█ حصرياً جميع الاقتباسات من أعمال المؤلِّف ❞ مصطفى حمدي ❝ أقوال فقرات هامة مراجعات 2024 ❰ له مجموعة الإنجازات والمؤلفات أبرزها مذكرات هاني شنودة الناشرين : دار ريشة للنشر والتوزيع ❱
❞ يذكرني هاني شنودة بكبار المبدعين الذين يحملون بداخلهم حسًّا نقديًّا رفيعًا وأصيلًا أصدق من مائة ناقد محترف! كل مبدع أصيل بداخله ناقد كبير حقيقي متوارٍ لا يظهر إلا عند الضرورة ليكشف جمالية لحن رائع أو يفسر طبيعة صوت غنائي وخصوصيته (انظر مقارنته الدقيقة بين لوني أداء عمرو دياب ومحمد منير في بدايات كل منهما، هذه المقارنة التحليلية لا تصدر إلا عن مبدع وناقد كبير جدًّا وممتلك تمامًا ناصية المعرفة التي يتقنها موهبة ودراسة وممارسة).
كنت أحب هاني شنودة وأحب موسيقاه.. الآن أحببته أكثر وأكثر، وأزعم أنني أعدت اكتشاف موسيقاه الرائعة بعين جديدة وإحساس بالجمال لا يزول . ❝
❞ من أهم ما يستشفه قارئ الكتاب الذكي الحصيف ذلك الحس الاجتماعي القوي في فكر ورؤية هاني شنودة وهو يبدع ألحانه ويؤلف موسيقاه؛ بداخله فنان مبدع يطمح للعبقرية وإن اتهم بالجنون! (يردد أكثر من مرة عبر صفحات الكتاب مقولة الفيلسوف ثيروندايك إن ˝الفرق بين العبقري والمجنون هو النجاح˝، ويعتبرها أحد أهم مفاتيح الحياة والتطور والنجاح في مسيرته)
خيط رفيع للغاية يفصل بين البساطة الخادعة والسلاسة الممتعة وبين العمق الاجتماعي الواعي تماما بضرورة تمثيل هموم وآلام وآمال وطموحات هؤلاء الناس الذين يبدع لهم، ويستلهمهم ويتوجه إليهم؛ ولا يغيبون عنه لحظة . ❝
❞ كان سائقو التاكسي يرفعون صوت الأغنية في (كاسيتات) سياراتهم وهم يمرون أمام عساكر المرور والضباط في الإشارات، ويستفزونهم وهم يغنون (مولد وصاحبه غايب)، الجملة في حد ذاتها كانت أشبه بصفعة على وجه صاحب المولد الغايب أو المتغيب عن أداء دوره، ولهذا وبعد أسبوعين فقط من طرح الشريط بالأسواق وصلت تقارير للرئيس السادات بما يحدث في الشارع، فأعلن إعادة الانضباط للشارع المصري، وأمر بنزول حملات مرورية في كل شوارع العاصمة لضبط حركة المرور، وإيقاف السائقين المخالفين.. كان السادات بهذه القرارات يعلن على الملأ أن المولد صاحبه حاضر ولم يغب، كأنه يرد على صرخة عدوية التي هزت الرأي العام˝. (ص 73، 74) . ❝
❞ هذا الكتاب الذي اتخذ شكل حوار مطول أجراه الصحفي النابه مصطفى حمدي مع واحدٍ من أصحاب التجارب الرفيعة؛ رفيعة المقام فعلًا، وعالية القيمة في تاريخنا الموسيقي المعاصر؛ هو لم يُكتب كمذكراتٍ في الأساس، إنما استطاع مؤلفه بذكاء وحنكة أن يحيل المادة المهمة التي تجمعت تحت يديه من جراء المقابلات والأحاديث والحوارات التي جمعته بالموسيقار العبقري هاني شنودة إلى ما أسماه مذكرات هاني شنودة؛ رتبها وأعاد صياغتها في إطارٍ محكم منظم يقوم فيه بدور الراوي المعلق، ثم يتيح الفرصة كاملة لصاحب المذكرات أن يتحدث ويفصح ويحلل ويروي ويفضفض بصوته الخالص ونبراته الخاصة وتعبيراته المدهشة.
استطاع بأمانة ودقة أن يستخلص منها مراحل ومحطات رئيسية في مسيرة حياته الحافلة والعامرة؛ توقف عند الشخصيات الملهمة والمكتشفة على يديه، حلَّل بذكاء ووعي النقلات الفنية والمراحل التطورية في مسيرة الموسيقار الموهوب؛ تلحينا وتوزيعا، عزفا وغناء، موسيقى تصويرية، وتتراتٍ درامية وسينمائية وبرامجية.. كما حدد بدقة مجالات إسهاماته التلحينية، وعطاءاته التجديدية؛ واكتشافاته للأصوات التي بقيت وستبقى شاهدة على نقاء الحس وصدق البصيرة وإشعاع الموهبة . ❝