█ _ د الجوهرة بنت صالح الطريفي 2014 حصريا كتاب ❞ فقه دعوة الأبناء ضوء وصايا لقمان ❝ 2024 لقمان: لقمان قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ ﴾ [لقمان: 12] والذي أجمع عليه العلماء أنه كان حكيمًا بحكمة الله موصوفًا بالحكمة وهي الإصابة الأمور؛ فهي تقتضي العلمَ النافع والعمل بهذا العلم وقد بدأ تبارك وتعالى بالتعريف بلقمان ووصَفه والصلاح قبل الخوض وصاياه لابنه؛ لإشعار القارئ بأهمية هذه الوصايا اللقمانية فصاحبها ذو حكمة بالغة وعقل بالغ راجح؛ ولذلك ذكَرَها كتابه؛ ليَعمل بها المسلمون حتى تقوم الساعة فليسَت مِن قبيل السرد حاشا لله ذلك الوصية الأولى: قال تعالى عن يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ 13] هي الأولى؛ الأَولى والأهمُّ أولويات المربي الراشد العاقل الغاية التي لها خُلق الإنسان وظيفته الأساسية؛ قال وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ [الذاريات: 56] يَنشأ عبادة غير فقد خسرَ دنياه وآخرته وقضى عمره همٍّ وغمٍّ وضيق وتعاسة؛ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ [الأنعام: 125] الوصية الثاني: قال وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا وَهْنٍ وَفِصَالُهُ عَامَيْنِ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ 14] وقرَن بين الوصية وبين وعدم الشرك به وكثيرًا ما يَقرن سبحانه عبادته وحده برِّ الوالدَين؛ كقوله وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا [الإسراء: 23] وجاء هذا الاقتران لبيان سموِّ منزلة الوالدَين الثالثة: ﴿ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ صَخْرَةٍ أَوْ السَّمَوَاتِ الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا لَطِيفٌ خَبِيرٌ 16] بعد أن خاطب وجدان ابنه السابقة يَستكمِل الخطاب فيَبعث نفسه الوازع مراقبة حدود والوقوف عند زواجره والتزام أوامره بغضِّ النظر وجود الرقابة الخارجية من أفراد وقوانين وسلطات وغير ومن الثابت عمليًّا لا نجاح لأي نظام رقابي يَرعى تَنمية رقابة الذات فمع القوانين واللوائح تَحدث الجرائم منها يُكشف ويفتضح أمرها ومنها تظل مستورة يعلم إلا ناهيك جرائم العمل تكاسل ورشوة وغيره فلكل فرد خلوات وانفرادات مع يستطيع خلالها خرق الحدود والقوانين بحيث يَردعه استحضار له الرابعة: ﴿ أَقِمِ الصَّلَاةَ 17]: يوجِّه إلى أداء العبادات وعمل الطاعات واختصَّ الصلاة دون سائر العبادات؛ لأن العبادة الجامعة لكل أنواع والطاعات صوم وحج وإحسان وغيره؛ فالمصلي يقصد بيتًا بيوت ليؤدي فيه كما يمتنع الطعام والشراب أثناءها وما يفعله حركات يُزكِّي فضلاً أهميتها؛ حيث لم يفرضها الأرض كغيرها وإنما فرضت السماء بلا واسطة المصطفى صلى وسلم كونها عذر تركها أكثر أداءً؛ تُقام شريعة الإسلام خمس مرات اليوم والليلة باستثناء النوافل؛ لذا اختصَّها بالذِّكر الوصية الخامسة: قال وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ مَا أَصَابَكَ ذَلِكَ عَزْمِ الْأُمُورِ 17] يوجه يثبت ويرسِّخ عنده المعروف ويمنع عنه المنكر؛ خلال الدعوة والنهي المنكَر؛ إذا دعا شيء جمع المعلومات الكثير واستخدم كل مداركه وقدراته سبيل دعوته إليه ومِن ثَمَّ فهو أولى الناس بالالتزام وهذا هو الحال النهي المُنكَر؛ فالناهي بدَّ مضارَّه أجدر اجتنابه تُصبِح بمثابة الدرع الواقي والحِصن الحصين الذي يَحمي الأولاد الزيغ والهلاك والدعاة مجاناً PDF اونلاين ركن خاص بكتب مجانيه للتحميل والدعاة مشكلات ليس فقط بالكتيب يحوي القيم والمبادئ يجدر بكل طالب علم أو يقف علي باب إلي يقرأها ويتعلم فيها بل إنه –علي أرى– لابد وأن يكون منهجًا قويمًا تسير المؤسسات والهيئات والجمعيات المسؤولة أي بلد البلدان دين هذه مكانة لايمكن أبدًا لمثل الأعمال توضع أدنى