█ حصرياً جميع الاقتباسات من أعمال المؤلِّف ❞ محمد الفحام وسيد سابق ❝ أقوال فقرات هامة مراجعات 2025 ❰ له مجموعة الإنجازات والمؤلفات أبرزها حياة وأخلاق الأنبياء الناشرين : دار اقرأ للنشر والتوزيع ❱
تنبيه: متصفحك لا يدعم التثبيت على الشاشة الرئيسية. ×
المراد بحُسْن الخُلُق في الاصطلاح الشرعي: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى.
فإن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات.
وقد خص اللّه جل وعلا نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بصفات جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب.
أدلة حُسْنُ الخُلُق من القرآن الكريم:
قال الله سبحانه وتعالى في سورة القلم ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾.
وقال تعالى في سورة آل عمران: ﴿ وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين ﴾. وهذه من صفات المتقين الذين أعد الله لهم الجنة.
وقال تعالى في سورة الشورى: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ ﴾.
وقال تعالى في سورة آل عمران: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾.
وقال تعالى في سورة الأعراف ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِين ﴾.
أدلة حُسْنُ الخُلُق من السنة النبوية:
حث النبي صلى الله عليه وسلم على حسن الخلق، والتمسك به، وجمع بين التقوى وحسن الخلق، فقال عليه الصلاة والسلام: "أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى اللّه وحسن الخلق" (رواه الترمذي والحاكم).
الأثر العظيم والثواب الجزيل لهذه المنقبة المحمودة والخصلة الطيبة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم " (رواه أحمد).
وعدَّ النبي صلى الله عليه وسلم حسن الخلق من كمال الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام: "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً" (رواه أحمد وأبو داود).
ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم "أحب الناس إلى اللّه أنفعهم، وأحب الأعمال إلى اللّه عز وجل، سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي ديناً، أو تطرد عنه جوعاً، ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهراً " (رواه الطبراني).
وقال عليه الصلاة والسلام: "اتق اللّه حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحُها، وخالق الناس بخُلق حسن" (رواه الترمذي).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما دعاه أحد من أصحابه ولا من أهل بيته إلا قال: لبيك، فلذلك أنزل الله عز وجل: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾.
والمسلم مأمور بالكلمة الهيِّنة الليِّنة لتكون في ميزان حسناته قال عليه الصلاة والسلام: "والكلمة الطيبة صدقة" (متفق عليه).
بل وحتى التبسم الذي لا يكلف المسلم شيئاً، له بذلك أجر: "وتبسمك في وجه أخيك صدقة" (رواه الترمذي).
صفات حسن الخُلق:
أن يكون الإنسان كثير الحياء، قليل الأذى.كثير الصلاح، صدوق اللسان قليل الكلام.
كثير العمل، قليل الزلل، قليل الفضول. براً وصولاً، وقوراً، صبوراً، شكوراً، راضياً، حليماً، رفيقاً، عفيفاً، شفيقاً. لا لعاناً ولا سباباً، ولا نماماً ولا مغتاباً، ولا عجولاً ولا حقوداً ولا بخيلاً، ولا حسوداً. بشاشاً هشاشاً، يحب في اللّه، ويرضى في اللّه، ويغضب في اللّه.
أدعية حُسن الخُلق:
لكي يصل الإنسان إلى هذه المرتبة الإيمانية لا بد من التضرع لله بالدعاء فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل الله تعالى حسن الخلق، فروى أحمد في المسند من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "اللهم كما حسنت خلقي فحسن خلقي".
وفي دعاء الاستفتاح الطويل الذي أخرجه مسلم من حديث علي - رضي الله عنه - أنه صلى الله عليه وسلم كان يقول: "واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت".
وفي سنن أبي داود من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو ويقول: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشِّقَاقِ، وَالنِّفَاقِ، وَسُوءِ الْأَخْلَاق".
إلى نحو هذا من الدعوات، فالزم هذه الدعوات ونحوها، وأكثر من الدعاء بأن يحسن الله خلقك ويرزقك الصبر على أولادك والحلم وكظم الغيظ.
وحسن الخلق يكون مع الله ويكون مع عباد الله.
أما حسن الخلق مع الله:
فهو الرضا بحكمه شرعاً وقدراً، وتلقي ذلك بالانشراح وعدم التضجر، وعدم الأسى والحزن، فإذا قدر الله على المسلم شيئاً يكرهه رضي بذلك واستسلم وصبر، وقال بلسانه وقلبه:
رضيت بالله رباّ، وإذا حكم الله عليه بحكم شرعي؛ رضي واستسلم، وانقاد لشريعة الله عزّ وجلّ بصدر منشرح ونفس مطمئنة، فهذا حسن الخلق مع الله عزّ وجلّ..
أما حسن الخلق مع الخَلق:
فيحسن الخُلق معهم بما قاله بعض العلماء: كف الأذى، وبذل الندى، وطلاقه الوجه، وهذا حسن الخلق.
كف الأذى بألا يؤذي الناس لا بلسانه ولا بجوارحه، وبذل الندى يعني العطاء، يبذل العطاء من مال و علم وجاه وغير ذلك، وطلاقة الوجه بأن يلاقي الناس بوجه منطلق، ليس بعبوس، ولا مصعّرٍ خده، وهذا هو حسن الخلق.
فإن الأخلاق في دين الإسلام عظيم شأنها عالية مكانتها، ولذلك دعا المسلمين إلى التحلي بها وتنميتها في نفوسهم، وهي أحد الأصول الأربعة التي يقوم عليها دين الإسلام وهي: الإيمان والأخلاق، والعبادات، والمعاملات، ولذا نالت العناية الفائقة الكبرى والمنزلة العالية الرفيعة في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله.
بل إن الأخلاق الكريمة تدعو إليها الفطر السليمة، والعقلاء يجمعون على أن الصدق والوفاء بالعهد والجود والصبر والشجاعة وبذل المعروف أخلاق فاضلة يستحق صاحبها التكريم والثناء، وأن الكذب والغدر والجبن والبخل أخلاق سيئة يذم صاحبها.
يجب علينا أن نقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم في كل شؤونه ومن ذلك حسن الخلق.
عن النواس بن سمعان، أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن البر فقال: «حسن الخلق»، فقال: ما الإثم؟ قال: «ما حاك في نفسك وكرهت أن يعلمه الناس».
يقول المؤلف في بداية هذا الكتاب الهام أن سبب تأليفه ما رآه من رواج أحد الكتب التي تدعي أن الأديان معادية للأخلاق وأن الأنبياء لا خلاق لهم ذلك أن الأديان تدعو إلى الزهد والتبتل والرهبانية وأن الاعتزال والرهبانية معناهما الانقطاع عن الناس، وغير ذلك من التهاويل والأباطيل التي روجها، ما دفع المؤلف لتقديم هذا الكتاب ليحدثنا عن الأنبياء في القرآن الكريم وأخلاقهم، وأخلاق القرآن، وأخلاق الأمم، ويعرض لنا الكثير من قصص الأنبياء ليحدثنا عن أخلاقهم بداية من سيدنا آدم عليه السلام وصولًا إلى خاتم النبيين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
المراد بحُسْن الخُلُق في الاصطلاح الشرعي: طلاقة الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى عن الناس، هذا مع ما يلازم المسلم من كلام حسن، ومدارة للغضب، واحتمال الأذى.
فإن مكارم الأخلاق صفة من صفات الأنبياء والصديقين والصالحين، بها تُنال الدرجات، وتُرفع المقامات. وقد خص اللّه جل وعلا نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بصفات جمعت له محامد الأخلاق ومحاسن الآداب