█ _ أحمد خالد توفيق 2011 حصريا رواية ❞ داء الأسد ❝ عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر 2024 الأسد: يمكنني سماع صوت الأجراس تسمعها معي ؟ ترن ترن إنهم المجذومون يمشون شوارع مدن القرون الوسطى الأوروبية كل مجذوم أن يحمل جرسا ينذر به الناس عندها يرتجف الأطفال خوفا وتهرع ربات البيوت يضعن الأبواب أرغفة الخبز وآنية الماء ثم يغلقن لأن موكب المشئومين قادم يشعلون النار وينتظرون وهم يرتجفون أنا من بينهم لا يمكنك ترى وجهي لأنه مغطى بعباءة لكنك لمحات معينة تملأ نفسك ذعرا سلسلة روايات سافارى مجاناً PDF اونلاين سافاري هي أدبية تدور أجواء طبية بطلها د علاء عبد العظيم ومؤلف القصص هو بدأ إصدارها عام 1996 (سافاري) مصطلح غربي مأخوذ اللغة السواحلية وهي كلمة عربية محرفة (سفريّة) وحين يتحدثون الـ(سافاري) فهم رحلات صيد الوحوش أدغال (إفريقيا) لكن وحدة (سافاري) التي سنقابلها ها هنا كانت تصطاد المرض القارة السوداء ووسط اضطرابات سياسية تنتهي وبيئة مُعادية وأهال متشككين بطلنا الذي سنُقابله دومًا ونألفه ونتعلم نحبه (علاء العظيم) شاب مصري ككل الشباب اختار أب يبحث ذاته بعيدًا وسط (الكاميرون) وفي بيئة غريبة وأمراض أغرب وأخطار دقيقة وفي هذه الروايات نقرأ مذكرات (علاء) نعيش معه ذلك العالم العجيب لم تنجح الحضارة تبديد معالمه سنلقى الكثير الفيروسات القاتلة والسحرة المجانين وأكلة لحوم البشر والمرتزقة الذين يمزحون وسارقي الأعضاء البشرية والعلماء المخابيل هذا ونلقى محاولات طبيبنا الشاب كي يظل حيا وكي يستطيع الوقت طبيبًا تعالوا نلحق بوحدة تعالوا ندخل الأدغال ونجوب (السافانا) ونتسلق البراكين نواجه مع فريق أبطال السلسلة من بين كتابات فإن أقرب الشخصيات إلى البطل تعارف عليه القراء نشأ مصر وهاجر منها بعد متوجها الكاميرون حيث يعمل سفاري هناك وهذه الوحدة منظمة شبيهة بمنظمات أطباء بلا حدود مفردات عالم الطب والسحر والغابة مساعدون برنادت الطبيبة الرقيقة صارت مدام آرثر شيلبي طبيب الأمراض الحارة المتبختر يصلح كممثل بارتلييه رئيس طيب القلب أبراهام ليفي الإسرائيلي عدو "علاء" اللدود بودرجا المترجم الدائم ديفيد جيديون إنجليزي يهودي مشرح تراه ضوء الشمس إلا نادراً شارل سينيورية الفرنسي مدير الكينية الحالي ستيجوود بسام : تونسي وصديق الحميم آخرون
❞ يمكنني سماع صوت الأجراس .. هل تسمعها معي ؟
ترن ترن ترن ..
إنهم المجذومون يمشون في شوارع مدن القرون الوسطى الأوروبية .. على كل مجذوم أن يحمل جرسا ينذر به الناس .. عندها يرتجف الأطفال خوفا ، وتهرع ربات البيوت يضعن على الأبواب أرغفة الخبز وآنية الماء ، ثم يغلقن الأبواب. لأن موكب المشئومين قادم ..
يشعلون النار وينتظرون وهم يرتجفون خوفا ..
أنا من بينهم .. لا يمكنك أن ترى وجهي لأنه مغطى بعباءة ..
لكنك ترى لمحات معينة تملأ نفسك ذعرا .˝˝˝˝˝˝˝' . ❝
❞ أنا أكره هذه المهنة .. أكرهها ..
لا أريد أن أكون طبيباً بعد اليوم ..
