█ _ محمد عبدالرحمن العريفي 2003 حصريا كتاب ❞ بطن الحوت ❝ عن دار الحميد 2025 الحوت: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ) (الأنبياء:87) لم يخبرنا القرآن كم لبث يونس يدعو قومه حتى يأس منهم وتركهم ولكنه لا يليق بنبي له عزم أن ييأس من بعد يوم أو يومين عام عامين أظن أنه ظل يدعوهم فترة تليق بعزم نبي الأنبياء نهاية الأمر وغضب وذهب ولكن أين بهذا الغضب ينشأ فشل التواصل بين البشر فالمتكلم يستطيع يوصِّل المعنى المراد إلى المستمع إما لخلل الرسالة عند فيفعل بعكس مراد المتكلم ويخلف توقعاته غضب لأن رسالته تجد صداها المرجو وتعالى اللَّه يكون غضب لأنه توقع يؤمن الناس به وبرسالته وما كان يتوقع مثل هذا فما هو إلا رسول عليه البلاغ أما التصديق فهو أمر الله هكذا وكأنه صاحب مُبلِّغها كما يجب يؤمنوا برسالته (وَإِنَّ يُونُسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ) (الصافات:139 140) وصف الكريم فِعْل بالإباق فيونس عبدٌ لله وعلاقة العبدية تقتضي انتظار السَّيد فرحيل النبي قريته إيذان بوقوع اللعنة والهلاك عليها بعدما كذَّب أهلها وأمره بالخروج رحيل فكان دون الهلاك لقومه كذَّبوه نسيان منه طبيعة علاقته بربه علاقة عبدية؛ استسلام وصبر لحكم الله(فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ) (القلم:48) (فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنْ الْمُدْحَضِينَ* فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ مُلِيمٌ) (الصافات:141 142) ركب الفلك المشحون راحلاً وجهة محددة فإذا بأحمال السفينة تثقلها فتكاد تغرق موج البحر المتلاطم وظلماته فاسْتَهَمَ القوم يقفز لعل البقية تنجو فوقعت القرعة فقفز فالتقمه وبطن لو تصورنا أنفسنا فيه مكان ضاغط خانق مظلم داخل كائن يسبح عمق بحر مضغوط بجسم ومعمي بالظلام المركَّب فلا يدري أفي نهار أم ليل ينتقل إرادة المجهول يعلم عمقه ولا مكانه يقضي وقته اللازمان ويتحرك اللامكان (فَظَنَّ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) (الأنبياء : 87) فكانت رحلته هذه ظلام واللازمان وحواسه جميعها تكاد تكون معطلة بمثابه تنبيهه النور الحق وإلى دعوته الظلام إيذاناً بتغيير منظوره الخاطئ القديم مهمته الحقة التي كلفه بها رعاها حق رعايتها أُدخِل ينتبه إذن لما سعة دنياه ضيق وأن صدره الذي ضاق بقومه فتركهم (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ بَطْنِهِ يَوْمِ يُبْعَثُونَ) (الصافات: 143 144) أتساءل اختار البعث كموعد لخروج يكن المسبحين ولم تكن بقاءه هي حياة جسده البشري الحوت؟ المقصد الخروج أصلاً الجسدي المعنوي الفكري؟ تلك الفكرة تخرج بدخول وتلك تكتمل بالمكوث الظلمات؟ لبقي ذكره ولطمست القيامة بهم أحد! (فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاء سَقِيمٌ وَأَنبَتْنَا شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ) 145 146) يخرجه الساحل يتذكر ورسالته يتذكَّر عبوديته عز وجل فيخرج وقد تآكل جلده وشعره حاله فينبت شجرة نبات زاحف تغطي السقيم العاري وتقيه ضياء الشمس يستعيد عافيته فهكذا تتداركه رحمة فيبقى مستلقياً تحت الشجرة زمناً يعيد بناء نفسه عقله أفكاره الصدمة ألمَّت فيعود ويستكمل فكما احتاج وقت