجى راجع إلى تأثيره على الجهاز المناعى فى الكبد .
و هذه حقائق علمية لم تعرف إلا أخيرا .. فكيف أدرك حيوان ˝ الوارا ˝ هذه الحقائق ، و من أين علم بها ..
ذلك هو الإلهام المباشر و الطب الإلهى بلا شك .
و هو مما وحى به الله للحيوان .. مصداقا للآية :
˝ و أوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتا و من الشجر و مما يعرشون ˝
. ❝
❞ “حتى الشيطان لا يستطيع أن يدخل قلبك الا اذا فتحت له الباب
وصادف اغراؤه هوى قلبك ...
ولكنه لن يستطيع أن يحملك على ما تكره مهما بلغت وسائله ...
وذلك شاهد آخر على أن الله أعتق القلب
وأعتق الضمير من كل وسائل الضغط والاكراه ...” . ❝
❞ فإن ارتقيت أكثر فإن الاستشعار الروحي يتضح أكثر وغواشي الحس تنحسر عنك أكثر وأكثر، ويخالجك اليقين بأنك لست وحدك.. وبأنك لم تكن أبدًا وحدك.. وإنما كان الله دائمًا معك.
. ❝
❞ قال الدكتور مصطفى محمود
( رحمه الله )
لا سبيل إلى تطهير النفس و تزكيتها إلا بإتقان العبادة و التزام الطاعات ، و إطالة السجود و فعل الصالحات ، و بحكم رتبة العبودية يصبح الإنسان مستحقاً للمدد من ربه ، فيمده الله بنوره و يهييء له أسباب الخروج من ظلمته ، و ذلك هو سلوك الطريق عند الصالحين من عباد الله ، بالتخلية ( تخلية النفس من الصفات المذمومة ) ، ثم التحلية ( تحلية القلب بالذكر و الفضائل ) والتعلّق والتخلّق والتحقّق . و التعلّق عندهم هو التعلّق بالله و ترك التعلّق بما سواه ، و التخلّق هو محاولة التحلّي بأسمائه الحسنى ، الرحيم و الكريم و الودود والرءوف و الحليم و الصبور و الشكور .. قولاً و فعلاً . و التحقّق هو أن تصل إلى أقصى درجات الصفاء و اللطف و المشاكلة ، فتصبح نورانياً في طباعك أو تكاد ، و لا سبيل إلى صعود هذا المعراج إلا بالعبادة و الطاعة و العمل الصالح ، و التزام المنهج القرآني و السلوك على قدم محمد العبد الكامل عليه صلوات الله و سلامه .
. ❝
❞ “وحسب المؤمن الذي يُريد أن يقف عند بر الأمان، ولا يُلقي بنفسه في وادي العماء .. أن يقول :
آمنت بكلمات الله على مُراد الله .
وما خفى عني فالله به أعلم .” . ❝
❞ « أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ ». #المؤمنون (115)
لا عبثية ولا عبث.. وما نرى حولنا من تداول الأحوال على الناس
من فقر إلى غني إلى مرض إلى عز إلى ذل إلى حوادث مفاجئة
إلى مصائب إلى كوارث إلى نجاح إلى فشل،
ليست أمورا عبثية ولا مصادفات عشوائية،
إنما هي ملابسات محكمة تدبير المدير الحكيم
يريد أن يفض مکنون النفوس ويخرج مكتومها.
« والله مخرج ما کنتم تکتمون » ۷۲ - البقرة . ❝
❞ وقد وضع الإسلام الأسس الثابتة للصحة النفسية ، وذلك بالصبر والتوكُل والتسليم والتفويض والحمد والشُكر بعد الإجتهاد وبَذل الوسع .
" قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا " .
" عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم " .
" قل يا عباديَ الذين أسرفوا على أنفسهم
لا تقنطوا من رحمةِ الله إنَّ الله يغفر الذنوبَ جميعا " .
" لا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من
روح الله إلا القوم الكافرون " .
وذلك هو الطب النفسي الإلهي الذي عجز فرسان الطب النفسي المادي أن يلحقوا به .. والذي مازال هو الباب الوحيد للسكينة والأمن حينما تُسَد جميع الأبواب .
. ❝
❞ ما أراني وجدت نفسي مرة أهفو إلى العودة إلى صبوة، أو أرغب في استعادة لذة، أو أهدهد حنينا إلى أن يكر بي العمر راجعا ليقف عند متعة عزيزة ..
ذلك ما أراني قد شعرت به أبدا ..
ربما لإحساس شديد الوضوح بأن نهر الوعي يضيق كلما رجعت إلى الوراء مع صبوات العمر .. يضيق بلذته كما يضيق بآلامه .. وأن الوعي دائما إلى اتساع، والرؤية إلى اتساع، والعقل إلى نضج، والشخصية إلى تكامل كلما تقدم العمر ..
ولهذا لا أحب أن أعود إلى نقص مهما حمل إلي هذا النقص وعودا باللذة .. فإني لا أراها اﻵن على البعد لذة ..
بل أراها مرضا وحماقة، وأرى القيم الظاهرية لتلك البورصة الدنيوية تنتكس في وجداني وكأنما تقوم قيامتي الخافضة الرافعة من اﻵن ..
فتنقلب المدلولات .. فإذا باللذة ألما، وإذا باﻷلم لذة .
وتلك صحوة لا أساوم بها على أي متاع .
