█ _ عبد العظيم بن القوي المنذري زكي الدين 2000 حصريا كتاب ❞ صحيح الترغيب والترهيب ❝ عن مكتبة المعارف للنشر والتوزيع 2025 والترهيب: مقدمة: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره (١) ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا يهده الله فلا مضل له ومن يضلل هادي وأشهد أن لا إله إلا وحده شريك محمداً عبده ورسوله أما بعد فقد كنا طبعنا كتابي الفريد الحبيب "صحيح والترهيب" المجلد الأول منه طبعات آخرها الطبعة الثالثة سنة (١٤٠٩) منشورات الرياض لصاحبها الشيخ الفاضل (سعد الراشد) والآن رغب مني بارك فيه الشروع طبع بقية مجلداته وطبع قسيمه "ضعيف الترغيب" ؛ الذي لم يتيسر لي نشر شيء فيما سبق لذلك رأيت أنه الضروري إعادة النظر "الصحيح" "الضعيف" لأنني مع حرصي الشديد تحريرهما وتحقيق القول أحاديثهما المنهج العلمي الدقيق كنت تحدثت عنه مقدمة الأولى للمجلد المذكور كما ستراه المقطع (٣٤) الآتي ومع ذلك مضطراً للاعتماد التصحيح والتضعيف والتجريح والتعديل (١) قلت: يزيد بعض الخطباء هنا: "ونستهديه" ولا أصل لها هذه الخطبة الكريمة المعروفة بـ (خطبة الحاجة) طرقها التي جمعتها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رسالة وفيها بيان كان أحياناً يقرأ بعدها ثلاث آيات معروفة سور: (آل عمران) (النساء) (الأحزاب) وبعضهم يقدم منها ما شاء ويؤخر وربما زاد فيها ليس غير منتبهين خلاف هديه وأنه يجوز التصرف الأوراد ولو بتبديل لفظ يتغير المعنى انظر التعليق حديث البراء (٦ النوافل ٩) وغيرها حينما أتمكن الرجوع إلى أصوله ومصادره رجع إليها وكذلك اعتمدت غيره أيضاً بينته (٣٥) اليوم وبعد مضيّ نحو أكثر عشرين التحقيق حدثت أمور وتطورت الآراء والأفكار أوجبت المزبور انطلاقاً قولي المعروف: (العلم يقبل الجمود) أهم تلك الأمور وأسباب تطور الأفكار صدور المطبوعات والمصورات الكتب الحديثية تكن قبل كثير مصادر المشار آنفاً سبيل المثال: ١ ابن حبان: الإحسان ٢ مسند أبي يعلى ٣ كشف الأستار زوائد البزار ٤ وأخيراً أصله المسمى "البحر الزخار" حتى ثمانية أجزاء ٥ معجم الطبراني الكبير فأقول: المصادر كانت الأسباب فتحت طريقاً جديداً للتحقيق علاوة قدمت وقفت طرق وشواهد ومتابعات لكثير الأحاديث قد ضعفتها تبعاً للمنذري وغيره أو استقلالاً بالنظر أسانيد مصادرها ذكرها هو سواه فقويتها بذلك وأنقذتها الضعف ملازماً لأسانيد المذكورة الكتاب فوائد أخرى يمكن حصرها وقد نبهت بعضها بالحواشي مثلاً الحديث (١٠) (٥ الصلاة ٨) وعلى (٥) ١٢) وعلى العكس ساعدتني الطرق الجديدة اكتشاف علل قواها المؤلف غيره: كالشذوذ والنكارة والانقطاع والتدليس والجهالة ونحوها تبين خطأ عزوه كأن يطلق العزو للنسائي يعني (السنن الصغرى) والصواب الكبرى) يعزو للطبراني مطلقاً ويعني (المعجم الكبير) وهو صوابه الأوسط) (٢) ونحو ومن يكن ممكناً الوقوف جدَّت وسميتُ ساعدني تصحيح الأخطاء الهامة ترتب عليها تضعيف الصحيح براوٍ ضعيف مثل (شهر حوشب) إسناده