كي يتعافى ويواجه فإن روحه أيضاً كانت حاجة ذلك الوقت تتعافي وتتحمل مسؤوليتها تجاه مرة أخرى التسبيح اللغة التنزيه وهو يعني السرعة والخفة الطاعة ويعني الصلاة وعبادة التسبيح العبادة الوحيدة يؤديها جميع الخلائق الحيوانات والنبات والجماد ومن مؤمنهم وكافرهم فتلك اللسان فقط بالذكر تؤديها الجوارح بالعمل وفق ما أراد لها وتؤديها الجمادات بالسير السنن سنَّها (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ۚ وَإِنْ شَيْءٍ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ حَلِيمًا غَفُورًا ) (الاسراء :44) ومثله جاء قصة أصحاب الجنة الذين منعوا إخراج صدقة حصاد جنتهم يفعل أباهم فعاقبهم بهلاك فلما رأوها هلكت ذكرهم أوسطهم بظلمهم فقال: (قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلا تُسَبِّحُونَ*قالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ) فالتسبيح عموما السير والحركة مقتضى لذا يختلف ويتنوع وبين وضعها فيها وحينما ترك وعزَّت فغضب وهجر فقد كفَّ تسبيحه تعبده ووضعه ابتلاه بظلمة تذكر وتذكر ظلمه لنفسه بهجره لواجبه استرعاه فيقدم دعائه دليلاً تذكره المهمة ثم يتبعه بالاعتراف بظلمه ولقومه بغضبه وهجره لهم الظلمات ( فما بالنا نحن ويونس نبيه اصطفاه العالمين زمنه وليس بيننا أحد مصطفى فينا يُسبِّح تسبيح ندرك أننا ظلمات حوت ليس كحوت لديه بصيرة بل ونُصِرُّ فنبقى وتبقى تصوراتنا حبيسة يبعثون ننبذ مذمومين حول قوة بالله لولا نكون المسبحين! الكتابٌ اشتمل العديد القصص المؤثِّرة لرفع الهِمَم وإعلائها ولنبذ الذنوب وتركها واجتناب المعاصي وهجرانها والقدوم سبحانه بقلوبٍ سليمة لنَيْل حسناتٍ ودرجات إسلامية متنوعة مجاناً PDF اونلاين مكتبة الكتب الاسلاميه المتنوعه التى يوجد موضوعات كثيره فى شتى فروع الدين الاسلامى وتشمل الملائكة المقدسة الرسل والأنبياء القضاء والقدر شعائر وعبادات أركان الإسلام الإحسان الجهاد الآداب والطعام الشريعة والفقه الإسلامي مصادر التشريع المذاهب الفقهية الكبرى التاريخ العصر النبوى عصر الخلفاء الراشدين الأموي العبّاسي العثماني دور الأسرة رجال واليهودية والمسيحية والعقائد الشرقية رأي غير المسلمين ) كلمة : في المقصود الاستسلام والانقياد معناها شرعاً فهو: والخضوع تعالى وأنّ المُسلم يُسِلّم أمره كُله الواحد القهار والإسلام ديانة إبراهيمية سماوية إلهية وآخر الديانات السماوية وهي ثاني حيث عدد المعتنقين الديانة المسيحيّة ولكنها أكثر مُنتشرة جغرافيّاً وجه الكُرة الأرضيّة وأنزل آخر أنزله وحفظه ليكون صالحاً كل وزمان المسلمون يؤمنون بأنّ عبادة وعدم الشرك فرض عليهم مع تصديق الرسول صل وسلم والإيمان بالقرآن وقراءته وتدبره واتباعه الواجبات بالدين الإسلاميّ أركان نطق الشهادتين "أشهد اله الا وأشهد محمداً الله الصلاة خمس صلوات اليوم الزكاة إعطاء مال للمساكين والفُقراء صوم رمضان صوم شهر كُل سنة حج البيت لمن استطاع إليه سبيلاً زيارة مكة المُكرمة وأداء مناسك الحج فُرض العُمر قال تعالى: (وَأَتِمُّوا الحَجَّ وَالعُمرَةَ لِلّهِ ) أركان الإيمان نؤمن بوحدانيّة إشراك معه الربوبية الإيمان بالملائكة الترتيب الثاني الله الإيمان باليوم الآخر إيمانه الإيمان بالقدر خيره وشره أساسيات بربوبية