السباك و سائق التاكسى و النجار يعدون بشىءٍ و يقدمونه لك و يعرفون أنهم قادرون على تحقيقه، أما أنا فقد سئمت هذه الوقفة البلهاء و العجز على وجهى . ❝
❞ لقد أصاب الجُذام روحى .. تصوُر هذا عسير لكنه ما حدث فعلا ..
روحى فقدت الإحساس ثم امتلأت بالقروح .. و تعفنت و انبعثت منها رائحة كريهة ..
لم أعد راغبا فى الحياة حتى لو شُفيت من هذا المرض . ❝
❞ قلت له:
- هناك حل عبقرى يجب أن تعرفه و هذا الحل اسمه التعود .. سوف تعتاد الأمور و لسوف تنسى مشاعرك مع الوقت
- و هل التعود إرادى؟
- "لا .. لكنه يأتى إذا تأهبت له .. إنه يشبه النوم .. لا تدرى متى جاء لكنك تصحو مع ضوء الشمس متسائلاً كيف غبت عن وعيك . ❝
❞ عندما يصير الاحتفال بعيد الميلاد نوعا من الاحتفال بخطوة أخرى نحو القبر .. أعتقد أن الكائنات الوحيدة المسموح لها بهذا الاحتفال هم الأطفال .. كل عيد ميلاد يقترب منهم من قمة الجبل .. هذا نصر جديد .. بعد هذا يصير كل عيد ميلاد خطوة أخرى نحو القاع . ❝
❞ عندما يصير الإحتفال بعيد الميلاد نوعا من الإحتفال بخطوة أخري نحو القبر .. أعتقد أن الكائنات الوحيدة المسموح لها بهذا الإحتفال هم الأطفال .. كل عيد ميلاد يقترب منهم من قمة الجبل .. هذا نصر جديد .. بعد هذا يصير كل عيد ميلاد خطوة أخري نحو القاع . ❝
❞ ترن .. ترن ..
أفسحوا الطريق .. هناك مجذوم آخر قادم ..
ضعوا الخبز على الأبواب حتى لا تحل بكم اللعنة و اشكروا الله على أنكم لستم أنا . ❝
❞ إن المخ البشرى عجيب فى قدرته على التكيف و التعود .. لو أرغموك على معانقة غوريلا مليئة بالبراغيث يومياً لمدة عام، لشعرت عندما يوقفون ذلك بأنك تفتقدها . ❝
❞ وابتسمت ..
وتمنيت ألا يرى أحد ابتسامتي ..
لقد رأيت في حياتي أفخم القصور في ( سكوتلندا ) ، وأرقى الفنادق في ( چينيف ) ..
لكن هذا الجو المصري الحميم ما زال يثير حنينًا شديدًا في أعماقي . ❝
❞ نفس الجلسات لنفس الفنانين و نفس المقالب.. عندما أرى هذه الجلسات أشعر بأنهم يقولون لنا : ˝ هكذا يتكلم أسيادكم و هكذا يمزحون.. هذا هو الشيء الوحيد الجدير بالمشاهدة يا أولاد الفقرية . ❝
❞ أمس راقبت ذبابة سقطت في خيوط عنكبوت .. كانت في البداية تتصرف بخيلاء وثقة. كانت تعتقد أنها حرة، وأن بوسعها التملص بشىء من الجهد الصادق .. ذبابة قوية مثلها لن تعوقها خيوط من حرير لا يمكن كتابة سمكها علي الورق .. لكنها بدأت تقلق .. بدأت تتوتر عندما عرفت أن كل حركة جديدة تقيدها أكثر .. لابد أن ربع ساعة قد مرت وهي تزداد تورطاً، وفي النهاية عرفت أن عليها أن تصاب بالذعر .. بدأت ترفرف بجناحيها بقوة وتطن بصوت مسموع وعال، حاسبة أن هذه الهستيريا سوف تحقق ما عجزت عنه .. لا جدوي .. لا جدوي.. لكن كان لطنينها نتيجة واحدة أكيدة، هي أن الذبذبات وصلت إلي العنكبوت .. لقد جاء من مكان ما، ووقف علي طرف النسيج يختبره بقدم .. تأكد من أنه متين، ثم