وإذا كان في العمر لحظات أعتز بها فعلا .. فهي لحظات الصحو أمثال تلك اللحظة .. حينما تتراءى الحقيقة من خلف سراب الوهم وتلامس الروح السر من وراء لثام الواقع، فأرى النفوس على ما هي عليه حقا وليس كما تصفها بورصة الواقع بأسعارها الخادعه ..
وهي دائما لحظات تشملها الرجفة والرهبة والخوف من أن ينكشف جوهري أنا اﻵخر في الختام على ما لا يرضيني .. وأن أكون من أصحاب المعادن الدنيا .. التي هي حطب النار .
وذلك هو الغيب المخيف في أمر الخواتيم التي لا يعلمها إلا الله.
..
كتاب : القرآن كائن حي . ❝
❞ و الحكمة الإلهية هنا هو أن يضعك في موقف بعد موقف، و مشكلة بعد مشكلة.. و كل مشكلة تتطلب حلا.. و كل حل يتطلب اختيارا.. و كل اختيار يكشف عن حقيقتك رغما عنك مهما حاولت الاستخفاء
و بقدر ما تمتد حياتك يوما بعد يوم.. بقدر ما تتمزق عن وجهك الأقنعة.. و يظهر و يفتضح أمرك و ينتهك سرك.
و الله يعلم حقيقتك و سرك من البداية.. و لكنك أنت لا تعلم و لا تريد أن تعلم.. لأنك مدع.. و كل منا مدع..
كل منا يتصور أنه رجل طيب و أنه مستحق لكل خير، حتى الجبارون الذين شنقوا و سجنوا، و عذبوا شعوبهم تصوروا أنهم مصلحون
كل منا جاء إلى الحياة و معه دعوى عريضة مزعومة بأنه رجل صالح و طيب.
و لهذا اقتضى عدل الله أن يطلعنا على حقائقنا، حتى لا تقوم أعذار حينما يبدأ تصنيف الناس في الآخرة حسب درجاتهم.. و حتى يكون التصنيف على حسب الحقائق، و ليس على حسب المزاعم و الدعاوى . ❝
❞ لماذا وصف الله نفسه بالمكر..؟
وقال..(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين) (الأنفال)
وما الفرق بين مكر الله ومكرنا، وكيف يمكر الله..!
الله يمكر لإظهار الحقيقة. ونحن نمكر لإخفائها..
ولهذا كان مكر الله خيراً كله، ومكرنا سوءًا كله، مكر الله نور ومكرنا ظلمة، مكر الله عدل ومكرنا ظلم.
هل يمكن أن تتلبسنا الشياطين..؟
الله يقول إن الشياطين لا تتسلط إلا على أشباهها، و إنه لابد أن تكون هناك مشاكلة ومجانسة بين اثنين ليتسلط واحد على الآخر.. " شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا " (الأنعام)
-الشيطان لا يتسلط إلا على شيطان مثله، حيث يمكن التواصل والتأثر بحكم المشاكلة، أما عباد الله فلا مدخل للشيطان عليهم، فالله يقول لإبليس..
" إن عبادي ليس لك عليهم سلطان " (الحجر)
فلا حجة لمن يقول، تسلط علي الشيطان، فنحن نرد عليه قائلين .. (( لأنك شيطان مثله ))..!
ولمن يتصور أن المكر الإلهي ينافي العدل، نقول بل هو عين العدل، فالله لا يمكر إلا بماكر.." يمكرون ويمكر الله"(الأنفال)
" يكيدون كيدا، وأكيد كيدا " (الطارق)
- وحقيقة الأمر أن الله يسلط على الإنسان الذي يخفي شيئاً في نفسه إنساناً آخر يخفي شيئاً في نفسه، وهذا منتهى العدل، بل نحن أمام ميزان مضبوط تماماً، ففي كلتا الكفتين نفس ماكرة تخفي شيئاً.
ثم أنه من تماكر الإثنين بعضهما ببعض تظهر الحقيقة، وهذه هي الدنيا، ولهذا خلقها، لإحقاق الحق.
ماخلق السماوات والأرض إلا بالحق، وهذا عين الخير في أمر خلق الدنيا برغم ما يبدو من دم جريمة وشر وبشاعة، فالعبرة بالخواتيم، وشرور الدنيا زائلة مهما استحكمت، ولا أهمية لشر زائل مادام سوف يكشف لنا في الختام عن خير باق، ولو فكر الواحد منا في الأمر تفكيراً هادئاً، ولو تأمل ما يجري في الدنيا حوله في عمق، لأدرك أن الأمر جاد برغم ما يبدو في الظاهر من هزل و عبث، فكل شيء محسوب، و كل شيء يجري بموازين دقيقة، ونحن الماكرون الماهرون، وكل واحد فينا يتصور أنه يخطط بفطانة وذكاء، نحن بدون أن ندري، يكشف بعضنا بعضا، ونكشف أنفسنا من خلال مآزق الشطرنج المتوالية التي تزجنا فيها المقادير، و نفتضح عبر هذا الفعل المتسلسل الذي اسمه الدنيا حتى لا تبقى فينا باقية، ثم نموت وقد ظهر المكتوم..!
والذين يدركون تمام الإدراك لب القضية تصيبهم الرجفة من الرأس إلى القدم، إن ما يجري في هذه الدنيا ليس عبثاً
بل إن الأمر جاد بصورة مخيفة..!
..
د. #مصطفى_محمود من كتاب #القرآن_كائن_حي..📖 . ❝