أخطاء تظهر لولا المراجع مؤلفات حول النبوي الشريف مجاناً PDF اونلاين السنة النبوية عند أهل والجماعة ورد الرسول محمد ﷺ قول فعل تقرير صفة خَلقية خُلقية سيرة سواء البعثة (أي بدء الوحي والنبوة) والحديث والسنة هما المصدر الثاني التشريع الإسلامي القرآن وذلك خصوصا عموما مبينان لقواعد وأحكام الشريعة ونظمها ومفصلان لما جاء مجملا ومضيفان سكت وموضحان لبيانه ومعانيه ودلالاته سورة النجم: وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى Aya 3 png إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى فالحديث بمثابة حيث كونه وحياً أوحاه للنبي مرادفان للقرآن الحجية ووجوب العمل بهما يستمد منهما أصول العقيدة والأحكام المتعلقة بالعبادات والمعاملات بالإضافة نظم الحياة أخلاق وآداب وتربية قد اهتم العلماء مر العصور بالحديث جمعا وتدوينا ودراسة وشرحا واستنبطت حوله العلوم المختلفة كعلم الجرح وعلم مصطلح العلل وغيرها والتي الهدف الأساسي حفظ ودفع الكذب وتوضيح المقبول والمردود مما وامتد تأثير المجالات كالتاريخ وما يتعلق بالسيرة وعلوم التراجم والطبقات تأثيره علوم اللغة العربية والتفسير والفقه اعتنت الأمة الإسلامية بحديث منذ بداياتها وحاز الوقاية والحفظ والمحافظة الشيء الكثير نقل لنا الروة أقوال الشؤون كلها العظيمة اليسيرة بل الجزئيات يتوهم أنها ليست موضع اهتمام فنقلوا كل التفاصيل أحوال الطعام الشراب بكيفية نومه ويقظته قيامه قعوده وكان حرصهم يجتهدوا التوفيق بين مطالب حياتهم اليومية والتفرغ للعلم فعن عمر الخطاب قال: «كنت أنا وجار الأنصار بني أمية زيد وهي عوالي المدينة وكنا نتناوب النزول رسول ينزل يوما وأنزل فإذا نزلت جئته بخبر وإذا نزل » ويرجع للصحابة الفضل علم رواية وذلك وفاة انتشار الإسلام واتساع البلاد أقام الصحابة المتفرقة ينشرون العلم ويبلغون فصار علما يروى وينقل ووجد يروي بعضهم سمعوه بعدهم التابعين كانوا يروون ولم يكونوا يتوقفون قبول أي يرويه صحابي وظل الأمر الحال وقعت الفتنة أدت مقتل الخليفة عثمان عفان تبع انقسامات واختلافات وظهور الفرق والمذاهب فأخذ الدَّسُ يكثر شيئاً فشيئاً وبدأ فريق يبحث يسوغ بدعته نصوص ينسبها وعندها بدأ والتابعين يتحرون يقبلون عرفوا طريقها واطمأنوا ثقة رواتها وعدالتهم روى مسلم صحيحه مجاهد قال: «جاء بشير العدوي عباس فجعل يحدث ويقول : قال يأذن لحديثه يستمع ينظر إليه فقال: يا مالي أراك تسمع لحديثي أُحدثك تسمع؟ فقال عباس: إنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول ابتدرته أبصارنا وأصغينا بآذاننا فلما ركب الناس الصعب والذلول نأخذ نعرف» وقد أخرج أيضا سيرين قال: «لم يسألون الإسناد قالوا: سَمُّوا رجالكم» واتبعهم التابعون وتابعوهم ووضعوا قواعد علمية الأخبار ينصوا القواعد ثم فاستنبطوا منهجهم ومعرفة الرواة الذين يعتد بروايتهم بها استنبطوا شروط الرواية وطرقها وقواعد وكل يلحق هذا الركن يحمل أُلف هذا (علم الحديث) و(كتب