اتجه نحو الذبابة .. كأنه كابوس يمشي علي ثمان أقدام .. لهذا يصاب الناس بالأراكنوفوبيا .. هذا المخلوق جدير بأن يستأثر لنفسه بنوع كامل من الفوبيا .. بحركات رشيقة مدروسة راح يدور حولها ليحكم الكفن الحريري. دورة. دورتان.. ثلاث دورات .. الخيط يخرج ويلتف أكثر والذبابة لم تعد مرئية تقريباً ... وفي النهاية دنا منها ليحقنها بالسم .. وسرعان ما همدت وبدأت عملية الإمتصاص .. غدًا تهب الريح وتهدم جزءًا من النسيج .. لو فتحت هذا الكفن لوجدت هيكل ذبابة بعد ما امتص منها عصارة الحياة ... هيكلاً يتهشم لو نفخت فيه .. الذبابة المغرورة التي حسبت أنها تملك إرادتها .. لكن الغرور كان مفيدًا للعنكبوت .. لابد أن تجن الذبابة وتحسب نفسها حرة . ❝
❞ مهما اعتقدت في نفسك الموضوعية، وأنك أبرع وأذكى من أن يصيبك الغرور، فثمة لحظة لا شك فيها تفقد فيها تلك الدفة وتعتقد أن ما تقوم به هو الشيء الصحيح فقط. الآخرون مضللون لا يفهمون.
جربت هذا الشعور المقيت ذات مرة، عندما حضرت إحدى حفلات التكريم في مكتبة مشهورة، وكما يوضح العنوان فهو حفل تكريم، فلا مجال للمناقشة أو الانتقاد، وإنما هو حشد من ذكر المآثر والنقاط الإيجابية. ظللت جالسًا لمدة ساعة أصغي لعبارات الإطراء التي لا أستحق ربعها. صدق أو لا تصدق: شعرت بروحي تضيق وأفقي يضيق، ورأيت صورة وهمية لنفسي أكبر بمراحل من صورتي الحقيقية.
بدأت أعتقد أنني معصوم وأن من يجادلني مغيب لا يعي ما يقول. لقد ضاق صدري بأي انتقاد أو لوم مهما كان بسيطًا واهيًا، مع أنني دخلت المكان أقرب للتواضع والميل لتقليل شأن الذات. لهذا – وقد شعرت بأن نفسيتي تتغير فعلاً – بدأت أشكر الحضور ثم أتحدث عن النقاط السلبية التي لا تروق لي في شخصي وفي كتاباتي. تذكرت هنا ما يفعله بعض المتصوفين عندما يعمدون إلى تقبيل أيدي الفقراء على سبيل كسر كبرياء النفس. والنقطة الأخطر هي أن غرورًا من نوع آخر بدأ يتكون في ذاتي: الغرور لأنني متواضع ولأنني أفعل هذا كله!.
عندما عدت لبيتي خطر لي أن الأمر كان شبيهًا بالسحر.. هذا التغيير أحدثته في نفسي بعض عبارات الإطراء لمدة ساعة فقط، فأي اضطراب وتشويه يحدث لمسئول كبير عندما يتلقى المديح طيلة حياته، وهذا المديح قد يرتفع جدًا ليدنو من العبادة؟. لا شك أن لدينا – معشر المصريين والعرب عامة – استعدادًا فطريًا لإفساد كل مسئول بهذا المدح الزائد.. كل أفكاره عبقرية.. كل أعماله إنجازات.. كل خصومه مغيبون أو عملاء.. في النهاية أنت تخلق صنمًا لا يقبل النقاش ولا يعترف بالخطأ. لا شك في أن نقطة البدء الصحيحة تكمن في اعتبار الوزير أو الرئيس شخصًا عاديًا يرتكب أخطاء، ولابد من مصارحته بها.
في أعوامه العشرة الأولى كان حسني مبارك قابلاً للنقاش وكان يصغي لمعارضيه، ويعرف ما تقوله صحف المعارضة، ثم نال منه السحر المصري الشهير فلم يفلت من عقدة (كلي القدرة والحكمة) هذه . ❝